مناقب الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام

أبي الحسن علي بن محمّد الشافعي [ ابن المغازلي ]

مناقب الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام

المؤلف:

أبي الحسن علي بن محمّد الشافعي [ ابن المغازلي ]


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الأضواء
الطبعة: ٣
الصفحات: ٣٦٥

شيخ صالح من أهل مكّة ، حدّثنا دينار بن عبد الله الأنصاريّ ، حدّثنا محمّد بن جنيد ، عن الأعمش ، عن ثابت ، عن أنس قال : قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) : كنت ذات يوم في المسجد أصلّي ، إذ هبط عليّ ملك له عشرون رأسا ، فوثبت لأقبّل رأسه ، فقال : مه يا محمّد أنت أكرم على الله من أهل السّماوات وأهل الأرضين أجمعين ، وقبّل رأسي ويدي فقلت : حبيبي جبرئيل ما هذه الصورة الّتي لم تهبط عليّ في مثلها قطّ؟ قال : ما أنا بجبرئيل ولكن أنا ملك يقال لي محمود ، بين كتفي مكتوب «لا إله إلّا الله محمّد رسول الله» بعثني الله أزوّج النّور بالنّور قلت : ما النّور؟ قال : فاطمة من عليّ ، وهذا جبرئيل وإسرافيل وإسماعيل صاحب السّماء الدّنيا وسبعون ألف ملك من الملائكة قد حضروا.

فقال النبيّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله) : يا عليّ قد زوّجتك على ما زوّجك الله من فوق سبع سماواته ، ثمّ التفت النبيّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله) إلى محمود فقال : منذ كم كتب هذا بين كتفيك؟ فقال : من قبل أن يخلق الله آدم بألفي عام ، وناوله جبرئيل قدحا فيه خلوق من الجنّة وقال : حبيبي مر فاطمة أن يلطخ رأسها وبدنها من هذا الخلوق ، فكانت فاطمة (عليها‌السلام) إذا حكّت رأسها شمّ أهل المدينة رائحة الخلوق (١).

٣٩٧ ـ أخبرنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن عثمان ، أخبرنا أبو محمّد عبيد الله بن محمّد بن عابد الخلّال ، حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد البراثيّ حدّثنا الحسن بن حمّاد سجادة ، حدّثنا يحيى بن معلّى ، حدّثنا سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن أنس : أنّ أبا بكر خطب فاطمة إلى النبيّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله) فلم يردّ إليه جوابا ، ثمّ خطبها عمر فلم يردّ إليه جوابا ، ثمّ جمعهم فزوّجها عليّ بن أبي طالب. وقيل : أقبل على أبي بكر وعمر فقال: إنّ الله ـ عزوجل ـ أمرني أن أزوّجها من عليّ ، ولم يأذن لي في إفشائه إلى هذا

__________________

(١) أخرجه من طريق مؤلفنا ابن المغازلي نقلا عن كتابه الذي بين يديك الشيخ عبد الله الشافعي في مناقبه المخطوط ١٨٦ ، وفي الباب حديث عليّ (عليه‌السلام) ، أخرجه الخوارزمي في المناقب ٢٣٨ ، ولكن ذكر فيه أن الملك كان أسمه صرصائيل ، وحديث نزول الملك تراه أيضا في ذخائر العقبى ٣٣ قال : خرجه الغسّاني.

٢٨١

الوقت ، ولم أكن لأفشي ما أمر الله ـ عزوجل ـ به (١).

٣٩٨ ـ أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن محمّد بن غسّان البصريّ إجازة : أنّ أبا يعقوب يوسف بن يعقوب النّجيرميّ حدّثهم قال : حدّثنا يعقوب بن غيلان، حدّثنا أحمد بن عبدة ، حدّثنا سفيان ، حدّثنا حميد بن عبد الرّحمن ، عن أبيه ، عن عبد الكريم بن سليط ، عن ابن بريدة ، عن أبيه : أنّ عليا (عليه‌السلام) لمّا خطب فاطمة عليها‌السلام قال النبيّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) : مرحبا وأهلا اللهمّ بارك له وبارك عليها (٢).

٣٩٩ ـ أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد الوهّاب إجازة ، أخبرنا أحمد بن عليّ بن جعفر الخيوطيّ ، حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ ، حدّثنا أحمد بن أبي خيثمة ، حدّثنا الحسين بن حمّاد ، حدّثنا يحيى بن يعلى الأسلمي ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك قال : جاء أبو بكر إلى النبيّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) فقعد بين يديه فقال : يا رسول الله قد علمت مناصحتي [وقدمي في الإسلام ، وإنّي وإنّي ... قال : وما ذاك؟ قال :] تزوّجني فاطمة؟ قال : فسكت عنه أو قال : فأعرض عنه ، قال : فرجع أبو بكر إلى عمر فقال : هلّكت وأهلكت قال : وما ذاك؟ قال : خطبت فاطمة إلى النبيّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله) فأعرض عنّي ، قال : مكانك حتّى آتي النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فأطلب منه مثل الّذي طلبت.

فأتى عمر النبيّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله) فقعد بين يديه فقال : يا رسول الله قد

__________________

(١) أخرجه أيضا الشيخ عبد الله الشافعي في مناقبه ١٨٦ من طريق مؤلفنا ابن المغازلي.

(٢) أخرجه الحافظ النسائي في عمل اليوم والليلة بالإسناد إلى أبي غسان النهدي مالك بن إسماعيل ، عن عبد الرحمن بن حميد أبي حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي بعين السند واللفظ ، وخرّجه عنه ابن السني في عمل اليوم والليلة ١٦٣ ، وابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب ٦ / ٣٧٣ ترجمة عبد الكريم بن سليط ، وهكذا أخرجه ابن سعد في الطبقات ٨ / ١٢ بعين السند ، والحافظ الطبراني في المعجم الكبير ٦١ نسخة جامعة طهران ، وأخرجه المحب الطبري في الذخائر ٣٣ وقال : خرّجه أبو عبد الرحمن النسائي والدولابي ، وأخرجه الهيتمي في مجمع الزوائد ٩ / ٢٠٩ وقال : رواه الطبراني والبرار بنحوه ، ورجالهما رجال الصحيح غير عبد الكريم ابن سليط وثقه ابن حبان ، وأخرجه ابن الأثير الجزري في أسد الغابة ٥ / ٥٢١ ، وابن حجر العسقلاني في الإصابة ٤ / ٣٦٦ من طريق الدولابي في كتابه الذرية الطاهرة بعين السند.

٢٨٢

علمت مناصحتي وقدمي في الإسلام وإنّي وإنّي ... قال : وما ذاك؟ قال : تزوّجني فاطمة ، قال : فأعرض عنّي. قال : فرجع عمر إلى أبي بكر فقال : إنّه ينتظر أمر الله فيها. فانطلق بنا إلى عليّ حتّى نأمره يطلب الّذي طلبنا.

قال عليّ : فأتياني وأنا أعالج فسيلا فقالا : ألّا أتيت ابن عمّك تخطب ابنته؟ قال : فنبّهاني لأمر فقمت أجرّ ردائي طرفا على عاتقي وطرفا على الأرض حتّى أتيت النبيّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله) ، فقعدت بين يديه فقلت : يا رسول الله قد علمت قدمي في الإسلام ومناصحتي وإنّي وأنّي ... قال : وما ذاك يا عليّ؟ قال : تزوّجني فاطمة ، قال : وما عندك؟ قال : قلت : عندي فرسي ودرعي ، قال : أمّا فرسك فلا بدّ لك منها ، وأما درعك فبعها. فبعتها بأربعمائة وثمانين درهما فأتيته بها فوضعتها في حجره ، فقبض منها قبضة فقال : يا بلال أبغنا بها طيبا ، قال : وأمرهم أن يجهّزونها ، فجعل لها سريرا مشرّطا بالشّرط ، ووسادة من أدم حشوها ليف ، وملء البيت كثيبا ـ يعني رملا ـ وقال لي : إذا جاءتك فلا تحدث شيئا حتّى آتيك.

قال : فجاءت مع أمّ أيمن حتّى قعدت في ناحية البيت وأنا في جانب البيت ، قال : وجاء النبيّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) فقال : هاهنا أخي؟ فقلت له : أخوك وقد زوّجته ابنتك؟ [قال : نعم] ، فدخل فقال لفاطمة : ائتني بماء ، فقامت إلى قعب في البيت فجعلت فيه ماء ، فأتته به فمجّ فيه ، ثمّ قال لها : قومي فنضح على رأسها وبين ثدييها وقال : اللهمّ إنّي أعيذها بك وذرّيّتها من الشّيطان الرّجيم ، ثمّ قال لها : أدبري فأدبرت ، فنضح بين كتفيها وقال : اللهمّ إنّي أعيذها بك وذرّيّتها من الشيطان الرّجيم.

ثمّ قال : ائتني بماء فعلمت الّذي يريد ، فقمت فملأت القعب ماء فأتيته به ، فأخذ منه بفيه ثمّ مجّه فيه ثمّ صبّ على رأسي وبين ثديي ثمّ قال : اللهمّ إنّي أعيذه بك وذرّيّته من الشيطان الرّجيم ثمّ قال : أدبر فأدبرت ، فصبّ بين كتفي ثمّ قال : اللهمّ إنّي أعيذه بك وذرّيّته من الشيطان الرجيم ، [ثمّ قال :] ادخل بأهلك بسم الله والبركة (١).

__________________

(١) أخرجه العلامة ابن جرير الطبري بالإسناد إلى الحسين بن حماد بعين السند واللفظ على ما في ـ

٢٨٣

مبلغ صداقها :

٤٠٠ ـ أخبرنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن عثمان ، أخبرنا أبو بكر أحمد ابن إبراهيم بن الحسن بن شاذان البزّاز إذنا ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يوسف ، حدّثنا أبو جعفر أحمد بن الحارث الخزّاز ، أخبرني عبد الله بن سليمان الأزديّ عن الأسود بن عامر ، عن شريك بن عبد الله ، عن سعد بن طريف ، عن الأصبغ ابن نباتة ، عن عليّ (عليه‌السلام) ، قال : زوّجني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فاطمة على أربعمائة وثمانين درهما وزن ستّة.

قال أبو جعفر بن الحارث : فذلك على هذا الحساب مائتا مثقال وثمانية وثلاثون مثقالا تكون من دراهمنا اليوم أربعمائة درهم وإحدى عشر درهما ودانقين ونصف (١).

قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله ليغضب لغضبك ...

٤٠١ ـ أخبرنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن عثمان ، أخبرنا أبو بكر أحمد ابن إبراهيم بن الحسن بن شاذان إذنا ، أخبرني ابن أبي العلاء المكّي ، حدّثنا أبو عبيد الله سعيد بن عبد الرّحمن المخزومي ـ بمكّة في دار النّدوة ـ حدّثنا حسين بن زيد العلويّ ، حدّثنا [عليّ بن عمر بن عليّ ، عن] جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن عليّ : أنّ رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) قال : يا فاطمة إنّ

__________________

ـ منتخب كنز العمال ٥ / ٩٩ ، وأخرجه الهيتمي في مجمع الزوائد ٩ / ٢٠٥ ، قال : رواه الطبراني بهذا السند ، وأخرجه الراغب الأصبهاني في محاضرات الأدباء ٤ / ٤٧٧ ، وأخرجه المحب الطبري في الرياض النضرة ٢ / ١٨٠ ، ذخائر العقبى ٢٧ وقال : أخرجه أبو حاتم وأحمد في المناقب عن أبي يزيد المديني ، وأخرجه ابن سعد في الطبقات ٨ / ١٤ ط ليدن ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن أبي يزيد قال : وأظنه ذكره عن عكرمة ، وأخرجه النسائي في الخصائص ٣١ ـ ٣٢ تارة عن أبي يزيد عن أسماء بنت عميس ، وأخرى عن سعيد ، عن أيوب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ؛ وفي الباب أحاديث كثيرة راجع إحقاق الحق ج ١٠.

(١) أخرجه أبو عبيد في كتاب الأموال ... وخرّجه عنه المتقي الهندي في منتخب كنز العمال ٥ / ٩٩.

٢٨٤

الله ليغضب لغضبك ويرضى لرضاك (١).

قال حسين بن زيد : حدّثني عليّ بن عمر بن عليّ عن جعفر أنّه حدّث بهذا الحديث بمكّة فجاءه سندل قال : يرحمك الله إنّك تحدّث أحاديث ، وإنّه يجلس إليك الصبيان ، فإذا قمت من مجلسك أتوا بها! قال : وما ذاك؟ قال : يزعمون أنّك تحدّث «أنّ الله ـ عزوجل ـ يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها» قال : ما تنكرون من ذلك؟ هل ورد عليكم أنّ الله يغضب لعبده المؤمن؟ قال : نعم ، قال : تنكرون أن تكون فاطمة من المؤمنين وابنة رسول الله يغضب لها؟ فقال : صدقت (اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ) (٢).

٤٠٢ ـ أخبرنا القاضي أبو جعفر محمّد بن إسماعيل العلويّ الواسطيّ ـ رحمه‌الله ـ أخبرنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن عثمان المزنيّ ـ الملقّب بابن السّقّاء ـ الحافظ الواسطيّ، حدّثنا أبو عبد الله حرميّ بن محمّد بن إسحاق المكّيّ ، حدّثنا أبو عبيد الله سعيد بن عبد الرّحمن ، حدّثنا حسين بن زيد عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن عليّ (عليه‌السلام) : أنّ رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) قال : يا فاطمة إنّ الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك.

__________________

(١) أخرجه الحاكم النيسابوري في مستدركه ٣ / ١٥٣ ، بالإسناد إلى حسين بن زيد العلوي بعين السند واللفظ ، وهكذا أخرجه الذهبي في ميزان الاعتدال ١ / ٥٣٥ بالرقم ٢٠٠٢ قال : أخرجه ابن عدي ، وخرّجه ابن الأثير الجزري في أسد الغابة ٥ / ٥٢٢ بعين السند ، وأخرجه المحب الطبري في الذخائر ٣٩ ، وقال خرّجه أبو سعد في شرف النبوة ، والإمام علي بن موسى الرضا في مسنده وابن المثنى في معجمه وأخرجه ابن حجر العسقلاني في الإصابة ٤ / ٣٧٨ ، تهذيب التهذيب ١٢ / ٤٤١ ، وأخرجه الحافظ الكنجي في كفايته ٣٦٤ وقال : هو في جزء الغطريف كما أخرجناه ، وهذا الجزء معروف عند أهل النقل عراقا وشاما ، أما الكلام على متنه فهو مما تسكب فيه العبرات ، ونعوذ بالله من الافتتان «وأخرجه الهيتمي في مجمع الزوائد ٩ / ٢٠٣ قال : رواه الطبراني وإسناده حسن أقول : راجع معجمه الكبير ١٤ نسخة جامعة طهران.

(٢) أخرجه من أعلام الإمامية أبو جعفر الصدوق في الأمالي ٢٣٠ المجلس ٦١ ، وعنه أبو جعفر الطوسي في الأمالي ٢ / ٤١ ، بالإسناد إلى حسين بن زيد بعين السند واللفظ ، وسندل هو عمر ابن قيس المكي مولى آل بني أسد ، قال ابن سعد في الطبقات : كان فيه بذاء وتسرع إلى الناس فأمسكوا عن حديثه وألقوه ، وهو ضعيف في حديثه ، ليس بشيء وهو الذي عبث بمالك فقال : «مرة يخطئ ومرة لا يصيب» وذلك عند والي مكة فقال له مالك : هكذا يكون الناس ، وإنما تغفل الشيخ فبلغ مالكا فقال : لا أكلمه أبدا.

راجع الطبقات ٥ / ٣٥٨ ط ليدن ، تهذيب التهذيب ٧ / ٤٩٠ ، ميزان الاعتدال ٣ / ٢١٨ بالرقم ٦١٨٧.

٢٨٥

قوله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) : إن فاطمة أحصنت فرجها ...

٤٠٣ ـ أخبرنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن عثمان ، أخبرنا عمر بن أحمد ابن شاهين إذنا ، حدّثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث وزهير بن الفضل قالا :حدّثنا عليّ بن المثنّى الطّهويّ ، حدّثنا معاوية بن هشام ، حدّثنا عمرو بن غياث ، عن عاصم بن أبي النجود ، عن زرّ بن حبيش ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) : ـ إنّ فاطمة أحصنت فرجها فحرّم الله ذرّيّتها على النّار (١).

قوله عليه‌السلام ، إذا كان يوم القيامة نادى مناد من تحت الحجب : يا أهل الجمع غضوا أبصاركم ... الحديث :

__________________

(١) أخرجه الحاكم النيسابوري في مستدركه على الصحيحين ٣ / ١٥٢ بالاسناد إلى معاوية بن هشام بطرق منها : علي بن المثنى الطهوي بعين السند واللفظ ؛ وأخرجه الطبراني في معجمه الكبير ١٣٢ نسخة جامعة طهران ، عن شيخه الحسين بن إسحاق التستري بالإسناد إلى معاوية بن هشام ؛ وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء ٤ / ١٨٨ بالإسناد إلى معاوية بن هشام بطرق منها علي ابن المثنى الطهوي.

وهكذا أخرجه الذهبي في ميزان الاعتدال ٣ / ٢١٦ بالرقم ٦١٨٣ ، و ٣ / ٢٨٠ بالرقم ٦٤٠٥ ، بالاسناد إلى علي بن المثنى ؛ وخرجه عنه ابن حجر في لسانه ٤ / ٣٢٢ و ٤ / ٣٧٠ ، وأخرجه المحب الطبري في الذخائر ٤٨ قال : خرّجه أبو تمام في فوائده.

أقول ترى الحديث في فضائل سيدة النساء لابن شاهين عمر بن أحمد ص ٥ مخطوط بطرق منها الطريق الذي أخرجه عنه المؤلف.

وفي الباب عن حذيفة بن اليمان أخرجه ابن شاهين في فضائل سيدة النساء ٥ وخرّجه عنه الحافظ الكنجي في كفاية الطالب ٣٦٦.

وفي الباب أحاديث كثيرة أن التحريم خاص بذريتها الطاهرة الحسن والحسين والأئمة من بعده عليهم‌السلام كما في مجمع الزوائد ٩ / ٢٠٢ قال : رواه الطبراني ورجاله ثقاة.

وأخرج الخطيب في تاريخه ٣ / ٥٤ بالإسناد إلى جعفر بن محمّد بن يزيد قال : كنت ببغداد فقال لي محمّد بن منذر بن مهريزد : هل لك أن أدخلك على ابن الرضا؟ قلت : نعم ، قال : فأدخلني فسلمنا عليه وجلسنا فقال له : حديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «إن فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار»؟ قال : «خاص بالحسن والحسين».

وروى شيخنا الصدوق أبو جعفر بن بابويه في عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ٢ / ٢٣٢ ـ ٢٣٤ بطرق عن الرضا عليه‌السلام ، أنه قل لأخيه زيد النار وقد فعل ما فعل ـ يا زيد : أغرك قول سفلة أهل الكوفة وبقاليهم : «إن فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار»؟ ذاك للحسن والحسين خاصة ، إن كنت ترى أنك تعصى الله وتدخل الجنة وموسى بن جعفر أطاع الله ودخل الجنة ، فأنت إذا أكرم على الله من موسى بن جعفر الحديث.

٢٨٦

٤٠٤ ـ أخبرنا أبو الحسن محمّد بن محمّد بن مخلد البزّار ـ رحمه‌الله ـ قال : حدّثنا أبو الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز ، حدّثنا محمّد بن جعفر المؤدّب ، حدّثنا محمّد بن يونس ، حدّثنا العبّاس بن بكّار ، حدّثنا خالد بن عبد الله الطحّان ، عن بيان ، عن الشّعبيّ ، عن أبي جحيفة ، عن عليّ ، قال : قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) : إذا كان يوم القيامة نادى مناد من تحت الحجب : يا أهل الجمع غضّوا أبصاركم ونكّسوا رءوسكم فهذه فاطمة بنت محمّد (صلى‌الله‌عليه‌وآله) تريد أن تمرّ على الصّراط (١).

٤٠٥ ـ أخبرنا أبو غالب محمّد بن أحمد بن سهل النحويّ ـ رحمه‌الله ـ حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن عليّ بن مهدي إملاء ، حدّثنا أحمد بن جعفر ، حدّثنا أبو مسلم الكشّي ، حدّثنا عبد الحميد بن بحر الكوفيّ ، عن رجل سقط اسمه من كتابي ، قال : حدّثنا خالد بن عبد الله عن بيان ، عن الشّعبيّ ، عن أبي جحيفة ، عن عليّ ، عن النبيّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) قال : إذا كان يوم القيامة نادى مناد : يا أهل الجمع غضّوا أبصاركم حتّى تمرّ فاطمة ابنة محمّد ، فتمرّ وعليها ريطتان خضراوتان.

قال أبو مسلم : كتبت هذا الحديث أنا وأبو قلابة ، فذكّرنيه أنّه قال : عن حمران(٢).

__________________

(١) أخرجه الحاكم النيسابوري في المستدرك ٣ / ١٥٣ ، بالإسناد إلى العباس بن الوليد بن بكار الضبي بعين السند واللفظ ، وأخرجه العلامة الذهبي في ميزان الاعتدال ٢ / ٣٨٢ بالرقم ٤١٦٠ ، وخرّجه عنه ابن حجر العسقلاني في لسانه ٣ / ٢٣٧ بعين السند ، وهكذا أخرجه ابن الأثير الجزري في أسد الغابة ٥ / ٥٢٣.

(٢) أخرجه الحاكم النيسابوري في مستدركه ٣ / ١٦١ من طريقين أحدهما : أحمد بن جعفر بن حمدان حدثنا إبراهيم أبو مسلم الكجي الكشي ، حدثنا عبد الحميد بن بحر ، حدثنا خالد بن عبد الله بعين السند واللفظ ، ولكن في آخره [قال أبو مسلم : قال لي : أبو قلابة : وكان معنا عبد الحميد أنه قال : حمراوان] لكنه تصحيف والصحيح ما ذكره مؤلفنا ابن المغازلي في الصلب.

وأخرج الحديث العلامة الذهبي في ميزان الاعتدال ٢ / ٥٣٨ بالرقم ٤٧٦٥ ، وخرّجه عنه ابن حجر العسقلاني في لسانه ٣ / ٣٩٥ قالا : أنبأناه ابن أبي الخير عن الطرسوسي ومسعود الجمال قالا : حدثنا الحداد ، أخبرنا أبو نعيم ، حدثنا فاروق والطبراني قالا : حدثنا أبو مسلم ، وأخرجه الحافظ الكنجي في الكفاية ٣٦٤ ط الأميني وقال : هكذا أخرجه الجوهري في مناقبها ، وأخرجه الحافظ أبو القاسم الطبراني في معجمه الكبير.

أقول : راجع نسخة جامعة طهران ص ١٤.

٢٨٧

قوله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) : إن جبرئيل (عليه‌السلام) ليلة أسري بي أدخلني الجنة ... الحديث :

٤٠٦ ـ أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفّر العطّار ، أخبرنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن عثمان ـ الملقّب بابن السقّاء ـ الحافظ ، حدّثنا محمّد بن أبي الشيخ الواسطيّ ، حدّثنا الحسين بن عبيد الله أبو عبد الله ، حدّثنا إبراهيم ابن سعيد ، قال : حدّثني المأمون عن الرّشيد ، عن المهديّ ، عن المنصور ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن ابن عبّاس قال : كان رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) يكثر القبل لفاطمة (عليها‌السلام) فقالت له عائشة : يا نبيّ الله إنّك لتكثر قبل فاطمة؟ فقال النبيّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله) : إنّ جبرئيل (عليه‌السلام) ليلة أسري بي أدخلني الجنّة وأطعمني من جميع ثمار الجنّة ، فصار ماء في صلبي ، فواقعت خديجة فحملت خديجة بفاطمة فإذا اشتقت إلى تلك الثّمار قبّلت فاطمة ، فأصبت من رائحتها قصم الثّمار الّتي أكلتها(١).

__________________

وفي الباب عن أبي هريرة أخرجه أبو نعيم في دلائل النبوة ٥٣١ ، وعن أبي أيوب الأنصاري أخرجه أخطب خوارزم في مقتل الحسين ٥٥ ، والزرندي في نظم درر السمطين ١٨٢ ، والمحب الطبري في الذخائر ٤٨ وقال خرّجه أبو سعد محمّد بن علي بن عمر النقاش في فوائد العراقيين ، وخرّجه تمام عن علي مختصرا ، وخرّجه ابن بشران عن عائشة مختصرا.

أقول : حديث عائشة أخرجه الخطيب في تاريخه ٨ / ١٤١ و ١٤٢ بطريقين ، وخرّجه عنه الذهبي في ميزان الاعتدال ١ / ٥٤٨ ، وابن حجر العسقلاني في لسانه ٢ / ٤١٥ ، أحدهما طريق عبد الله بن إسحاق الخراساني عن أبي عبد الله الحسين بن معاذ الأخفش ، وقد أخرجه الخراساني عن داود بن إبراهيم العقيلي ، عن خالد بن عبد الله ، عن الجريري ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد ، خرّجه الازدي كما في لسان الميزان ٢ / ٤١٥.

(١) أخرجه المحب الطبري في ذخائر العقبى ٣٦ بالإسناد عن ابن عباس وقال خرّجه أبو الفضل بن خيرون الحربي والملا في سيرته ، وأخرجه الحافظ الذهبي ميزان الاعتدال ١ / ٥٤١ بالرقم ٢٠٢٢ بالإسناد إلى أبي عبد الله الحسين بن عبيد الله الأبزاري بعين السند ، وخرّجه عنه ابن حجر العسقلاني في لسانه ٢ / ٢٩٧ ثم قالا : فاطمة ولدت قبل أن ينزل جبرائيل بسنوات ، ولذلك حكما بأن هذه الأحاديث كلها موضوعة.

أقول : الآراء في تاريخ ولادتها مختلفة عندهم ، فقد ذكر أبو عمر بن عبد البر أنها ولدت في سنة إحدى وأربعين من مولد النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) ـ يعني بعد البعثة بسنة ـ وصح في رواية أهل البيت من أولاد فاطمة كما روتها الشيعة من دون اختلاف ، أنها ولدت لخمس بعد بعثته (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) ، ويؤيد ذلك بل يعينه أن سورة الكوثر وفيها : (إِنَّ شانِئَكَ هُوَ ـ

٢٨٨

٤٠٧ ـ أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمّد بن عبد الله الرّقاعيّ الأصبهانيّ ـ قدم علينا واسطا في جمادى الأولى من سنة أربع وثلاثين

__________________

ـ الْأَبْتَرُ) نزلت في العاصي ابن وائل السهمي حين رمى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بأنه أبتر ، وذلك بعد ما مات ابنه الطيب المولود في الإسلام ، كما رواه ابن عساكر في التاريخ الكبير على ما في منتخبه ١ / ٢٩٣ ، والبلاذري في أنسابه ١ / ٤٠٥ وغيره في غيره ، فبعد ما ثبت بالإجماع عند أهل النقل أن فاطمة أصغر أولاد الرسول ، لا يكون ذلك إلّا بعد المبعث بسنين ، كما أن المراد بالكوثر المبشر به ، إنما يكون فاطمة لانقطاع نسل الرسول من غيرها ، وانتشارها منها ، والمراد من النحر العقيقة.

على أن ابن حجر هو الذي نص في تهذيبه ١٢ / ٤٤١ : أن عليّا تزوج فاطمة في السنة الثانية من الهجرة وكان سنها يوم تزوجها خمس عشرة سنة وخمسة أشهر ونصف وعلى هذا تكون ولادتها عام المبعث ، كما اختاره ابن عبد البر لا قبله بخمس سنوات.

ويؤيد ذلك أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعدها لعلي ثم زفّها إليه بعد سنة أو سنتين ، ولم يكن هذا التأخير إلّا لأن يتم لها تسع سنين على ما ترويه الشيعة من أهل بيتها ، بل وقد نص على ذلك رسول الله على ما أخرجه في الخصائص ٣١ ، وأحمد بن حنبل في الفضائل ، كما في تذكرة السبط ٣١٦ ط الغري و ١٧٣ ط إيران ، والخطيب في مشكاة المصابيح ٤ / ٢٤٦ ط دمشق ٥٦٥ ط لكنهو ، من طريق النسائي عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه ، قال : خطب أبو بكر وعمر فاطمة فقال رسول الله : «إنها صغيرة» فهل تكون الفتاة وهي ابنة خمس عشرة أو سبع عشرة صغيرة؟

بل ولو صح ما يقولونه من أنها ولدت قبل البعثة بخمس ، لكان لها يوم زواجها عشرون سنة ، فكيف أخر رسول الله تزويجها إلى تلك السنة ، ولم أخر زفافها إلى سنة أو سنتين مع هذا الحد من سنها ، وهي قد جاوزت حد الزواج على رسمهم في تزويج بنات الأشراف ، كما نرى رسول الله زوج ابنتيه أم كلثوم ورقية من ابني عمه أبي لهب في صغرهما ، حتى أنهما يوم فارقاهما بأمر أبي لهب لم يكونا قد بنيا بهما لصغرهما.

بل وكيف لم يرغب أحد من أشراف الصحابة في زواجها ، فيخطبها من رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) بمكة وفي زواجها الشرف المؤبد؟

وكيف لم يخطبها أبو بكر ولا عمر ولا غيرهما قبل الهجرة ، وأخرا خطبتها ما بعد الهجرة ، وكيف يعتذر الرسول إليهما بأنها صغيرة وهي بنت عشرين؟

على أن ابن حجر وأمثاله كيف يحكمون بوضع هذه الأحاديث المتظافرة عن طرق الفريقين ، وقد تابع حديث بعضهم حديث بعض ، وإنما يستدلون على ذلك برواية ابن إسحاق ، فهل هذه إلّا رواية واحدة يخالفها هذه النصوص المتظافرة ، ويضادها الاعتبار الصحيح من القرائن التاريخية.

فمن القرائن ما روي من قول رسول الله : «فاطمة حوراء آدمية لم تحض ولم تطمث وإنما سماها فاطمة لأن الله فطمها ومحبيها عن النار» أخرجه الخطيب في تاريخه ١٢ / ٣٣١ ، والمحب ـ

٢٨٩

وأربعمائة ـ قال : أخبرنا أبو عليّ الفارسيّ : أنّ عبد الصّمد بن عليّ الطّستي قال : حدّثنا مسلم الصّفّار ، حدّثنا عبد الله بن داوود الخريبي ، حدّثنا شهاب بن خراش عن الزّهريّ ، عن سعيد بن المسيّب ، عن سعد بن مالك ، قال : قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) : ليلة أسري بي أتاني جبرئيل (عليه‌السلام) بسفرجلة من الجنّة فأكلتها ، فواقعت خديجة فعلقت بفاطمة ، فكنت إذا اشتقت إلى رائحة الجنّة شممت رقبة فاطمة فأجد رائحة الجنّة (١).

__________________

ـ الطبري في الذخائر ٢٦ ، وقال : خرّجه النسائي ، فلو لا أنها كانت نطفتها متكونة من فواكه الجنة لما كانت حوراء آدمية لا تحيض ولا تطمث ، ولو لا أنها ولدت بعد النبوة والوحي لما كانت تسميتها بأمر من الله عزوجل.

(١) أخرجه الحاكم النيسابوري في مستدركه ٣ / ١٥٦ بالإسناد إلى أبي الحسين الطشتي البزار بعين السند واللفظ ، وخرّجه عنه حسام الدين الهندي في كنز العمال ١٣ / ٩٤ ، ومنتخبه ٥ / ٩٧ ، وهكذا خرّجه الشيخ عبد الله الشافعي في مناقبه ٢٠٨ نقلا عن مناقب ابن المغازلي هذا الذي بين يديك.

وفي الباب حديث عمر أخرجه الحافظ الذهبي في ميزان الاعتدال ١ / ٥٤١ ، وعنه ابن حجر العسقلاني ٢ / ٢٩٧ ، وأخرجه أخطب خوارزم في مقتل الحسين ٦٨ ، وحديث عائشة أخرجه الخطيب البغدادي من طريق البلخي في تاريخه ٥ / ٨٧ ، وخرّجه عنه الذهبي في ميزان الاعتدال ٣ / ٥٤٠ ، وابن حجر العسقلاني في لسانه ٥ / ١٦٠ ، والخطيب الخوارزمي من طريق الثوري في مقتل الحسين ٦٣ ، والمحب الطبري في الذخائر ٣٦ قال : خرّجه أبو سعد في شرف النبوة ، وأخرجه العلامة الذهبي في ميزان الاعتدال ١ / ٨١ بالرقم ٢٩٠ من طريق أبي معاذ النحوي ، وخرّجه ابن حجر في لسانه ١ / ١٣٤ ، وأخرجه الذهبي من طريق أبي قتادة الحراني عن الثوري مثله في ميزان الاعتدال ٢ / ٥١٨ ، قال : حدثناه محمّد بن العباس الدمشقي بجرجان عن عبد الله ابن ثابت الحراني عنه ، ورواه الطبراني عن عبد الله بن سعيد الرقي عنه ، وأخرجه الهيتمي في مجمع الزوائد قال : رواه الطبراني وفيه أبو قتادة الحراني ، وثقه أحمد وقال : كان يتحرى الصدق.

أقول : راجع علل الحديث لابن حنبل ٣٩ و ٢٣٠ فقد أحسن الثناء عليه وعلي ، أي فقد تابع حديث بعضهم بعضا ، ولحق المشايخ والمعاجم بعضها بعضا.

أضف إلى ذلك ما أخرجه البخاري في ترجمة مجالد ، وخرّجه عنه العلامة الذهبي في ميزان الاعتدال ٢ / ٤٠٠ و ٣ / ٤٣٩ ، وعنه ابن حجر في لسانه ٣ / ٢٦٧ بالإسناد إلى ابن عباس قال : لما ولدت فاطمة بنت رسول الله سماها المنصورة ، فنزل جبرائيل فقال : يا محمّد الله يقرئك السّلام ، ويقرىء مولودك السّلام وهو يقول : ما ولد مولود أحب إليّ منها ، وإنها قد لقبها باسم خير مما سميتها : سماها فاطمة! لأنها تفطم شيعتها من النار.

٢٩٠

قوله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) لفاطمة (عليها‌السلام) ، إنك لأول أهل بيتي لحوقا بي :

٤٠٨ ـ أخبرنا القاضي أبو جعفر محمّد بن إسماعيل العلوي قال : أخبرنا عبد الله بن محمّد ـ الملقّب بابن السّقّاء ـ الحافظ ، حدّثنا جعفر بن أحمد بن سنان أبو جعفر ، حدّثنا محمّد بن بشّار ـ بندار ـ حدّثنا عبد الوهّاب بن عبد المجيد الثّقفيّ ، حدّثنا محمّد بن عمرو عن أبي سلمة ، عن عائشة ، قالت : مرض رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) فجاءت فاطمة (عليها‌السلام) فأكبّت عليه فسارّها فبكت ، ثمّ أكبّت عليه أخرى فسارّها فضحكت ، فلمّا توفّي النبيّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله) سألتها فقالت : لمّا أكببت عليه أخبرني أنّه ميّت من وجعه ذلك ، فبكيت ، ثمّ أكببت عليه أخرى فأخبرني أنّي أسرع أهل بيته لحوقا به ، وأنّي سيّدة نساء أهل الجنّة إلّا مريم ابنة عمران ، فرفعت رأسي فضحكت (١).

قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، حسبك من نساء العالمين أربع ... :

٤٠٩ ـ أخبرنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن عثمان ، أخبرنا محمّد بن إسماعيل الورّاق، إذنا ، حدّثنا أبي ، حدّثنا محمّد بن عبد الملك بن زنجويه ، حدّثنا عبد الرّزّاق بن همام، أخبرنا معمر عن قتادة ، عن أنس ، قال : قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) : حسبك من نساء العالمين أربع : مريم بنت عمران ، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت

__________________

(١) أخرجه بهذا السند الحافظ النسائي في الخصائص ٣٣ بالإسناد إلى محمّد بن بشار بعين السند واللفظ.

والحديث أخرجه البخاري في صحيحه المناقب ٢٥ ، فضائل أصحاب النبي ١٢ ، المغازي ٣٨ ، الاستئذان ٤٣ ، وأخرجه مسلم في صحيحه فضائل الصحابة بالرقم ٩٧ ـ ٩٩ ؛ وابن ماجة كتاب الجنائز ٦٤ ؛ وهكذا أخرجه الترمذي في جامعه الصحيح بالرقم ٦٣ من كتاب المناقب ج ١٣ ص ٢٤٩ ؛ وأخرجه ابن سعد في الطبقات ٢ ق ٢ / ٣٩ و ٤٠ ط ليدن ، وابن حنبل في مسنده ٦ / ٧٧ و ٢٤٠ ؛ والنسائي في خصائصه ٣٣ و ٣٤ ، إلى غير ذلك من أصحاب المعاجم.

٢٩١

محمّد (صلى‌الله‌عليه‌وآله) (١).

قوله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) ، من سلّم علي وعليك ثلاثة أيام ... الحديث :

٤١٠ ـ أخبرنا محمّد بن أحمد بن عثمان ، أخبرنا محمّد بن زيد بن مروان إذنا ، حدّثنا عليّ بن أحمد العجلي ، حدّثنا أبو طاهر محمّد بن تسنيم الورّاق ، حدّثنا محمّد بن حسين بن زيد الهمدانيّ ، عن محمّد بن إسماعيل القرشيّ ، عن محمّد بن أيّوب ، عن صالح بن عقبة ، عن يزيد بن عبد الملك النّوفليّ ، عن أبيه ، عن جدّه قال : دخلت على فاطمة بنت رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) قال : فبدأتني بالسّلام ، قال : وقالت : قال أبي وهو ذا حيّ : من سلّم عليّ وعليك ثلاثة أيّام فله الجنّة ، قلت لها : ذا في حياته وحياتك ، أو بعد موته وموتك؟ قالت : في حياتنا وبعد وفاتنا (٢).

قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله لفاطمة لما نزلت عليه (لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً) :

٤١١ ـ أخبرنا أبو منصور زيد بن طاهر بن سيّار البصريّ ـ قدم علينا واسطا ـ أخبرنا الحسين بن محمّد بن يعقوب الشّباطيّ الحافظ ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن عديّ ، حدّثنا محمّد بن عديّ الأبلّيّ ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن أبي مريم القبائيّ ـ من أهل قبا ـ حدّثنا القاسم بن محمّد ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن عليّ ، عن أبيه عليّ بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن عليّ ، عن أمّه فاطمة بنت

__________________

(١) أخرجه الحاكم في مستدركه ٣ / ١٥٧ من طريق ابن حنبل عن فضائله بالإسناد إلى عبد الرزاق عن معمر ، عن الزهري ، ومن طريقه أيضا عن مسنده ، بالإسناد إلى عبد الرزاق عن معمر ، عن قتادة بعين ما في الصلب ؛ وأخرجه الحافظ الترمذي في جامعه الصحيح ٥ / ٣٦٧ بالإسناد إلى أبي بكر محمّد بن عبد الملك بن زنجويه بعين السند ؛ وهكذا أخرجه ابن عبد البر في الاستيعاب ٢ / ٧٥٠ ، والطحاوي في مشكل الآثار ١ / ٤٨.

(٢) أخرجه أبو جعفر الطوسي في كتابه تهذيب الأخبار ٦ / ٩ بالإسناد إلى محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب زيد الهمداني بعين السند واللفظ مع زيادة.

٢٩٢

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قالت : لمّا نزلت على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : (لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً) قالت فاطمة : فتهيّبت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله أن أقول له : يا أبه! فجعلت أقول له: يا رسول الله! فأقبل عليّ فقال لي : يا بنيّة لم تنزل فيك ، ولا في أهلك من قبل ، أنت منّي وأنا منك ، وإنّما نزلت في أهل الجفاء والبذخ والكبر ، قولي : يا أبه ، فإنّه أحبّ للقلب ، وأرضى للربّ ، ثمّ قبّل النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله جبهتي ومسحني بريقه فما احتجت إلى طيب بعده (١).

قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لما خطب أسماء بنت عميس علي عليه‌السلام :

٤١٢ ـ أخبرنا القاضي أبو جعفر محمّد بن إسماعيل العلويّ ، حدّثنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن عثمان ـ الملقّب بابن السّقّاء ـ الحافظ ، حدّثنا محمود بن محمّد ، حدّثنا عثمان ـ وهو ابن أبي شيبة ـ حدّثنا أبو الجوّاب ، حدّثنا سليمان بن قرم ، عن هارون بن سعيد ، عن أبي السّفر ، عن أسماء بنت عميس أنّها قالت : خطبني عليّ (عليه‌السلام) فبلغ ذلك فاطمة فأتت النبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ فقالت : إنّ أسماء بنت عميس متزوّجة عليّا ، فقال : ما كان لها أن تؤذي الله ورسوله (٢).

دفع الراية إليه يوم بدر :

٤١٣ ـ أخبرنا محمّد بن إسماعيل ، أخبرنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد ابن عثمان بن السّقاء الحافظ ، حدّثنا عليّ بن العباس المقانعي ، حدّثنا محمّد

__________________

(١) أخرجه ابن شهرآشوب السروي في مناقب آل أبي طالب ٣ / ٣٢٠ قال : خرّجه القاضي أبو محمّد الكرخي في كتابه.

(٢) أسماء بنت عميس كانت تحت جعفر بن أبي طالب أخي علي (عليهما‌السلام) ، وإنما قتل عنها سنة ثمان في غزوة مؤتة ، فإن كان لعلي فيها رغبة كما قد يومئ إليها تزويجها بعد أبي بكر ، فإنما كان أواخر هذه السنة بعد فتح مكّة؟ وهي السنة التي اشتهر فيها على ما نص عليه ابن حجر في تهذيبه ١٠ / ١٥١ أن عليا (عليه‌السلام) خطب ابنة أبي جهل بن هشام.

فلعل عليا (عليه‌السلام) رغب فيها كفالة لأيتام أخيه ، ثم رغب عنها طلبا لمرضاة زوجته فاطمة الزكية ، وعلى هذا فالأصل في تلك الأسطورة هو هذا الحديث.

٢٩٣

ابن عمر الأنصاريّ ، حدّثنا شبابة بن سوّار الفزاريّ ، عن قيس ، عن حجّاج بن أرطاة ، عن الحكم ، عن مقسم ، عن ابن عبّاس قال : دفع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الراية إلى عليّ (عليه‌السلام) يوم بدر وهو ابن عشرين سنة (١).

حديث الدينار :

٤١٤ ـ أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد الوهّاب بن طاوان ، حدّثنا أبو عليّ محمّد بن عليّ بن المعلّى السلميّ المعدّل ، حدّثنا عليّ بن عبد الله بن مبشّر ، حدّثنا جابر بن كرديّ ، حدّثنا يزيد بن هارون ، أخبرنا مبارك ـ يعني ابن فضالة ـ حدّثنا أبو هارون العبديّ ، عن أبي سعيد الخدريّ : أنّ عليّا احتاج حاجة شديدة ولم يكن عنده شيء ، فخرج من البيت فوجد دينارا فعرّفه فلم يعرفه أحد ، فقالت فاطمة (عليها‌السلام) : ما عليك لو جعلته على نفسك وابتعت به لنا دقيقا ، فإن جاء صاحبه رددته عليه.

قال : فخرج يبتاع به دقيقا فأتى رجلا معه دقيق فقال : كم بدينار؟ فقال : كذا وكذا ، فقال : كل ، فكال فأعطاه الدّينار ، فقال : والله لا آخذه ، قال : فرجع إلى فاطمة (عليها‌السلام) فأخبرها فقالت : سبحان الله أخذت دقيق الرجل وجئت بدينارك؟ قال : حلف أن لا يأخذه فما أصنع؟ قال : فمكث يعرّف الدّينار وهم يأكلون الدّقيق ، حتّى نفد ولم يعرفه أحد ، فخرج يشتري به دقيقا فإذا هو بذلك الرّجل بعينه معه دقيق ، قال : كم بدينار؟ قال : كذا وكذا ، قال : كل ، فكال له فأعطاه ، فحلف أن لا يأخذه ، فجاء بالدينار والدّقيق فأخبر فاطمة (عليها‌السلام) ، فقالت : سبحان الله جئت بالدّقيق ورجعت بدينارك؟ فقال : فما أصنع؟ حلف أن لا يأخذه حتّى ينفد ، قالت : كان لك أن تبادره إلى اليمين. قال : فمكث يعرّف الدّينار وهم يأكلون الدّقيق حتّى نفد ، قال : فخرج

__________________

(١) أخرجه العلامة الطبري في تاريخه ٢ / ٤٣٠ ط دار المعارف ، بالإسناد إلى الحجاج بعين السند ، وأخرجه أبو الفرج الأصبهاني في الأغاني ٤ / ١٧٥ ط دار الكتب ، وأرسله ابن هشام في السيرة ١ / ٦١٣ وسمى الراية العقاب ، وأخرجه ابن عبد البر في الاستيعاب ٢ / ٤٥٩ بالإسناد إلى الحجاج ، والحاكم النيسابوري في مستدركه ٣ / ١١١ بالإسناد إلى الحكم بن عتيبة بعين السند واللفظ ، وأخرجه الهيتمي في مجمع الزوائد من طريق الطبراني ٩ / ١٢٥ وقال : إسناده حسن.

٢٩٤

يشتري دقيقا فإذا هو بذلك الرجل بعينه معه دقيق ، قال : كم بدينار؟ قال : كذا وكذا! قال : كل ، فكال له فقال عليّ : والله لتأخذنّه ، ثمّ رمى به وانصرف.

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعليّ عليه‌السلام : يا عليّ كيف كان أمر الدّينار؟ فأخبره أمره وما صنع ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أتدري من الرّجل؟ ذاك جبريل صلوات الله عليه ، وكان رزقا ساقه الله إليكم ، والّذي نفسي بيده لو لم تحلف ما زلت تجده ما دام الدّينار في يدك(١).

٤١٥ ـ أخبرنا أبو طاهر محمّد بن عليّ البيّع ، أخبرنا أبو عبد الله أحمد ابن محمّد بن عبد الله بن خالد الكاتب ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن محمّد بن سلم الختّليّ ، حدّثنا عمر بن روح ، حدّثنا الحسين بن حميد بن الرّبيع ، حدّثنا عبد الله بن أبي زياد ، حدّثنا بشّار بن خالد عن جعفر بن سليمان ، عن أبي هارون العبديّ ، عن أبي سعيد الخدريّ ، قال : افتقر عليّ وفاطمة ، قالت فاطمة لعلي : ليس عندنا شيء فلو خرجت فطلبت ، قال : فخرج فوجد دينارا فعرّفه حتّى ملّ ، فلم يعرفه أحد ، قال فرجع إلى فاطمة فقالت : هل لك أن تستقرضه بدينار مكانه فأعنتنا به ، فأتى السّوق فإذا شيخ معه دقيق فأخذ منه دقيقا وردّ عليه الدّينار ، فأخذه وأخبر فاطمة ، فقالت : يرحم الله هذا الشيخ عرف قرابتك من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فرقّ لك ، فأكلوا الطعام ثمّ قالت له فاطمة : هل لك أن تستقرض الدّينار؟ فأتى السّوق فإذا الشيخ قائم معه دقيق ، فاشترى منه بالدّينار دقيقا وردّ عليه الدّينار ، فأخبر فاطمة (عليها‌السلام) بذلك فأكلوا الطعام ، ثمّ عاد الثالثة فاشترى منه بدينار فأعطاه الدّينار وحلف أن لا يأخذه.

قال أبو هارون : فحدّثني أبو سعيد الخدريّ بها فانصرفنا من عنده فإذا رجل من الأنصار فقال : ما خبّركم أبو سعيد؟ فخبّرناه بالحديث قال : فأخبركم

__________________

(١) أخرجه العلامة الكاشي في مناقبه المخطوط ١٧٥ من طريق مؤلفنا ابن المغازلي كما في ذيل الإحقاق ٨ / ٧١٠.

٢٩٥

من الشيخ؟ قد كتمكموه ، وهو جبريل (عليه‌السلام) (١).

قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن فاطمة خلقت حورية في صورة إنسانية :

٤١٦ ـ أخبرنا الحسن بن أحمد بن موسى الغندجانيّ ، أخبرنا أبو أحمد عبيد الله بن محمّد بن أبي مسلم الفرضيّ المقرئ ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن يحيى الصّوليّ ، حدّثنا الغلابيّ ، حدّثنا ابن عائشة ، قال : حدّثنا إسماعيل بن عمر البجليّ ، عن عمر بن موسى ، عن زيد بن عليّ ، عن أبيه ، عن زينب بنت عليّ قالت : حدّثتني أسماء بنت عميس قالت : قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وقد كنت شهدت فاطمة وقد ولدت بعض ولدها فلم ير لها دم ، فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا أسماء إنّ فاطمة خلقت حوريّة في صورة إنسيّة (٢).

أخذه عليه‌السلام بيد الحسن والحسين ...

٤١٧ ـ أخبرنا أحمد بن المظفّر بن أحمد ، حدّثنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن عثمان المزنيّ ـ الملقّب بابن السقّاء ـ حدّثنا زكريّا بن يحيى الساجيّ ، وخالد بن النّضر القرشي ، ومحمّد بن عليّ الصّيرفيّ ، ومحمّد بن أميّة البصريون ، ومحمّد بن أبي بكر الباغنديّ ، وأبو القاسم بن منيع ، وعبد الله بن قحطبة ، بصلح واسط قالوا : حدّثنا نصر بن عليّ ، أخبرنا عليّ بن جعفر بن

__________________

(١) أخرجه أخطب خوارزم في مناقبه ٢٢٤ بالإسناد إلى أبي المظفر عن جعفر بن سليمان بعين السند واللفظ ، وأخرج الحافظ أبو داود في سننه كتاب اللقطة مثله عن سهل بن سعد ، وخرّجه عنه المحب الطبري في الذخائر ١٠٥ ، وابن الديبع في تيسير الوصول ٢ / ٢٧٧ ، والنابلسي في ذخائر المواريث ١ / ٢٦٤.

(٢) أخرجه العلامة المحب الطبري في ذخائر العقبى ٤٤ قال : خرّجه الإمام علي بن موسى الرضا وتراه في نزهة المجالس ٢ / ٢٢٧ ، أرجح المطالب ٢٤٧ ، وفي الباب حديث أم سليم أخرجه ابن عساكر في التاريخ الكبير ١ / ٣٩١ ، وأخرجه الرافعي في التدوين ٢ / ١٢٨ بالإسناد إلى الغلابي عن العباس بن بكار السيريني من ولد محمّد بن سيرين عن عبد الله بن المثنى ، عن ثمامة ، عن ابنته ، عن أم سلمة ، ومن طريق ابن أبي الدنيا عن إسحاق الأشقر ، عن العباس بن بكار ، عن ابن المثنى ، عن عمه ثمامة ، عن أنس ، عن أم سليم ؛ وأخرجه ابن حجر في لسان الميزان ٣ / ٢٣٨ في ترجمة العباس بن بكار الضبي ، وقد مر ما يناسب الباب ذيل الرقم ٤٠٦.

٢٩٦

محمّد ، حدّثنا أخي موسى بن جعفر ، حدّثني أبي جعفر ، حدّثني أبي محمّد ابن عليّ ، حدّثني أبي عليّ بن الحسين ، حدّثني أبي الحسين بن عليّ ، حدّثني أبي عليّ بن أبي طالب قال : أخذ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بيد الحسن والحسين فقال : من أحبّني وأحبّ هذين وأباهما وأمّهما كان معي في درجتي يوم القيامة (١).

أخذه صلى‌الله‌عليه‌وآله بيده وقوله ترقّ عين بقة :

٤١٨ ـ أخبرنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن عثمان ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان إذنا ، حدّثنا حبشون الخلّال ، حدّثنا محمّد بن عبد الله الأنصاريّ ، حدّثنا جعفر بن عون ، حدّثنا معاوية بن أبي مزرّد ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال : بصر عيني وسمع أذني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقد استقبل الحسن أو الحسين فأخذه بيده وقال : [حزقّة] ترقّ عين بقّة! فوضع الصّبيّ قدميه على قدمي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثمّ رفعه إلى فيه وقال : اللهمّ إنّي أحبّه فأحبّه وأحبّ من يحبّه (٢).

__________________

(١) أخرجه الإمام ابن حنبل في مسنده ١ / ٧٧ ، وفي فضائل الصحابة ٢ / ٢٦٠ مخطوط ، بالإسناد إلى نصر بن علي الجهضمي الأزدي ، وأخرجه الطبراني في معجمه الصغير ٢ / ٧٠ ط المدينة وص ١٩٩ ط دهلي عن شيخه محمّد بن خلاد البصري ، عن نصر بن علي بعين السند واللفظ ، وفي معجمه الكبير ١٣٣ نسخة جامعة طهران ، بالإسناد إلى زكريا بن يحيى الساجي ؛ وأخرجه الحافظ الترمذي في جامعه الصحيح ١٣ / ١٧٦ في ط ، و ٥ / ٣٠٥ ط المدينة ، بالإسناد إلى نصر وقال : هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث جعفر بن محمّد إلّا من هذا الوجه ، وهكذا أخرجه أبو نعيم في تاريخ أصبهان ١ / ١٩١ بهذا السند واللفظ.

وأخرجه العلامة الخطيب في تاريخه ١٣ / ٢٨٩ من طريق أبي عبد الرحمن عبد الله بن أحمد ابن حنبل ثم قال : قال أبو عبد الرحمن : لما حدث نصر بن عليّ بهذا الحديث ببغداد ، أمر المتوكل بضربه ألف سوط وكلمه جعفر بن عبد الواحد وجعل يقول له : هذا الرجل من أهل السنة ولم يزل به حتى تركه.

ورواه أيضا في الحديث : (٣٠٨) من باب فضائل علي عليه‌السلام من كتاب الفضائل ـ لابن حنبل ـ وفي تعليقه عن مصادر.

(٢) أخرجه الحافظ البخاري في الأدب المفرد ٧٢ و ٧٧ بالإسناد إلى معاوية بن أبي مزرد بعين السند ، وهكذا أخرجه الطبراني في معجمه الكبير ١٣٣ نسخة جامعة طهران ، وابن عساكر في تاريخ دمشق على ما في منتخبه ٤ / ٢٠٢ ، وابن حجر في الإصابة ١ / ٣٢٨ ، وأخرجه الحافظ ابن ـ

٢٩٧

قوله عليه‌السلام ، للحسن : إن ابني هذا سيد [يصلح الله به بين فئتين] :

٤١٩ ـ أخبرنا محمّد بن أحمد بن عثمان قال : أخبرنا أبو حفص عمر بن محمّد بن يحيى بن الزيّات ، أخبرنا محمّد بن عبد الجبّار الصوفيّ أبو عبد الله ، حدّثنا يحيى بن معين أبو زكريّا ، حدّثنا يحيى بن سعيد الأمويّ ، عن الأعمش ، عن سفيان ، عن جابر ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله للحسن : إنّ ابني هذا سيّد يصلح الله به بين فئتين من المسلمين (١).

مصه صلى‌الله‌عليه‌وآله ريقهما :

٤٢٠ ـ أخبرنا محمّد بن أحمد بن عثمان ، أخبرنا أبو بكر بن إبراهيم وأبو الحسين محمّد بن المظفّر بن موسى بن عيسى الحافظ ، قالا : حدّثنا محمّد بن هارون بن حميد بن المجدّر ، حدّثنا الحسن بن حمّاد ، حدّثنا يحيى بن يعلى ، عن سفيان بن عيينة ، عن أبي موسى ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة ، قال : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يمصّ لعاب الحسن والحسين كما يمصّ الرّجل التّمرة (٢).

__________________

ـ السني في عمل اليوم والليلة ١١٢ ، بالإسناد إلى جعفر بن عون بعين السند واللفظ.

وأخرجه الحاكم النيسابوري في معرفة الحديث ٨٩ بالإسناد إلى معاوية بعين السند ولفظه : كان رسول الله يأخذ حسين بن علي فيرفعه على باطن قدميه فيقول : حزقة حزقة ترق عين بقة ؛ وهكذا أخرجه العلامة ابن كثير الدمشقي في البداية والنهاية ج ١ ص ١٤٣.

(١) في الباب حديث أبي بكرة أخرجه الإمام ابن حنبل في مسنده ج ٥ / ٣٨ و ٤٤ و ٤٩ و ٥١ ، وأخرجه البخاري في كتاب الصلح ب ٩ ، فضائل أصحاب النبي ٢٢ ، كتاب الفتن ٢٠ ، وأخرجه النسائي في صلاة الجمعة ٢٧ ، وأبو داود في كتاب السنة باب المهدي ٨ ؛ والترمذي في المناقب بالرقم ٣٠ ج ٥ ص ٣٢٣ ، والحاكم في مستدركه ٣ / ١٧٤ و ١٧٥.

(٢) أخرجه الحافظ الذهبي في ميزان الاعتدال ١ / ٩٧ في ط ، و ١ / ٢٠٨ ط آخر ، من طريق أبي نعيم بالإسناد إلى محمّد بن هارون بن حميد بعين السند واللفظ ؛ وأخرجه المتقي الهندي في منتخب كنز العمال ٥ / ١٠٣ ، وقال : أخرجه ابن شاهين في الأفراد ، وابن عساكر ، وفيه ذكر الحسن فقط ، وفي الباب عن معاوية راجع مسند أحمد ٤ / ٩٣ ، وأخرجه الهيتمي في مجمع الزوائد ٩ / ١٧٧ من طريق الطبراني.

٢٩٨

قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، اللهم إني أحبهما [فأحبهما] :

٤٢١ ـ أخبرنا محمّد بن أحمد بن عثمان ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان ، حدّثنا [ابن] منيع ، حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدّثنا خالد ابن مخلد ، حدّثنا موسى بن يعقوب ، عن عبد الله بن أبي بكر بن زيد بن المهاجر ، قال : أخبرني مسلم بن أبي سهل النبّال ، قال : أخبرني حسن بن أسامة ، أخبرني أسامة بن زيد ، قال : طرقت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ذات ليلة لحاجة فخرج وهو مشتمل على شيء لم أدر ما هو؟ فلمّا فرغت من حاجتي قلت : ما هذا الّذي أنت مشتمل عليه؟ فإذا هو حسن وحسين على وركيه ، وقال : هذان ابناي وابنا ابنتي ، اللهمّ إنّك تعلم أنّي أحبّهما فأحبّهما ـ ثلاث مرّات(١).

٤٢٢ ـ أخبرنا محمّد بن أحمد بن عثمان ، أخبرنا عبد العزيز بن أبي صابر الجهبذ إذنا ، قال : حدّثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن هاشم الأدرعيّ بدمشق ، حدّثنا عبد الرّحمن بن معاوية العتبي بمصر ، حدّثنا حميد عن مخلد قال : حدّثنا النضر بن شمّيل ، حدّثنا شعبة عن عديّ بن ثابت ، قال : سمعت البراء قال : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله واضعا الحسن والحسين على عاتقه يقول : اللهمّ إنّي أحبّهما فأحبّهما (٢).

قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : نعم الجمل جملكما :

٤٢٣ ـ أخبرنا محمّد بن أحمد بن عثمان ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان البزّاز إذنا ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن محمّد ابن جامع السّكّريّ ، حدّثنا عمرو بن أحمد بن عمرو ، حدّثنا يزيد بن خالد بن يزيد

__________________

(١) أخرجه الحافظ الترمذي في جامعه الصحيح ١٣ / ١٩٢ في ط ، و ٥ / ٣٢٧ ط آخر ، بالاسناد إلى خالد بن مخلد بعين السند واللفظ ، وأخرجه الحافظ الطبراني في معجمه الأوسط ١١٣ ط دهلي و ١ / ١٩٩ ـ ٢٠٠ ط المدينة ، بإسناده إلى موسى بن يعقوب الزمعي بعين السند ، وأخرجه الحافظ النسائي في خصائصه ٣٦ بالإسناد إلى خالد بن مخلد كما في الترمذي.

(٢) أخرجه الحافظ الترمذي في جامعه الصحيح باب المناقب ٣٠ ج ١٣ / ١٩٨ في ط ، و ٥ / ٣٢٧ ط آخر ، بالإسناد إلى عدي بن ثابت من طريق آخر ، وقال : هذا حديث حسن صحيح.

٢٩٩

ابن موهّب الرّمليّ ، حدّثنا مسروح أبو شهاب عن سفيان الثّوريّ ، عن أبي الزّبير ، عن جابر ، قال : دخلت على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلى ظهره الحسن والحسين وهو يقول : نعم الجمل جملكما ، ونعم العدلان أنتما (١).

قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أحبني فليحبهما :

٤٢٤ ـ أخبرنا محمّد بن أحمد بن عثمان ، أخبرنا محمّد بن المظفّر بن موسى بن عيسى الحافظ إذنا ، حدّثنا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغنديّ ، حدّثنا يوسف بن موسى القطّان ، حدّثنا أبو بكر بن عيّاش ، عن عاصم ، عن زرّ ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : كان الحسن والحسين على ظهر رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ وهو يصلّي فجعل النّاس ينحّونهما ، فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : دعوهما فإنّهما ممّن أحبّهما ، بأبي وأمي هما وأباهما من أحبّني فليحبّهما(٢).

٤٢٥ ـ أخبرنا محمّد بن أحمد بن عثمان ، أخبرنا محمّد بن المظفّر إذنا ، حدّثنا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغنديّ ، حدّثنا شيبان بن فرّوخ ، حدّثنا عمارة ، حدّثنا ثابت عن أنس ، قال : استأذن ملك القطر على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فأذن له ، وكان في يوم أمّ سلمة ، فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : احفظي علينا الباب لا يدخل علينا أحد ، قال : فبينا هي على الباب إذ جاء الحسين بن عليّ فاقتحم ففتح الباب ، فدخل فجعل يتوثّب على ظهر رسول الله

__________________

(١) أخرجه الحافظ الرافعي في التدوين ٤ / ٢٢ نسخة مكتبة الإسكندرية بمصر ، بالإسناد إلى أبي علي يزيد بن خالد بن موهب بعين السند واللفظ ، وهكذا أخرجه الدولابي في الأسماء والكنى ٢ / ٦ والحافظ الطبراني في معجمه الكبير ١٣٤ نسخة جامعة طهران ، والحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق ٤ / ٢٠٧ ، وأخرجه المحب الطبري في الذخائر ١٣٢ وقال : خرّجه الغساني.

(٢) أخرجه الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء ٨ / ٣٠٥ ، بالإسناد إلى أبي بكر بن عياش بعين السند واللفظ ، وهكذا أخرجه الحافظ الطبراني في معجمه الكبير ١٣٣ عن شيخه محمّد بن عبد الله الحضرمي ، وأخرجه المحب الطبري في ذخائر العقبى ١٢٣ وقال : خرّجه أبو حاتم ؛ وأخرجه الهيتمي في مجمع الزوائد ٩ / ١٧٩ وقال : رواه أبو يعلي والبزار ، والطبراني ، ورجال أبي يعلى ثقاة.

٣٠٠