مناقب الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام

أبي الحسن علي بن محمّد الشافعي [ ابن المغازلي ]

مناقب الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام

المؤلف:

أبي الحسن علي بن محمّد الشافعي [ ابن المغازلي ]


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الأضواء
الطبعة: ٣
الصفحات: ٣٦٥

المتّقين ، فإذا سرّك أن تنظري إلى سيّد العرب فانظري إلى عليّ بن أبي طالب (١).

٢٥٨ ـ أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن عبد الوهّاب بن طاوان إجازة ، أخبرنا أبو أحمد عمر بن عبد الله بن عمر بن شوذب ، حدّثنا محمّد بن يونس ، حدّثنا محمّد بن يحيى الزياديّ ، حدّثنا محمّد بن شعيب أبو يوسف ، حدّثنا عبد الله بن عمر الفزاريّ ، حدّثنا يعقوب بن عبد الله وأبو عوانة ، عن أبي بشر ، عن سعيد بن جبير ، عن عائشة قالت : أقبل عليّ بن أبي طالب فقال النبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ : من سرّه أن ينظر إلى سيّد شباب العرب فلينظر إلى عليّ. فقلت : يا رسول الله ألست سيّد شباب العرب؟ قال : أنا سيّد ولد آدم ، وعليّ سيّد [شباب] العرب (٢).

٢٥٩ ـ أخبرنا أحمد ، حدّثنا عمر بن عبد الله بن عمر بن شوذب ، حدّثنا محمّد بن يونس ، حدّثنا محمّد بن يزيد ، حدّثنا محمّد بن النعمان ، حدّثنا عمر ابن الحسن ، حدّثنا أبو عوانة ، عن أبي بشر ، عن سعيد بن جبير ، عن عائشة ، قالت : قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) : أنا سيّد ولد آدم وعليّ سيّد العرب (٣).

__________________

(١) أخرجه العلامة الخطيب في تاريخ بغداد ١١ / ٨٩ ، بالإسناد إلى يعقوب بن عبد الله الأشعري القمي ، وهكذا أخرجه حسام الدين الهندي في كنز العمال ٦ / ١٥٧ ، وأخرجه الشيخ عبد الله الشافعي في مناقبه ص ١٨٩ بعين السند واللفظ من طريق مؤلفنا ابن المغازلي نقلا عن مناقبه هذا الذي بين يديك.

(٢) أخرجه العلامة الذهبي في تاريخ الإسلام ٢ / ١٩٨ بالإسناد إلى يحيى بن عبد الحميد الحماني عن أبي عوانة بعين السند واللفظ.

(٣) أخرجه الحاكم النيسابوري في مستدرك الصحيحين ٣ / ١٢٤ ، بالإسناد إلى عمر بن الحسن الراسبي ، عن أبي عوانة وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، وفي إسناده عمر بن الحسن وأرجو أنه صدوق ، ولو لا ذلك لحكمت بصحته على شرط الشيخين ، وله شاهد من حديث عروة عن عائشة ... (وذكره) وله شاهد آخر من حديث جابر ... (وذكره).

أقول : وله شاهد آخر من حديث الحسن بن علي (عليهما‌السلام) أخرجه الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء ١ / ٦٣ ، والحافظ الكنجي في كفايته ب ٥٣ ص ٢١٠ ، وقال : هذا حديث ثابت صحيح إذ أودعه إمام أهل الحديث الطبراني في معجمه الكبير ترجمة محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، وهكذا أخرجه الهيتمي عن الطبراني في مجمع الزوائد ٩ / ١٣١.

٢٠١

حديث القضيب :

٢٦٠ ـ أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفّر بن أحمد العطّار بقراءتي عليه فأقرّ به سنة أربع وثلاثين وأربعمائة قلت له : أخبركم أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن عثمان ـ الملقّب بابن السقّاء ـ الحافظ الواسطيّ ـ رحمه‌الله ـ أخبرنا أبو بكر بن أبي داوود وأنا سألته ، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن شاذان ، حدّثنا محمّد بن الصّلت ، حدّثنا الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عبّاس ، قال : قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) : من أحبّ أن يتمسّك بالقضيب الياقوت الأحمر الّذي غرسه الله في جنّة عدن فليتمسّك بحبّ عليّ بن أبي طالب (١).

٢٦١ ـ أخبرنا محمّد بن أحمد بن عثمان بن الفرج ، أخبرنا أبو عمر

__________________

وشاهد آخر من حديث أنس بن مالك أخرجه الهيتمي في مجمع الزوائد ٩ / ١١٦ وقال : رواه الطبراني في الأوسط.

وشاهد آخر من حديث ابن عباس أخرجه الحافظ ابن عساكر الدمشقي في تاريخه ، والعلامة الدارقطني في سننه على ما في منتخب كنز العمال ٥ / ٣٤.

وشاهد آخر من حديث حذيفة في حديث خيبر ولفظه «يا علي إنك سيد العرب وأنا سيد ولد آدم» أخرجه الحافظ الذهبي في ميزان الاعتدال ٤ / ١١٥ ، والعلامة ابن حجر العسقلاني في لسانه ٦ / ٣٩ ، والحلبي في سيرته ٣ / ٣٧.

وشاهد آخر من حديث الحسين بن علي أخرجه الحافظ أبو نعيم في الحلية ٥ / ٣٨ ، والحافظ الكنجي في كفاية الطالب ٢١٠ وقال : هذا حديث عال.

وللحديث شواهد أخر وقد مر الإيعاز إلى بعضها في ص ١٠٣ ـ ١٠٤ ، ومن حديث عمران بن حصين متواترا في عيادة فاطمة ـ سلام الله عليها ـ من أرادها وغيرها ، فليراجع ذيل إحقاق الحق ج ٤ ص ٤٤ وما بعدها.

وعلى ذلك ، فما بال الذهبي يتحامل على الحاكم في كتبه بأن الحديث غير صحيح بل موضوع ، وضعه عمر بن الحسن الراسبي على ما في تلخيص المستدرك ٣ / ١٢٤ ، ميزان الاعتدال ٣ / ١٨٥ المغني ٤٦٤.

(١) في الباب حديث حذيفة أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء ١ / ٨٦ و ٤ / ١٧٦ ، والذهبي في ميزانه ١ / ٣٢٥ بالرقم ١٢٢٤ ، والعسقلاني في لسانه ٢ / ٣٤ ولفظه قال : قال رسول الله : «من سره أن يحيى حياتي ويموت ميتتي ويتمسك بالقصبة [بالقضيب الياقوت الذي] التي خلفها الله بيده ، ثم قال : لها كوني فكانت ، فليتول علي بن أبي طالب.

قال أبو نعيم في حليته ١ / ٨٦ : ورواه شريك عن الأعمش ، عن حبيب ، عن أبي الطفيل ، عن زيد بن أرقم (وهو الذي رواه ابن المغازلي بالرقم ٢٦٣) ورواه السدي عن زيد بن أرقم ، ورواه ابن عباس (كما رواه ابن المغازلي في الصلب بالرقم ٢٦٠ ـ ٢٦٢).

٢٠٢

محمّد بن العبّاس بن حيّويه الخزّاز إذنا ، حدّثنا أبو الحسن الدّيباجيّ أحمد بن محمّد ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن غالب قال : حدّثني عبد العزيز بن عبد الله ، عن إسماعيل بن عيّاش الحمصي ، عن السّدّي ، عن ابن عبّاس ، عن النبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ قال : من أحبّ أن يتمسّك بالقضيب الياقوت الأحمر الّذي غرسه الله لنبيّه في جنّة عدن فليتمسّك بحبّ عليّ بن أبي طالب.

٢٦٢ ـ أخبرنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن عثمان ، أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن زيد بن عليّ بن جعفر بن مروان الكوفيّ ، قراءة عليه في ذي الحجّة سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة ، حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن عليّ بن شاذان قال : حدّثني محمّد بن إسماعيل قال: حدّثني إسحاق بن موسى ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن أبيه ، عن عليّ بن الحسين ، عن ابن عبّاس قال : سمعت رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) يقول : من أحبّ أن يتمسّك بالقضيب الأحمر الّذي غرسه الله بيده في جنّة عدن فليتمسّك بحبّ عليّ بن أبي طالب.

٢٦٣ ـ أخبرنا أبو الحسن عليّ بن عمر بن عبد الله بن شوذب قال : أخبرني أبي أبو أحمد عمر بن عبد الله بن شوذب ، أخبرنا الحسن بن عليّ بن زكريّا ، حدّثنا الحسن بن عليّ بن راشد الواسطيّ ، حدّثنا شريك ، حدّثنا الأعمش ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي الطفيل ، عن زيد بن أرقم (١) ، قال : قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) : من أحبّ أن يتمسّك بالقضيب الأحمر الّذي غرسه الله عزوجل في جنّة عدن بيمينه ، فليتمسّك بحبّ عليّ بن أبي طالب (٢).

__________________

(١) وفي حديث آخر عن زيد بن أرقم قال : قال رسول الله : من أراد أن يحيى حياتي ويموت مماتي ويسكن الجنة التي وعدني ربي قضبانا من قضبانها ، غرسها في جنة الخلد بيده ، فليتول علي ابن أبي طالب وذريته من بعده ، فإنهم لن يخرجوهم من باب هدى ولن يدخلوهم في باب ضلالة.

أخرجه الطبري في منتخب ذيل المذيل ٨٣ ، والحاكم في مستدركه ٣ / ١٢٨ ، وأبو نعيم في حليته ١ / ٨٦ ، وابن حجر في الإصابة ١ / ٥٤١.

(٢) أخرجه الإمام أحمد بن حنبل في الحديث : (٢٥٤) من فضائله بالإسناد إلى الحسن بن علي بن راشد ، وعنه المحب الطبري في الرياض النضرة ٢ / ٢١٤ ، وسبط ابن الجوزي في تذكرته ص ٥٣ ط الغري و ٢٨ ط إيران ، وابن أبي الحديد في شرحه ٢ / ٤٢٩.

وهكذا أخرجه أبو نعيم في حليته ١ / ٨٦ ، والخطيب الخوارزمي في مناقبه ٤٥ ، والحافظ ـ

٢٠٣

٢٦٤ ـ أخبرنا أبو غالب محمّد بن أحمد بن سهل النحويّ ـ رحمه‌الله ـ حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن عليّ السّقطيّ ـ المعروف بابن أخت مهدي الواسطيّ ـ حدّثنا أحمد بن عليّ القواريريّ ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن ثابت ، حدّثنا الخليل بن ميمون الكنديّ ، حدّثنا الوليد بن العبّاس ، حدّثنا سليمان بن يسار ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال : صلّى رسول الله صلاة الفجر فقال : أتدرون بما هبط عليّ جبريل؟ قلنا : الله أعلم ، قال : هبط عليّ جبريل فقال : يا محمّد إنّ الله قد غرس قضيبا في الجنّة ثلثه من ياقوتة حمراء ، وثلثه من زبرجدة خضراء ، وثلثه من لؤلؤة رطبة ، ضرب عليه طاقات ، جعل بين الطاقات غرف ، وجعل في كلّ غرفة شجرة ، وجعل حملها الحور العين ، وأجرى عليه عين السلسبيل ، ثمّ أمسك. فوثب رجل من القوم فقال : يا رسول الله لمن ذلك القضيب؟ قال : من أحبّ أن يتمسّك بذلك فليتمسّك بحب عليّ بن أبي طالب (١).

قوله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) : إذا كان يوم القيامة صف الله عن يمين العرش قبة :

٢٦٥ ـ أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفّر بن أحمد العطّار الفقيه الشافعيّ سنة أربع وثلاثين وأربعمائة بقراءتي عليه فأقرّ به قلت له : أخبركم أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن عثمان المزني ـ الملقّب بابن السقّاء ـ الحافظ ، حدّثنا الهيثم بن خلف ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن يزيد ، حدّثني الأشقر ، حدّثنا جرير بن عبد الحميد ، عن محمّد بن إسحاق ، عن عبد الرحمن ، عن سهل بن أبي حثمة ، عن أبيه قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ إذا كان

__________________

ـ الكنجي في كفاية الطالب الباب ٩١ ص ٣٢٣.

وروى العلامة الذهبي في ميزان الاعتدال ١ / ٢٨ ، وابن حجر العسقلاني في لسانه ٢ / ٤٣٣ بالإسناد عن عبد الملك ، عن أبيه دليل بن عبد الملك الفزاري ، عن السدي ، عن زيد بن أرقم ، بمثل الحديث ، وذكره أبو نعيم في الحلية ١ / ٨٦.

(١) رواه من طريق ابن المغازلي مؤلفنا عن كتابه هذا : الشيخ عبد الله الشافعي في مناقبه المخطوط على ما في ذيل الإحقاق ٧ / ١٥٦ ، وهكذا أخرجه العلامة الأمر ستاري في أرجح المطالب ٥٢٧ ط لاهور من طريق مؤلفنا ابن المغازلي.

٢٠٤

يوم القيامة صفّ الله عزوجل لي عن يمين العرش قبّة من ذهبة حمراء ، وصفّ لأبي إبراهيم قبّة من ذهبة حمراء ، وصفّ لعليّ فيما بينهما قبّة من ذهبة حمراء ؛ فما ظنّك بحبيب بين خليلين؟ (١).

٢٦٦ ـ أخبرنا أبو الحسن عليّ بن الحسين بن الطيّب الصوفيّ ـ رحمه‌الله ـ بقراءتي عليه فأقرّ به قلت له : حدّثكم أبو القاسم عبيد الله بن أحمد الصفّار المقرئ قال : حدّثنا عبد الله قال : حدّثنا جعفر بن عليّ الحافظ قال : حدّثنا الهيثم بن خلف قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن يزيد بن سليم ، حدّثنا الحسين بن الحسن الأشقر ، حدّثنا جرير بن عبد الحميد ، عن محمّد بن إسحاق ، عن عبد الرحمن ، عن سهل بن أبي حثمة ، عن أبيه قال : قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) : إذا كان يوم القيامة ضرب الله لي عن يمين العرش قبّة من ذهب حمراء ، وضرب لأبي إبراهيم (عليه‌السلام) قبّة من ذهب حمراء ، وضرب لعليّ قبّة من زبرجدة خضراء ، فما ظنّك بحبيب بين خليلين؟ (٢).

قوله (عليه‌السلام) : علي مني وأنا منه (٣) :

٢٦٧ ـ أخبرنا أبو الحسن محمّد بن محمّد بن مخلد البزّار بقراءتي عليه

__________________

(١) أخرجه الشيخ العلامة عبد الله الشافعي في مناقبه المخطوط ٣٣ من طريق مؤلفنا ابن المغازلي الشافعي بعين السند واللفظ ، وفي الباب حديث سلمان الفارسي بهذا اللفظ ، أخرجه المحب الطبري في الرياض النضرة ٢ / ٢١١ من طريق الحاكمي ، وأخرجه المتقي الهندي في منتخب كنز العمال ٥ / ٣٣ قال : رواه البيهقي في فضائل الصحابة.

(٢) وفي الباب حديث حذيفة قال : قال رسول الله : إن الله اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا ، وإن قصري في الجنة وقصر إبراهيم في الجنة متقابلان ، وقصر علي بن أبي طالب بين قصري وقصر إبراهيم ، فيا له من حبيب بين خليلين ، أخرجه المحب الطبري في ذخائر العقبى ٩٠ ، الرياض النضرة ٢ / ٢١١ ، والمتقي الهندي في منتخبه ٥ / ٣٣ قال : رواه الحاكم في تاريخه ، والبيهقي في فضائل الصحابة.

(٣) قال ذلك في مواطن مختلفة : أحدها : يوم أحد حين قتل علي أصحاب الألوية فقال جبرئيل : إن هذه لهي المواساة ، فقال النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) : «وما يمنعه وهو مني وأنا منه» راجع في ذلك تاريخ الطبري ٢ / ٥١٤ ، الإرشاد لشيخنا المفيد ٣٩ ، شرح النهج الحديدي ٢ / ٥٦١ و ٢٣٦ ، ذخائر العقبى ٦٨ الرياض النضرة ٢ / ١٧٢ ، مجمع الزوائد ٦ / ١١٤ و ١٢٢ ، منتخب كنز العمال ٥ / ٥٢ عن الطبراني ، كفاية الطالب الباب ٦٧ ص ٢٧٤ عن ابن عساكر في تاريخه ،

٢٠٥

فأقرّ به قلت له : حدّثكم أبو بكر أحمد بن عبيد بن الفضل بن سهل بن بيريّ سنة أربع وسبعين وثلاثمائة قال : حدّثنا عليّ بن عبد الله بن مبشّر ، حدّثنا أحمد ابن سنان ، حدّثنا يزيد بن هارون ، أخبرنا شريك ، عن أبي اسحاق ، عن حبشيّ ابن جنادة ، قال : سمعت النبيّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) يقول : عليّ منّي وأنا منه ولا يؤدي عنّي إلّا أنا أو عليّ (١).

__________________

ـ والخطيب البغدادي فيما خرجه من الفوائد للشريف النسيب.

ومن في قوله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) : «علي مني وأنا من علي» للاتصال وأنهما متحدان كنفس واحدة من جميع الجهات ، إلّا أنه ليس بنبي كما قال الطيبي شرحا لقوله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) : «أنت مني بمنزلة هارون من موسى» مني خبر المبتدأ ، ومن اتصالية ، ومتعلق الخبر خاص والباء زائدة يعني أنت متصل بي ، نازل مني منزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبي بعدي. فعرف أن الاتصال المذكور بينهما ليس من جهة النبوة ، بل من جهة ما دونها وهي الخلافة. (راجع شرح المواهب ٣ / ٧٠).

توضيح ذلك أنهم حيث كانوا يريدون أن يخالفوا مع غيرهم للاتحاد والوفاق بالنصرة والموالاة قالوا : «الدم الدم. الهدم الهدم : أنت مني وأنا منك ، أحارب من حاربت. وأسالم من سالمت». فينعقد بينهما حق الموالاة والنصرة كما قال رسول الله لنقباء الأنصار حين بايعوه في العقبة الثانية حين قال ابن التيهان في كلام له : فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك ثم أظهرك الله أن ترجع إلى قومك وتدعنا؟ فتبسم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثم قال : «بل الدم الدم والهدم الهدم : أنتم مني وأنا منكم أحارب من حاربتم وأسالم من سالمتم» أي ليس كما تظن : بل أنا وأنتم متحدان من حيث النصرة والدار : محياي محياكم ومماتي مماتكم : لا أفارق دياركم.

وقد استوفينا الكلام في شرح ذلك طي مقالة «حسين مني وأنا من حسين» مطبوعة بالفارسية في [ذكرى العلامة الأميني] ١ / ٣٠٥ ـ ٣٤٨ من أرادها فليراجع.

(١) قوله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) : «علي مني وأنا منه ولا يؤدي عني إلّا أنا أو علي» قاله في موطن آخر اعتذارا لأبي بكر حين بعثه بآيات البراءة إلى المشركين ، ثم أتبعه بعلي فقال له : خذ الكتاب منه فامض به إلى أهل مكة ، فلحقه بالجحفة وأخذ الكتاب منه ورجع أبو بكر فقال : يا رسول الله نزل فيّ شيء؟ قال : «لا ولكن جبرئيل جاءني فقال : «لن يؤدي عنك إلّا أنت أو رجل منك» وعلي مني وأنا من علي ولا يؤدي عني إلّا أنا أو علي».

صرح بذلك القارئ في مرقاة المفاتيح ٥ / ٥٦٩ وزاد ما لفظه : كان الظاهر أن يقال : «لا يؤدي عني إلّا علي» فأدخل «أنا» تأكيدا لمعنى الاتصال في قوله «علي مني وأنا من علي» ومثل ذلك قال المناوي في شرحه على الجامع الصغير : فيض القدير.

بل : من في قول جبرئيل (عليه‌السلام) «لا يؤدي عنك إلّا أنت أو رجل منك» أيضا للاتصال ، ولذلك استند رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) حين اعتذر لأبي بكر بأن عليّا منه ، ولا يؤدي عنه إلّا علي ، وعلى مثل هذا المعنى خرج المرزباني في شرحه على الحماسة ٢ / ٨١٤ كلام ـ

٢٠٦

٢٦٨ ـ أخبرنا عليّ بن عمر بن عبد الله بن شوذب ، حدّثنا أبي ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفرانيّ ، حدّثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ، حدّثنا يحيى ابن عبد الحميد ، حدّثنا شريك وقيس ، عن أبي إسحاق ، عن حبشيّ بن جنادة ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : عليّ منّي وأنا منه (١).

٢٦٩ ـ أخبرنا عليّ بن عمر ، حدّثنا أبي قال : حدّثنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ العدل ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن البراء ، أنّ معافى بن سليمان حدّثهم قال : حدّثنا محمّد بن سلمة عن محمّد بن إسحاق ، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط ، عن محمّد بن أسامة بن زيد ، عن أبيه : أنّ رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) قال : أمّا أنت يا عليّ فختني وأبو ولدي وأنت منّي وأنا منك (٢).

٢٧٠ ـ قال : وحدّثنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ ، حدّثنا جعفر بن محمّد أبو يحيى ، حدّثنا علي بن الحسين البزار وموسى بن محمّد البجليّ قالا :

__________________

ـ دريد بن الصمة حيث يقول :

أمرتهم أمري بمنعرج اللوى

فلم يستبينوا النصح إلّا ضحى العد

فلما عصوني كنت منهم وقد أرى

غوايتهم وأنني غير مهتد

فقال : من هذا للاتصال يفيد الاتحاد والوفاق وترك الخلاف ، كما أنهم في مورد نفي الاتصال يقولون : لست منك ، أي لا اتحاد بيني وبينك ، ثم استشهد بقول النابغة الذبياني (ديوانه ٧٩) مخاطبا لعيينة بن حصن الفزاري في قطع حلف بني أسد :

[إذا حاولت في أسد فجورا]

فإني لست منك ولست مني

وحديث إرسال آيات البراءة ثم اتباع علي لأبي بكر ، تراه في مسند الإمام أحمد بن حنبل ١ / ٣ و ١ / ١٥١ و ١ / ١٥٠ و ٣ / ٢١٢ و ٣ / ٢٨٣ ، جامع الترمذي ٢ / ١٣٥ وفي ط المكتبة السلفية بالمدينة ٤ / ٣٣٩ بالرقم المسلسل ٥٠٨٥ ـ إلى ـ ٥٠٨٧ ، خصائص النسائي ٢٠ ، الدر المنثور ٣ / ٢٠٩ ، كنز العمال ١ / ٢٤٧ ، تاريخ ابن كثير ٥ / ٣٨ و ٧ / ٣٥٧ ، تفسيره ٢ / ٣٣٣ ، تفسير الطبري ١٠ / ٤٦ ، إلى غير ذلك من مئات المصادر الجمة ترى تفصيلها في الغدير ٦ / ٣٣٨ ـ ٣٥٠ ، إحقاق الحق ٣ / ٤٢٨ ـ ٤٣٨.

(١) أخرجه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده ٤ / ١٦٥ بإسناده عن أسود بن عامر ، عن شريك بعين السند واللفظ وفي ٤ / ١٤٥ بإسناده عن يحيى بن آدم عن شريك. وتمام الحديث ما مر آنفا في الذيل ، وهو الموطن الثاني من المواطن التي قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) : «علي مني وأنا من علي» وسيجيء أيضا تحت الرقم ٢٧٢ و ٢٧٣.

(٢) أخرجه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده ٥ / ٢٠٤ بالإسناد إلى محمّد بن سلمة ، وهكذا أخرجه الحافظ النسائي في الخصائص ٣٦ ، وهذا موطن ثالث يقول فيه «علي مني وأنا من علي» وسيجيء شرحه تحت الرقم ٢٧٤.

٢٠٧

حدّثنا جعفر بن سليمان عن يزيد الرّشك ، عن مطرّف بن عبد الله ، عن عمران ابن حصين : أنّ رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) قال : ما تريدون من عليّ؟ ما تريدون من عليّ؟ ما تريدون من عليّ؟ إنّ عليّا منّي [وأنا منه] وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي (١).

٢٧١ ـ أخبرنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن عثمان ، حدّثنا أبو الحسين محمّد بن المظفّر بن موسى بن عيسى الحافظ إذنا ، حدّثنا أحمد بن الحسين الصوفيّ ، حدّثنا عثمان بن أبي شيبة ، حدّثنا أبي ، حدّثنا الأجلح عن ابن بريدة ، عن أبيه : أنّ النبيّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله) قال له : يا بريدة لا تسبّ عليّا فإنّ عليّا منّي وأنا منه (٢).

__________________

(١) أخرجه الحافظ أبو داوود الطيالسي في مسنده ١١١ بالرقم ٨٢٩ ، بالإسناد إلى جعفر بن سليمان الضبعي بعين السند ، وهكذا الإمام أحمد بن حنبل في مناقبه على ما أخرجه ابن كثير الدمشقي في البداية والنهاية ٧ / ٣٤٤ ، وأخرجه الحافظ الترمذي في جامعه ١٣ / ١٦٤ ط الصاوي ، و ٥ / ٢٩٦ بالرقم المسلسل ٣٧٩٦ ط المدينة ، بالإسناد عن قتيبة بن سعيد عن جعفر بن سليمان الضبعي بعين السند ولفظه ، قال : بعث رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) جيشا واستعمل عليهم علي بن أبي طالب ، فمضى في السرية فأصاب جارية فأنكروا عليه ، وتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله فقالوا : إن لقينا رسول الله أخبرناه بما صنع علي .... فلمّا قدمت السرية سلموا على النبي فقام أحد الأربعة فقال : يا رسول الله ألم تر إلى علي بن أبي طالب صنع كذا وكذا؟ فأعرض عنه رسول الله ، ثم قام الثاني فقال مثل مقالته فأعرض عنه ، ثم قام الثالث فقال مثل مقالته فأعرض عنه ، ثم قام الرابع فقال مثل ما قالوا ، فأقبل إليه رسول الله والغضب يعرف في وجهه فقال : ما تريدون من علي؟ الحديث.

وهكذا أخرجه الحافظ النسائي في خصائصه ٢٣ بالإسناد عن قتيبة بن سعيد ، وفي ص ١٨ عن بشر بن هلال الصواف ، كلاهما عن جعفر بن سليمان بعين السند واللفظ ، وهكذا الحاكم في مستدركه ٣ / ١١٠ ، وأقره الذهبي في ذيله ، وهذا موطن آخر رابع المواطن التي قال (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) : «علي مني وأنا من علي».

(٢) أخرجه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده ج ٥ / ٣٥٦ بالإسناد إلى الأجلح الكندي بعين السند ولفظه قال: بعث رسول الله بعثين إلى اليمن على أحدهما علي بن أبي طالب ، وعلى الآخر خالد بن الوليد قال : إذا التقيتما فعلي على الناس ، وإن افترقتما فكل واحد منكما على جنده قال : فلقينا بني زبيد من أهل اليمن فاقتتلنا ، فظهر المسلمون على المشركين فقتلنا المقاتلة وسبينا الذرية ، فاصطفى علي امرأة من السبي لنفسه ، قال بريدة : فكتب معي خالد بن الوليد إلى رسول الله يخبره بذلك ، [وأمرني أن أنال منه]. فلما أتيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دفعت الكتاب [ونلت منه] ، فقرئ عليه فرأيت الغضب في وجه رسول الله فقلت : يا رسول الله هذا مكان العائذ! بعثتني مع رجل وأمرتني أن أطيعه ففعلت ما أرسلت به ، فقال رسول الله : يا بريدة ـ

٢٠٨

٢٧٢ ـ أخبرنا محمّد بن أحمد بن عثمان الأزهريّ قال : أخبرنا أبو حفص عمر بن شاهين إذنا ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن العبّاس ، حدّثنا إسماعيل بن موسى ابن بنت السدّيّ ، حدّثنا شريك عن أبي إسحاق ، عن حبشيّ بن جنادة قال : قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) : عليّ منّي وأنا من عليّ ، وقال ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ لا يؤدّي عنّي إلّا أنا أو عليّ (١).

٢٧٣ ـ أخبرنا محمّد بن أحمد بن عثمان ، أخبرنا محمّد بن المظفّر الحافظ إذنا ، حدّثنا يوسف بن الضحّاك ، حدّثنا إسماعيل بن موسى ابن بنت السّدّي ، حدّثنا إسرائيل عن أبي إسحاق ، عن حبشيّ بن جنادة قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ : عليّ منّي وأنا من عليّ ، ولا يؤدّي عنّي إلّا عليّ (٢).

٢٧٤ ـ أخبرنا محمّد بن أحمد بن عثمان قال : أخبرنا محمّد بن المظفّر ابن موسى الحافظ إجازة قال : حدّثنا محمّد بن سليمان الباغنديّ ، حدّثنا سويد

__________________

ـ لا تقع في علي فإنه مني وأنا منه ، وهو وليكم بعدي.

وهكذا أخرجه العلامة النسائي في خصائصه ٢٣ ، وابن كثير الدمشقي في البداية والنهاية ٧ / ٢٤٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ٢ / ١٩٥ ، والعيني الحنفي في عمدة القارئ ١٦ / ٢١٤ قال : أخرجه أبو القاسم إسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم الصيري في فضائل الصحابة.

وهذا الموطن الخامس الذي قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) : «علي مني وأنا من علي» ولعله هو الموطن الرابع الذي رواه عمران بن حصين من دون تسمية للنفر الأربعة ، كما أن الحافظ الترمذي أخرج هذا الحديث بعينه ولفظه في الجامع الصحيح ٥ / ٣٠٢ بالرقم المسلسل ٣٨٠٩ ، بالإسناد عن البراء بن عازب ، ومعلوم أن راوي الأصل هو بريدة بن الحصيب الأسلمي. وقد جاء حديثه من غير طريق ، راجع صحيح البخاري كتاب المغازي بالرقم ٦١ ، سنن البيهقي ٦ / ٣٤٢ ، خصائص النسائي ٢٥ ، مسند الإمام ابن حنبل ٥ / ٣٥١ ، وفي طريقهما عبد الجليل بن عطية وهو ثقة ، وباقي رجالهما رجال الصحيح كما في مجمع الزوائد ٩ / ١٢٧ ، كفاية الطالب ب ٦٩ ص ٢٧٥ ملخصا قال : رواه ابن السماك في الجزء الرابع من مسنده.

(١) أخرجه الحافظ الترمذي في جامعه ١٣ / ١٦٩ ط الصاوي بمصر ، و ٥ / ٣٠٠ بالرقم المسلسل ٣٨٠٣ في ط المدينة ، قال : حدثنا إسماعيل بن موسى ، وساقه بعين السند واللفظ ، وهكذا أخرجه الطبري في منتخب ذيل المذيل ٦٧ بالإسناد عن السدي.

(٢) أخرجه الإمام ابن حنبل في مسنده ٤ / ١٤٥ بالإسناد عن أبي أحمد الزبيري ، عن إسرائيل بعين السند واللفظ ؛ وأخرجه العلامة الخطيب الخوارزمي في مناقبه ٧٩ ، بالإسناد إلى إسرائيل عن أبي إسحاق ؛ وأخرجه العلامة ابن كثير الدمشقي في البداية والنهاية ٥ / ٢١٣ ، و ٧ / ٣٥٦ من طريق أحمد بن حنبل.

٢٠٩

ابن سعيد قال : حدّثنا شريك عن أبي إسحاق عن حبشيّ بن جنادة ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول لعليّ : أنت منّي وأنا منك ، ولا يؤدّي عنّي إلّا أنا أو أنت (١).

٢٧٥ ـ أخبرنا محمّد بن أحمد بن عثمان قال : أخبرنا أبو الحسين ، حدّثنا محمّد بن سليمان الباغنديّ ، حدّثنا يوسف بن موسى القطّان ، حدّثنا عبيد الله ابن موسى عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن البراء بن عازب : أنّ النبيّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله) قال لعلي : أنت منّي وأنا منك (٢).

__________________

(١) أخرجه الحافظ ابن ماجة القزويني في سننه ١ / ٥٧ بالإسناد إلى سويد بن سعيد ، وأبي بكر بن أبي شيبة ، وإسماعيل بن موسى السدي ، كلهم عن شريك بعين السند واللفظ ؛ وأخرجه الذهبي في تذكرة الحفاظ ترجمة سويد بن سعيد ص ٤٥٤ بالإسناد عن مشايخه عنه ؛ وهكذا أخرجه في تاريخ الإسلام ٢ / ١٩٥ ، وترى حديث ابن ماجة عند جماعة منهم ابن كثير الدمشقي في البداية والنهاية ٥ / ٢١٣ ، والمتقي الهندي في المنتخب ٥ / ٣٠ ، والسيوطي في الجامع الصغير بالرقم ٥٥٩٥ ، تاريخ الخلفاء ص ١٦٩.

(٢) أصل الحديث في عمرة القضاء ، أخرج البخاري في صحيحه كتاب الصلح الباب ٦ ج ٣ ص ٢٤٢ ، وكتاب المغازي ب ٤٣ ج ٥ ص ١٧٩ (ط عبد الحميد) ، وج ٥ ص ١٤١ ط الأميرية ، بالإسناد إلى عبيد الله بن موسى عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن البراء في حديث طويل قال : فلمّا دخلها ـ يعني مكة زادها الله شرفا ـ ومضى الأجل أتوا عليّا فقالوا : قل لصاحبك اخرج عنا فقد مضى الأجل! فخرج النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) فتبعته ابنة حمزة تنادي : يا عم يا عم! فتناولها علي فأخذ بيدها وقال لفاطمة (عليها‌السلام) : دونك ابنة عمك ـ حملتها فاختصم فيها علي وزيد وجعفر ، قال علي : أنا أخذتها وهي بنت عمي! وقال جعفر : ابنة عمي وخالتها تحتي! وقال زيد : ابنة أخي (صارا أخوين يوم المؤاخاة) فقضى بها النبي لخالتها وقال : «الخالة بمنزلة الأم» وقال لعلي : «أنت مني وأنا منك» ، وقال لجعفر : «أشبهت خلقي وخلقي» ، وقال لزيد : «أنت أخونا ومولانا» الحديث.

وأخرجه أبو داوود في سننه كتاب الطلاق الباب ٣٥ ، والترمذي في جامعه الصحيح أبواب البر الباب ٦ ج ٣ ص ١٦٧ ط الصاوي ، بالإسناد إلى إسرائيل ؛ وأخرجه العلامة النسائي في الخصائص ١٩ و ٥١ بالإسناد إلى عبيد الله بن موسى ، وهكذا أخرجه البيهقي في سننه ج ٨ ص ٥ ؛ وأخرجه الخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح ٢٩٣ وقال : متفق عليه يعني عند البخاري ومسلم.

وفي الباب حديث إسرائيل عن أبي إسحاق ، عن هانئ بن هانئ ، وهبيرة بن يريم عن علي (عليه‌السلام) بمثله ، رواه أحمد في مسنده ١ / ٩٨ و ١ / ١٠٨ و ١ / ١١٥ ، ورواه الحاكم في مستدركه ٣ / ١٢٠ ، وأقره الذهبي في ذيله وقال : صحيح واتفقا ـ يعني البخاري ومسلما ـ على حديث أبي إسحاق عن البراء. ورواه الخطيب في تاريخه ٤ / ١٤٠ ، وابن كثير الدمشقي في البداية والنهاية ٤ / ٢٣٤ و ٨ / ٤٣.

٢١٠

٢٧٦ ـ وكتب إليّ محمّد بن عليّ بن الحسين العلويّ ـ رحمه‌الله ـ يخبرني : أنّ أبا الحسن أحمد بن عمران أخبرهم قال : حدّثنا عبد الله بن محمّد ابن عبد العزيز ، حدّثنا أبو الرّبيع الزهرانيّ ، حدّثنا [جعفر بن سليمان ، حدّثنا] يزيد الرّشك ، عن مطرّف بن عبد الله ، عن عمران بن حصين ، قال : قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) : عليّ منّي وأنا منه ، وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي (١).

قوله عليه‌السلام : أوصي من آمن بي وصدقني ... الحديث :

٢٧٧ ـ أخبرنا الحسن بن أحمد بن موسى الغندجانيّ بقراءتي عليه فأقرّ به قلت له : أخبركم أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الصّلت القرشيّ قال : حدّثنا عليّ بن محمّد المصريّ ، حدّثنا أحمد بن رشدين بن سعد ، حدّثنا سفيان بن بشر ، حدّثنا عليّ بن هاشم عن ابن أبي رافع ، عن أبي عبيدة بن محمّد بن عمّار بن ياسر ، عن أبيه ، عن عمّار قال : قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) : أوصي من آمن بي وصدّقني بولاية عليّ بن أبي طالب ، فمن تولّاه فقد تولّاني ، ومن تولّاني فقد تولّى الله ، ومن أحبّه فقد أحبّني ، ومن أحبّني فقد أحبّ الله ، ومن أبغضه فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض الله عزوجل (٢).

__________________

وهذا هو الموطن الخامس الذي رواه المؤلف ابن المغازلي من المواطن المختلفة التي قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) : «علي مني وأنا من علي» إلى غير ذلك من المواطن الأخر ، التي يجدها الباحث في غضون المعاجم الحديثية ، وفي هذا دلالة واضحة على أنه كان حليفا لرسول الله ، متحدا معه في جميع شئونه المختلفة ، اللهم إلّا النبوة ، كما عرفته في صدر الباب.

(١) أخرجه العلامة الحمويني في فرائد السمطين بالإسناد إلى أبي الربيع الزهراني ، وهو سليمان بن داود العتكي ، بعين السند واللفظ ، وهو الحديث الذي مر بالرقم ٢٦٩ ، وترى الحديث في حلية الأولياء ٦ / ٢٩٤ ، مناقب الخوارزمي ٩٢ ، جامع الأصول ٩ / ٤٧٠ ، أسد الغابة ٤ / ٢٧ ، ذخائر العقبى ٦٨ ، الإصابة ٢ / ٥٠٣.

(٢) أخرجه من طريق مؤلفنا ابن المغازلي : الشيخ عبد الله الشافعي على ما في مناقبه المخطوط ص ٤٨ ، وأخرجه حسام الدين الهندي في كنز العمال ٦ / ١٥٤ ، بالإسناد إلى أبي عبيدة بن محمّد بن عمار بن ياسر ، وقال : رواه الطبراني في المعجم الكبير ، وتراه في منتخبه ٥ / ٣٢ قال : رواه الطبراني وابن عساكر ؛ وهكذا أخرجه الهيتمي في مجمع الزوائد ٩ / ١٠٨ من طريق الطبراني.

٢١١

٢٧٨ ـ أخبرنا محمّد بن أحمد بن عثمان بن الفرج قال : أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان وأذن في روايته قال : حدّثنا الحسن بن عليّ العدويّ قال : حدّثنا عثمان بن عبد الله أبو بشر ، حدّثنا بدل بن المحبّر ، حدّثنا عليّ بن هاشم بن البريد الكوفيّ ، حدّثنا ابن أبي رافع ، عن أبي عبيدة بن محمّد بن عمّار ، عن أبيه ، عن عمّار قال : قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) : أوصي من آمن بي وصدّقني بولاية عليّ ، من توالاه فقد توالاني. ومن توالاني فقد توالى الله عزوجل (١).

٢٧٩ ـ أخبرنا أبو غالب محمّد بن أحمد بن سهل النحويّ ، أخبرنا عليّ ابن محمّد العدويّ الشمشاطيّ ، أخبرنا محمّد بن يحيى ، أخبرنا إبراهيم بن فهد الناجيّ ، حدّثنا عبد العزيز بن الخطّاب ، حدّثنا عليّ بن هاشم ، عن محمّد بن عبيد الله بن أبي رافع ، عن أبي عبيدة بن محمّد بن عمّار بن ياسر ، عن أبيه ، عن جدّه عمّار : أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : أوصي من آمن بي وصدّقني من جميع النّاس بولاية عليّ بن أبي طالب ، وقال : من تولّاه فقد تولّاني ومن تولّاني فقد تولّى الله ، ومن أبغضه فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله عزوجل (٢).

حديث البساط :

٢٨٠ ـ أخبرنا أبو طاهر محمّد بن عليّ بن البيّع البغدادي قدم علينا واسطا ، أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن محمّد بن عبد الله بن خالد الكاتب ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن محمّد بن سلم الختّليّ ، حدّثني عمر بن أحمد ، حدّثنا الحسن بن يحيى أبي الرّبيع بن الجرجانيّ ، حدّثنا عبد الرّزّاق بن همام الصنعانيّ ، حدّثنا معمر عن أبان ، عن أنس بن مالك ، قال : أهدي لرسول الله

__________________

(١) وأخرجه العلامة الحمويني في فرائد السمطين من طريق الطبراني ، وقد رواه عن شيخه العباس ابن الفضل الأسباطي البصري عن عبد العزيز بن الخطاب ، عن علي بن هاشم بن البريد الكوفي ، عن محمّد بن عبد الله بن أبي رافع ، عن أبي عبيدة بعين السند واللفظ.

(٢) وأخرجه المحب الطبري في الرياض النضرة ١ / ١٦٥ ، ذخائر العقبى ٦٥ بالإسناد إلى عمار بن ياسر ، وأخرجه القندوزي في ينابيع المودة ٢٣٧ بالإسناد إلى عمار من طريق صاحب الفردوس.

٢١٢

(صلى‌الله‌عليه‌وآله) بساط من بهندف (١) فقال لي : يا أنس ابسطه فبسطته ثمّ قال : ادع العشرة فدعوتهم ، فلمّا دخلوا أمرهم بالجلوس على البساط ، ثمّ دعا عليّا فناجاه طويلا ، ثمّ رجع عليّ فجلس على البساط ثمّ قال : يا ريح احملينا! فحملتنا الرّيح ، قال : فإذا البساط يدفّ بنا دفّا ثمّ قال : يا ريح ضعينا ، ثمّ قال : تدرون في أيّ مكان أنتم؟ قلنا : لا ، قال : هذا موضع أصحاب الكهف والرّقيم ، قوموا فسلّموا على إخوانكم ، قال : فقمنا رجلا رجلا فسلّمنا عليهم ، فلم يردّوا علينا ، فقام عليّ بن أبي طالب فقال : السّلام عليكم معاشر الصدّيقين والشهداء ، قال : فقالوا : عليك السّلام ورحمة الله وبركاته ، قال : فقلت: ما بالهم ردّوا عليك ولم يردّوا علينا؟ فقال لهم عليّ : (عليه‌السلام) ما بالكم لم تردّوا على إخواني؟ فقالوا : إنّا معاشر الصّدّيقين والشّهداء لا نكلّم بعد الموت إلّا نبيّا أو وصيّا ، قال: يا ريح احملينا فحملتنا تدفّ بنا دفّا ثمّ قال : يا ريح ضعينا فوضعتهم ، فإذا نحن بالحرّة ، قال : فقال عليّ : ندرك النبيّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله) في آخر ركعة ، فطوينا وأتينا وإذا النبيّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) يقرأ في آخر ركعة : (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً) (٢).

__________________

(١) كذا ضبطه في المراصد وقال : بليد في آخر النهروان بين بادرايا وواسط من أعمال كسكر ، وفي أصل النسخة وهكذا عمدة ابن البطريق ١٩٤ «خندف» ، وفي طرائف السيد ابن طاوس ص ٢١ نقلا عن ابن المغازلي «خندق» وكلاهما تصحيف ، فإن السيد نقل الحديث في سعد السعود ١١٥ من تفسير أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد القزويني بإسناده إلى عبد الرزاق مثله بلفظه وفيه : «أهدى لرسول الله بساط من قرية يقال لها بهندف». وأخرج الحديث أبو جعفر السروي ابن شهرآشوب ـ المتوفى ٥٨٨ ـ في مناقبه ٢ / ٣٣٧ من كتاب ابن بابويه ، وأبي القاسم البستي؟ والقاضي أبي عمرو بن أحمد ، بالإسناد عن جابر وأنس ، وفي آخره «والبساط أهدوه أهل هربوق ... وكان في ملك باهندف».

وهكذا أخرجه الحافظ محمّد بن أبي الفوارس في كتابه الأربعين ص ٨ مخطوط ؛ وأخرجه العلامة المجلسي في البحار ج ٤١ ص ٢١٨ من كتاب الفضائل ص ١٧٣ ، وخلاصته المسمى بالروضة ٣٧ لأبي الفضل شاذان بن جبرئيل القمي ـ من أعيان المائة السادسة ـ وأخرجه العلامة البحراني في غاية المرام ٦٣٧ نقلا عن ابن شهرآشوب ؛ كلهم بالإسناد إلى الأعمش عن سالم ابن أبي الجعد في حديث طويل ، وفيه : «أهدى إلى النبي بساط من شعر من قرية من قرى الشام يقال لها باهندف».

(٢) أخرجه من طريق ابن المغازلي الشيخ محمّد بن يوسف البلخي الشافعي في الدر الثمين مخطوط على ما في ذيل إحقاق الحق للعلامة المرعشي ـ دامت بركاته ـ ٤ / ٩٨ ، وأخرجه أيضا ابن ـ

٢١٣

قوله (عليه‌السلام) : إني تارك فيكم الثقلين ... :

٢٨١ ـ أخبرنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن عثمان الأزهريّ ـ المعروف بابن الصيرفيّ البغداديّ ـ قدم علينا واسطا سنة أربعين وأربعمائة قال : حدّثنا أبو الحسين عبيد الله بن أحمد بن يعقوب ابن البوّاب ، حدّثنا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغنديّ ، حدّثنا وهبان ـ وهو ابن بقيّة الواسطيّ ـ حدّثنا خالد بن عبد الله عن الحسن بن عبد الله ، عن أبي الضّحى ، عن زيد بن أرقم ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّي تارك فيكم الثّقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض (١).

٢٨٢ ـ أخبرنا الحسن بن أحمد بن موسى الغندجانيّ ، حدّثنا أحمد بن محمّد ، حدّثنا عليّ بن محمّد المصريّ ، حدّثنا محمّد بن عثمان ، حدّثنا مصرف بن عمر ، حدّثنا عبد الرحمن بن محمّد بن طلحة ، عن أبيه ، عن الأعمش ، عن عطيّة ، عن أبي سعيد الخدريّ ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أوشك أن أدعى فأجيب ، وإنّي تارك فيكم الثّقلين كتاب الله ـ عزوجل ـ وعترتي أهل بيتي ، فانظروا ما ذا تخلفوني فيهما (٢).

٢٨٣ ـ أخبرنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن سهل النحويّ ، حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن عليّ السّقطيّ ، حدّثنا أبو محمّد عبد الله بن شوذب ، حدّثنا

__________________

ـ البطريق في عمدته كما عرفت ثم قال : وقد ذكر الثعلبي خبر البساط وزاد فيه : قال : فصاروا إلى رقدتهم إلى آخر الزمان عند خروج المهدي (عليه‌السلام)

(١) أخرجه الحاكم أبو عبد الله النيسابوري في مستدرك الصحيحين ٣ / ١٤٨ بالإسناد إلى الحسن بن عبد الله النخعي عن أبي الضحى : مسلم بن صبيح ، وأخرجه الحافظ الترمذي في جامعه الصحيح ١٣ / ٢٠٠ ط الصاوي ، و ٥ / ٣٢٨ ط المدينة بالرقم المسلسل ٣٨٧٦ ؛ والحاكم أيضا في مستدركه ٣ / ١٠٩ ، والطبراني في المعجم الكبير نسخة جامعة طهران ١٣٧ بالإسناد إلى زيد ابن أرقم.

(٢) أخرجه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده ٣ / ١٤ و ٢٦ و ٩٥ ، وهكذا الحافظ الطبراني في معجمه الصغير ١ / ١٣١ ط المدينة ، و ٧٣ ط الدهلي ، عن شيخه الحسن بن محمّد بن مصعب الأشناني بإسناد إلى عطية ، وهكذا أخرجه في معجمه الكبير ١٣٧ نسخة جامعة طهران عن شيخه محمّد بن عبد الله الحضرمي ، تارة بالإسناد إلى الأعمش عن عطية ، وأخرى بالإسناد عن عبد الملك بن سليمان عن عطية ، ومثله في مناقب أحمد المخطوط.

٢١٤

محمّد بن أبي العوّام الرياحيّ ، حدّثنا أبو عامر العقديّ ـ عبد الملك بن عمرو ـ حدّثنا محمّد بن طلحة ، عن الأعمش ، عن عطيّة بن سعيد ، عن أبي سعيد الخدريّ ، أنّ رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) قال : إنّي أوشك أن أدعى فأجيب وإنّي قد تركت فيكم الثّقلين : كتاب الله حبل ممدود من السّماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، وإنّ اللّطيف الخبير أخبرني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، فانظروا ما ذا تخلفوني فيهما (١).

٢٨٤ ـ أخبرنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن عثمان ، أخبرنا أبو الحسين محمّد بن المظفّر بن موسى بن عيسى الحافظ إذنا ، حدّثنا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغنديّ ، حدّثنا سويد ، حدّثنا عليّ بن مسهر عن أبي حيّان التيميّ ، حدّثني يزيد بن حيّان ، قال : سمعت زيد بن أرقم يقول : قام فينا رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) فخطبنا فقال أمّا بعد أيّها النّاس إنّما أنا بشر يوشك أن أدعى فأجيب ، وإنّي تارك فيكم الثّقلين وهما كتاب الله فيه الهدى والنّور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به ـ فحثّ على كتاب الله ورغّب فيه ـ ثمّ قال : وأهل بيتي أذكّركم الله في أهل بيتي ، قالها ثلاث مرّات (٢).

قوله (عليه‌السلام) : لما قدم بفتح خيبر :

٢٨٥ ـ أخبرنا أبو الحسن عليّ بن عبيد الله بن القصّاب البيّع ـ رحمه

__________________

(١) أخرجه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده ٣ / ١٧ ، وهكذا ابن سعد كاتب الواقدي في الطبقات الكبرى ٢ / ١٩٤ ط مصر و ٢ ق ٢ ص ٢ ط ليدن ، بالإسناد إلى محمّد بن طلحة عن الأعمش بعين السند واللفظ.

(٢) أخرجه الحافظ القشيري مسلم في صحيحه ٧ / ١٢٢ ط صبيح ، و ١٨٧٣ ط محمّد فؤاد بأربعة طرق ، عن يزيد بن حيان ، وبعضها عن أبي حيان عن يزيد كما في الصلب ، وفيه فقلنا لزيد : من أهل بيته؟ نساؤه؟ قال : لا وأيم الله إن المرأة تكون مع الرجل العصر والدهر ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها ، أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده.

وأخرجه الحافظ الدارمي في سننه ٢ / ٤٣١ كتاب فضائل القرآن بالرقم ١ ، والإمام أحمد بن حنبل في مسنده ج ٤ ص ٣٦٧ نصا ، وص ٣٧١ ـ اعترافا ـ ، والحافظ البيهقي في كتاب الاعتقاد ١٦٤ ، وسننه ١٠ / ١١٣ و ٢ / ١٤٨ ، كلهم بالإسناد إلى أبي حيان التيمي بعين السند واللفظ.

والحديث متواتر مجمع عليه ، ومما حفظ عنه (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) أنه قال ذلك في حجة الوداع في أربعة مواطن: يوم عرفة على ناقته القصوى ، مسجد الخيف ، خطبة الغدير كما عرفت في نص مسلم ، المدينة بعض أيام شكواه ، راجع في ذلك ذيل الإحقاق ج ٩ ص ٣٠٩ ـ ٣٧٧.

٢١٥

الله ـ حدّثنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب المفيد الجرجرائيّ ، حدّثنا أبو الحسن عليّ بن سليمان بن يحيى ، حدّثنا عبد الكريم بن علي ، حدّثنا جعفر ابن محمّد بن ربيعة البجليّ ، حدّثنا الحسن بن الحسين العرنيّ ، حدّثنا كادح بن جعفر ، [عن عبد الله بن لهيعة ، عن عبد الرّحمن بن زياد] ، عن مسلم بن يسار ، عن جابر بن عبد الله ، قال : لمّا قدم عليّ بن أبي طالب بفتح خيبر قال له النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عليّ لو لا أن تقول طائفة من أمّتي فيك ما قالت النصارى في عيسى ابن مريم ، لقلت فيك مقالا لا تمرّ بملإ من المسلمين إلّا أخذوا التراب من تحت رجليك وفضل طهورك يستشفون بهما ، ولكن حسبك أن تكون منّي [وأنا منك ، ترثني وأرثك ، وأنت منّي] (١) ، بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبيّ بعدي ، وأنت تبرئ ذمّتي وتستر عورتي ، وتقاتل على سنّتي ، وأنت غدا في الآخرة أقرب الخلق منّي ، وأنت على الحوض خليفتي ، وإنّ شيعتك على منابر من نور مبيضّة وجوههم حولي أشفع لهم ، ويكونون في الجنّة جيراني ، وإنّ حربك حربي ، وسلمك سلمي ، وسريرتك سريرتي ، [وعلانيتك علانيتي] ، وإنّ ولدك ولدي. وأنت تقضي ديني ، وأنت تنجز وعدي ، وإنّ الحقّ على لسانك ، وفي قلبك ، ومعك ، وبين يديك ، ونصب عينيك ، الإيمان مخالط لحمك ودمك كما خالط لحمي ودمي ، لا يرد عليّ الحوض مبغض لك ، ولا يغيب عنه محبّ لك.

فخرّ عليّ (عليه‌السلام) ساجدا وقال : الحمد لله الّذي منّ عليّ بالإسلام وعلّمني القرآن ، وحبّبني إلى خير البريّة وأعزّ الخليقة ، وأكرم أهل السماوات والأرض على ربّه ، وخاتم النّبيّين ، وسيّد المرسلين ، وصفوة الله في جميع العالمين ، إحسانا من الله العليّ إليّ ، وتفضّلا منه عليّ.

فقال له النبيّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله) : لو لا أنت يا عليّ ما عرف المؤمنون بعدي ، لقد جعل الله ـ جلّ وعزّ ـ نسل كلّ نبيّ من صلبه ، وجعل نسلي من

__________________

(١) ما بين العلامتين أضفناه من كتاب العلل والكنز وهكذا فيما بعد.

٢١٦

صلبك يا عليّ ، فأنت أعزّ الخلق وأكرمهم عليّ ، وأعزّهم عندي ، ومحبّك أكرم من يرد عليّ من أمّتي (١).

قوله عليه‌السلام : اللهم إني أسألك غناي ..

٢٨٦ ـ أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفّر العطّار ، أخبرنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن عثمان ـ الملقّب بابن السقّاء ـ الحافظ أخبرنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحيّ ، حدّثنا مسدّد ، حدّثنا يحيى القطّان ، عن يحيى ابن سعيد الأنصاريّ ، عن محمّد بن يحيى ، عن عمّه ، قال : كان النبيّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله) يقول : اللهمّ إنّي أسألك غناي وغنى مولاي بعدي ـ يعني ابن عمّه (٢).

قوله عليه‌السلام : من فارق عليا فقد فارقني :

٢٨٧ ـ أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن عبد الوهّاب بن طاوان ، أخبرنا أبو أحمد عمر بن عبد الله بن شوذب ، حدّثني عيسى بن محمّد بن جريح ـ وهو الطوماريّ ـ حدّثنا محمّد بن عبد الله بن سليمان ، حدّثنا أحمد بن صبيح الأسديّ ، حدّثنا يحيى بن يعلى الأسلميّ ، عن عمران بن عمران بن عمّار ، عن

__________________

(١) أخرجه ابن أبي حاتم في علل الحديث ١ / ٣١٣ بالإسناد إلى الحسن بن الحسين عن كادح بعين السند ملخصا ، وأخرجه العلامة الكراجكي ـ المتوفى ٤٤٩ ـ وهو من أعلام الإمامية في كنز الفوائد ٢٨١ عن القاضي أسد بن إبراهيم السلمي ، بالإسناد إلى كادح العابد ، عن عبد الله بن لهيعة بعين السند واللفظ ، وأخرجه الخطيب الخوارزمي في مقتل الحسين ٤٥ ، والمناقب ٢٤٥ ، وفي ص ٧٧ خرّجه عن مسند زيد بن عليّ (عليه‌السلام) ، وهكذا الحافظ الكنجي في كفايته ص ٢٦٤ خرجه عن مسند زيد بعين لفظه.

وأخرجه الحافظ الهيتمي في مجمع الزوائد ٩ / ١٣١ من طريق الطبراني في مسند ابراهيم ابي رافع من المعجم الكبير ج ١ ملخصا وابن أبي الحديد المعتزلي في شرحه على النهج ٢ / ٤٤٩ ـ أو ـ ٤٢٩ ملخصا ، وقال : ذكره أبو عبد الله أحمد بن حنبل في مسنده.

وقد مر شطر من ذلك في ص ٧٤ بالرقم ١٠٤ فراجع.

(٢) أخرجه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده ٣ / ٤٥٣ تارة بالإسناد إلى يحيى بن سعيد أن محمّد بن يحيى بن حبان أخبره أن عمه أبا صرمة كان يحدث أن رسول الله كان يقول ... وأخرى عن محمّد بن يحيى بن حبان ، عن لؤلؤة ، عن أبي صرمة.

أقول : رجال الحديث رجال الصحيح.

٢١٧

أبي إدريس ـ مؤذّن بني أفصى وإمامهم ثلاثون سنة ـ قال : حدّثني مجاهد عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) : من فارق عليا فقد فارقني ومن فارقني [فقد] فارق الله ـ عزوجل ـ (١).

٢٨٨ ـ أخبرنا أحمد بن محمّد ، أخبرنا عمر بن عبد الله بن عمر بن شوذب قال : حدّثنا أحمد بن عيسى بن الهيثم ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدّثنا أبي ، وأخبرنا أحمد بن محمّد بن طاوان ، أخبرنا أبو أحمد عمر ابن عبد الله بن شوذب ، حدّثنا أحمد بن الحسن ، حدّثنا عليّ بن المنذر ، قالا : حدّثنا عبد الله بن نمير ، حدّثنا عامر بن السّمط ، حدّثني أبو الجحّاف عن معاوية ابن ثعلبة ، عن أبي ذر ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عليّ من فارقني فقد فارق الله ، ومن فارقك فقد فارقني (٢).

قوله عليه‌السلام : إذا كان يوم القيامة ونصب الصراط على شفير جهنم ... الحديث :

٢٨٩ ـ أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد الوهّاب إذنا عن القاضي أبي

__________________

(١) أخرجه الخطيب الخوارزمي في المناقب ٦٢ من طريق الطبراني بالإسناد إلى محمّد بن عبد الله ابن سليمان الحضرمي بعين السند واللفظ ، وهكذا أخرجه المتقي الهندي في كنز العمال ٦ / ١٥٦ قال : رواه الطبراني.

وفي هامش الأصل نقلا من كتاب الأنوار : العجب من عبد الله بن عمر كيف يحكي هذا الحديث عن رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) ، وهو الذي بايع أمير المؤمنين عشية ذات يوم ، وأصبح يستقبله البيعة ، فقال له علي (عليه‌السلام) : أحدثت ما بينهما؟ فقال : حتى يجتمع الناس ـ أو كلاما هذا معناه ـ فقال له علي (عليه‌السلام) : والله لا تموت حتى تبايع شر الناس. فبايع الحجاج لعبد الملك بن مروان ، ثم لما انصرف من عنده قال الحجاج لمن حضره : انظروا إلى هذا الخرف ترك بيعة علي وجاء يبايعني لعبد الملك بن مروان ، وقال : سمعت رسول الله يقول: من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية وقيل : إنه قال له : يدي مشغولة فبايع رجلي. انتهى.

(٢) أخرجه الحاكم النيسابوري في مستدركه ٣ / ١٢٣ و ٣ / ١٤٦ ، بالإسناد إلى عبد الله بن نمير بعين السند واللفظ ، وأخرجه العلامة الحمويني في فرائد السمطين بالإسناد إلى علي بن المنذر ، عن عبد الله بن نمير ، وهكذا أخرجه العلامة الذهبي في ميزان الاعتدال ١ / ٣٢٣ في ط ، و ٢ / ١٨ بالرقم ٢٦٣٨ ط آخر بالإسناد إلى عبد الله بن نمير بعين السند واللفظ. وأخرجه عن الحاكم المتقي الهندي في كنز العمال ٦ / ١٥٦ ، منتخبه ٥ / ٣٣.

٢١٨

الفرج أحمد بن عليّ ، قال : حدّثنا أبو غانم سهل بن إسماعيل بن بلبل ، حدّثنا أبو القاسم الطائي ، حدّثنا محمّد بن زكريّا الغلابيّ ، حدّثني العبّاس بن بكّار عن عبد الله بن المثنّى ، عن عمّه ثمامة بن عبد الله بن أنس ، عن أبيه ، [عن جدّه] ، قال : قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) : إذا كان يوم القيامة ونصب الصّراط على شفير جهنّم لم يجز إلّا من معه كتاب ولاية عليّ بن أبي طالب (عليه‌السلام) (١).

قوله عليه‌السلام : عنوان صحيفة المؤمن حب علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

٢٩٠ ـ أخبرنا أحمد بن محمّد إجازة عن القاضي أبي الفرج أحمد بن عليّ بن جعفر بن محمّد بن المعلّى الخيوطيّ ، حدّثني أبو الفرج أحمد بن محمّد بن جوريّ ، حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن مهران بالرّملة ، حدّثنا ميمون ابن مهران بن مخلد بن أبان الكاتب ، حدّثنا عارم بن الفضل أبو النعمان ، حدّثنا قدامة بن النعمان ، عن الزّهريّ ، قال : سمعت أنس بن مالك يقول : والله الّذي

__________________

(١) أخرجه من أصحابنا الإمامية شيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي في الأمالي ١٨٢ ط حجر ، و ١ / ٢٩٦ ط الغري ، بالإسناد عن محمّد بن زكريا الجوهري البصري ، عن عبد الله بن المثنى بعين السند واللفظ ، وزاد بعده : وذلك قوله تعالى : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ).

وفي الباب حديث ذي النون ثوبان بن إبراهيم المصري عن مالك بن أنس ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده بمثل الحديث ، رواه عن ذي النون إبراهيم بن حميد الدينوري كما في ميزان الاعتدال ١ / ٢٨ بالرقم ٧٥ ، لسان الميزان ١ / ٥١ وقال : هذا من تاريخ الحاكم ، وتابعه إبراهيم بن عبد الله الصاعدي كما في الميزان ١ / ٤٤ بالرقم ١٣٢ ، لسان الميزان ١ / ٧٥ ، فرائد السمطين مخطوط ، ينابيع المودة ١١٢. وتابعه أيضا الهيثم بن أحمد الزيداني كما في حلية الأولياء ١ / ٣٤١ ، أخبار أصبهان ١ / ٣٤٢ ، بشارة المصطفى للعماد الطبري من أصحابنا ١٧٧.

وفي الباب حديث الحسن البصري عن عبد الله كما في مناقب الخوارزمي ٤٢ ط تبريز ، مقتل الحسين له ص ٣٩ ، ينابيع المودة ٨٦ و ١١٣ ، وحديث قيس بن أبي حازم قال : التقى أبو بكر وعلي بن أبي طالب فتبسم أبو بكر في وجه علي فقال له : ما لك تبسمت؟ قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : لا يجوز أحد الصراط إلّا من كتب له علي الجواز ، أخرجه المحب الطبري في الرياض النضرة ٢ / ١٧٧ ، ذخائر العقبى ٧١ من طريق ابن السمان في الموافقة ، وهكذا أخرجه في الصواعق ٧٥ ، ينابيع المودة ٤١٩.

٢١٩

لا إله إلّا هو لسمعت رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) يقول : عنوان صحيفة المؤمن حبّ عليّ بن أبي طالب (١).

قوله عليه‌السلام : إن الله يحب التقي الحفي ...

٢٩١ ـ أخبرنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن عثمان ، أخبرنا أبو الحسن عليّ بن عمر بن مهديّ الدارقطنيّ الحافظ المعدّل إذنا ، حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن عبّاد المكّيّ ، حدّثنا أبو سعيد ـ وهو مولى بني هاشم ـ عن صدقة بن الربيع ، عن عمارة بن غزيّة ، عن عبد الرّحمن بن أبي سعيد ، عن أبيه ، قال : كنّا عند [بيت] النبيّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله) في نفر من أصحابه المهاجرين والأنصار فخرج علينا فقال (صلى‌الله‌عليه‌وآله) : ألا أخبركم بخياركم؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : خياركم الموفون الطيّبون ، إنّ الله يحبّ الحفيّ التقيّ ، قالوا : ومرّ عليّ بن أبي طالب (عليه‌السلام) فقال : الحقّ مع ذا ، الحقّ مع ذا (٢).

قوله عليه‌السلام : ألا أدلكم على من إذا استرشدتموه لم تضلوا :

٢٩٢ ـ أخبرنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن عثمان سنة أربعين وأربعمائة قال : حدّثنا أبو محمّد عبيد الله بن محمّد بن عابد الخلّال ، حدّثنا عمر بن حمّاد بن طلحة القنّاد ، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم السّبيعيّ ، عن معروف بن خرّبوذ ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ، عن زيد بن أرقم ، قال : كنّا جلوسا بين يدي النبيّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله) فقال : ألا أدلّكم على من إذا استرشدتموه لن

__________________

(١) أخرجه الخطيب في تاريخه ٤ / ٤١٠ بالإسناد إلى أبي الفرج بن جوري بعين السند واللفظ قال : حدثناه أبو نعيم الحافظ لفظا ، وأخرجه عنه ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان ٤ / ٤٧١ ، والسيوطي في ذيل اللآلي ٦٣ ، الجامع الصغير ٢ / ١٤٥ ، وهكذا أخرج الحديث ابن عساكر في تاريخه ج ٣ ص ١١٣ ، في ترجمة أحمد بن محمّد جوري من طريق المنكدري عن الزهري كما في منتخبه ١ / ٤٥٤.

(٢) أخرجه الحافظ الهيتمي في مجمع الزوائد ٧ / ٢٣٥ وقال : رواه أبو يعلى ورجاله ثقاة ، وتراه في كنوز الحقائق ٧٠ ، أرجح المطالب ٥٩٨ ، وفي الباب حديث أم سلمة متواترا قالت : سمعت رسول الله يقول : «عليّ مع الحق والحق مع عليّ ، ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض».

أخرجه الخطيب في تاريخه ١٤ / ٣٢١ ، والدولابي في الكنى والأسماء ٢ / ٨٩ ، والطبراني في معجمه الصغير والأوسط كما في مجمع الزوائد ٩ / ١٣٤ ، إلى غير ذلك مما تجده في الغدير ٣ / ١٧٦ ـ ١٨٠ ، ذيل إحقاق الحق ج ٥ ص ٦٢٣ ـ ٦٤٥.

٢٢٠