مناقب الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام

أبي الحسن علي بن محمّد الشافعي [ ابن المغازلي ]

مناقب الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام

المؤلف:

أبي الحسن علي بن محمّد الشافعي [ ابن المغازلي ]


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الأضواء
الطبعة: ٣
الصفحات: ٣٦٥

وسط الكتاب في حديث الموالاة] ، وهذا وإن كان يحتمل أن مخرّج الأحاديث كتب ذلك إحالة إلى وسط كتاب المسند المستخرج منه هذه الأحاديث ، أعني كتاب المسند لأبي الحسين الكلابي مسند دمشق ، لكنه بعيدا جدا ، خصوصا وكتب المسانيد مرتبة على ترتيب أسماء الرواة ، من دون أن يكون فيها عناوين أخر كعنوان حديث الموالاة ، فلا يبقى مجال لهذه الاحالة إلّا إلى وسط كتاب المناقب لابن المغازلي المسطور قبل هذه الاحاديث كما أشرنا في ص ٣٤٧ إلى موضعه ، وهذا يؤيد أن هذا الجزء غير مستقل بالتأليف ، بل هو كالجزء المتمم للفائدة ، ملحق بكتاب المناقب لابن المغازلي الشافعيّ ، ولا يناسب ذلك إلّا من ابن المؤلّف لا غيره كما ذكره ابن حجر في لسانه.

* * *

وفي الخاتمة ، أرجو من الأساتذة الفخام ـ إن وجدوا فيه خللا ـ أن يمنّوا عليّ بالتذكار ، لأستدركها في الطبعة الثانية إن شاء الله ، والله وليّ التوفيق.

طهران ـ عام ١٣٩٤

محمّد الباقر البهبودي

٤١

٤٢

٤٣

٤٤

٤٥

٤٦

٤٧

٤٨

٤٩
٥٠

٥١
٥٢

بسم الله الرّحمن الرّحيم

أخبرنا الفقيه الأجلّ الزاهد بهاء الدّين عليّ بن أحمد بن الحسين الأكوع قراءة عليه وأنا أسمع في جمادى الآخرة من سنة تسع وتسعين وخمس مائة بمسجد المدرسة المنصوريّة بقرية حوث (١) ، قال : أخبرنا عليّ بن (٢) محمّد بن حامد الصنعانيّ اليمنيّ بمكّة ـ حرسها الله تعالى ـ في العشر الوسطى من شهر ذي الحجّة آخر شهور سنة ثمان وتسعين وخمس مائة مناولة قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن أبي الفوارس بن أبي نزار ابن الشرفيّة ، قال : أخبرنا الشيخ المعمّر صدر الدّين المقرئ صدر الجامع بواسط أبو بكر (٣) ابن الباقلانيّ

__________________

(١) حوث بالضم وسكون الواو من بلاد اليمن.

(٢) في هامش الأصل : في نسخة العمدة للعلامة المحدث ابن البطريق التي بخطه في المحروسة حلب : (ياقوت بن علي بن محمّد بن حامد الصنعاني اليمني) وهي سماع له ولأبيه على مصنفها ، وعليها خطه قال ما لفظه :

قرأ علي هذا الكتاب من أوله إلى آخره الشيخ العالم عفيف الدين علي بن محمّد بن حامد اليمني الصنعاني ـ أيده الله ـ وسمع بقراءته ولده الموفق ياقوت ، وأجزت لهما روايته عني متى شاءا. كتبه يحيى بن الحسن بن الحسين بن علي بن محمّد البطريق الأسدي الحلّي بمحروسة حلب في غرة جمادى الأولى من سنة ست وتسعين وخمسمائة ولله الحمد والمنة.

وعليها خط علي بن حامد ، قال ما لفظه : ناولت علي بن أحمد بن الحسين بن المبارك الأكوع هذا المجلد وأخيه ، وهما يشتملان على مناقب أهل البيت عليهم‌السلام ، وأجزت لهما روايتهما عن المصنف ، وكتب علي بن محمّد بن حامد الصنعاني اليمني في سابع عشر من ذي الحجة من سنة ثمان وتسعين وخمسمائة ...

أقول : وفي ديباجة كتاب العمدة لابن البطريق بعد ذكر أسامي الصحاح والسنن ما لفظه : (وأردف ذلك بما لعله شذ من هذه الكتب المشار إليها لما صح اتصالي به من مناقب الفقيه أبي الحسن علي بن محمّد بن الطبيب الجلابي المعروف بابن المغازلي الواسطي ...).

(٣) في العمدة لابن البطريق ص ١٠ (... أخبرنا الشيخ الإمام المقرئ صدر الجامع للقراء بواسط العراق أبو بكر عبد الله بن منصور بن عمران الباقلاني في شهر رمضان سنة تسع وسبعين وخمسمائة ...).

٥٣

المقرئ ، والقاضي جمال الدّين نعمت الله بن العطّار ، والقاضي الأجلّ العدل عزّ الدّين هبة الكريم ابن الحسن بن الفرج بن عليّ بن حبانش ـ رحمه‌الله ـ رواه في شهر الله الأصمّ رجب من سنة إحدى وتسعين وخمسمائة قال : أخبرنا القاضي الأجلّ أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن الطيّب الجلّابيّ (١) ـ رحمه‌الله تعالى ـ قال : أخبرني أبي العدل أبو الحسن عليّ بن محمّد بن الجلابي الخطيب المصنّف ـ رحمه‌الله ـ المعروف بابن المغازليّ قال :

الحمد لله الفاشي في الخلق أمره وحمده ، الظاهر بالكرم جوده ومجده ، الباسط بالجود يده ، الذي لا ينقص بالجود خزائنه ، ولا يزيده كثرة العطاء إلّا كرما وجودا إنّه هو العزيز الوهّاب.

أحمده حمدا خالدا مع خلوده بجميع محامده كلّها على جميع نعمائه كلّها ، حتّى ينتهي الحمد إلى ما يحبّ ربّنا ويرضى.

وصلّى الله على سيّدنا محمّد المصطفى ، الصادق الأمين ، خاتم النبيّين ، وسيّد المرسلين ، وصفوة ربّ العالمين ، من الخلق أجمعين ، وسلام عليه وعلى أولي العزم من الرسل ، والأنبياء والصدّيقين ، والشّهداء والصّالحين.

وعلى عليّ أمير المؤمنين ، وسيّد المسلمين ، وقائد الغرّ المحجّلين وأبي الغرّ الميامين ، المصابيح المشرقة ، والأغصان المورقة ، وعلى سيّدة النّساء فاطمة الزهراء البتول ، حبل الله الموصول ، ونوره المجبول وسلالة الرسول.

وعلى السيّدين الإمامين السبطين سيدي شباب أهل الجنّة : الحسن والحسين ، وعلى الأئمّة المهتدين مصابيح الدجى ، وأعلام الهدى ، وأسماء الله الحسنى ، وأمثاله العليا ، أركان توحيده ومشاكيّ نوره ، وخزّان علمه ، وأمنائه

__________________

(١) بضم الجيم وتشديد اللام نسبة إلى الجلاب ، قال في اللباب ١ / ٣١٩ : المشهور بهذه النسبة أبو الحسن علي بن محمّد بن محمّد الطيب الجلابي المعروف بابن المغازلي ، واسطي ، كان فاضلا عالما سمع الكثير ، روى عن أبي الحسن علي بن عبد الصمد الواسطي وأبي بكر الخطيب وغيرهما ، له ذيل تاريخ واسط وقال في القاموس : ١ / ٤٧ وجلاب كزنار بلدة بالرهى ونهر ، وعلي بن محمّد الجلابي مؤرخ.

٥٤

على خلقه ، الذين خلقهم من نوره ، وغشاهم بضياء قدسه ، وزيّنهم ببهائه ، الذين قضوا بالحقّ وبه يعدلون.

أما بعد : فإنّ أولى ما ذخره وكسبه العباد ، ما يأملون به النجاة يوم المعاد ، وإنّي رأيت التعلّق بمحبّة الطاهرين من آل طه وياسين ، والتمسّك بحبل ولائهم المتين ، هو المنهج القويم ، والطريق المستقيم ، فجمعت في فضائلهم ما انتهت إليه معرفتي ، وبلغه جهدي وطاقتي ، ممّا أنزل الله تعالى فيهم من الآيات في السور ، وما جرى على لفظ الرسول من الدلالات ، وما ظهر منهم من المعجزات ما لا يمكن المنصف بعقله إنكاره ، والموسوم بصحّة المعرفة جحوده ـ وإن كانت مناقبهم لا يحصيها عدّ ، ولا ينتهي إليها حدّ ـ أرجو بذلك النّجاة يوم لا ينفع مال ولا بنون ، إلّا من أتى الله بقلب سليم ، خالص في موالاة أهل البيت ، الطيّبين الطّاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.

ولمّا عرفت خلوص اعتقادك في الولاء لأهل البيت عليهم‌السلام : أحببت أن أتحفك بهذا الكتاب ، وأجعله في خزانتك تقربا إليك ، ورغبة في الزلفى [لديك] وأرجو من انعامك وأياديك التصفّح له بعين الارتضاء ، والله الموفّق للصواب.

٥٥
٥٦

نسب علي (عليه‌السلام) :

١ ـ أخبرنا أبو الحسن عليّ بن عمر بن عبد الله بن شوذب ـ رحمه‌الله تعالى ـ بقراءتي عليه فأقرّ به ، قلت له : حدّثك والدك عمر بن عبد الله بن شوذب الواسطي قال : حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن الحسين الزعفرانيّ العدل الواسطيّ قال : حدّثنا أحمد بن أبي خيثمة [قال : حدّثنا أبي] (١) قال : أخبرنا مصعب بن عبد الله (٢) قال :

هو عليّ بن أبي طالب بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصيّ ابن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤيّ بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان ، واسم أبي طالب عبد مناف.

أمه (عليهما‌السلام) :

٢ ـ أخبرنا أبو غالب محمّد بن أحمد بن سهل النحويّ (٣) ـ رحمه‌الله ـ قال : أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن عليّ قال : حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفرانيّ قال : حدّثنا أحمد بن أبي خيثمة قال : أخبرنا مصعب قال : أمّ عليّ ابن أبي طالب : فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصيّ ، وهي أوّل هاشميّة ولدت لهاشمي ، وقد أسلمت وهاجرت إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

__________________

(١) أبو بكر أحمد بن أبي خيثمة المتوفى ٧٩ ، أخذ علم النسب عن مصعب بن عبد الله الزبيري كما في تاريخ بغداد ٤ / ١٦٣ ، ولكنه قد يروي عن أبيه أبي خيثمة زهير بن شداد كما سيأتي.

(٢) مصعب بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام الأسدي أبو عبد الله الزبيري المتوفى ٢٣٦ ، عم الزبير بن بكار ، كان عالما بالنسب ، عارفا بأيام العرب ، راجع تاريخ بغداد ١٣ / ١١٢ ، تهذيب التهذيب ١٠ / ١٦٢ ، أنساب السمعاني ٦ / ٢٦٥ و ٣٠٠.

(٣) محمّد بن أحمد بن سهل أبو غالب بن بشران النحوي الواسطي المتوفى ٤٦٢ ، يعرف بابن الخالة راجع المنتظم ٨ / ٢٥٩ ، شذرات الذهب ٣ / ٣١٠.

٥٧

مولده (عليه‌السلام) :

٣ ـ أخبرنا أبو طاهر محمّد بن عليّ بن محمّد البيّع (١) قال : أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن محمّد بن عبد الله بن خالد الكاتب قال : حدّثنا أحمد بن جعفر بن محمّد بن سلم الختّليّ (٢) قال : حدّثني عمر بن أحمد بن روح الساجيّ ، حدّثني أبو طاهر يحيى بن الحسن العلويّ قال : حدّثني محمّد بن سعيد الدارميّ ، حدّثنا موسى بن جعفر عن أبيه ، عن محمّد بن عليّ ، عن أبيه عليّ بن الحسين قال : كنت جالسا مع أبي ونحن زائرون قبر جدّنا (عليه‌السلام) وهناك نسوان كثيرة ، إذ أقبلت امرأة منهنّ فقلت لها : من أنت يرحمك الله؟ قالت: أنا زيدة بنت قريبة بن العجلان من بني ساعدة ، فقلت لها : فهل عندك شيء تحدّثينا؟ فقالت : إي والله ، حدّثتني أمّي أمّ عمارة بنت عبادة بن نضلة بن مالك بن العجلان الساعديّ أنّها كانت ذات يوم في نساء من العرب ، إذ أقبل أبو طالب كئيبا حزينا ، فقلت له : ما شأنك يا أبا طالب؟ قال : إنّ فاطمة بنت أسد في شدّة المخاض ، ثمّ وضع يديه على وجهه.

فبينما هو كذلك ، إذ أقبل محمّد (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) فقال له : ما شأنك يا عمّ؟ فقال : إنّ فاطمة بنت أسد تشتكي المخاض ، فأخذ بيده وجاء وهي معه ، فجاء بها إلى الكعبة فأجلسها في الكعبة ، ثمّ قال : اجلسي على اسم الله قال : فطلقت طلقة فولدت غلاما مسرورا نظيفا منظّفا ، لم أر كحسن

__________________

(١) هو أبو طاهر محمّد بن علي بن محمّد بن عبد الله البغدادي البيع : بيع السمك (٤٥٠ ـ ٣٨٥) كان ثقة ، توفي سلخ ربيع الآخر سنة خمسين وأربعمائة ببغداد ، على ما في اللباب ١ / ١٩٨ ، تاريخ بغداد ٣ / ١٠٦.

(٢) ضبطه الذهبي في المشتبه بخاء مضمومة ومثناة ثقيلة (مضمومة أيضا) قال : عمر بن جعفر بن أحمد بن سلم الختلي وأخوه أحمد مشهوران.

وقال الفيروزآبادي : وختل كسكر كورة بما وراء النهر منها ... عمر وأحمد ابنا جعفر ، وعليه فالتاء المثناة مفتوحة لا مضمومة.

٥٨

وجهه ، فسماه أبو طالب عليا ، وحمله النبيّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله) حتّى أدّاه إلى منزلها (١).

قال عليّ بن الحسين (عليهما‌السلام) : فو الله ما سمعت بشيء قط إلّا وهذا أحسن منه.

كنيته (عليه‌السلام) :

له كنيتان إحداهما : أبو الحسن

٤ ـ أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن عبد الوهّاب بن طاوان (٢) قال : أخبرنا القاضي أبو الفرج أحمد بن عليّ بن جعفر بن محمّد بن المعلّى الخيوطيّ (٣) قال : سمعت أبا عبد الله محمّد بن الحسين بن سعيد الزعفراني المعدّل قال : حدّثنا أحمد بن أبي خيثمة قال : سمعت أبي يقول : عليّ بن أبي طالب أبو الحسن.

والأخرى : أبو تراب

٥ ـ أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد الوهّاب بقراءته عليّ وأنا أسمع في ذي الحجّة من سنة خمس وثلاثين وأربعمائة قال : أخبرنا أحمد بن عليّ بن جعفر ابن محمّد بن المعلّى الخيوطيّ الحافظ قال : حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن الحسين بن سعيد الزعفرانيّ العدل الواسطيّ قال : حدّثنا يحيى بن جعفر بن أبي طالب قال : أخبرنا عبد الرحمن بن حفص حدّثنا عبد الله بن زياد عن بن

__________________

(١) أخرجه العلامة ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة ١٢ نقلا من كتاب أبي المعالي الفقيه المالكي ، وأخرجه الحافظ أبو عبد الله البلخي في كتابه على ما في تلخيصه ١١ ط بمبئي نقلا عن مؤلفنا ابن المغازلي الشافعي ، وهكذا أخرجه العلامة الامرستاري في أرجح المطالب ٣٨٨ ط لاهور.

(٢) قال في اللباب ٢ / ٢٧٠ : الطاواني نسبة إلى طاوان ، جد أبي بكر أحمد بن محمّد بن عبد الوهاب بن طاوان البزار الواسطي الطاواني.

(٣) قال في الأنساب ٥ / ٢٦٤ : الخيوطي بضم الخاء والياء ، نسبة إلى خيوط ، منها القاضي أبو الفرج أحمد بن علي الخيوطي.

٥٩

إسحاق قال : حدّثني يزيد بن محمّد بن خيثم (١) المحاربيّ عن محمّد بن كعب القرظيّ ، عن محمّد بن خيثم أبي يزيد ، عن عمّار بن ياسر قال : كنت أنا وعليّ ابن أبي طالب عليه‌السلام رفيقين في غزوة العشيرة ، فلمّا نزلها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأقام بها ، إذ هناك ناس من بني مدلج يعملون في عين لهم في نخيل ، فقال عليّ عليه‌السلام : يا أبا اليقظان ، هل لك في أن تأتي هؤلاء فننظر كيف يعملون؟ قال : إن شئت.

قال : فجئناهم فنظرنا إلى عملهم ساعة ثمّ غشينا النوم ، فانطلقت أنا وعليّ (عليه‌السلام) حتّى اضطجعنا في صور من النخل وفي دقعائها (٢) ، فو الله ما أهبّنا إلّا رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) يحركنا برجله ، وقد تترّبنا من تلك الدقعاء الّتي نمنا فيها ، فيومئذ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعليّ : «مالك يا أبا تراب»!؟ لما يرى عليه من التراب ، ثمّ قال : «ألا أحدّثكم بأشقى الناس رجلين»؟ قلنا : بلى يا رسول الله ، قال : «أحيمر ثمود الّذي عقر الناقة ، والّذي يضربك يا عليّ على هذه ـ ووضع يده على قرنه ـ حتّى تبتّل منه هذه ـ وأخذ بلحيته» (٣).

٦ ـ قال : وحدّثنا يحيى بن أبي طالب قال : أخبرنا محمّد بن الصلت ، حدّثنا يحيى بن العلاء ، عن أبي حازم ، عن سهل بن سعد قال : جاء النبيّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله) إلى فاطمة (عليها‌السلام) فقال لها : «أين بعلك وابن عمّك»؟ قال : فقالت : يا رسول الله وقع بيني وبينه كلام فخرج مغاضبا ، فقال لانسان : ابغ عليّا ، قال : هو ذلك في المسجد ، قال : فأتاه النبيّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله) والرّيح تسفي عليه التراب ، فقال : «قم أبا تراب» (٤).

__________________

(١) ضبطه في التقريب خثيما بمعجمة ومثلثة : مصغرا وهكذا في تهذيب التهذيب ١١ / ٣٥٧ وفي سيرة ابن هشام ١ / ٥٩٩ كما في الصلب.

(٢) وفي مسند الإمام أحمد بن حنبل ٤ / ٢٦٣ : في صور من النخل في دقعاء من التراب فنمنا الخ ، وهكذا في السيرة. وصور النخل : صغاره.

(٣) راجع ذيل الرقم ٢٤١ فيما يأتي.

(٤) راجع ذيل الرقم ١٤ من مسند الدولابي.

٦٠