مناقب الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام

أبي الحسن علي بن محمّد الشافعي [ ابن المغازلي ]

مناقب الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام

المؤلف:

أبي الحسن علي بن محمّد الشافعي [ ابن المغازلي ]


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الأضواء
الطبعة: ٣
الصفحات: ٣٦٥

عنه : حديث الراية.

٢٩ ـ ومنهم أبو الحسن علي بن عبيد الله بن القصاب البيع الواسطي الشافعي ، روى عنه حديث : لا يحبّك إلّا مؤمن ، وحديث : لو لا أن تقول طائفة من أمتي ما قالت النصارى في عيسى ابن مريم لقلت فيك مقالا لا تمرّ بملإ من المسلمين إلّا أخذوا التراب من تحت رجلك.

٣٠ ـ ومنهم أبو بكر محمّد بن أحمد بن عبد الله بن مامويه الواسطي الشافعي ، روى عنه : حديث الراية وحديث : يا عليّ محبّك محبّي ومبغضك مبغضي.

٣١ ـ ومنهم أبو القاسم الفضل بن محمّد بن عبد الله الأصفهاني ، روى عنه حديث : لا فتى إلّا علي ولا سيف إلّا ذو الفقار.

٣٢ ـ ومنهم أبو موسى عيسى بن خلف بن محمّد بن الربيع الأندلسي المالكي روى عنه حديث : لا فتى إلّا علي ولا سيف إلّا ذو الفقار.

٣٣ ـ ومنهم أبو البركات محمّد بن علي بن محمّد التمّار الواسطي الشافعي ، روى عنه حديث : النظر إلى علي عبادة.

٣٤ ـ ومنهم ابو البركات إبراهيم بن محمّد بن خلف الجمّاري السقطي ، روى عنه حديث : انقضاض الكوكب في دار عليّ (عليه‌السلام).

٣٥ ـ ومنهم القاضي أبو جعفر محمّد بن إسماعيل بن الحسن العلوي ، روى عنه : دخول سبعين ألف من الشيعة في الجنّة بغير حساب ، وحديث الكساء ، ونزول آية التطهير ، وحديث : إنّ الله يغضب لغضب فاطمة.

٣٦ ـ ومنهم القاضي أبو تمام علي بن محمّد بن الحسين ، روى عنه حديث : تختّموا بالعقيق.

٣٧ ـ ومنهم أبو القاسم عبد الله بن محمّد بن عبد الله الرقاعي الأصفهاني ، روى عنه : حديث انعقاد نطفة سيدتنا الزهراء من سفرجلة الجنة بعد ما أكلها النبيّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله).

٢١

٣٨ ـ ومنهم القاضي أبو الحسن علي بن خضر الأزدي ، روى عنه حديث : فاطمة بضعة منّي.

٣٩ ـ ومنهم أبو الحسن علي بن عبد الصمد بن عبد الله بن القاسم الهاشمي العباسي ، روى عنه : حديث عليّ وصيّي ، وحديث الغدير ، ونص السمعاني في الأنساب على رواية المؤلف عنه كثيرا.

٤٠ ـ ومنهم أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن يعقوب الدباس الواسطي ، روى عنه: حديث المنزلة.

٤١ ـ ومنهم القاضي أبو الحسن محمّد بن علي المعروف بابن الراسبي الشافعي ، روى عنه : حديث نزول الملائكة في زفاف عليّ (عليه‌السلام).

٤٢ ـ ومنهم أبو أحمد عبد الوهاب بن محمّد بن موسى الغندجاني المتوفى ٤٤٧ ، روى عنه حديث المنزلة ، وحديث : زيّنوا مجالسكم بذكر عليّ (عليه‌السلام).

٤٣ ـ ومنهم أبو الفضل محمّد بن الحسين بن عبيد الله البرجي الأصفهاني ، روى عنه : حديث الغدير.

الراون عنه والآخذون منه :

أخذ وروى عنه عدّة :

١ ـ منهم ابنه أبو عبد الله محمّد القاضي بن علي بن محمّد بن الطيّب الجلابيّ المعروف كأبيه بابن المغازلي المتوفى ٥٤٢.

٢ ـ ومنهم أبو القاسم عليّ بن طراد الوزير البغدادي كما نصّ عليه السمعاني.

٣ ـ ومنهم أبو المظفر عبد الكريم بن محمّد المروزي الشافعي الشهير بالسمعاني المتوفى سنة ٥٦٢ ، صاحب كتاب الأنساب ، فإنه يروي عن المؤلف بواسطة ولده القاضي أبي عبد الله محمّد.

٢٢

٤ ـ ومنهم أبو عبد الله محمّد بن فتوح أبي نصر بن عبد الله الحميدي الأزدي المتوفى سنة ٤٨٨ ، وكان صديقا له ، روى عنه بالإجازة عن كتابه تاريخ واسط على ما في معجم الأدباء ترجمة ابن بشران أبي غالب قال : وحدث أبو عبد الله الحميدي قال : كتب إليّ أبو الحسن علي بن محمّد بن محمّد الجلّابي الواسطي صديقنا من واسط أن أبا غالب بن بشران النحوي مات في ١٥ شهر رجب سنة ٤٦٢ ومولده ٣٧٠ الخ.

النوابغ في أخلافه وأسرته

نبغ في أعقابه وذراريه رجال :

١ ـ منهم ابنه أبو عبد الله محمّد القاضي ، قال السمعاني في الأنساب ص ١٤٦ : طبع مرجليوث في حقّه ما لفظه : كان ولي القضاء والحكومة بواسط نيابة عن أبي العباس أحمد بن بختيار ، وكان شيخا فاضلا عالما سمع أباه وأبا الحسن محمّد بن محمد بن مخلد الأزدي ، وأبا علي إسماعيل بن أحمد بن كماري القاضي وغيرهم ، سمعت منه الكثير بواسط في النوبتين جميعا ، وكنت ألازمه مدّة مقامي بواسط ، وقرأت عليه الكثير بالإجازة له عن أبي غالب محمّد بن أحمد بن بشران النحوي الواسطي انتهى.

أقول : قد شارك الولد مع والده المؤلف في الرواية عن رجلين وهما ابن مخلد وابن بشران ومن مشايخه أيضا أبو محمّد ابن السريّ والحسن بن أحمد الغندجاني.

ثمّ أقول : انه روى جزئي كتاب المناقب لأبيه عنه ، ويرويه عنه جماعة كالقاضي العدل عز الدين هبة الكريم بن الحسن بن الفرج بن حبانش الواسطي وغيره ، كما يظهر من الكتاب (١).

__________________

(١) وحكي عن ابن نقطة في ذيل الإكمال ٢ / ٣٤٥ قال : وأما حبانش بفتح الحاء المهملة والباء المعجمة بواحدة وكسر النون وآخره شين معجمة : فهو أبو علي الحسن بن الفرج ابن علي بن حبانش الواسطي ، سمع ببغداد من أبي النرسي الكوفي وبواسط عن جماعة منهم أبو نعيم بن زبرب وأبو سعيد بن كمار.

أقول : وقد سمع تاريخ بحشل لأسلم الرزاز مع جماعة على محمد بن أحمد بن ـ

٢٣

ثمّ إنّه توفي سنة ٥٤٢ على ما ذكره العسقلاني وابن العماد في الشذرات ج ٤ ص ١٣١ ، وقال في حقه : في هذه السنة ، أي سنة ٥٤٢ ، توفي أبو عبد الله الجلابي القاضي محمّد بن عليّ بن محمّد بن محمّد الطيب الواسطي ابن المغازلي ، سمع عن محمّد بن محمّد بن مخلد الأزدي ، والحسن بن أحمد الغندجاني وطائفة ، وأجاز له أبو غالب بن بشران اللغوي وطبقته ، وكان ينوب في الحكم بواسط وأرّخ وفاته علامة التاريخ الشيخ عبد الرزاق بن الفوطي في تلك السنة ، وقال الذهبي في تذكرة الحفاظ في حقّه : محدث واسط توفى سنة ٥٤٢.

والظاهر أنّ ما أرّخه الزبيدي في التاج من سنة ٥٤٣ من الأغلاط المطبعية.

وذكره الحافظ أحمد بن حجر العسقلاني في التبصير ج ١ ص ٣٨٠ ، وأشار الى رواية الولد عن الوالد كتاب المناقب.

٢ ـ ومنهم : جمال الدين نعمة الله بن علي بن أحمد بن العطار الواسطي قاضي واسط ، يروي كتاب المناقب عن جدّه لأمّه أبي عبد الله محمّد القاضي ابن المؤلف.

٣ ـ ومنهم : أبو محمّد صالح ابن المؤلّف ، يروي كتاب المناقب لأبيه عنه وعنه جماعة.

٤ ـ ومنهم : أبو محمّد صالح بن محمّد ابن المؤلف ، أخذ وروى عن أبيه محمّد قاضي واسط عن والده وغيرهم من الفطاحل والرجالات.

__________________

ـ عبد الله العجمي في سنة ٥٠٨ كما في تاريخ واسط ٢٩٤.

قال ابن نقطة : سمع منه ابنه أبو البقاء في جماعة توفي سنة ٥٥٤ ، وابنه أبو البقاء هبة الكريم سمع من جده لأمه أبي عبد الله محمد بن علي بن الجلابي ، وأبي الكرم بن الجلخت ، وأبي محمد ابن الآمدي ، توفي في رجب من سنة ٥٧٤ ، وهو وأبوه من الثقات.

٢٤

كلمات العلماء في حقه

قال السمعاني في الأنساب ص ١٤٦ طبع مرجليوث في حقّه : كان فاضلا عارفا برجالات واسط وحديثهم ، وكان حريصا على سماع الحديث وطلبه ، رأيت له ذيل التاريخ لواسط وطالعته وانتخبت منه. سمع أبا الحسن علي بن عبد الصمد الهاشمي ، وأبا بكر احمد بن محمّد الخطيب ، وأبا الحسن أحمد بن المظفر العطار وغيرهم.

روى عنه ابنه بواسط ، وأبو القاسم علي بن طراد الوزير ببغداد ، وغرق ببغداد في دجلة في صفر سنة ٤٨٣ وحمل ميتا إلى واسط ودفن بها.

قال الزبيدي في تاج العروس ج ١ ص ١٨٦ مازجا بالقاموس ما لفظه : وأبو الحسن علي بن محمّد بن محمّد بن الطيب الجلابي عالم مؤرخ ، سمع الكثير من أبي بكر الخطيب ، وله ذيل تاريخ واسط ، توفي ٥٣٤ ، وابنه محمّد صاحب ذلك الجزء مات ٥٤٣ انتهى.

وقال الشيخ محمّد بن عبد الله الحضرمي في طبقاته ما لفظه : كان محدثا يسند إليه في زمانه مؤرخا ، روى عنه الكثير وهو عن جماعة ، وكان ثقة أمينا صدوقا معتمدا في منقولاته ، مسندا إليه في مرويّاته ، له كتب منها : ذيل تاريخ واسط لأسلم المشهور ببحشل ، وكتاب في مناقب سيّدنا علي كرّم الله وجهه ، جمع فيه فأوعى نقل فيه عن ثقاة الرواة الخ.

وغير هؤلاء في كتبهم ومسفوراتهم.

مكان المؤلف عند العلماء واعتمادهم عليه واستنادهم إليه

إنّ المؤلّف من أجلّة حفّاظ الحديث عند الخاصّة والعامّة. فممّن استند إليه واعتمد عليه في منقولاته هو السمعاني في أنسابه وأماليه وسائر أثاره ، فإنه أكثر النقل عنه بواسطة ابنه محمّد الواسطي القاضي وقد ينقل عنه بلا واسطة.

ومنهم الذهبى الشافعي صاحب ميزان الاعتدال نقل عنه فيه وفي غيره.

ومنهم العارف الشهير السيد على الهمداني صاحب كتاب مودّة القربى.

٢٥

ومنهم الحافظ ابن حجر العسقلاني الشافعي في التبصير وغيره.

ومنهم الحضرمي في كتابه وسيلة المآل وغيره.

ومنهم البلخي القندوزي الحنفي في الينابيع وغيره.

ومنهم السيد محمّد مرتضى الزبيدي الحنفي في تاج العروس وثبته.

ومنهم الشيخ يحيى بن محمّد البطريق الأسدي الحلي.

ومنهم مولانا العلامة الشيخ حسن بن يوسف الحلي في بعض كتبه في الإمامة.

ومنهم مولانا القاضي نور الله الحسيني المرعشي التستري في الإحقاق وغيره.

ومنهم الحمويني في ذيل فرائد السمطين.

ومنهم الشيخ أبو الفلاح عبد الحي بن عماد صاحب كتاب الشذرات.

ومنهم الشيخ تاج الدين السبكي في ذيل طبقات الشافعية الكبرى.

ومنهم الحضرمي في وسيلة المآل إلى غير ذلك ومنهم أكثر المؤلفين في تاريخ واسط.

آثاره العلمية

ترشّح من قلمه السيّال ويراعه الجوّال عدة كتب ورسائل :

١ ـ منها كتاب الذيل لتاريخ واسط لأسلم الواسطي الشهير ببحشل.

٢ ـ ومنها كتاب الأربعين حديثا في فضائل قريش.

٣ ـ ومنها كتاب شرح الجامع الصحيح لم يتمه.

٤ ـ ومنها كتاب مناقب علي بن أبي طالب وها هو بين يديك.

٥ ـ ومنها ديوان شعر.

٦ ـ ومنها كتاب في القضاء والشهادات على مذهب الشافعي.

٧ ـ ومنها كتاب مناقب الشافعي ومرجّحات مذهبه على سائر المذاهب إلى غير ذلك من التآليف والتصانيف.

٢٦

وفاته ومدفنه

الأقوال في وفاته متضاربة فهناك قول بأنه مات في سنة ٥٣٤ ذكر ابن الأثير في اللباب وتبعه الزبيدي في تاج العروس ، وقول بأنه مات في سنة ٤٨٣ وهو الذي صرّح به ونص عليه السمعاني حيث قال : غرق ببغداد في دجلة في صفر سنة ٤٨٣ وحمل ميّتا إلى واسط ودفن بها وهو الأوجه :

أ ـ لأنه اتصل بابن المؤلّف أبي عبد الله ابن المغازلي ، وسمع منه الكثير بواسط في نوبتين ، وكان يلازمه مدّة مقامه بواسط ، وأخذ منه ذيل تاريخ واسط لأبيه ، فالظاهر بل المقطوع أنه ذكر بالتفصيل من علة الوفاة ويومه ومدفنه وحمله ميتا إلى واسط نقلا عن ابن المؤلف ، وأهل البيت أدرى بما في البيت.

ب ـ المؤلف العلامة يروي أحاديث عن مشايخه ، ويؤرخ سماعها ، أو قراءتها ، وأحيانا إجازتها بالكتابة بين السنوات ٤٤٠ ـ ٤٣٣ ، والظاهر بحسب العادة بلوغه في تلك السنين مبلغ الرجال ولا أقلّ من ثلاثين (١) ، لأنه يبعد أن

__________________

(١) يؤيد ذلك أن ابن المؤلف أبا عبد الله ابن المغازلي توفي سنة ٥٤٢ وقد بلغ حد المعمرين : صرح بذلك شرف الإسلام شمس الدين ابن البطريق الأسدي الواسطي الحلي في مقدمة كتابه العمدة ص ١٠ ، ناقلا عن شيخه أبي بكر بن الباقلاني ، وهكذا عرفه الرئيس الأجل أبو الحسن بن الشرفية الواسطي ، راوي الكتاب ، في كلام له كما ترى نصه ص ٣٤٩ آخر هذا الكتاب ، ومعلوم أنه لا يكون معمرا إلا إذا كان ولادته حول السنة ٤٢٠ وهذا يؤيد أن أباه المؤلف قد كان ولد حول الأربع مائة ، فلو كان وفاته في سنة ٥٣٤ فقد كان هو أيضا معمرا ولم يذكره أحد بذلك.

ومما يؤيد ذلك أن السمعاني أبا سعد رحل إلى بغداد وما والاها في النوبة الأولى من جولتيه سنة ٥٣٠ وهو ابن ٢٤ سنة ، ودخل بغداد سنة ٥٣٢ ، وقد كان مقيما بها سنة ٥٣٤ ، (كما في المنتظم ١٠ / ٢٢٤ ، الأنساب ٣٠٨ ب ط مرجليوث) وفي تلك الجولة اجتاز واسطا واتصل بمحدثها ومسندها أبي عبد الله الجلابي ابن المؤلف لأول مرة ، ولازمه مدة مقامه بها ، وسمع منه الكثير منها ذيل تاريخ واسط لأبيه المؤلف وطالعه وانتخب منه ، فلو كان نفس المؤلف أبو الحسن ابن المغازلي حيّا خلال تلك الجولة ، خصوصا مدة مقام السمعاني ببغداد خلال عام ٥٣٢ ـ ٥٣٤ وما بعدها لاتّصل بالمؤلف ابن المغازلي نفسه ليسمع منه ، وحيث انه لم يتصل به مع كمال حرصه على طلب المشايخ نعرف من ذلك أنه لم يكن حيا ، ولذلك اتصل بابنه وسمع منه بواسطة.

٢٧

يكاتبه المشايخ في أقلّ من ذلك فلو كان وفاته في سنة ٥٣٤ فقد عمر أكثر من ١٣٠ سنة مع أنّه لم يذكره أحد بالتعمير.

فعلى ذلك ما قاله ابن الأثير وتبعه الزبيدي في التاج لا يستقيم ، ولعله قد سقط من مطبوع كتابه اللباب شيء وهذا التاريخ (٥٣٤) وفاة رجل آخر سقط اسمه من المطبوعة ، فليتحرر.

خصوصيات النسخة التي أخذت الصورة منها

هي نسخة أخذت من نسخة كانت بخط العلامة الشيخ أبي الحسن عليّ ابن محمّد بن الحسن بن أبي نزار الشهير بابن الشرفية الواسطي ، ثمّ اليماني ، التي كان تاريخ الفراغ من كتابتها ٥٨٥.

وكانت النسخة في خزانة أئمة اليمن وهي نفيسة جدا على ظهرها خطوط علماء اليمن كالعلامة الشيخ لطف الباري اليماني الزيديّ ، وقوبلت على نسخة فيها خطّ العلّامة الشيخ جمال الدين عمران بن الحسن بن ناصر بن يعقوب العذري اليماني من علماء المائة الثامنة ، والعلامة السيّد صلاح بن أحمد الحسني الوزير من علماء المائة العاشرة ، والعلامة الشيخ علي بن أحمد بن الحسين الأكوع اليماني من علماء المائة السادسة.

ومن خصوصيات هذه النسخة أن بهامشها وعلى ظهرها إجازات منها : إجازة الشيخ يحيى بن الحسن بن الحسين بن علي بن محمّد البطريق الأسدي الحلي ولفظها هكذا :

قرأ عليّ هذا الكتاب من أوله إلى آخره الشيخ العالم عفيف الدين علي ابن محمّد بن حامد اليمني الصنعاني أيّده الله ، وسمع بقراءته ولده الموفق (ياقوت) ، وأجزت لهما روايته عنّي متى شاءا. كتبه يحيى بن الحسن بن الحسين بن علي بن محمّد البطريق الأسدي الحلي بمحروسة حلب في غرّة جمادى الأولى من سنة ست وتسعين وخمس مائة ولله الحمد والمنّة.

٢٨

صورة إجازة أخرى

ناولت علي بن أحمد بن الحسين بن المبارك الأكوع هذا المجلد وأخاه ، وهما يشتملان على مناقب أهل البيت (عليهم‌السلام) ، وأجزت لهما روايتهما عنّي عن المصنف. وكتب عليّ بن محمّد بن حامد الصنعاني اليمني في سابع عشر من ذي الحجة سنة ثمان وتسعين وخمس مائة.

صورة إجازة أخرى

الله حسبي قد أجزت للأمير الأجل نظام الدين وليّ أمير المؤمنين المفضل بن علي بن المظفر العلوي العباسي كتاب المناقب لابن المغازلي ، أن يرويه عنّي على الوجه الصحيح بشروط السماع ، وناولته ذلك ، وكتبه علي بن أحمد بن الحسين الأكوع في شهر ذي الحجة من شهور سنة اثنتي عشرة وستمائة وكذلك أجزت ذلك للقاضي الأجل منصور بن إسماعيل بن قاسم الطائي على الوجه الصحيح في الوقت المؤرخ والسّلام ، وصلى الله على محمّد وآله.

ومن خصوصيات النسخة أنه ألحق بها ذكر كرامة لمولانا عليّ (عليه‌السلام) شاهدها ابن الشرفية بعينه في واسط سنة ٥٨٠.

وهذه النسخة جيء بها من بلاد اليمن بعد خروجها من يد الشريف الجليل سليل النبوة إمام الزيدية في العصر الحاضر جلالة السيّد محمّد البدر الحسني ، نزيل الطائف بالحجاز ، ابن الشريف جلالة السيّد أحمد إمام الزيدية ، وملك بلاد اليمن ابن الشريف فخر العلويين الكرام إمام الزيدية وملك بلاد اليمن جلالة السيد حميد الدين يحيى ووفّقني ربّي البرّ الرحيم بأخذ صورة منها.

خصوصيات كتاب المناقب ومزاياه

١ ـ إنّ هذا التأليف الشريف حاو لمناقب هامّة مشهورة في حقّ سيّدنا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب سلام الله عليه كحديث الغدير ، والمنزلة

٢٩

والطير ، ومدينة العلم ، والمؤاخاة ، وبذل الخاتم في الركوع ، ووصايته للنّبيّ ، وردّ الشمس وغيرها من فضائله وخصائصه التي ملأ الآفاق صيتها وصوتها.

٢ ـ ومن المزايا أنّ منقولاته مروية عن أعلام الحديث ، وثقاتهم ، وأثباتهم كما هو ظاهر لمن راجعه بالدقة.

٣ ـ ومنها تحرّي المؤلّف وسعيه نقل الحديث عن المحدثين المعاصرين بلا واسطة ليكون السند عاليا.

٤ ـ ومنها سلاسة تعابيره وكلماته في سرد الأسانيد ، والإكثار في تعيين مكان النقل وزمانه ، وأوصاف الرواة المذكورين في الطرق كي تتميّز المشتركات.

٥ ـ ومنها قلّة المرسلات فيه وشذوذها ، وهذا من أهم ما يورث الطمأنينة والسكون بالكتاب والوثوق بمحتوياته.

٦ ـ ومنها أنه نقل عدّة أحاديث في المناقب ينتهي سندها إلى محمّد بن محمّد بن الأشعث صاحب كتاب الأشعثيات المشهور (بالجعفريات) ، وهو يروي عن موسى بن إسماعيل ابن الإمام موسى بن جعفر (عليه‌السلام) ، عن أبيه ، عن جده ، عن آبائه الميامين ، عن النّبيّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله).

٧ ـ ومنها أنه فيه عدّة أحاديث ينتهي سندها إلى الأئمة من العترة الزكيّة كمولانا الإمام أبي الحسن علي بن موسى الرضا (عليه‌السلام).

إلى غير ذلك من المزايا والخصائص التي قلما توجد في غيره.

كلمة في الطريق إلى رواية الكتاب عن مؤلفه العلامة

وليعلم أنّ لنا حقّ رواية جميع ما ألّفه القوم وأودعوها في زبرهم ومسفوراتهم بحسب ما ذكر في إجازاتهم وإثباتهم ، ومن تلك الكتب هذا السفر الجليل والمجموعة الشريفة.

١ ـ ومن طرقنا ما نرويه عن العلامة السيد علوي الحدّاد العلوي الحضرمي الشافعي ، نزيل (ملايو) صاحب كتاب الفصل الحاكم في النزاع والتخاصم بين

٣٠

بني أميّة وبني هاشم ، بطرقه وأسانيده التي أنهاها إلى العلامة السيد محمّد مرتضى الزبيدي الحنفي صاحب كتاب تاج العروس وغيره بطرقه إلى المؤلف.

٢ ـ ومنها ما نرويه عن العلامة السيد علي الأهدلي الحضرمي بطرقه.

٣ ـ ومنها ما نرويه عن العلامة القاضي السيد زيد الديلمي اليماني بطرقه.

٤ ـ ومنها ما نرويه عن العلامة السيد عباس اليماني نزيل المناخة من بلاد اليمن.

٥ ـ ومنها ما نرويه عن العلامة الشيخ يوسف المصري الدجوي الضرير نزيل الدجوة بطرقه.

٦ ـ ومنها ما نرويه عن العلامة السيد إبراهيم الراوي الشافعي نزيل بغداد بطرقه.

٧ ـ ومنها ما نرويه عن العلامة الشيخ إبراهيم الجبالي المصرى شيخ الجامع الأزهر في الأسبق.

٨ ـ ومنها ما نرويه عن العلامة السيد محمّد بن محمّد بن زبارة الحسني اليماني صاحب كتابي نيل الوطر ونشر العرف.

٩ ـ ومنها العلامة السيد محمّد بن عقيل العلوي الحضرمي صاحب كتاب النصائح الكافية لمن يتولّى معاوية.

١٠ ـ ومنها ما نرويه عن سيد ملوك الإسلام ذخر آل الرسول فقيد العلم والقلم حميد الدين يحيى الحسني ملك بلاد اليمن المقتول غيلة.

١١ ـ ومنها العلامة الشيخ عبد الواسع الواسعي اليماني صاحب كتاب مزيل الحزن في تاريخ اليمن.

١٢ ـ ومنها العلامة المولى مجد الدين حسين الشافعي الكردي الشهير بالملا مجد الكردستاني نزيل بلاد كردستان من إيران.

١٣ ـ ومنها ما نرويه عن العلامة المولوي يوسف الهندي الكاندهلوي.

٣١

١٤ ـ ومنها ما نرويه عن العلامة السيد ياسين الحنفي مفتي كربلاء المشرفة في الحكومة العثمانية.

الى غير ذلك من الأسانيد والطرق ، وأكثرها ينتهي إلى العلامة الزبيدي صاحب التاج بطرقه المودعة في ثبته الشهيرة ، فلمن أراد رواية الكتاب عن مؤلّفه أن يرويه عنّا بواسطة هؤلاء الأعلام بطرقهم الى ابن المغازلي ناسق هذه الدرر ومرتّب تلك اللآلي.

مصادر هذه الرسالة ومراجعها :

١ ـ الأنساب لأبي المظفّر عبد الكريم بن محمّد المروزي الشافعي السمعاني المتوفى سنة ٥٦٢.

٢ ـ تبصير المنتبه للحافظ أحمد بن حجر العسقلاني الشافعي المتوفى سنة ٨٥٢.

٣ ـ طبقات الشافعية للشيخ محمّد بن عبد الله الحضرمي نزيل دهلي عاصمة الهند من علماء القرن الثاني عشر.

٤ ـ شذرات الذهب في أخبار من ذهب للشيخ أبي الفلاح عبد الحيّ بن العماد الحنبلي المتوفى سنة ١٠٨٩ طبع بيروت.

٥ ـ القاموس المحيط لمحمّد بن يعقوب الفيروزآبادي الشافعي.

٦ ـ تاج العروس للسيد محمّد مرتضى الحنفي الزبيدي ثمّ المصري.

٧ ـ تعاليق الفاضل المعاصر كركيس عواد على تاريخ واسط لبحشل طبع بغداد.

٨ ـ وسيلة المآل لباعلوي الحضرمي والنسخة مصوّرة من المخطوطة الموجودة في المكتبة الظاهريّة بدمشق الشام.

٩ ـ كشف الظنون للكاتب الچلپي.

١٠ ـ رشفة الصادي من بحر فضائل بني النبيّ الهادي للعلامة السيد أبي بكر بن شهاب العلوي طبع القاهرة.

١١ ـ طبقات الشافعية الكبرى للعلامة الشيخ تاج الدين عبد الوهاب السبكي طبع القاهرة.

٣٢

١٢ ـ مجمع الآداب لعلامة التاريخ الشيخ كمال الدين عبد الرزاق بن أحمد الفوطي البغدادي الشيباني الحنبلي الشهير بابن الفوطي المتوفى ٧٢٣ طبع دمشق.

١٣ ـ مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع للعلامة الشيخ صفي الدين عبد المؤمن بن عبد الحق البغدادي المتوفى سنة ٧٣٩ طبع دار الكتب العربية بالقاهرة.

١٤ ـ معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع للعلامة أبي عبيد عبد الله بن عبد العزيز البكري الأندلسي المالكي المتوفى ٤٨٧ طبع القاهرة.

١٥ ـ مرآة الجنان للعلامة الشيخ عفيف الدين عبد الله بن أسعد اليماني اليافعي الشافعي المكّي المتوفى سنة ٧٦٨ طبع حيدرآباد الدكن.

١٦ ـ المنتظم للعلامة الشيخ عبد الرحمن أبي الفرج بن الجوزي الحنبلي البغدادي المتوفى سنة ٥٩٧ طبع حيدرآباد الدكن.

١٧ ـ طبقات الحفّاظ للحافظ جلال الدين عبد الرحمن السيوطي الشافعي المتوفى سنة ٩١١ طبع القاهرة.

١٨ ـ ريحانة الأدب في الألقاب والكنى والنسب للعلامة الميرزا محمّد علي المدرّس الخياباني التبريزي.

١٩ ـ لسان الميزان للحافظ أحمد بن حجر العسقلاني الشافعي المتوفى سنة ٨٥٢.

٢٠ ـ ميزان الاعتدال للعلامة شمس الدين محمّد الذهبي الشافعي.

٢١ ـ تهذيب التهذيب للحافظ أحمد بن حجر العسقلاني الشافعي المذكور.

٢٢ ـ روضات الجنّات للعلامة الحاج السيد محمّد باقر الخوانساري طبع طهران.

* * *

هذا ما أتاحته الفرص ووسع المجال من تحرير هذه العجالة وتنسيقها ، ألّفتها في مجالس آخرها عشيّة ليلة الأربعاء لثلاث بقين من شهر محرم الحرام

٣٣

سنة ١٣٩٤ ، ببلدة قم المشرّفة حرم الأئمة الأطهار ، وعشّ آل محمّد حامدا مصليا مسلما مستغفرا. وأنا العبد المتفاني والمتهالك في حبّ آل الرسول أبو المعالي شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي حشره الله معهم وأنا له شفاعتهم.

آمين آمين لا أرضى بواحدة

حتّى يضاف إليه ألف آمينا

ويرحم الله عبدا قال آمينا

٣٤

كلمة المصحح :

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الحمد لله ربّ العالمين ، وصلّى الله على محمّد وعترته الغرّ الميامين.

وبعد فهذه درّة فريدة ولؤلؤة خريدة اختبي بها في زوايا المخادع ومخازن الكتب ، لا زالت تسمع الأذان بحسن ترصيفها من دون أن يلمسها أحد بيد ولا بصر وهو كتاب مناقب الإمام علي بن أبي طالب (عليه‌السلام) تأليف الفقيه الحافظ الثبت الثقة ابن المغازليّ الشافعيّ ، حيث جمع فيه ما اتّصل إليه بالأسانيد العالية في مناقب مولانا وسيّدنا أمير المؤمنين مع حسن الانسجام وجودة الأسلوب وإتقان السند وكثرة الطرق.

فهذا الكتاب بما في غضونه من الأحاديث الصحيحة النادرة مع اتصال سندها ، وكثرة طرقها وبما في إسنادها من الفوائد الرجالية من تعريف رواتها ، ومشايخها ، والارتفاع في نسبهم ، كان حقيقا بأن يرغب فيه كلّ محدّث كلاميّ ، أو مؤرخ رجاليّ ، كيف ومؤلّفه الفذّ العبقريّ هو مؤرخ واسط ورجاليّه في عهده ، وكتابه ذيل تاريخ واسط مجموعة لرجال الحديث والشعر والأدب والنوادر (١).

ولذلك نرى أنه قد اعتنى به وبكتابه المناقب هذا جمع كثير من العلماء ، نقلوا عنه بعض النصوص محتجّين به ، مطمئنّين إليه ، واثقين به (٢) ، وفي الرّعيل الأول منهم الفقيه المتكلم العلامة شرف الإسلام شمس الدين أبو الحسين يحيى بن الحسن بن الحسين بن عليّ بن محمّد الأسدي الحلي الواسطيّ

__________________

(١) راجع معجم الأدباء ٦ / ٣٣٠.

(٢) تعرف بعض هؤلاء في ذيل الصفحات بتخريج أحاديثهم وبعض هؤلاء في ص ٢٢ و ٢٥ مما سبق من رسالة الميزان القاسط.

٣٥

الربعيّ (١) المعروف بابن البطريق (٦٠٠ ـ ٥٢٣) ، حيث سكن بغداد مدّة ثمّ واسطا ، فظهر عند ذلك على كتاب المناقب هذا وأخذ منه نسخة يرويها عن أبي بكر بن الباقلانيّ ، عن ابن المؤلف ، عن والده المصنّف ، فأودع في كتاب مناقبه (٢) المعروف بالعمدة ٢٥٦ حديثا من أحاديث هذا الكتاب ، وأمّا سائر متكلّمي الشيعة ومحدثيهم فالظاهر أنّهم كانوا يحتجون بأحاديث الكتاب نقلا عن ابن البطريق وكتابه العمدة.

نسخ الكتاب :

توجد اليوم نسخة من كتاب المناقب هذا في مكتبة مير حامد حسين بلكنهو ولكنها على ما سمعت غير كاملة ، وقد انتسخ منها شيخنا فقيد العلم والثقافة العلامة الأمينيّ مؤلف الغدير ـ قدّس الله سرّه ـ نسخة بخط يده أودعها في مكتبة الإمام أمير المؤمنين (عليه‌السلام) العامّة بالنجف الأشرف.

ونسخة ثانية كاملة جعلناها أصلا لطبعتنا هذه ، وهي مصحّحة معارضة بنسخة مصححة أخرى ، وكان يحتفظ بها في مكتبة إمام اليمن ، وهي اليوم ـ بحمد الله ـ يحتفظ بها في المكتبة الإسلامية الكبرى بطهران ، الّذي أسّسها العلم الحجة الشيخ عباس علي الإسلاميّ الواعظ الشهير ، دام ظله ، وقد أخذت منها بتاريخ ٧ / ٧ / ١٣٥٢ صورتان بالميكروفيلم ، يحتفظ بهما في مخزن المخطوطات بجامعة طهران تحت الرقم ٤٢٠٦ و ٤٢٠٧ ، ومنها الصور الفوتوغرافية الّتي يراها القارئ الكريم في هذه المقدمة ، وهكذا أخذت منها صورة فوتوكوبي لمكتبة آية الله العلامة الحجة السيد شهاب الدين النجفي المرعشي بقم دامت بركاته ، فأرسل إلينا النسخة الفوتوكوبي وأمرنا بطبعه.

__________________

(١) ترجمة ابن النجار في ذيله على تاريخ بغداد وذكره عنه ابن حجر في لسان الميزان ٦ / ٢٤٧.

(٢) اشتهر كتابه بالعمدة ، لقوله في مقدمة الكتاب ص ٧ مشيرا إلى مصادر الأحاديث المستخرجة فيه ومنها كتاب المناقب لابن المغازلي الشافعي :

«فهذه عمدة كتب الإسلام التي عليها عمل المستبصر عند أربابها وبها حجة المستنصر عند طلابها» ... الخ.

٣٦

رواة هذه النسخة :

القائل في صدر الكتاب «أخبرنا» هو عمران بن الحسن بن ناصر بن يعقوب العذريّ الزيديّ من علماء الزيديّة المعاصر لإمامهم المنصور بالله ، يرويه سماعا عن الفقيه الأجل الزاهد بهاء الدين عليّ بن أحمد بن الحسين بن المبارك الأكوع في سنة ٥٩٩.

وهو يرويه مناولة عن الشيخ العالم عفيف الدين علي بن محمّد بن حامد اليمنيّ الصنعانيّ في سنة ٥٩٨ ، وهو الذي قرأ كتاب العمدة وأخيه (خصائص الوحي المبين في مناقب أمير المؤمنين) على مصنفهما ابن البطريق (١) وأجاز له روايتهما في سنة ٥٩٦.

وهو يرويه عن الرئيس الأجلّ جمال الدين أبي الحسن (٢) عليّ بن محمّد أبي الفوارس بن الحسن بن أبي نزار ابن الشرفية الواسطي الورّاق ، وقد كان كتب بخط يده نسخة من هذا الكتاب لنفسه (٣) ، قرأها بمسجد الجامع بواسط في مجالس متعددة سنة ٥٨٣ ، في أمم لا يحصى عديدهم ، (٤) ، وكتب نسخة أخرى في سنة ٥٨٥ مستعجلا في ١٢ ليلة ، وقد ظفر بهاء الدين علي بن أحمد الأكوع (٥).

وهو يرويه عن الشيخ المعمّر الإمام المقري صدر الدين الجامع للقراء بواسط العراق أبي بكر عبد الله بن منصور بن عمران الباقلانيّ* وعن القاضي جمال الدين نعمة الله بن عليّ بن أحمد بن العطار الواسطيّ من أحفاد المؤلف (٦) * ، وعن القاضي الأجلّ العدل عزّ الدين أبي البقاء هبة الكريم بن

__________________

(١) راجع ص ٥٣ من هذا الكتاب ذيل الصفحة.

(٢) هكذا جاء ذكره في تاريخ واسط لبحشل ٢٩٥.

(٣) راجع ص ٣٤٩ من هذا الكتاب.

(٤) راجع ص ٣٥٠ من هذا الكتاب.

(٥) راجع آخر النسخة ص ٣٢٩.

(٦) كان ابن المؤلف محمّد بن علي بن المغازلي جده لأمه ، وهو الذي باهل بعض أعداء أهل البيت في سنة ٥٨٠ ، فخسف الله بداره ، راجع ص ٣٤٩ من هذا الكتاب.

٣٧

الحسن بن الفرج بن عليّ بن حبانش الواسطيّ المتوفى ٥٧٤ وهو أيضا من أحفاد المؤلف (١).

وهؤلاء الأعاظم يروون الكتاب عن القاضي الأجلّ المعمّر محدّث واسط على الإطلاق أبي عبد الله محمّد بن عليّ الجلابيّ ابن المصنّف عن أبيه المصنّف.

اهداء الكتاب :

أتحف المؤلف العلامة ابن المغازليّ كتابه هذا إلى خزانة بعض المعاريف من أجلاء عصره ، لما عرف خلوص اعتقاده في الولاء لأهل البيت (عليهم‌السلام) ، كما ترى نصّه في

ص ٤ من ديباجة المؤلّف ، ولم نجد في أعاظم عصره من اتصل به إلّا شرف الدين أبا القاسم عليّ بن طراد بن محمّد ابن عليّ الزّينبيّ الهاشمي العباسي (٥٣٨ ـ ٤٦٢) ، فلعلّه هو ، فقد عاصر المؤلف ٢١ سنة (٢) ، وأخذ وروى عنه كما نصّ عليه السمعاني في أنسابه ٣ ـ ٤٤٦ ، وكان من بيت الشرف والنقابة والقضاء والحظوة عند الملوك والخلفاء ، فأبوه أبو الفوارس طراد بن محمّد (٤٩١ ـ ٣٩٨) قلّد نقابة النقباء في سنة ٤٥٣ ، ولقب «الكامل ذا الشرفين» ، وكان أعلى الناس منزلة عند الخليفة ، وهو مع ذلك مسند العراق في عهده (٣). وهكذا سائر أسرته من الآباء والأعمام والأجداد بين نقيب وشريف وقاض ، وهو نفسه صار نقيب النقباء بعد والده سنة ٤٩١ ، ولاه المستظهر وخلع عليه ، ولقبه «الرضا ذا الفخرين» ، وركب معه ، ثمّ وزر للمسترشد والمقتفي ، إلى غير ذلك من مآثره ومفاخره.

__________________

(١) كان ابن المصنف محمّد بن علي جده لأمه أيضا ، ذكره ابن نقطة كما في ذيل الإكمال ٢ / ٣٤٥.

(٢) راجع شذرات الذهب ٤ / ١١٧ ، المنتظم ١٠ / ١٠٩ ، كامل ابن الأثير بمراجعة فهرسه ، مرآة الجنان ٣ / ٢٦٩.

(٣) راجع المنتظم ٩ / ١٠٦ ، مرآة الجنان ٣ / ١٥٤ ، شذرات الذهب ٣ / ٣٩٦ ، الكامل لابن الأثير ١٠ / ١٨ وغيرها من الصفحات.

٣٨

منهج التحقيق والتخريج :

كان منهجي في تحقيق الكتاب ما هو المعمول عند أرباب الفنّ ، وهو عرض النسخة ومقابلتها على سائر المعاجم الحديثية بمتنها وسندها ، ثمّ مراجعة كتب الرّجال والأنساب معرفة للراوي والمرويّ عنه ، ولمّا كانت حروف النسخة مهملة غير معجمة التزمت المراجعة إلى الكتب الفنيّة الكافلة لتحقيق الأعلام المشتبهة ، ومع ذلك عارضت أسانيد الكتاب من أوّله إلى آخره بعضا ببعض ، فوجدت المؤلف العلامة قد يقتصر في نسب بعض المشايخ ، وقد يرتفع في نسبه ويذكر كنيته ولقبه ، كما أنّه قد ينسبه إلى جدّه الأقرب ، وقد ينسبه إلى جدّه الأبعد ، ولذلك عملت فهرسا لرجال السند لأكون على بصيرة من طبقات المشايخ والرواة ، ولعلنا نلحقها بالطبعة الثانية إن شاء الله تعالى ليكون النفع للقراء أتمّ والفوائد الرجالية أكمل وأسهل.

وأما تخريج الأحاديث : فقد كنت غير عازم عليه ، وبعد ما خرج من الكتاب كراستان ص ١ ـ ٣٢ أشار إليّ العلم الحجّة أبو المعالي السيّد شهاب الدين المرعشي النجفيّ ـ دامت بركاته العالية ـ أن أخرّج أحاديث الكتاب من سائر المعاجم الحديثية ، فعمدت إلى تخريجها في ذيل الصفحات ، ولكنّي حاولت تخريج كلّ حديث بسنده وطريقه فحسب ، إلّا إذا لم أظفر على الحديث بعين السند ، فذكرت ما وجدته في الباب بلفظه من سائر الطرق ، ليكون القارئ على ثقة وطمأنينة بأنّ لكلّ حديث من أحاديث الكتاب شاهدا يشهد بصحته ولكلّ راو تابعا يتبعه ويخرجه عن التفرّد والاتّهام.

ومع ذلك علّقت أحيانا بعض ما سنح بخاطري في شرح بعض الأحاديث من دون أن أستوعب ذلك ، وهكذا في شرح غرائب الألفاظ ، كلّ ذلك لعدم التوسع والمجال.

وأمّا أحاديث صدر الكتاب من ص ١ ـ إلى ـ ٣٢ فقد خرّجناها على حدة ، تماما للفائدة وجعلناها كالاستدراك ، فيما يلي ، وفي الطبعة الثانية الّتي نجعلها مشكولة بالإعراب ـ إن شاء الله تعالى ـ نلحقها بمواضعها.

٣٩

وأمّا الجزء الّذي يراه القارئ الكريم ملحقا بكتاب المناقب لابن المغازلي (من ص ٣٣٥ ـ إلى ـ ٣٤٨) فقد وجدناه في ذيل نسختنا ، وفيه اثنان وثلاثون حديثا استخرجت ـ ظاهرا ـ من كتاب المسند لأبي الحسين عبد الوهاب ابن الحسن بن الوليد الكلابيّ مسند دمشق ، وذلك لأنّ الأعلام الواقعة في صدر الأسانيد كلّهم من مشايخه ، وأمّا المخرّج لتلك الأحاديث ، فأول النسخة ناقصة لا يظهر على البتّ أنّ الراوي عن أبي حاتم الرازي المعروف بخاموش (١) من هو حتّى نعرف صاحب الجزء.

لكنّ المتيقّن أنّه كان من أعلام المائة الخامسة أو السادسة ، فإن هذه الأحاديث قد كانت ملحقة في نسخة أبي الحسن بن أبي نزار ابن الشرفية بخطه (٢) ، معروفة عنده أنها تخريج من هو؟ على ما يظهر من قوله في آخر الحكاية (ص ٣٥٠) الّتي شاهدها بنفسه «وقرأت المناقب الّتي صنفها ابن المغازلي ... الخ» خصوصا وهذه الحكاية مكتوبة في نسخته بعد تلك الأحاديث كما في النسخة الأمّ المنقول عنها نسختنا هذه.

نعم! من المحتمل أن يكون هذا الجزء من تخريج أبي عبد الله محمّد ابن علي بن المغازلي ابن المصنّف ، ألحقه بكتاب أبيه تكميلا للفائدة ، ولعلّ ذلك هو مراد ابن حجر في كتابه لسان الميزان ، حيث عنونه في ج ٥ / ٢٩٣ وقال : «رأيت بخطه جزءا بخط أبيه ، وفي آخره بلغت فألحق هذا بخطّه ولدي» كذا في طبع حيدرآباد ، والظاهر من المعنى أن الجزء كان شطره الأوّل بخط أبيه والشطر الثّاني بخط ابنه ألحقه في حياة أبيه ، وكان بخط أبيه في آخر جزئه «بلغت» أي بلغت أنا إلى هنا ، «فألحق» بعد ذلك «هذا» يعني الشطر الثاني «ولدي بخطه».

وممّا يؤيد ذلك أنّ في آخر هذا الجزء قد كتب الحديث الثاني والثلاثون ناقصا : اقتصر على ذكر السند وصدر الحديث ، ثمّ كتب تحته : [تمام الخبر في

__________________

(١) كان حيا إلى بعد سنة ٤٠٤ على ما في تبصير المنتبه لابن حجر العسقلاني.

(٢) من أعيان المائة السادسة بواسط وقد كتب نسخته هذه في سنة ٥٨٥.

٤٠