مناقب الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام

أبي الحسن علي بن محمّد الشافعي [ ابن المغازلي ]

مناقب الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام

المؤلف:

أبي الحسن علي بن محمّد الشافعي [ ابن المغازلي ]


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الأضواء
الطبعة: ٣
الصفحات: ٣٦٥

قوله عليه‌السلام : لا يزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع :

١٥٧ ـ أخبرنا أبو نصر أحمد بن موسى الطحّان إجازة عن القاضي أبي الفرج أحمد بن عليّ بن جعفر بن محمّد بن المعلّى الخيوطيّ الحافظ حدّثنا أبو الطيب ابن الفرخ ، حدّثنا

الهيثم بن خلف ، حدّثني أحمد بن محمّد بن يزيد ، حدّثني حسين بن الحسن الأشقر ، حدّثنا هشيم عن أبي هاشم ـ يعني الرّمانيّ ـ عن مجاهد ، عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «لا يزول قدما عبد يوم القيامة حتّى يسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه؟ وعن جسده فيما أبلاه؟ وعن ماله فيما أنفقه ـ ومن أين اكتسبه؟ وعن حبّنا أهل البيت» (١).

كحّل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، إياه بريقه :

١٥٨ ـ أخبرنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن عثمان ، أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين إذنا ، حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد ، حدّثنا سليمان بن الرّبيع النهديّ ، حدّثنا كادح الزاهد عن المعلّى بن عرفان ، عن شقيق ، عن ابن مسعود : أنّ النبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ كحّل عين عليّ عليه‌السلام بريقه (٢).

__________________

ـ قال : التقى أبو بكر وعلي بن أبي طالب : فتبسم أبو بكر في وجه علي فقال له : ما لك تبسمت؟قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : لا يجوز أحد الصراط ، إلّا من كتب له علي الجواز ، راجع الرياض النضرة ٢ / ١٧٧ و ٢٤٤ ، الصواعق المحرقة ٧٥ وبمعناه روايات كثيرة ستمر عليها تحت الرقم ١٧٣ و ٣٨٩.

(١) أخرجه بهذا السند واللفظ الحافظ الطبراني في مسند ابن عباس من المعجم الكبير ٣ / الورق ١١٣ ، والاوسط على ما في مجمع الزوائد ١٠ / ٢٤٦ ، وأخرجه الحافظ السيوطي في إحياء الميت ١١٥ بهامش الإتحاف ، والعلامة القندوزي في ينابيع المودة ٢٧١ ، والنبهاني في الشرف المؤبد ٧٤.

والحديث رواه جمع آخر من الصحابة منهم أبو ذر ، وأبو برزة ، وأبو هريرة ، راجع في ذلك كفاية الطالب الباب ٩١ ص ١٨٣ في ط و ٣٢٤ في ط آخر قال : رواه ابن عساكر ميزان الاعتدال ١ / ٢٠٦ وفي ط ٤٤٣ ، لسان الميزان ٢ / ١٥٩ ، مجمع الزوائد ١٠ / ٣٤٦ ، كنز العمال ٦ / ٨٤ قال : أخرجه البزار ، رشفة الصادي ٤٥ ، ينابيع المودة ٢٧٠ ، الرياض النضرة ٢ / ١٦١ قال : خرجه المخلص والحافظ الدمشقي.

(٢) أخرجه بهذا السند واللفظ الحافظ الذهبي في ميزان الاعتدال ٤ / ١٤٩ بالرقم ٨٦٧٤ ، والحافظ ابن حجر العسقلاني في لسانه ٦ / ٦٤ ، وسيجيء تمام الكلام في باب إعطاء الراية يوم خيبر الرقم ٢١٣ ـ ٢٢٤.

١٤١

قوله عليه‌السلام : يا علي إن الله تعالى جعلك تحب المساكين :

١٥٩ ـ أخبرنا أبو نصر أحمد بن موسى بن عبد الوهاب الطحّان إجازة عن القاضي أبي الفرج أحمد بن عليّ ، حدّثنا إبراهيم بن أحمد ، حدّثنا محمّد بن الفضل ، حدّثنا إسحاق بن بشر ، حدّثنا مهاجر بن كثير الأسديّ أبو عامر عن سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن أبي أيوب الأنصاريّ ـ واسمه خالد ابن زيد ـ قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ لعليّ : إنّ الله جعلك تحبّ المساكين ، وترضى بهم أتباعا ، ويرضون بك إماما ، فطوبى لمن تبعك وصدق فيك ، وويل لمن أبغضك وكذب فيك (١).

قوله عليه‌السلام : اللهم لا تمتني حتى تريني وجه علي

١٦٠ ـ أخبرنا أبو القاسم عبد الواحد بن عليّ بن العبّاس البزّار قال : حدّثنا أبو القاسم عبيد الله [بن محمّد بن أحمد بن أسد البزّار ، حدّثنا القاضي أبو عبد الله] الحسين بن محمّد المحامليّ ، حدّثنا عليّ بن مسلم ، حدّثنا أبو عاصم قال : حدّثني أبو الجرّاح قال : حدّثني جابر بن صبيح قال : حدّثتني أمّ شراحيل ـ أو أمّ شريك ـ قالت : حدّثتني أمّ عطيّة : أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بعث جيشا فيهم عليّ بن أبي طالب ، فسمعت رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ يدعو ـ ورفع يده ـ أو رفع يديه ـ يقول : اللهمّ لا تمتني حتّى تريني وجه عليّ بن أبي طالب (٢).

__________________

(١) أخرجه الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء ١ / ٧١ إلى قوله إماما.

وأخرجه عنه الشارح المعتزلي في شرح النهج ٢ / ٤٢٩ قال : وزاد فيه أبو عبد الله أحمد بن حنبل في المسند : فطوبى لمن أحبك وصدق فيك ، وويل لمن أبغضك وكذب فيك. وقد مر تحت الرقم ١٤٨.

(٢) أخرجه بهذا السند واللفظ الحافظ البخاري في تاريخه ترجمة أبي الجراح المهري ، وهكذا الحافظ الترمذي في جامعه ١٣ / ١٧٨ ط الصاوي الباب ٢٠ من المناقب ، وابن الأثير الجزري في أسد الغابة ٤ / ٢٦ ، والبغوي في مصابيح السنة ٢٠٢ ، والخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح ٥٦٤ عن الترمذي ، والحافظ محب الدين الطبري في الرياض النضرة ٢ / ٢١٦ ، ذخائر العقبى ٩٤ ، وابن كثير الدمشقي في البداية والنهاية ٧ / ٣٥٦.

أقول : قد كان بعثه رسول الله في سرية فتأخر مجيئه فدعا بهذا الدعاء.

١٤٢

قوله عليه‌السلام : اللهم اشفه ...

١٦١ ـ أخبرنا الحسن بن أحمد بن موسى ، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الصّلت القرشيّ ، حدّثنا عليّ بن محمّد المصريّ ، حدّثنا أحمد بن عبيد بن ناصح ، حدّثنا أبو داوود ، حدّثنا شعبة عن عمرو ، قال : سمعت عبد الله ابن سلمة يقول : سمعت عليّا يقول : أتى إليّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأنا شاك أقول : «اللهمّ إن كان أجلي قد حضر فأرحني ، وإن كان متأخّرا فعافني ، وإن كان بلاء فصبّرني!» فضربني برجله وقال : كيف قلت؟ فأعدت عليه القول فقال : اللهمّ اشفه ـ أو قال : عافه ـ فقال عليّ عليه‌السلام : فما اشتكيت وجعي ذلك (١).

انتجاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليا يوم الطائف :

١٦٢ ـ أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفّر بن أحمد العطّار الفقيه الشافعيّ ـ رحمه‌الله ـ بقراءتي عليه فأقرّ به سنة أربع وثلاثين وأربعمائة قلت له : أخبركم أبو محمّد عبد الله بن عثمان الملقّب بابن السقّاء الحافظ ـ رحمه‌الله ـ حدّثنا أبو عبد الله محمود بن محمّد ، ويعقوب بن إسحاق بن عبّاد بن العوّام الرّياحيّ الواسطيّان قالا : حدّثنا وهب بن بقيّة ، أخبرنا خالد بن عبد الله عن الأجلح ، عن أبي الزّبير ، عن جابر ، قال : انتجا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليا يوم الطّائف فطالت مناجاته إيّاه فقيل له : لقد طالت مناجاتك اليوم عليا؟ فقال : ما أنا ناجيته ولكنّ الله ناجاه (٢).

١٦٣ ـ أخبرنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن عثمان بن الأزهر ـ المعروف

__________________

(١) أخرجه الحافظ الترمذي في جامعه ١٣ / ٧١ ط الصاوي بعين السند واللفظ وفيه : [فقال : اللهم عافه أو اشفه ـ شعبة الشاك ـ فما اشتكيت وجعي بعد] وأخرجه المحب الطبري في الرياض النضرة ٢ / ٢١٦ ، ذخائر العقبى ٩٤ وقال : رواه أبو حاتم وأخرجه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده ١ / ٨٣ و ٨٤ و ١ / ١٠٧ و ١٢٨ ، وإن شئت راجع الشفاء للقاضي ١ / ٢٧٣ ، مشكاة المصابيح ٥٦٥ ، البداية والنهاية ٧ / ٣٥٥ ، الخصائص الكبرى ٢ / ١٦٥. ٨٠٣ من ابن عساكر.

(٢) أخرجه بالإسناد إلى الأجلح الحافظ الترمذي في جامعه كتاب المناقب الباب ٢٠ وهو في ط الصاوي ١٣ / ١٧٣ ، وأخرجه بالإسناد إلى وهب بن بقية الحافظ البغدادي في تاريخه ٧ / ٤٠٢ ، وخرجه ابن الأثير في جامع الأصول ٩ / ٤٧٤ ، والخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح ٥٦٤ ، وابن كثير الدمشقي في البداية والنهاية ٧ / ٣٥٦.

١٤٣

بابن الدّبثائيّ الصيرفيّ قدم علينا واسطا ـ قلت له : أخبركم أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان البزّاز وأذن لكم في روايته عنه [قال : حدّثنا محمد ابن حميد اللخميّ ، حدّثني أبي ، حدّثنا محمود بن إبراهيم] (١) ، حدّثنا عبد الجبّار بن العبّاس ، حدّثنا عمّار الدّهنيّ ، عن أبي الزّبير ، عن جابر بن عبد الله ، قال : ناجا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليا يوم الطائف فأطال نجواه فقال رجل : لقد أطال نجوى ابن عمّه؟ فبلغ ذلك النّبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ فقال : ما أنا انتجيته ولكنّ الله انتجاه (٢).

١٦٤ ـ أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن عبد الوهّاب بن طاوان السمسار بقراءتي عليه فأقرّ به قلت له : أخبركم أبو عبد الله الحسين بن محمّد بن الحسين العلويّ العدل الواسطيّ ، حدّثنا محمّد بن محمود ، حدّثنا أبو عبد الله أحمد بن عمّار بن خالد ، حدّثنا مخوّل بن إبراهيم النهديّ ، حدّثنا عبد الجبّار ابن العبّاس عن عمّار الدّهني ، عن أبي الزّبير ، عن جابر بن عبد الله ، قال : ناجا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليّا يوم الطائف فطال نجواه ، فقال أحد الرجلين : لقد أطال نجواه لابن عمّه! فلمّا بلغ ذلك النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ما أنا انتجيته ولكنّ الله انتجاه (٣).

١٦٥ ـ أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد الوهّاب ، أخبرنا الحسين بن محمّد بن الحسين العلويّ العدل ، حدّثنا أبو الأحوص محمّد بن الهيثم القاضي ، حدّثنا ابن عفير ، حدّثنا بكّار بن زكريّا الأشجعيّ ، عن الأجلح ، عن أبي الزّبير ، عن جابر ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه دعا عليّا وهو محاصر الطائف فقال ناس من أصحابه : قد طالت مناجاته منذ اليوم! فسمع النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : ما أنا انتجيته ولكنّ الله انتجاه (٤).

__________________

(١) أضفناه من عمدة ابن البطريق ١٩٠ غاية المرام ٥٢٦ وقد جعلا الحديث اثنين.

(٢) أخرجه من طريق مؤلفنا ابن المغازلي العلامة الشهير بابن حسنويه في در بحر المناقب ٤٧ على ما في مخطوطه ، راجع ذيل إحقاق الحق ٦ / ٥٢٩.

(٣) أخرج العلامة ابن الأثير الجزري في أسد الغابة ٤ / ٢٧ ، والحافظ الكنجي في كفاية الطالب الباب ٩٢ ص ٣٢٨ من طريق أبي طاهر المخلص عن أبي حامد الحضرمي عن أبي هشام محمد بن يزيد بن رفاعة ، عن محمد بن فضيل ، عن الأعمش عن أبي الزبير بمثل الحديث.

(٤) أخرجه العلامة ابن أبي الحديد في شرحه على النهج ٢ / ٤١١ ـ وفي ط ٤٣١ وقال : رواه أحمد ـ

١٤٤

١٦٦ ـ أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد الوهّاب ، أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمّد العلويّ العدل ، حدّثنا محمّد بن محمود ، حدّثنا أبي ، حدّثنا وهب بن بقيّة ، حدّثنا خالد عن الأجلح ، عن أبي الزّبير ، عن جابر ، قال : انتجا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليا في غزوة الطائف يوما فقالوا : لقد طالت مناجاتك اليوم عليا! فقال ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ : ما أنا انتجيته ولكنّ الله انتجاه (١).

قوله عليه‌السلام : إنّ ملكي علي ليفتخران على سائر الملائكة الحديث

١٦٧ ـ أخبرنا أبو عليّ عبد الكريم بن محمّد بن عبد الرحمن الشروطيّ إملاء من كتابه ، حدّثنا القاضي أبو الفرج أحمد بن عليّ بن جعفر بن محمّد الخيوطيّ ، حدّثنا عليّ بن عبد الله بن مبشّر عن أبي الأشعث أحمد بن المقدام العجليّ ، عن حمّاد بن زيد ، عن عمرو بن دينار ، عن جابر ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ ملكي عليّ بن أبي طالب ليفتخران على سائر الأملاك ، لكونهما مع عليّ ، لأنّهما لم يصعدا إلى الله منه قطّ بشيء يسخطه (٢).

__________________

ـ في المسند ، وهكذا أخرج الحديث العلامة القندوزي في ينابيع المودة ٥٨ وقال : رواه احمد في مسنده عن جابر بن عبد الله.

(١) إنما قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «ولكن الله انتجاه» فإنه صلى‌الله‌عليه‌وآله لم يناج عليا عليه‌السلام إلّا بما جاء إليه من الوحي في مغيبه عن الحصار : فقد كان صلى‌الله‌عليه‌وآله ينزل عليه الوحي بالليل فيعلمه عليّا بالصباح ، وينزل عليه الوحي بالنهار فلا يمسي إلّا ويعلمه عليا قبل مجيء الليل ، وفي هذه الغزوة (حصار الطائف) كان بعثه رسول الله في خيل وأمره أن يطأ ما وجد ، ويكسر كل صنم وجده.

فمضى عليه‌السلام في تلك الخيل حتى لقيته خيل خثعم في جمع كثير ، فقتل مبارزهم فهزموا جميعا ، وانطلق هو عليه‌السلام حتى كسر الأصنام ، وانصرف إلى رسول الله وهو محاصر أهل الطائف بعد ، فلما رآه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كبر للفتح ، وأخذ بيده فخلا به وناجاه طويلا ، فأعلمه ما جاء من الوحي في تلك الأيام.

ذكر ذلك الخبر شيخنا المفيد ـ قدس‌سره ـ في الإرشاد ص ٧٠ ، وأمين الإسلام الطبرسي في أعلام الورى ١٢٣.

(٢) أخرجه بهذا السند واللفظ في در بحر المناقب ٤٧ على ما في ذيل الإحقاق ٦ / ١٠٠.

١٤٥

١٦٨ ـ أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد الوهّاب بن طاوان السمسار أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمّد العلويّ العدل ، حدّثنا محمّد بن محمود ، حدّثنا إبراهيم بن مهدي الأبليّ ، حدّثنا معاذ بن شعبة (١) ، حدّثنا شريك ، عن أبي الوقّاص العامريّ ، عن محمّد بن عمّار بن ياسر ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ حفظتي عليّ يفتخران على الحفظة بكينونتهما معه ، وذلك أنّهما لم يصعدا له إلى الله تبارك وتعالى بشيء يسخطه.

١٦٩ ـ أخبرنا أبو نصر أحمد بن موسى الطحّان إجازة عن القاضي أبي الفرج أحمد بن عليّ بن جعفر بن محمّد بن المعلّى الخيوطيّ الحافظ الواسطيّ ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن محمود بن محمّد قال : حدّثني إبراهيم بن مهديّ الأبلّيّ ، حدّثني معاذ بن شعبة ، حدّثنا شريك بمثله غير أنّه قال : إنّ حافظي عليّ (٢).

قوله عليه‌السلام : إن كفي وكف علي في العدل سواء

١٧٠ ـ أخبرنا أبو غالب محمّد بن أحمد بن سهل النحويّ ، حدّثنا أبو بكر أحمد بن عبيد بن الفضل بن سهل بن بيريّ الواسطيّ ، حدّثنا أحمد بن محمّد ابن صالح ، حدّثنا محمّد بن مسلم بن وارة الداريّ ، حدّثنا عبد الله بن رجاء قال : حدّثنا إسرائيل عن جدّه أبي إسحاق ، عن حبشيّ بن جنادة ، قال : كنت جالسا عند أبي بكر فأتاه رجل فقال : يا خليفة رسول الله إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ وعدني أن يحثو لي ثلاث حثيات من تمر ، قال أبو بكر : ادعوا لي عليّا فجاء عليّ فقال أبو بكر : يا أبا الحسن إنّ هذا يزعم أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعده أن يحثو له ثلاث حثيات من تمر ، فاحثها له ، فحثاها له ثلاث حثيات ثمّ قال : عدوّها ، فعدّوها فوجدوا في كلّ حثوة ستّين تمرة لا يزيد

__________________

(١) في عمدة ابن البطريق ١٨٩ [محمد بن شعبة خ] ولعله [محمد بن عقبة ابن هرم السدوسي].

(٢) أخرجه العلامة الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ٤٩ بالإسناد عن شريك تارة عن أبي محمد التيملي ، وأخرى عن شيخه الأزهري ، وثالثة عن شيخه علي بن الحسن الدقاق. وأخرجه الخطيب الخوارزمي في المناقب ٢٢٠ ، وفي مقتل الحسين ٣٧ الفصل الرابع وفيه (محمد بن حماد بن ثابت عن أبيه) وهو مصحف عن (محمد بن عمار بن ياسر عن أبيه). وأورده القرشي في شمس الأخبار ٣٦.

١٤٦

واحدة على الأخرى ، فقال أبو بكر : صدق الله ورسوله سمعت رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ ليلة الهجرة ونحن خارجون من مكّة إلى المدينة يقول : يا أبا بكر كفّي وكفّ عليّ في العدل سواء (١).

قوله عليه‌السلام : خيركم خيركم لاهلي من بعدي

١٧١ ـ أخبرنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن عثمان ، أخبرنا أبو حفص عمر بن محمّد بن يحيى بن الزيّات ، حدّثنا أبو عبد الله أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار ، حدّثنا يحيى بن معين أبو زكريّا ، حدّثنا قريش بن أنس ، عن محمّد ابن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : خيركم خيركم لأهلي من بعدي (٢).

قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا كان يوم القيامة أمر الله جبرائيل عليه‌السلام ... الحديث

١٧٢ ـ أخبرنا القاضي أبو جعفر محمّد بن إسماعيل العلويّ ، أخبرنا أبو محمّد ابن السقّاء قال : قرأت على محمّد بن الحسين ـ وهو يسمع ـ حدّثكم

__________________

(١) أخرجه بهذا السند واللفظ العلامة الخطيب في تاريخ بغداد ٥ / ٣٧ ، والخطيب الخوارزمي في المناقب ٢٣٥ ، والعلامة القندوزي في ينابيع المودة ٢٣٣ قال : رواه صاحب الفردوس.

وفي الباب حديث آخر عن أبي هريرة أخرجه الخطيب في تاريخه ٨ / ٧٦ وذكره السيوطي في ذيل اللالي ٥٤ ، وأخرجه الحافظ الكنجي في الباب ٦٢ ص ٢٥٦ وقال : ذكره محدث الشام في كتابه عن محدث العراق كما أخرجناه سواء ولفظه : قال أبو هريرة : جئت إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وبين يديه تمر فسلمت عليه فرد علي وناولني من التمر ملء كفه ، فعددته ثلاثا وسبعين تمرة ، ثم مضيت من عنده إلى علي بن أبي طالب وبين يديه تمر ، فسلمت عليه فرد علي وضحك إلي وناولني من التمر ملء كفه فعددته فإذا هو ثلاث وسبعون تمرة ـ فكثر تعجبي من ذلك : فرحت إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقلت : يا رسول الله جئتك وبين يديك تمر فناولتني ملء كفك فعددته ثلاثا وسبعين تمرة ، ثم مضيت إلى علي بن أبي طالب وبين يديه تمر فناولني ملء كفه فعددته ثلاثا وسبعين تمرة ، فعجبت من ذلك ، فتبسم النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ وقال : يا ابا هريرة! أما علمت أن يدي ويد علي بن أبي طالب في العدل سواء.

أقول : الظاهر أنها كانت من نوع آخر فلا ينافي ما مر أنها كانت ستين لا تزيد واحدة.

(٢) أخرجه الحافظ أبو نعيم في تاريخ أصبهان ٢ / ٢٩٤ بعين السند واللفظ ، وأخرجه من طريق الحاكم عن أبي هريرة في الصواعق المحرقة ١٨٤ ، ومن طريق أبي يعلى في مجمع الزوائد ٩ / ١٧٤ قال : ورجاله ثقاة.

١٤٧

إسماعيل بن موسى السدّيّ ، حدّثنا محمّد بن فضيل عن يزيد بن أبي زياد ، عن مجاهد ، عن ابن عبّاس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إذا كان يوم القيامة أمر الله جبرائيل أن يجلس على باب الجنّة فلا يدخلها إلّا من معه براءة من عليّ بن أبي طالب ـ عليه‌السلام ـ» (١).

قوله عليه‌السلام : مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح ...

١٧٣ ـ أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفّر بن أحمد العطّار الفقيه الشّافعيّ ـ رحمه‌الله ـ حدّثنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن عثمان الملقّب بابن السقّاء الحافظ الواسطيّ قال : حدّثني أبو بكر محمّد بن يحيى الصوليّ النحويّ ، حدّثنا محمّد بن زكريّا الغلابيّ ، حدّثنا جهم بن السبّاق أبو السبّاق الرياحيّ ، حدّثني بشر بن المفضّل قال : سمعت الرشيد يقول : سمعت المهديّ يقول : سمعت المنصور يقول : حدّثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عبّاس ، قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها هلك (٢).

١٧٤ ـ أخبرنا محمّد بن أحمد بن عثمان ، أخبرنا أبو الحسين محمّد بن المظفّر بن موسى بن عيسى الحافظ إذنا ، حدّثنا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغنديّ ، حدّثنا سويد ، حدّثنا عمر بن ثابت ، عن موسى بن عبيدة ، عن إياس ابن سلمة بن الأكوع ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا (٣).

__________________

(١) رواه الخطيب الخوارزمي في المناقب ٢٥٣ ، وبمعناه روايات كثيرة راجع لسان الميزان ١ / ٥١ و ٥٧ و ٤ / ١١١ ، ذخائر العقبى ٧١ ، الرياض النضرة ٢ / ١٧٧ ، أخبار أصبهان ١ / ٣٤١ ، وسيجيء تمام الكلام تحت العنوان : إذا كان يوم القيامة ونصب الصراط على شفير جهنم ...

(٢) قال ابن حجر الهيتمي في الصواعق ٢٣٤ : جاء من طرق كثيرة يقوي بعضها بعضا : مثل أهل بيتي ـ إن مثل أهل بيتي ـ إلّا أن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح في قومه من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق ـ أو ـ من ركبها سلم ومن تركها غرق.

(٣) أخرجه بهذا السند واللفظ العلامة القندوزي في ينابيع المودة ٢٨ ، وتراه في أرجح المطالب ٣٣٠ ط لاهور ، وأخرجه العلامة الخطيب في تاريخه ١٢ / ٩١ عن محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي ، عن أبي سهل القطيعي ، عن حماد بن زيد ، وعيسى بن واقد عن أبان بن أبي عياش ، عن أنس بن مالك بمثل الحديث.

١٤٨

١٧٥ ـ أخبرنا محمّد بن أحمد بن عثمان ، أخبرنا أبو الحسين محمّد بن المظفّر بن موسى بن عيسى الحافظ إذنا ، حدّثنا محمّد بن محمّد بن سليمان ، حدّثنا سويد ، حدّثنا المفضّل بن عبد الله عن أبي إسحاق ، عن ابن المعتمر ، عن أبي ذرّ ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّما مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلّف عنها غرق (١).

١٧٦ ـ أخبرنا أبو غالب محمّد بن أحمد بن سهل النحويّ ـ رحمه‌الله ـ حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن عليّ السّقطيّ إملاء ، حدّثنا أبو يوسف بن سهل الحضرميّ ، حدّثنا محمّد بن عبد العزيز بن أبي رزمة ، حدّثنا سليمان بن إبراهيم ، حدّثنا الحسن بن أبي جعفر ، حدّثنا أبو الصهباء عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلّف عنها غرق (٢).

١٧٧ ـ أخبرنا أبو نصر بن الطّحان إجازة عن القاضي أبي الفرج الخيوطيّ ، حدّثنا أبو الطيّب بن الفرخ ، حدّثنا إبراهيم ، حدّثنا إسحاق بن سنان ، حدّثنا مسلم بن إبراهيم ، حدّثنا الحسن بن أبي جعفر ، حدّثنا عليّ بن زيد عن سعيد بن المسيّب ، عن أبي ذرّ قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : مثل

__________________

(١) أخرجه بهذا السند واللفظ العلامة ابن كثير الدمشقي في تفسيره ٩ / ١١٥ بهامش فتح البيان عن الحافظ أبي يعلى وصدر الحديث قال : سمعت أبا ذرّ رضي الله عنه ـ وهو آخذ بحلقة الباب ـ باب الكعبة ـ يقول : يا أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن أنكرني فأنا أبو ذر سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : وذكر الحديث.

ورواه من طريق أبي يعلى بهذا السند الحافظ السيوطي في الخصائص الكبرى ٢ / ٢٦٦ ، والقندوزي في ينابيع المودة ٢٨ ، وهكذا أخرجه القندوزي من طريق مؤلفنا ابن المغازلي الشافعي ، وأخرجه الحاكم في مستدركه ٣ / ١٥٠ و ٢ / ٣٤٣ بالإسناد عن أبي إسحاق ، وهكذا الحافظ الطبراني في المعجم الكبير ١٣٠ ، والمعجم الصغير ٧٨ بالإسناد عن الأعمش ، عن أبي إسحاق ، ورواه الخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح ٥٧٣ بالإسناد عن أبي ذر الغفاري وقال : رواه أحمد.

(٢) أخرجه الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء ٤ / ٣٠٦ بالإسناد عن الحسن بن أبي جعفر والحافظ الطبراني في المعجم الكبير ١٣١ المخطوطة المصورة والحافظ الهيتمي في مجمع الزوائد ٩ / ١٦٨ وقال : رواه الطبراني والبزار ، وأخرجه محب الدين الطبري في ذخائر العقبى ٢٠ وقال : أخرجه الملا في سيرته وأخرجه من طريق مؤلفنا ابن المغازلي : عبد الله الشافعي على ما في مخطوطة مناقبه ٣٢.

١٤٩

أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلّف عنها غرق ومن قاتلنا في آخر الزّمان فكأنّما قاتل مع الدّجّال (١).

قوله عليه‌السلام : ما دعوت لنفسي بشيء إلّا دعوت لك بمثله

١٧٨ ـ أخبرنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن عثمان ، حدّثنا أبو حفص عمر بن محمّد الصيرفيّ ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن ناجية بن نجبة ، حدّثنا القاسم بن زكريّا بن دينار ، حدّثنا عليّ بن قادم عن جعفر الأحمر ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن عبد الله بن الحارث ، عن عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام قال : وجعت وجعا شديدا فأتيت النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فأنامني في مكانه وألقى عليّ طرف ثوبه ثمّ قام فصلّى ، ثمّ قال : «قم يا عليّ قد برئت ، لا بأس عليك ، ما دعوت لنفسي بشيء إلّا دعوت لك بمثله ، ولا دعوت بشيء إلّا استجيب لي ـ أو قيل : قد أعطيته ـ إلّا أنّه لا نبيّ بعدي» (٢).

__________________

(١) أخرجه الحافظ الطبراني في المعجم الكبير ١٣٠ بهذا السند واللفظ وهكذا أخرجه الحافظ الذهبي في ميزان الاعتدال ١ / ٢٢٤ و ١ / ٤٨٢ في ط آخر تحت الرقم ١٨٢٦ ولفظه في آخر الحديث «... ومن قاتلنا ـ وفي لفظ : ومن قاتلهم ـ فكأنما قاتل مع الدجال وقد مر ذيله تحت الرقم ٩٩ بغير هذا السند.

راجع في ذلك المعارف لابن قتيبة ٨٦ ، عيون الأخبار له ١ / ٢١١ ، تاريخ الخلفاء للسيوطي ٥٧٣ ، الصواعق المحرقة ١٨٤ ، المعجم الصغير للطبراني ١٧٠ ط الدهلي ج ٢ / ٢٢ ط المدينة بالإسناد إلى أبي سعيد الخدري ، الجامع الصغير ٤٦٠ ، منتخب كنز العمال ٥ / ٩٠ بالإسناد إلى عبد الله بن الزبير ، الكنى والأسماء للحافظ الدولابي ١ / ٧٦ بالإسناد إلى أبي الطفيل عامر بن واثلة.

(٢) أخرجه الإمام الحافظ النسائي في الخصائص ٣٨ بعين السند واللفظ ، أخرجه تابعا لسند آخر لفظه : عن سليمان بن عبد الله بن الحرث ، عن جده ، عن علي رضي الله عنه قال : مرضت فعادني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فدخل علي وأنا مضطجع فاتكأ إلى جنبي ثم سجاني بثوبه ، فلما رآني قد برئت قام إلى المسجد يصلي ، فلما قضى صلاته جاء فرفع الثوب وقال : قم يا علي. فقمت وقد برئت ، كأنما لم أشك شيئا قبل ذلك ، فقال : ما سألت ربي شيئا في صلاتي إلّا أعطاني ، وما سألت لنفسي شيئا إلّا سألت لك. خالفه جعفر الأحمر فقال : عن يزيد ابن أبي زياد ، عن عبد الله بن الحارث ، عن علي أخبرناه القاسم بن زكريا بن دينا.

وأخرجه بعين السند والمتن الخطيب الخوارزمي في المناقب ٦٥ ، والعلامة محب الدين الطبري في ذخائر العقبى ٦١ ، الرياض النضرة ٢ / ٢١٣ ، والمتقي الهندي في منتخب كنز العمال ٥ / ٤٣ بالإسناد إلى عبد الله بن الحرث ، وقال : أخرجه المحاملي في أماليه ، وعن علي عليه‌السلام ، قال : رواه ابن أبي عاصم وابن جرير ، وصححه الطبراني في الأوسط ، وابن شاهين في السنة. ورواه الحافظ الهيتمي في مجمع الزوائد ٩ / ١١٠ قال : رواه الطبراني.

١٥٠

قوله عليه‌السلام : أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمة ...

١٧٩ ـ أخبرنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن عثمان بن الفرج ، أخبرنا أبو حفص عمر بن محمّد بن يحيى بن الزيّات ، أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن عبد الجبّار الصوفيّ ، حدّثنا يحيى بن معين ، حدّثنا هشام بن يوسف ، عن عبد الله ابن سليمان النّوفليّ ، عن محمّد بن عليّ ، عن أبيه ، عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أحبّوا الله لما يغذوكم به من نعمة ، وأحبّوني لحبّ الله وأحبّوا أهل بيتي لحبّي» (١).

١٨٠ ـ أخبرنا أبو نصر أحمد بن موسى بن الطحّان إجازة عن أبي الفرج أحمد بن عليّ بن جعفر بن محمّد الخيوطيّ ، حدّثنا أبو الطيّب بن الفرخ ، حدّثنا أبو داوود سليمان بن الأشعث ، حدّثنا يحيى بن معين ، حدّثنا هشام بن يوسف ، عن عبد الله بن سليمان النوفلي ، عن محمّد بن عليّ بن عبد الله بن عبّاس ، عن أبيه ، عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :أحبّوا الله لما يغذوكم به من نعمة ، وأحبّوني لحبّ الله وأحبّوا أهل بيتي لحبّي(٢).

١٨١ ـ قال : وحدّثنا ابن الفرخ ، حدّثنا عثمان بن نصر ، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم ، حدّثنا داوود بن عبد الحميد ، حدّثنا عمرو بن قيس الملائيّ عن عطيّة عن أبي سعيد الخدريّ قال : صعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله المنبر فقال : والّذي نفس محمّد بيده! لا يبغضنا ـ أهل البيت ـ أحد إلّا أكبّه الله في النّار (٣).

__________________

(١) أخرجه بهذا اللفظ الحافظ أبو عبد الله الذهبي في ميزان الاعتدال ٢ / ٤٣ الطبع الأول بالإسناد إلى أبي عبد الله الصوفي عن ابن معين ، وأخرجه العلامة الخطيب في تاريخه ٤ / ١٥٩ بالإسناد إلى أبي العباس أحمد بن رزقويه الوزان عن ابن معين ، وأخرجه الحاكم في مستدركه ٣ / ١٤٩ بالإسناد إلى أبي علي صالح بن محمّد الحافظ جزرة عن ابن معين ، وأخرجه الحافظ الطبراني في المعجم الكبير ١٣١ المخطوطة المصورة بجامعة طهران عن عبد الله بن أحمد بن حنبل عن ابن معين.

(٢) أبو داود سليمان بن الأشعث هو صاحب السنن المعروف وقد أخرج حديثه هذا الحافظ الترمذي في جامعه كتاب المناقب الباب ٣٠ وهو في ط الصاوي ١٣ / ٢٠١ ، وتراه بالإسناد إلى الترمذي في جامع الأصول ١٠ / ١٠٠ ، أسد الغابة ٢ / ١٢ ، ذخائر العقبى ١٨ ، تفسير ابن كثير ٩ / ١١٥ ط بولاق ، مشكاة المصابيح ٥٧٣ ، ينابيع المودة ١٩٢ و ٢٧١.

(٣) أخرجه بهذا السند واللفظ من طريق مؤلفنا ابن المغازلي : العلامة المعاصر عبد الله الشافعي في مناقبه ص ١٧ مخطوط ، وأخرج الحاكم في مستدركه ٣ / ١٥٠ بالإسناد عن أبي سعيد الخدري ـ

١٥١

قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، إن في الجنّة لطيرا مثل البخت ...

١٨٢ ـ أخبرنا أبو طاهر محمّد بن عليّ بن محمّد بن البيّع البغداديّ ـ قدم علينا واسطا ـ قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الصّلت الأهوازيّ قراءة عليه ـ سنة أربعمائة ـ حدّثنا أبو بكر محمّد بن جعفر المطيريّ ، حدّثنا عليّ بن الحسين الهاشميّ ، حدّثنا أبي ، حدّثنا فضيل بن مرزوق عن عطيّة ، عن أبي سعيد الخدريّ ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ في الجنّة لطيرا مثل البخت وإنّ أوّل من يأكل منها عليّ بن أبي طالب ، لحمها ألين من الزّبد وأحلى من العسل المصفّى (١).

قوله عليه‌السلام : اللهم إني أحبه فأحب من يحبه

١٨٣ ـ أخبرنا أبو الفتح عليّ بن محمّد بن عبد الصّمد بن محمّد الدّليليّ الأصبهانيّ فيما كتب به إليّ : أنّ أبا بكر محمّد بن أحمد بن جشنس حدّثهم قال : حدّثنا محمّد بن عليّ بن مخلد ، حدّثنا إسماعيل بن عمرو البجلي ، حدّثنا فضيل بن مرزوق ، عن عديّ بن ثابت ، عن البراء بن عازب ، قال : نظر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى الحسن بن عليّ فقال : اللهمّ إنّي أحبّه فأحبّه وأحبّ من يحبّه (٢).

__________________

ـ قال : قال رسول الله : والذي نفسي بيده لا يبغضنا أهل البيت أحد إلا أدخله الله النار ، وهكذا أخرجه الحافظ الذهبي في تاريخ الإسلام ٢ / ٩٠ ، والعلامة السيوطي في الخصائص الكبرى ٢ / ٢٦٦ ، وأخرجه المتقي الهندي في منتخب كنز العمال ٥ / ٩٤ قال : رواه ابن عساكر راجع ميزان الاعتدال ٣ / ٤١ أيضا.

(٢) أخرجه العلامة عبد الله الشافعي في مناقبه المخطوط ١٨٨ من طريق مؤلفنا ابن المغازلي ، على ما في ذيل الإحقاق ٤ / ٢٩٢.

(١) الحديث متواتر متفق عليه رواه الحفاظ الأثبات : رواه شعبة عن عدي بن ثابت عن البراء ، كما أخرجه الحافظ البخاري في صحيحه ٥ / ٢٦ ط المنيرية ، والأدب المفرد ٣٢ ، والحافظ مسلم ابن حجاج في صحيحه ١٨٨٣ ط محمّد فؤاد ، والترمذي في جامعه ١٣ / ١٩٨ ، والإمام ابن حنبل في مسنده ٤ / ٢٩٢.

وأخرج الحافظ البخاري في صحيحه كتاب البيوع ٤٩ ج ٣ / ٨٧ وكتاب اللباس ٦٠ ج ٧ / ٢٠٥ ط دار إحياء التراث ، ومسلم بن حجاج في صحيحه ١٨٨٢ ، وابن ماجة في سننه المقدمة بالرقم ١١ كلهم عن أبي هريرة إلى غير ذلك.

وأما بالإسناد إلى فضيل بن مرزوق فقد أخرجه الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء ٢ / ٣٥ ، ـ

١٥٢

قوله عليه‌السلام : إن عليا يزهر في الجنة ...

١٨٤ ـ أخبرنا القاضي أبو عليّ إسماعيل بن محمّد بن أحمد بن الطيّب المعروف بابن كماري الفقيه الحنفيّ ـ رحمه‌الله ـ أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن عليّ السّقطيّ ، حدّثنا محمّد بن الحسن النقّاش ـ وهو المقرئ ـ حدّثنا عليّ بن إبراهيم بنساء ، حدّثنا سليمان بن الربيع ، حدّثنا أبو موسى كادح ، أخبرنا حمّاد ابن سلمة ، حدّثنا حميد الطويل عن أنس ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ : «إنّ عليّا يزهر في الجنّة ككوكب الصبح لأهل الدّنيا».

١٨٥ ـ أخبرنا أبو نصر بن الطّحان الواسطيّ إجازة عن أبي الفرج أحمد ابن عليّ بن جعفر بن محمّد الخيوطيّ ، حدّثني عليّ بن جامع ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عبد العزيز الوشّاء ، حدّثنا أسد بن موسى ، حدّثنا حمّاد بن سلمة ، [عن حميد الطويل] ، عن أنس بن مالك أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «إنّ عليّ بن أبي طالب يضيء لأهل الجنّة كما يزهر كوكب الصّبح لأهل الدّنيا» (١).

قوله عليه‌السلام : إنّ الله عزوجل منع بني إسرائيل قطر السماء بسوء رأيهم في أنبيائهم ...

١٨٦ ـ أخبرنا أبو غالب محمّد بن أحمد بن سهل النحويّ ـ رحمه‌الله ـ إذنا : أنّ أبا طاهر إبراهيم بن محمّد حدّثهم قال : حدّثنا أبو المفضّل محمّد بن عبد الله ، حدّثنا رزق الله بن سليمان بن غالب الأزديّ البزّار ، حدّثنا رباح ، حدّثنا أبو عبد الغني الحسن بن عليّ بن عبد الغني المعاني الأزدي بمعان ، حدّثنا عبد الرزاق بن همام ، أخبرنا معمر عن الزّهريّ ، عن عكرمة ، عن عبد الله بن عبّاس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ الله ـ عزّ

__________________

ـ والحافظ الطبراني في المعجم الكبير ١٣٠ قال : حدثنا علي بن عبد العزيز ، حدثنا أبو نعيم ، حدثنا فضيل بن مرزوق ... وهكذا أخرجه العلامة الخطيب في تاريخه ١٢ / ٩ بالإسناد إلى فضيل ، وهكذا العلامة الذهبي في سير أعلام النبلاء ٣ / ١٦٦ ، والعلامة ابن كثير الدمشقي في البداية والنهاية ٨ / ٣٤.

(١) أخرجه بهذا السند واللفظ العلامة الحمويني في فرائد السمطين ، وأخرجه العلامة السيوطي في الجامع الصغير ١٤١ من طريق البيهقي في فضائل الصحابة ، وابن حجر في الصواعق المحرقة ٧٥ من طريق البيهقي والديلمي.

١٥٣

وجلّ ـ منع بني إسرائيل قطر السماء بسوء رأيهم في أنبيائهم واختلافهم في دينهم ، وإنّه آخذ هذه الأمّة بالسنين ، ومانعهم قطر السماء ببغضهم عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام (١).

قال معمر : حدّثني الزّهريّ ، وقد حدّثني في مرضة مرضها ولم أسمعه يحدّث عن عكرمة قبلها أحسبه ولا بعدها ، فلمّا بلّ من مرضه ندم فقال لي : يا يمانيّ اكتم هذا الحديث واطوه دوني ، فإنّ هؤلاء ـ يعني بني أميّة ـ لا يعذرون أحدا في تقريظ عليّ وذكره ، قلت : فما بالك أوعبت مع القوم يا أبا بكر وقد سمعت الّذي سمعت؟ قال : حسبك يا هذا إنّهم شركونا في لهاهم فانحططنا لهم في أهوائهم.

قوله عليه‌السلام : إن لله خلقا ليس من ولد آدم ...

١٨٧ ـ أخبرنا أبو نصر بن الطحّان إجازة عن القاضي أبي الفرج الخيوطيّ قال : حدّثني أحمد بن الحسن ، أخبرنا محمّد بن الحسن ، حدّثنا المقدام بن داوود ، حدّثنا أسد بن موسى ، حدّثنا حمّاد بن سلمة عن ثابت ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ الله ـ عزوجل ـ خلق خلقا ليس من ولد آدم ولا من ولد إبليس يلعنون مبغضي عليّ بن أبي طالب قالوا : يا رسول الله من هم؟ قال : هم القنابر ينادون في السّحر على رءوس الشّجر «ألا لعنة الله على مبغضي عليّ بن أبي طالب» (٢).

حديث الأعمش والمنصور (٣) ، بسم الله الرحمن الرحيم* الحمد لله* وسلام على عباده الذين اصطفى

١٨٨ ـ أخبرنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن عثمان بن الفرج بن الأزهر

__________________

(١) رواه الحافظ الذهبي في ميزان الاعتدال ١ / ٢٣٣ وفي ط آخر ١ / ٥٠٢ بالإسناد عن محمّد بن حماد الطهراني ، عن عبد الرزاق ، وهكذا ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان ٢ / ٢١٩ ، وأخرجه من طريق مؤلفنا ابن المغازلي : العلامة المعاصر عبد الله الشافعي في مناقبه المخطوط.

(٢) أخرجه العلامة المعاصر عبد الله الشافعي في مناقبه من طريق مؤلفنا ابن المغازلي ، وأخرجه جمال الدين الموصلي في در بحر المناقب ٤٨ (مخطوط) على ما في ذيل الإحقاق ٧ / ٢٢١.

(٣) أخرج الحديث بعين السند والمتن مؤلف المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة قال : أخبرنا أبو الخير المبارك بن مسرور قراءة عليه قلت له : أخبركم القاضي أبو عبد الله (يعني ابن مؤلفنا ابن ـ

١٥٤

الصيرفيّ البغداديّ ـ رحمه‌الله ـ قدم علينا واسطا ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن سليمان، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن عبد الله العكبريّ ، حدّثنا أبو القاسم عبد الله بن عتّاب العبديّ ، حدّثنا عمر بن شبّة بن عبيدة النّميريّ قال : حدّثني المدائنيّ قال : وجّه المنصور إلى الأعمش يدعوه ، قال : وحدّثنا محمّد ابن الحسن ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن عبد الله العكبريّ ، حدّثنا عبد الله بن عتّاب بن محمّد ، حدّثنا الحسن بن عرفة ، حدّثنا أبو معاوية قال : حدّثنا الأعمش قال : أرسل إليّ المنصور. وحدّثنا محمّد بن الحسن ، حدّثنا عبد الله ابن محمّد بن عبد الله [العكبريّ ، حدّثنا عبد الله] بن عتّاب بن محمّد العبديّ ، حدّثنا أحمد بن عليّ العمّي ، حدّثنا إبراهيم بن الحكم قال : حدّثني سليمان بن سالم حدّثني الأعمش قال : بعث إليّ أبو جعفر المنصور ـ وقد دخل حديث بعضهم في بعض واللفظ لعمر بن شبّة قال :

وجّه إليّ المنصور فقلت للرسول : لما يريدني أمير المؤمنين؟ قال : لا أعلم ، فقلت : أبلغه أنّي آتيه ، ثمّ تفكّرت في نفسي فقلت : ما دعاني في هذا الوقت لخير ، ولكن عسى أن يسألني عن فضائل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام فإن أخبرته قتلني. قال : فتطهّرت ولبست أكفاني وتحنّطت ، ثمّ كتبت وصيّتي ، ثمّ صرت إليه فوجدت عنده عمرو بن عبيد فحمدت الله تعالى على ذلك وقلت : وجدت عنده عون صدق من أهل النصرة فقال لي : ادن يا سليمان! فدنوت.

__________________

ـ المغازلي الشافعي) حدثني أبي قال : أخبرني أبو طالب محمّد بن أحمد بن عثمان بن الفرج بن الأزهر الصيرفي إلى آخر السند والمتن مقتصرا على الطريق الأول ، راجع غاية المرام ٦٥٦ للعلامة السيد هاشم البحراني ، بحار الأنوار للعلامة المجلسي ٣٧ / ٩٣.

وأخرجه بغير هذا السند أخطب خوارزم موفق الدين في كتابه المناقب ١٩١ ـ ٢٠٣ ، وهكذا جمال الدين الموصلي في در بحر المناقب ص ٥٤ من مخطوطته على ما في ذيل إحقاق الحق ٥ / ٢٢.

وقد أخرج هذا الحديث من أصحابنا الإمامية الشيخ الصدوق ابن بابويه القمي المتوفى ٣٨١ في أماليه ٢٦٠ ـ ٢٦٤ في المجلس ٦٧ قال : حدثنا أحمد بن الحسن القطان ، وعلي بن أحمد ابن موسى الدقاق ، ومحمّد بن أحمد السناني وعبد الله بن محمّد الصائغ رضي الله عنهم قالوا : حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان ، حدثنا أبو محمّد بكر بن عبد الله بن حبيب ، حدثني علي بن محمد ، حدثنا الفضل بن عباس ، حدثنا عبد القدوس الوراق ، حدثنا محمّد بن كثير عن الأعمش.

١٥٥

فلمّا قربت منه أقبلت على عمرو بن عبيد أسائله ، وفاح منّي ريح الحنوط فقال : يا سليمان ما هذه الرائحة؟ والله لتصدّقني وإلّا قتلتك فقلت : يا أمير المؤمنين أتاني رسولك في جوف اللّيل فقلت في نفسي : ما بعث إليّ أمير المؤمنين في هذه السّاعة إلّا ليسألني عن فضائل عليّ ، فإن أخبرته قتلني ، فكتبت وصيّتي ولبست كفني وتحنّطت. فاستوى جالسا وهو يقول : لا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم.

ثمّ قال : أتدري يا سليمان ما اسمي؟ قلت : نعم يا أمير المؤمنين قال : ما اسمي؟ قلت عبد الله الطويل (١) ، بن محمّد بن عليّ بن عبد الله بن عبّاس بن عبد المطّلب قال : صدقت فأخبرني بالله وبقرابتي من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كم رويت في عليّ من فضيلة من جميع الفقهاء وكم يكون؟ قلت : يسير يا أمير المؤمنين قال : علي ذاك ، قلت : عشرة آلاف حديث وما زاد.

قال : فقال : يا سليمان لأحدّثنّك في فضائل عليّ (عليه‌السلام) حديثين يأكلان كلّ حديث رويته عن جميع الفقهاء ، فإن حلفت لي أن لا ترويهما لأحد من الشيعة حدّثتك بهما ، فقلت : لا أحلف ولا أخبر بهما أحدا منهم.

فقال : كنت هاربا من بني مروان وكنت أدور البلدان أتقرّب إلى النّاس

__________________

(١) كان طويلا مهيبا أسمر ... شذرات ١ / ٢٤٤.

قال : وحدثنا الحسين بن إبراهيم المكتب ، حدثنا أحمد بن يحيى القطان ، حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب ، حدثني عبد الله بن يحيى بن محمّد بن باطويه ، حدثنا محمّد بن كثير عن الأعمش.

قال : وأخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي ـ فيما كتب إلينا من أصبهان ـ حدثنا أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري سنة ٢٨٦ ، حدثنا الوليد بن الفضل العنزي ، حدثنا مندل بن علي العنزي عن الأعمش.

قال : وحدثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني ، حدثني أبو سعيد الحسن بن علي العدوي ، حدثنا علي بن عيسى الكوفي ، حدثنا جرير بن عبد الحميد عن الأعمش.

ثم ساق الحديث بلفظ مندل بن علي العنزي ، راجع بحار الأنوار للعلامة المجلسي ٣٧ / ٨٨. وهكذا أخرجه من أصحابنا القدماء الفقيه عماد الدين محمّد بن أبي القاسم علي الطبري في بشارة المصطفى ١٣٨ ـ ٢٤٢ قال : وجدت بخط والدي أبي القاسم ؛ حدثنا عبد الله بن عدي بجرجان ، عن أبي يعقوب الصوفي ، عن ابن عبد الرحمن الأنصاري ، عن الأعمش ، وذكر مثله بتفاوت.

١٥٦

بحبّ عليّ وفضائله ، وكانوا يؤوونني ويطعمونني ويزوّدونني ويكرّموني ويحمّلوني حتّى وردت بلاد الشأم ، وأهل الشأم كلّما أصبحوا لعنوا عليا (عليه‌السلام) في مساجدهم ، لأنّ كلّهم خوارج وأصحاب معاوية ، فدخلت مسجدا وفي نفسي منهم ما فيها ، فأقيمت الصلاة فصلّيت الظهر وعليّ كساء خلق ، فلمّا سلّم الإمام ، اتّكأ على الحائط وأهل المسجد حضور فجلست فلم أر أحدا منهم يتكلّم توقيرا لإمامهم ، فإذا بصبيّين قد دخلا المسجد ، فلمّا نظر إليهما الإمام ، قال : ادخلا مرحبا بكما ومرحبا بمن أسماكما بأسمائهما ، والله ما سمّيتكما بأسمائهما إلّا بحبّ محمّد وآل محمّد فإذا أحدهما يقال له الحسن والآخر الحسين.

فقلت فيما بيني وبين نفسي : قد أصبت اليوم حاجتي ، ولا قوّة إلّا بالله ، وكان شابّ إلى يميني فسألته : من هذا الشيخ؟ ومن هذان الغلامان؟ فقال :الشيخ جدّهما ، وليس في هذه المدينة أحد يحبّ عليا عليه‌السلام غير هذا الشيخ ، ولذلك سمّاهما الحسن والحسين ، فقمت فرحا وإنّي يومئذ لصارم لا أخاف الرّجال ، فدنوت من الشيخ فقلت : هل لك في حديث أقرّ به عينك؟ قال : ما أحوجني إلى ذلك ، وإن أقررت عيني أقررت عينك.

فقلت : حدّثني أبي ، عن جدّي ، عن أبيه ، عن رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) فقال لي : من والدك؟ ومن جدّك؟ فلمّا عرفت أنه يريد أسماء الرجال فقلت : محمّد بن عليّ بن عبد الله بن العبّاس قال : كنّا مع النّبيّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله) فإذا فاطمة عليها‌السلام قد أقبلت تبكي فقال النّبيّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله) : ما يبكيك يا فاطمة؟ قالت : يا أباه إنّ الحسن والحسين قد عبرا أو قد ذهبا منذ اليوم ولا أدري أين هما؟ وإنّ عليا يمشي على الدّالية منذ خمسة أيّام يسقي البستان ، وإنّي قد طلبتهما في منازلك فما حسست لهما أثرا ، وإذا أبو بكر عن يمينه فقال : يا أبا بكر! قم فاطلب قرّتي عيني ثمّ قال : يا عمر قم فاطلبهما ، يا سلمان ، يا أبا ذرّ ، يا فلان ، يا فلان ، قال : فأحصينا على رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) سبعين رجلا بعثهم في طلبهما وحثّهم فرجعوا ولم يصيبوهما.

فاغتمّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله لذلك غمّا شديدا ووقف على باب المسجد وهو يقول : بحقّ إبراهيم خليلك ، وبحقّ آدم صفيّك إن كانا ـ قرّتي

١٥٧

عيني وثمرتي فؤادي ـ أخذا برا أو بحرا فاحفظهما أو سلّمهما ، فإذا جبريل عليه‌السلام قد هبط فقال : يا رسول الله إنّ الله يقرئك السّلام ويقول لك : لا تحزن ولا تغتمّ! الصبيّان فاضلان في الدّنيا فاضلان في الآخرة ، وهما في الجنّة وقد وكلت بهما ملكا يحفظهما إذا ناما وإذا قاما.

ففرح رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) فرحا شديدا ومضى وجبريل عن يمينه والمسلمون حوله ، حتّى دخل حظيرة بني النجّار فسلّم على ذلك الملك الموكّل بهما ، ثمّ جثا النبيّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله) على ركبتيه وإذا الحسن معانقا للحسين ، وهما نائمان ، وذلك الملك قد جعل إحدى جناحيه تحتهما والآخر فوقهما ، وعلى كلّ واحد منهما درّاعة من شعر أو صوف ، والمداد على شفتيهما ، فما زال النّبيّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله) يلثمهما حتّى استيقظا فحمل النّبيّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله) الحسن ، وحمل جبريل الحسين ، وخرج النّبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله من الحظيرة.

قال ابن عبّاس : وجدنا الحسن عن يمين النّبيّ ـ صلّى الله عليه وعلى آله ـ والحسين عن يساره وهو يقبّلهما ويقول : من أحبّكما فقد أحبّ رسول الله ومن أبغضكما فقد أبغض رسول الله فقال أبو بكر : يا رسول الله أعطني أحدهما أحمله! فقال له رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) : نعم المحمولة ونعم المطيّة تحتهما ، فلمّا أن صار إلى باب الحظيرة لقيه عمر فقال له مثل مقالة أبي بكر فردّ عليه رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) كما ردّ على أبي بكر ، فرأينا الحسن متشبّثا بثوب رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) متّكئا باليمين على رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) ووجدنا يد النّبيّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله) على رأسه.

فدخل النبيّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله) المسجد فقال : لأشرّفنّ ابنيّ ـ اليوم ـ كما شرّفهما الله فقال: يا بلال! عليّ بالناس ، فنادى بهم فاجتمع النّاس فقال النبيّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) معشر أصحابي بلّغوا عن نبيّكم محمّد : سمعنا رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) يقول : ألا أدلّكم اليوم على خير الناس جدّا وجدّة؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : عليكم بالحسن والحسين فإنّ جدّهما محمّد رسول الله وجدّتهما خديجة بنت خويلد سيّدة نساء أهل الجنّة.

١٥٨

هل أدلّكم على خير النّاس أبا وأمّا؟ قالوا : بلى يا رسول الله! قال : عليكم بالحسن والحسين فإنّ أباهما عليّ بن أبي طالب وهو خير منهما شابّ يحبّ الله ورسوله ، ويحبّه الله ورسوله ، ذو المنفعة والمنقبة في الإسلام ، وأمهما فاطمة بنت رسول الله ـ صلّى الله عليه وعليهما ـ سيّدة نساء أهل الجنّة.

معشر النّاس ألا أدلّكم على خير النّاس عمّا وعمّة؟ قالوا : بلى يا رسول الله! قال: عليكم بالحسن والحسين ، فإنّ عمّهما جعفر ذو الجناحين يطير بهما في الجنان مع الملائكة ، وعمّتهما أمّ هانئ بنت أبي طالب.

معشر النّاس ألا أدلّكم على خير الناس خالا وخالة؟ قالوا : بلى يا رسول الله. قال: عليكم بالحسن والحسين فإنّ خالهما القاسم ابن رسول الله وخالتهما زينب بنت رسول الله.

ألا يا معشر النّاس أعلمكم أنّ جدّهما في الجنّة ، وجدّتهما في الجنّة ، وأبوهما في الجنّة، وأمّهما في الجنّة ، وعمّهما في الجنّة ، وعمّتهما في الجنّة ، وخالهما في الجنّة ، وخالتهما في الجنّة ، وهما في الجنّة ، ومن أحبّ ابني عليّ فهو معنا غدا في الجنّة ، ومن أبغضهما فهو في النّار ، وإنّ من كرامتهما على الله أنّه سمّاهما في التوراة شبّرا وشبيّرا.

فلمّا سمع الشيخ الإمام هذا منّي قدّمني وقال : هذه حالك وأنت تروي في عليّ هذا؟ فكساني خلعة وحمّلني على بغلة بعتها بمائة دينار ثمّ قال لي : أدلّك على من يفعل بك خيرا ، هاهنا أخوان لي في هذه المدينة ، أحدهما كان إمام قوم وكان إذا أصبح لعن عليّا ألف مرّة كلّ غداة ، وإنّه لعنه يوم الجمعة أربعة ألف مرّة ، فغيّر الله ما به من نعمة فصار آية للسّائلين فهو اليوم يحبّه ، وأخ لي يحبّ عليّا منذ خرج من بطن أمّه ، فقم إليه ولا تحتبس عنده.

والله يا سليمان لقد ركبت البلغة وإنّي يومئذ لجائع ، فقام معي الشيخ وأهل المسجد حتّى صرنا إلى الدار وقال الشيخ : انظر لا تحتبس فدققت الباب وقد ذهب من كان معي ، فإذا شابّ أدم قد خرج إليّ فلمّا رآني والبغلة قال : مرحبا بك ، والله ما كساك أبو فلان خلعته ولا حمّلك على بغلته إلا أنّك رجل

١٥٩

تحبّ الله ورسوله ، لئن أقررت عيني لأقرّنّ عينك.

والله يا سليمان إنّي لأنفس بهذا الحديث الّذي يسمعه وتسمعه :

أخبرني أبي عن جدّي عن أبيه قال : كنّا مع رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) جلوسا بباب داره فإذا فاطمة قد أقبلت وهي حاملة الحسين ، وهي تبكي بكاء شديدا ، فاستقبلها رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) فتناول الحسين منها وقال لها : ما يبكيك يا فاطمة؟ قالت : يا ابه عيّرتني نساء قريش وقلن : زوّجك أبوك معدما لا شيء له.

فقال النبيّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله) مهلا وإيّاي أن أسمع هذا منك ، فإنّي لم أزوّجك حتّى زوّجك الله من فوق عرشه ، وشهد على ذلك جبرئيل وميكائيل وإسرافيل ، وإنّ الله تعالى اطّلع إلى أهل الدّنيا فاختار من الخلائق أباك فبعثه نبيّا ، ثمّ اطّلع الثانية فاختار من الخلائق عليّا فأوحى إليّ فزوّجتك إيّاه ، واتّخذته وصيّا ووزيرا.

فعليّ أشجع النّاس قلبا ، وأعلم الناس علما ، وأحلم النّاس حلما ، وأقدم النّاس إسلاما ، وأسمحهم كفّا ، وأحسن النّاس خلقا. يا فاطمة إنّي آخذ لواء الحمد ومفاتيح الجنّة بيدي فأدفعها إلى عليّ فيكون آدم ومن ولد تحت لوائه.

يا فاطمة إنّي غدا مقيم عليّا على حوضي يسقي من عرف من أمّتي ، ـ يا فاطمة ـ وابنيك الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة ، وكان قد سبق اسمهما في توراة موسى ، وكان اسمهما في الجنّة شبّرا وشبّيرا فسمّاهما الحسن والحسين ، لكرامة محمّد (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) على الله تعالى ، ولكرامتهما عليه.

يا فاطمة يكسى أبوك حلّتين من حلل الجنّة ، ويكسى عليّ حلّتين من حلل الجنّة ، ولواء الحمد في يدي ، وأمّتي تحت لوائي ، فاناوله عليّا لكرامته على الله تعالى ، وينادي مناد: يا محمّد نعم الجدّ جدّك إبراهيم. ونعم الأخ أخوك عليّ.

وإذا دعاني ربّ العالمين دعا عليّا معي ، وإذا جثوت جثا عليّ معي ، وإذا

١٦٠