مناقب الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام

أبي الحسن علي بن محمّد الشافعي [ ابن المغازلي ]

مناقب الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام

المؤلف:

أبي الحسن علي بن محمّد الشافعي [ ابن المغازلي ]


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الأضواء
الطبعة: ٣
الصفحات: ٣٦٥

قول خير البريّة (١) لا يجاوز إيمانهم حناجرهم ، يمرقون من الدّين كما يمرق السّهم من الرميّة ، فأينما لقيتهم فاقتلهم ، فإنّ في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة (٢).

٨٢ ـ أخبرنا أحمد بن محمّد حدّثنا الحسين بن محمّد ، حدّثنا الجواربيّ ، حدّثنا شعبة، عن أبي إسحاق ، عن حامد الهمدانيّ قال : سمعت سعد بن مالك يقول : قتل عليّ عليه‌السلام شيطان الرّدهة ، يعني المخدج (٣).

٨٣ ـ أخبرنا أحمد بن طاوان قال : حدّثنا الحسين بن محمّد العدل ، حدّثنا الجواربيّ قال : حدّثني أبي ، حدّثنا محمّد بن عقبة بن هرم ، حدّثنا سفيان بن عيينة عن العلاء بن أبي العبّاس ، عن أبي الطفيل ، عن بكر بن قرواش ، عن سعد قال : ذكروا عنده ذا الثّديّة فقال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : شيطان الرّدهة زاغ الجبل أو راعي الخيل [يحتدره رجل] من بجيلة يقال له الأشهب أو ابن الأشهب ، علامة في قوم ظلمة ، قال سفيان : قال عمّار الدّهنيّ : جاء به رجل منّا يقال له الأشهب أو ابن الأشهب (٤).

٨٤ ـ قال : وحدّثنا الجواربيّ ، حدّثنا ابن زنجويه ، حدّثنا عبد الرزّاق ، حدّثنا الثوريّ عن سلمة بن كهيل ، عن أبي الطفيل قال : مرّ ابن الكوّاء إلى

__________________

(١) في الصحيحين «عن خير قول البرية» والمعنى أن شعارهم «لا حكم إلّا لله» من خير أقوال الناس. وقال ابن أبي الحديد في شرحه على النهج : وفي المثل النبوي : الحرب خدعة ، وذلك أنهم ـ يعني الخوارج ـ قالوا «تب إلى الله مما فعلت كما تبنا ننهض معك إلى الحرب» فقال لهم : «كلمة مرسلة يقولها الأنبياء والمعصومون» الخ.

(٢) أخرجه بهذا اللفظ والسند الحافظ النسائي في الخصائص ٤٤ ، والحافظ القشيري في صحيحه ٧٤٨ كتاب الزكاة بالرقم ١٥٤ ، وهكذا أخرجه البخاري في المناقب ٢٥ ، والاستتابة ٦ ، وأبو داود في السنة ٢٨ ، والإمام ابن حنبل ١ / ٢٣٥.

(٣) أخرجه الإمام ابن حنبل في مسنده ١ / ١٧٩ ملخصا ، وأخرجه الحافظ الهيتمي في مجمع الزوائد ٦ / ٢٣٤ وقال : رواه أبو يعلى ، وأحمد باختصار ، والبزار ورجاله ثقاة. ورواه المتقي الهندي في منتخب الكنز ٥ / ٤٢٨ وفيه «راعي الخيل» وقال : رواه الحاكم في المستدرك أيضا ، وفي ج ٥ ص ٤٣٦ : أخرج عن مسند ابن أبي شيبة بإسناده عن أبي بركة الصائدي قال : لما قتل علي ذا الثدية قال سعيد : لقد قتل ابن أبي طالب جان الردهة.

أقول : وفي النهج أواخر الخطبة القاصعة ١٩٠ كلام في شيطان الردهة راجعه إن شئت.

(٤) يأتي توضيحه تحت الرقم ٨٧.

١٠١

عليّ عليه‌السلام فقال له : من «الأخسرين أعمالا»؟ قال : ويلك هم أهل حروراء.

قال : حدّثنا الفريابيّ قال : حدّثنا سفيان ـ يعني ابن عيينة ـ عن سلمة ، عن أبي الطفيل قال : سئل عليّ عليه‌السلام عن هذه الآية فذكر مثله (١).

٨٥ ـ أخبرنا أحمد بن محمّد حدّثنا الحسين بن محمّد العلويّ العدل ، حدّثنا عليّ بن عبد الله بن مبشّر ، حدّثنا محمّد بن حرب ، حدّثنا عليّ بن عاصم ، حدّثنا حصين عن هلال بن يساف ، [عن عبد الله] قال : جاء رجل إلى سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وقال : أحببت عليّا حبّا لم يحبّه رجل قطّ ، قال : أحببت رجلا من أهل الجنّة (٢).

٨٦ ـ أخبرنا القاضي أبو عليّ إسماعيل بن محمّد بن أحمد بن الطيّب ابن كماريّ الفقيه الغرافي ـ رحمه‌الله ـ حدّثنا أبو بكر أحمد بن عبيد الله بن الفضل بن سهل بن بيريّ ؛ وأخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد الوهّاب ابن طاوان ، حدّثنا القاضي أبو الفرج أحمد بن عليّ بن جعفر بن محمّد بن المعلّى الخيوطيّ ؛ وأخبرنا أبو غالب محمّد بن أحمد بن سهل النحويّ ـ رحمه‌الله ـ حدّثنا أبو الحسن عليّ بن الحسن الجاذريّ الطحّان ، قالوا : حدّثنا أبو بكر محمّد بن سمعان العدل الحافظ ، حدّثنا أبو الحسن أسلم بن سهل بن أسلم الرزّاز الواسطيّ ـ المعروف ببحشل ـ حدّثنا القاسم بن عيسى ، حدّثنا أبو سلمة الخوّاص الواسطيّ : عيسى بن ميمون قال : حدّثنا العوّام ابن حوشب ، عن أبيه ، عن جدّه قال : كنت مع عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام فأتاه رجل فقال : إنّ الخوارج قتلوا عبد الله بن خبّاب وقد عبروا الجسر ، قال : دعوهم فإن عبروا لم يفلت منهم عشرة ، ولم يقتل منكم عشرة.

__________________

(١) ذكره أبو العباس المبرد في قال : روى المحدثون أن رجلا تلا بحضرة علي عليه‌السلام (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ) الآية ، فقال علي عليه‌السلام : أهل حروراء منهم ، راجع شرح النهج لابن أبي الحديد ١ / ٢٠٦ ، الدر المنثور ٣ / ٢٥٣ قال : أخرجه الفريابي ، وعبد الرزاق ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه.

(٢) أخرجه المحب الطبري في الرياض النضرة ٢ / ٢٠٩ بالإسناد إلى عبد الله بن ظالم وقال : خرجه الحضرمي ، وأحمد في المناقب ، وأخرجه العلامة المرعشي ـ دامت بركاته ـ في ذيل الإحقاق ٦ / ٢١٨ عن مخطوط مناقب أحمد.

١٠٢

ثمّ جاء آخر فقال : قد عبروا الجسر ، فقال لي : يا يزيد اقطع لي خمسة آلاف خشبة أو قصبة ، ثمّ ركب بغلة النبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فأتاهم فقاتلهم وأنا بين يديه.

فلمّا فرغ من قتالهم ، جعل لا يمرّ على قتيل إلّا قال لي : ضع عليه قصبة أو خشبة ، ثمّ جعل كأنّه يطلب شيئا لا يجده ، فرأيت وجهه يتربّد ويقول : والله ما كذبت ولا كذبت ، حتّى انتهى إلى موضع دالية فيه ماء مستنقع ، فإذا فيه رجل ، فأخذ هو برجل وأخذت برجل فأخرجناه ، فإذا رجل في عضده شعرات إذا مدّت امتدّت ، وإذا تركت قلصت ، قال: الله أكبر ، الله أكبر ، والله ما كذبت ولا كذبت ، فرجع وجهه إلى ما كان قبل ذلك(١).

٨٧ ـ أخبرنا القاضي أبو الخطّاب عبد الرحمن بن عبد الله الإسكافيّ الشّافعيّ ـ رحمه‌الله قدم علينا واسطا ـ حدّثنا أبو محمّد عبد الله بن عبيد الله بن يحيى قال : حدّثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحامليّ ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى بن سعيد ، حدّثنا زيد بن الحباب ، حدّثني موسى بن عبيدة ، حدّثني يحيى بن الشّبل عن جدّه عبد الله بن جبير ـ وكان من كتّاب عليّ عليه‌السلام ـ قال : دخل علينا الخوارج فقالوا : اشفعوا لنا إلى عليّ يذرنا نقاتل معاوية ، قال : فذكرنا لعليّ عليه‌السلام فقال : ما كذبت ولا كذبت ، لأجاهدنّهم ، قال : فحكّموا ، فقال : كلمة حقّ يراد بها الباطل ، فقاتلهم فقتلهم وهزمهم ، فقال : التمسوا لي المخدج! فوجد قتيلا ؛ فقال عليّ عليه‌السلام : من يعرف هذا؟ فقال رجل : أنا أعرفه ، قال : بم تعرفه؟ قال : خرجت في ظهر لي أريد العراق فمررت بعنقاء وهو مدلّي رجليه فقال : يا عبد الله ما أنت مبلّغي إلى العراق؟ فقلت : نعم ، قال : فبلّغته. قال : صدقت (٢).

__________________

(١) أخرجه ابن أبي الحديد المعتزلي في شرحه على النهج ١ / ٢٠٥ قال : روى العوام بن حوشب عن أبيه ، عن جده يزيد بن رويم .. وقد مر في ص ٩٩ منها.

(٢) أخرج المتقي الهندي في كنز العمال ١١ / ٢٧٢ في حديث عن قيس بن عباد وفيه : فقال علي : من يعرف هذا؟ فلم يعرف ، فقال رجل : أنا رأيت هذا بالنجف فقال : إني أريد هذا المصر ، وليس لي فيه ذو نسب ولا معرفة ، فقال علي : صدقت هو رجل من الجن.

وأخرج الحاكم ابن البيع في مستدركه على الصحيحين ٤ / ٥٣١ في حديث عن عباد بن نسيب وفيه : فجعل الناس يقولون : هذا ملك هذا ملك ، ويقول علي : ابن من؟ يقولون : لا ندري ـ

١٠٣

٨٨ ـ أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد الوهّاب بن طاوان إجازة أنّ أبا أحمد عمر بن عبيد الله بن شوذب حدّثه قال : حدّثنا محمّد بن عثمان ـ وهو ابن شمعون المعدّل ـ حدّثنا محمّد بن أحمد البزّار ، حدّثنا الزبير بن بكّار ، حدّثنا محمّد بن يحيى بن ثوبان ، قال : أخبرنا عبد العزيز بن محمّد الدراورديّ عن محمّد بن عبد الله بن حرام ، عن عبد الرحمن بن جابر ، عن أبيه ، قال : كان الحسن بن عليّ عليهما‌السلام بطّأ لسانه فصلّى خلف النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : الله أكبر ، فقال الحسين بن علي : الله أكبر! فسرّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقال رسول الله : الله أكبر ، فقال الحسين : الله أكبر ، حتّى كبّر سبعا فسكت الحسين ، فقرأ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثمّ قام في الثانية فقال : الله أكبر! فقال الحسن : الله أكبر ، حتّى كبّر خمسا ، فسكت الحسين ، فقرأ رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ فأصل التكبير في العيدين ذلك (١).

قوله تعالى : فتلقى آدم من ربه كلمات ...

٨٩ ـ أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد الوهّاب إجازة ، أخبرنا أبو أحمد عمر بن عبيد الله بن شوذب ، حدّثنا محمّد بن عثمان قال : حدّثني محمّد بن سليمان بن الحارث ، حدّثنا محمّد بن عليّ بن خلف العطّار ، حدّثنا حسين الأشقر ، حدّثنا عمرو بن أبي المقدام ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، عن

__________________

ـ فجاء رجل من أهل الكوفة فقال : أنا أعلم الناس بهذا. كنت أروض مهرة لفلان وأضع على ظهرها جوالق أقبل بها وأدبر ، إذ نفرت المهرة فناداني ـ يعني صاحب المهرة ـ يا غلام انظر فإن المهرة قد نفرت ، فقلت : إني لأرى خيالا كأنه غراب أو شاة ، إذ أشرف هذا علينا فقال : من الرجل؟ فقال : رجل من أهل اليمامة. قال : وما جاء بك شعثا شاحبا؟ قال : جئت أعبد الله في مصلى الكوفة ، فأخذ بيده ما لنا رابع ، إلا الله حتى انطلق به إلى البيت ... فكان يعبد الله فيه ـ يعني مصلى الكوفة ـ ويدعو الناس حتى اجتمع الناس إليه ، فقال علي : أما أن خليل صلى‌الله‌عليه‌وآله أخبرني أنهم ثلاثة أخوة من الجن هذا أكبرهم الحديث.

(١) رواه العلامة عبد الله الشافعي في كتابه المناقب ٢١٥ على ما في ذيل الإحقاق ١١ / ٢٩٢ ، وإنما أخرجه من كتاب المناقب هذا الذي بين يديك ، وحديث التكبير سبعا وخمسا أخرجه المتقي الهندي في منتخب الكنز ٣ / ٣٥٢ قال : رواه أبو داود عن ابن عمر ، وأخرجه الهيتمي في مجمع الزوائد ٢ / ٢٠٤ قال : وعن أبي واقد الليثي وعائشة : أن رسول الله صلى بالناس يوم الفطر والأضحى فكبر في الركعة الأولى سبعا وقرأ (ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ) وفي الثانية خمسا وقرأ (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ ...).

١٠٤

عبد الله بن عباس ، قال : سئل النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله عن الكلمات التي تلقّى آدم من ربّه فتاب عليه، قال : سأله «بحقّ محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين إلّا تبت عليّ» فتاب عليه (١).

قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنا حرب لمن حاربكم

٩٠ ـ أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد الوهّاب إجازة : أنّ أبا أحمد عمر بن عبيد الله بن شوذب أخبرهم ؛ حدّثنا الحسين بن إسحاق البرذعيّ ، حدّثنا زكريا بن يحيى ، حدّثنا فضيل بن عبد الوهّاب ، حدّثنا تليد بن سليمان ، قال : حدّثنا أبو الجحّاف عن أبي حازم ، عن أبي هريرة ، قال : أبصر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله عليّا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال : أنا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم (٢).

قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : تحشر ابنتي فاطمة ...

٩١ ـ أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن غسّان البصريّ إجازة : أنّ أبا عليّ الحسين بن عليّ بن أحمد بن محمّد بن أبي زيد حدّثهم قال : حدّثنا أبو القاسم عبد الله أبي أحمد بن عامر الطائيّ ، حدّثنا أبي ، حدّثنا أحمد بن عامر ، حدّثنا عليّ بن موسى الرّضا ، قال : حدّثني أبي موسى بن جعفر قال : حدّثني أبي جعفر بن محمّد قال : حدّثني أبي محمّد بن عليّ قال : حدّثني أبي عليّ بن الحسين قال : حدّثني أبي الحسين بن عليّ قال : حدّثني أبي عليّ بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : تحشر ابنتي فاطمة ومعها ثياب مصبوغة بدم ، فتعلّق بقائمة من قوائم العرش وتقول : يا عدل يا جبّار! احكم بيني وبين قاتل ولدي! قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : فيحكم لابنتي ورب الكعبة (٣).

__________________

(١) أخرج العلامة القندوزي هذا الحديث بعينه في ينابيع المودة ٩٧ عن مناقب ابن المغازلي ، وهكذا أخرجه عن ابن المغازلي : كتابه هذا الذي بين يديك تفسير اللوامع ١ / ٢١٩ ، وأخرجه العلامة السيوطي في الدر المنثور ١ / ٦٠ وقال : أخرجه ابن النجار.

(٢) أخرجه بهذا السند واللفظ الإمام أحمد بن حنبل في مسنده ٢ / ٤٤٢ ، والحاكم ابن البيع في مستدركه على الصحيحين ٣ / ١٤٩ ، والخطيب البغدادي في تاريخه ٧ / ١٣٦ ، والحافظ الكنجي في كفاية الطالب ٣٣١ وصححه ، وابن كثير الدمشقي في البداية والنهاية ٨ / ٢٠٥.

(٣) أخرجه الخطيب الخوارزمي في مقتل الحسين ٥٢ بهذا السند واللفظ ، وهكذا العلامة القندوزي في ينابيع المودة ٢٦٠ ، وأخرجه من طريق ابن المغازلي ـ مؤلفنا هذا ـ عبد الله الشافعي ـ

١٠٥

قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنما سميت ابنتي فاطمة ...

٩٢ ـ وبإسناده قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّما سمّيت ابنتي فاطمة لأنّ الله ـ عزوجل ـ فطمها وفطم من أحبّها من النّار» (١).

قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا علي إنك سيد المسلمين :

٩٣ ـ وبإسناده قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يا عليّ إنّك سيّد المسلمين ، وإمام المتّقين ، وقائد الغرّ المحجّلين ، ويعسوب المؤمنين».

قال أبو القاسم الطائيّ : سألت أحمد بن يحيى : ثعلب عن اليعسوب فقال : هو الذكر من النحل الّذي يقدمها (٢).

قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الويل لظالمي أهل بيتي ...

٩٤ ـ وبإسناده قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الويل لظالمي أهل بيتي عذابهم مع المنافقين في الدّرك الأسفل من النار.

قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : قاتل الحسين في تابوت من نار :

٩٥ ـ وبإسناده قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ قاتل الحسين في تابوت من نار ، عليه نصف عذاب أهل النار ، وقد شدّ يداه ورجلاه بسلاسل من نار ، منكّس في النّار ، حتّى يقع في قعر جهنّم ، وله ريح يتعوّذ أهل النّار إلى ربّهم ـ عزوجل ـ من شدّة ريح نتنه ، وفيها خالد ذائق العذاب الأليم ، لا

__________________

ـ الواسطي على ما في مناقبه المخطوط ص ٢١٥ : المحفوظ في مكتبة العلامة المرعشي.

(١) أخرجه سوى من تقدم ذكرهم العلامة المحب الطبري في ذخائر العقبي ٢٦ وقال : أخرجه الحافظ الدمشقي ، وقد رواه الإمام علي بن موسى الرضا في مسنده ، وأخرج العلامة الخطيب في تاريخه ١٣ / ٣٣١ بالإسناد إلى ابن عباس مثل الحديث ، وأخرجه المحب الطبري في الذخائر وقال : أخرجه النسائي.

(٢) هذا حديث متواتر أخرجه الحفاظ الاثبات بطرق مختلفة منهم الحاكم ابن البيع في مستدركه ٣ / ١٣٧ وأبو نعيم في أخبار اصبهان ٢ / ٢٢٩ عن عبد الله بن عكيم وفي حلية الاولياء ١ / ٦٣ عن أنس وابن الأثير الجزري في اسد الغابة ١ / ٦٩ كما سيأتي بسند آخر.

١٠٦

يفترّ عنهم ساعة ويسقى من حميم ، الويل لهم من عذاب الله ـ عزوجل ـ (١).

قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا كان يوم القيامة نوديت من بطنان العرش ...

٩٦ ـ وبإسناده قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إذا كان يوم القيامة نوديت من بطنان العرش : يا محمّد نعم الأب أبوك إبراهيم ، ونعم الأخ أخوك عليّ» (٢).

قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، لعلي : أنت قسيم النار :

٩٧ ـ وبإسناده عن عليّ عليه‌السلام أنّه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّك قسيم النّار ، وإنّك تقرع باب الجنّة وتدخلها بغير حساب» (٣).

__________________

(١) أخرجه الخطيب الخوارزمي في مقتل الحسين ٢ / ٨٣ ، والقندوزي في ينابيع المودة ٢٦١ ، والحضرمي في رشفة الصادي ٦٠ نقلا عن روض الأخبار والشبلنجي في نور الأبصار ١٣٧ ، والعلامة السخاوي في المقاصد الحسنة ٣٠٢ ، وابن الصبان في إسعاف الراغبين ١٨٦.

(٢) مر تحت الرقم ٦٥.

(٣) أخرجه بهذا السند واللفظ الخطيب الخوارزمي في المناقب ٢٣٦ ، والعلامة الحمويني في فرائد السمطين ، وأصل الحديث متواتر قطعي أخرجه الحفاظ الأثبات راجع البداية والنهاية ٧ / ٣٥٥ ، لسان الميزان ٣ / ٢٤٧ و ٦ / ١١٣ ، ميزان الاعتدال ٤ / ٢٠٨ و ٢ / ٣٧٧ ، وقد أشار إليه كل من ألف في غريب الحديث كالزمخشري في الفائق ، وأبو عبيد في الغريبين ، وابن الأثير في النهاية وغيرهم ، وفي طبقات الحنابلة ١ / ٣٢٠ تأليف القاضي ابن أبي يعلى الحنفي ما لفظه : سمعت محمّد بن منصور يقول : كنا عند أحمد بن حنبل فقال له رجل : يا أبا عبد الله! ما تقول في هذا الحديث الذي يروى أن عليا قال : أنا قسيم النار : فقال : وما تنكرون من ذا؟ أليس روينا أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لعلي : «لا يحبك إلّا مؤمن ولا يبغضك إلّا منافق»؟ قلنا : بلى ، قال : فأين المؤمن؟ قلنا : في الجنة ، قال : وأين المنافق؟ قلنا : في النار ، قال : فعلي قسيم النار. انتهى.

وفي اللسان : في حديث علي عليه‌السلام : أنا قسيم النار ، قال القتيبي : أراد أن الناس فريقان : فريق معي وهم على هدى ، وفريق عليّ وهم على ضلال كالخوارج ، فأنا قسيم النار نصف في الجنة معي ونصف عليّ في النار ، وقسيم : فعيل في معنى مقاسم ، قيل : أراد بهم الخوارج وقيل : كل من قاتله.

أقول : لفظ الحديث في سائر المعاجم : أنا قسيم النار. أقول للنار هذا لك فخذيه وهذا لي فذريه ، وهذا هو المناسب لمعنى مقاسم ، كما رواه الأعمش عن موسى بن طريف ، عن عباية عن علي عليه‌السلام ، وقد كان يرويه الأعمش ، ولما أنكروا عليه وعابوا بأن رواية هذا الحديث يقوي الرافضة والزيدية والشيعة ، أمسك عن روايته ، راجع لسان الميزان ٣ / ٢٤٧.

١٠٧

قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن موسى سأل ربه عزوجل ...

٩٨ ـ وبإسناده قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ موسى بن عمران سأل ربّه ـ عزوجل ـ فقال : يا ربّ إنّ أخي هارون قد مات فاغفر له! فأوحى الله ـ عزوجل ـ إليه : يا موسى! لو سألتني في الأوّلين والآخرين لأجبتك ، ما خلا قاتل الحسين بن عليّ ، فإنّي أنتقم له من قاتله (١).

قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، من قاتلك في آخر الزمان ...

٩٩ ـ وبإسناده قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من قاتلك في آخر الزمان فكأنّما قاتل مع الدّجّال.

قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : مثل علي في هذه الأمة ...

١٠٠ ـ أخبرنا أبو القاسم واصل بن حمزة البخاريّ ـ قدم علينا واسطا ـ أخبرنا عبد الحميد بن محمّد بن داوود قال : حدّثنا أبو القاسم الحسين بن محمّد بن إسماعيل بن أبي عابد القاضي ، حدّثنا أبو الحسين زيد بن محمّد بن جعفر بن المبارك ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن نصر ، حدّثنا أحمد بن عبيد ، حدّثنا إسحاق بن بشر ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن سماك ، عن النعمان بن بشير ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنّما مثل عليّ في هذه الأمّة مثل قل هو الله أحد في القرآن (٢).

__________________

(١) أخرجه العلامة الخوارزمي في مقتل الحسين ٢ / ٨٥ ط الغري ، والعلامة السيوطي في ذيل اللآلي ٧٦ بالإسناد عن طلحة وقال : أخرجه ابن النجار قال : وأخرجه الديلمي عن أبي نعيم بالإسناد عن أبي الصلت عن الرضا عليه‌السلام.

(٢) أخرجه القندوزي في ينابيع المودة ١٢٥ ، وأخرجه من طريق مؤلفنا ابن المغازلي : الشافعي الواسطي في مناقبه كسائر الموارد ، واللفظ في حديث ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا علي ما مثلك في الناس إلّا كمثل سورة قل هو الله أحد في القرآن ، من قرأها مرة فكأنما قرأ ثلث القرآن ، ومن قرأها مرتين فكأنما قرأ ثلثي القرآن ، ومن قرأها ثلاث مرات فكأنما قرأ القرآن كله ، وكذا أنت يا علي! من أحبك بقلبه فقد أخذ ثلث الإيمان ، ومن أحبك بقلبه ولسانه فقد أخذ ثلثي الإيمان ، ومن أحبك بقلبه ولسانه ويده فقد جمع الإيمان كله ، والذي بعثني بالحق نبيا لو أحبك أهل الأرض كما يحبك أهل السماء لما عذب الله أحدا منهم بالنار. راجع ينابيع المودة ١٢٥.

١٠٨

قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لولاك ...

١٠١ ـ أخبرنا ابراهيم بن غسّان البصريّ إجازة : أنّ أبا عليّ الحسين بن أحمد حدّثهم قال : حدّثنا عبد الله بن أحمد بن عامر الطائيّ ، حدّثنا أبي أحمد ابن عامر ، حدّثنا عليّ بن موسى الرّضا قال : حدّثني أبي موسى بن جعفر قال : حدّثني أبي جعفر بن محمّد قال : حدّثني أبي محمّد بن عليّ قال : حدّثني أبي عليّ بن الحسين قال : حدّثني أبي الحسين بن عليّ قال : حدّثني أبي عليّ بن أبي طالب عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لولاك ما عرف المؤمنون من بعدي (١).

١٠٢ ـ أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد الوهّاب بن طاوان ، أخبرنا القاضي أبو الفرج أحمد بن عليّ بن جعفر بن محمّد بن المعلّى الخيوطيّ ، حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن الحسين بن سعيد الزعفرانيّ ، حدّثنا أحمد بن أبي خيثمة ، أخبرنا مصعب قال : حجّ الحسين خمسة وعشرين حجّة ماشيا (٢).

١٠٣ ـ أخبرنا محمّد بن أحمد بن سهل النحويّ إجازة : أنّ أبا القاسم عليّ بن طلحة النحويّ أخبرهم قال : حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن الفضل ابن الجرّاح ، حدّثنا محمّد بن القاسم ، قال : حدّثني أبي ، حدّثنا أحمد بن عبيد ، أخبرنا الواقديّ ، حدّثنا ابن أبي سبرة عن ثور بن يزيد ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس ، أنّ رجلا قال له : أكان عليّ بن أبي طالب يباشر القتال بنفسه؟ قال : إي والله! ما رأيت رجلا أطرح لنفسه في متلف من عليّ ، فلربّما رأيته يخرج حاسرا بيده السيف إلى الرّجل الدراع فيقتله (٣).

١٠٤ ـ قال : وحدّثنا محمّد بن القاسم حدّثنا أحمد بن الهيثم ، حدّثنا أبو غسّان مالك بن إسماعيل ، حدّثنا الحكم بن عبد الملك عن الحارث بن

__________________

(١) أخرجه من طريق ابن المغازلي في أرجح المطالب ٥٤٤.

(٢) أخرجه ابن الأثير الجزري في أسد الغابة ٢ / ٢٠ ، وابن الجوزي في صفة الصفوة ١ / ٣٢١ ، وابن عبد ربه الأندلسي في العقد ٢ / ٢٢٠ ، والهيتمي في مجمع الزوائد ٩ / ٢٠١ وقال : رواه الطبراني ، وأخرجه الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء ٣ / ١٩٢.

(٣) أخرجه المحب الطبري بهذا اللفظ في الرياض النضرة ٢ / ٢٢٥ ، ذخائر العقبى ٩٨ وحديث شجاعته مشهور الآفاق.

١٠٩

حصيرة ، عن أبي صادق ، عن ربيعة بن ناجد ، عن عليّ عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يا عليّ إنّ الله جعل فيك مثلا من عيسى ابن مريم عليه‌السلام : أبغضته اليهود حتّى بهتوا أمّه ، وأحبّته النصارى حتّى ادّعوا فيه ما ليس له بحقّ ، ألا إنّه يهلك في محبّتي مطر يصفني بما ليس فيّ ، ومبغض مفتر يحمله شنآنه لي على أن يبهتني ، ألا وإنّي لست بنبيّ ولا يوحى إليّ ، ولكنّي أعمل بكتاب الله ما استطعت ، فما أمرتكم من طاعة الله ـ عزوجل ـ فواجب عليكم وعلى غيركم طاعتي فيه ، وما أمرتكم أو أمركم غيري من معصية الله ، فإنّه لا طاعة لأحد في معصية الله ، إنّما الطّاعة في المعروف (١).

١٠٥ ـ وبإسناده قال : وحدّثنا محمّد بن القاسم ، حدّثنا الحسين بن علوان بن محمّد القطان ، حدّثنا عليّ بن سيابة ، حدّثنا يحيى بن زكريّا الأنصاريّ عن عمر بن يغلى ، عن أبي عبد الرحمن السّلميّ ، قال : والله ما رأيت قرشيّا أقرأ لكتاب الله من عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام (٢).

١٠٦ ـ وبإسناده قال : حدّثنا محمّد بن القاسم ، حدّثنا أبي ، حدّثني أبو عبد الله اليماميّ الضرير ، حدّثنا عبيد الله بن عائشة قال : حدّثني أبي قال : كان المشركون إذا بصروا بعليّ في الحرب عهد بعضهم إلى بعض (٣).

١٠٧ ـ قال : وحدّثنا محمّد بن القاسم قال : حدّثني أبي عن العبّاس بن ميمون ، عن ابن عائشة ، عن أبيه ، عن عوف عن الحسن ـ والألفاظ مختلفة والمعاني متقاربة ـ أنّ رجلا قال له : إنّ إخوتك الشيعة ينسبونك إلى تنقص عليّ

__________________

(١) حديث متواتر أخرجه الحفاظ الأثبات ، رواه بعين السند واللفظ الإمام أحمد بن حنبل في مسنده ١ / ١٦٠ ، والحاكم ابن البيع في مستدركه ٣ / ١٢٣ ، والحافظ الكنجي في كفاية الطالب ١٩٦ في ط و ٣٣٩ في ط ، والمحب الطبري في ذخائر العقبى ٩٢ ، الرياض النضرة ٢ / ٢١٧ ، وابن كثير في البداية والنهاية ٧ / ٣٥٥ والخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح ٥٦٥ إلى غير ذلك مما تجده في ذيل احقاق الحق ٧ / ٢٨٤.

(٢) راجع الاستيعاب ٢ / ٣٣٤ ، طبقات القراء لابن الجوزي ١٠ / ٥٤٦.

(٣) قال الراغب في محاضرات الأدباء ٣ / ١٣٨ : قيل : كانت قريش إذا رأت أمير المؤمنين في كتيبة تواصت خوفا منه ، ونظر إليه رجل وقد شق العسكر فقال : قد علمت أن ملك الموت في الجانب الذي فيه علي ، وقال الأبشهي في المستطرف ١ / ١٩٩ وقال بعض العرب : ما لقينا كتيبة فيها علي بن أبي طالب إلّا أوصى بعضنا إلى بعض.

١١٠

ويقولون : قال : لو كان عليّ بالمدينة يأكل حشفها كان خيرا له ممّا صنع؟ فبكى الحسن وقال : وأنا أقول هذا؟ أمّا والله لقد فارقكم بالأمس رجل كان سهما صائبا من مرامي الله ـ عزوجل ـ ربّانيّ هذه الأمّة بعد نبيّها صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وصاحب شرفها وفضلها وذا القرابة القريبة من رسول الله ، غير سئوم لأمر الله ، ولا سروقة لمال الله ، أعطى القرآن عزائمه فيما عليه وله ، فأورده رياضا مونقة ، وحدائق معذقة ، ذاك عليّ بن أبي طالب يا لكع (١).

١٠٨ ـ وبإسناده قال : حدّثنا أبي ، حدّثنا أبو عبد الله اليماميّ الضرير ، حدّثنا عبيد الله بن عائشة قال : حدّثني أبي قال : كان عليّ بن أبي طالب مبثّة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وموضع أسراره.

١٠٩ ـ وقال : حدّثنا محمّد بن القاسم ، حدّثنا محمّد بن الحسين ، حدّثنا جندل بن والق الثعلبيّ ، حدّثنا عمر بن طلحة عن أسباط بن نصر ، عن السّدّي قال : كنت غلاما بالمدينة ألعب عند أحجار الزّيت فجاء راكب على بعير فجعل يسبّ عليّا وجعل النّاس يجتمعون حوله ، فأقبل سعد بن أبي وقّاص فرفع يديه وقال : اللهمّ إن كان يذكر عبدا صالحا فأر النّاس به خزيا. فنفر به بعيره فاندقّت عنقه ، أبعده الله وأسحقه (٢).

١١٠ ـ قال : وحدّثنا محمّد بن القاسم ، حدّثنا أحمد بن إسحاق الورّاق ، حدّثنا عثمان بن أبي شيبة ، حدّثنا وكيع عن أبي ليلى ، وعن الحكم ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي ليلى ، أنّه كان يسير مع عليّ عليه‌السلام فيراه يلبس لباس الشتاء في الصيف ، ولباس الصيف في الشتاء فسألته عن ذلك فقال : طلبني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم خيبر فجئت وأنا أرمد فبصق في

__________________

(١) أخرجه العلامة اللغوي الأديب أبو علي القالي في ذيل الأمالي ١٧٠ عن محمّد بن القاسم الأنباري بهذا السند واللفظ ، ورواه مرسلا الحافظ ابن عبد البر في الاستيعاب ٢ / ٤٦٤ ، والمحب الطبري في ذخائر العقبى ٧٩ ، والجاحظ في البيان والتبيين ٢ / ١٢١ وابن عبد ربه في العقد الفريد ٢ / ١٩٤.

(٢) أخرجه العلامة ابن أبي الحديد في شرحه على النهج بالإسناد عن العباد وهو عمر بن طلحة ج ٣ / ٢٥٥ ، والعلامة الحمويني في فرائد السمطين (مخطوط) ، والزرندي الحنفي في نظم درر السمطين ١٠٦ ، ورواه مرسلا ملخصا أحمد زيني دحلان في السيرة النبوية ٣ / ١٨٢ هامش السيرة الحلبية.

١١١

عيني فبرأت ، وقال : اللهمّ قه الحرّ والبرد ، فما وجدت بعد ذلك حرّا ولا بردا (١).

١١١ ـ أخبرنا أبو بكر أحمد بن طاوان إجازة أنّ أبا أحمد عمر بن عبد الله بن شوذب حدّثهم قال : حدّثنا محمّد بن يونس بن الحسين قال : حدّثنا محمّد بن حنان المازنيّ، حدّثنا عبيد الله بن عائشة ، حدّثنا عمر بن عبد الملك قال : سمعت أبا هارون العبديّ يقول : حدّثنا أبو سعيد قال : كنّا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فأعطى رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ النّاس ولم يعط عليا ، قال : فرئي ذلك في وجهه ، فأخذ بضبعه ـ أو بضبعيه ـ قال : ثمّ قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : أمّا ترضى أن تعطى إذا أعطيت ، وتكسى إذا كسيت (٢).

١١٢ ـ أخبرنا أحمد بن محمّد إجازة : أنّ أبا أحمد عمر بن عبد الله بن شوذب حدّثهم قال : حدّثنا محمّد بن عبد الملك ، حدّثنا أبو معمر صاحب عبد الوارث ، حدّثنا عبد الوارث عن أيّوب عن عكرمة ، عن ابن عبّاس : أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عقّ عن الحسن كبشا وعن الحسين كبشا (٣).

١١٣ ـ أخبرنا أحمد بن محمّد إجازة : أنّ أبا أحمد عمر بن عبد الله بن شوذب حدّثهم قال : حدّثنا محمّد بن عثمان ، حدّثنا أبو شعيب عبد الله بن

__________________

(١) أخرجه النسائي في الخصائص ٣٨ بوجه أبسط ، ورواه المحب الطبري في ذخائر العقبى ٧٤ الرياض النضرة ٢ / ١٨٩ مرسلا وقال : أخرجه الإمام ابن حنبل في مسنده. وأخرج أصله البيهقي في دلائل النبوة ٢ / ١٦٦ ، وأبو نعيم في الحلية ٤ / ٣٥٦ ، والحاكم في مستدركه ٣ / ٣٨ في حديث خيبر ، والهيتمي في مجمع الزوائد ٩ / ١٢٢ وقال : رواه الطبراني في الأوسط ، ورواه بهذا السند واللفظ الحافظ الكنجي في الكفاية ٢٧١ وقال : رواه أحمد في المسند ، وأخرجه النسائي وحكم بصحته ، وأخرجه ابن عساكر في ترجمته بطرق شتى.

(٢) أخرجه بهذا السند واللفظ المحب الطبري في الرياض النضرة ٢ / ٢٠١ قال : أخرجه المخلص الذهبي ، وتراه في أرجح المطالب ٦٦٥.

(٣) حديث متواتر أخرجه الحفاظ الأثبات أخرجه من طريق معمر الحافظ البيهقي في سننه ٩ / ٢٩٩ ، والحافظ أبو نعيم الأصبهاني في أخبار أصبهان ٢ / ١٥١ ، والحافظ الطبراني في المعجم الكبير مخطوط.

ترى الحديث من غير هذا الطريق برواية عائشة في مستدرك الحاكم ٤ / ٢٣٧ ، سنن البيهقي ٩ / ٣٠٢ و ٢٩٩.

١١٢

الحسن قال : أخبرنا عبد الله بن عمر ، عن القاسم بن حفص العمريّ قال : حدّثنا عبد الله بن دينار عن ابن عمر : أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله أذّن في أذن الحسن والحسين حين ولدا (١).

١١٤ ـ أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أحمد بن موسى الغندجانيّ حدّثنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن موسى بن الصلت المالكيّ ، حدّثنا أبو بكر محمّد ابن القاسم بن بشّار الأنباريّ النحويّ ، حدّثنا أحمد بن الهيثم ، حدّثنا مسلم بن إبراهيم ، حدّثنا الربيع بن مسلم ، عن محمّد بن زياد ، عن أبي هريرة : أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله أتي بتمر من تمر الصدقة ، ومعه الحسن بن عليّ عليهما‌السلام ، فقسم التمر فتناول الحسن تمرة فأدخلها فاه ، ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لا يراه ، فلمّا نظر إليه قال له : كخ كخ! وأخرجها من فيه ، وقال : إنّ السيّد لا يأكل الصدقة (٢).

وفاة فاطمة أم عليّ عليه‌السلام وعليها :

١١٥ ـ أخبرنا محمّد بن أحمد بن سهل النحويّ أخبرنا أبو القاسم عليّ ابن طلحة بن كردان النحويّ ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن الجرّاح وقال حدّثنا محمّد بن القاسم ، حدّثنا أحمد بن الهيثم ، حدّثنا الحسن بن بشر قال : حدّثنا سعدان بن الوليد ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن ابن عبّاس قال : لمّا ماتت فاطمة بنت أسد أمّ عليّ عليه‌السلام خلع رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ قميصه فأمر أن تلبسه ، فألبسته ، ودخل معها اللّحد ، فاضطجع ، فسئل فقيل له: يا رسول الله لقد صنعت بهذه ما لم تصنع بغيرها؟ قال : إنّي ألبستها قميصي

__________________

(١) أخرجه الهيتمي في مجمع الزوائد ٤ / ٥٩ عن الطبراني في المعجم الكبير ، تراه في مخطوطته ١٣٠ المحفوظة بجامعة طهران ، وأما أذانه صلى‌الله‌عليه‌وآله في أذن الحسن فقد رواه أحمد في مسنده ٦ / ٩ ، والحافظ الطبراني في المعجم الكبير ٥١ ، وأخرجه العلامة الشيباني في تيسير الوصول ١ / ٢٧ ، والخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح ٢ / ٤٤٠ وقال : رواه الترمذي وأبو داود عن أبي رافع ، وهكذا أخرجه المحب الطبري في ذخائر العقبى ١٢٠ وتراه أيضا في تاريخ الخميس ١ / ٤١٩.

(٢) أخرجه الإمام ابن حنبل في مسنده ٢ / ٣٤٨ ، وأخرجه بهذا السند واللفظ في ٢ / ٤٠٨ و ٤٤٤ و ٤٧٦ وفيه : أما شعرت أنّا أهل بيت لا نأكل الصدقة ورواه من أصحاب الصحاح الحافظ البخاري في كتاب الزكاة بالرقم ٦٠ ، والجهاد بالرقم ١٨٨ ، وأبو داود في سننه كتاب الزكاة بالرقم ١٦.

١١٣

لتكسى من حلل الجنّة ، واضطجعت في لحدها لتخفّف عنها ضغطة القبر ، فإنّها كانت أحسن النّاس إليّ صنعا بعد أبي طالب (١).

١١٦ ـ أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد الوهّاب إجازة أنّ أبا أحمد عمر بن عبد الله بن شوذب حدّثهم قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا عبيد بن مهدي الماورديّ ، حدّثنا يزيد بن هارون ، حدّثنا حمّاد يعني بن سلمة عن عمّار بن أبي عمّار ، عن ابن عبّاس قال : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأنا قائل ، فرأيته أشعث أغبر بيده قارورة فيها دم ، فقلت له : بأبي أنت يا رسول الله! ما هذا؟ قال : هذا دم الحسين وأصحابه لم أزل ألتقطه منذ اليوم ، فأحصينا ذلك اليوم فوجدناه قتل ذلك اليوم (٢).

١١٧ ـ وقال : أخبرنا عمر بن عبد الله بن شوذب حدّثنا أحمد بن عيسى ابن القاسم قال : حدّثنا إبراهيم بن عبد السّلام ، حدّثنا حجّاج ، حدّثنا حمّاد عن أبان ، عن شهر بن حوشب ، عن أمّ سلمة قالت : كان جبريل عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والحسين معي ، فبكى فتركته فدنا من رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فقمت فأخذته فبكى فتركته ، فدخل إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال جبريل : أتحبّه يا محمّد؟ قال : نعم ، قال : إنّ أمّتك ستقتله ، وإن شئت أريتك من تربة الأرض الّتي يقتل بها؟ وبسط جناحه إلى الأرض الّتي يقتل بها فأرانا إيّاه ، فإذا الأرض يقال لها كربلا (٣).

__________________

(١) أخرجه ابن الأثير الجزري في أسد الغابة ٥ / ٥١٧ وقال : أخرجه الثلاثة. ورواه المتقي الهندي في منتخب الكنز ٥ / ٢٧٩ وقال : أخرجه الديلمي وأبو نعيم في المعرفة ، والشيرازي في الألقاب بالإسناد عن ابن عباس وروي مثل ذلك عن ابن عساكر بالإسناد عن علي عليه‌السلام ، وأخرجه الهيتمي في مجمع الزوائد ٩ / ٣٥٧ وقال : رواه الطبراني في المعجم الكبير.

(٢) أخرجه الحافظ العسقلاني في تهذيب التهذيب ٢ / ٣٥٣ ، وابن الأثير الجزري في أسد الغابة ٢ / ٢٢ ، الامام أحمد بن حنبل في مسنده ١ / ٢٨٣ و ٢٤٢ ، والخطيب في تاريخه ١ / ١٤٢ ، والحاكم في مستدركه ٤ / ٤٩٧ ، وابن كثير في البداية والنهاية ١ / ١٤٣ ، والعلامة الكنجي في كفاية الطالب ٢١٠ ، الى غير ذلك من المعاجم التي تراها في ذيل الإحقاق ١١ / ٣٦٦.

(٣) حديث متواتر مثبت في المعاجم الحديثية بطرق مختلفة ، وقد أخرجه الحافظ الذهبي بهذا الاسناد في ميزان الاعتدال ـ ترجمة أبان بن أبي عياش ١ / ٨ في ط و ١٣ في ط ، وأخرجه عبد الله الشافعي في مناقبه ٢١٤ مخطوط عن ابن المغازلي ، راجع سائر الطرق في مستدرك الحاكم ٤ / ١٩ و ٣٩٨ ، سير أعلام النبلاء ٣ / ١٩٤ ، كنز العمال ١٣ / ١١١ ، الخصائص الكبرى ـ

١١٤

١١٨ ـ أخبرنا أحمد بن محمّد إجازة ، أخبرنا عمر بن عبد الله بن شوذب ، حدّثنا أبي ، حدّثنا إبراهيم بن عبد السّلام ، حدّثنا عثمان بن [أبي شيبة عن] إسماعيل ، عن أبيه مجالد بن سعيد ، [عن عامر بن سعد] البجليّ ، قال : لما قتل الحسين بن عليّ رأيت النبيّ ـ صلّى الله عليه ـ في المنام فقال : ائت البراء بن عازب فأقرئه منّي السّلام وأخبره أنّ قتلة الحسين في النّار ، وأن كاد الله ـ عزوجل ـ أن يسحت الناس بعذاب عظيم قال : فأتيت البراء فذكرت ذلك له ، فقال : صدق رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال رسول الله ـ صلّى الله عليه ـ : من رآني في المنام فقد رآني (١).

١١٩ ـ وأخبرنا عمر بن عبد الله بن شوذب حدّثنا أبي ، حدّثنا محمّد بن الحسن بن زياد ، حدّثنا الحسين بن إدريس الأنصاريّ ، حدّثنا عثمان بن محمّد ، حدّثنا جرير قال : رأيت النبيّ ـ صلّى الله عليه ـ في المنام آخذا بيدي وأنا أمشي معه في زقاق ، قال : قلت : يا رسول الله هل أوصيت أمّتك بأهل بيتك؟ قال : أوصيت أمّتي بأهل بيتي ، وأوصيت أهل بيتي بأمّتي.

قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنا مدينة العلم وعلي بابها ...

١٢٠ ـ أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفّر بن أحمد العطّار الفقيه الشّافعيّ ـ رحمه‌الله ـ بقراءتي عليه فأقرّ به سنة أربع وثلاثين وأربعمائة قلت له : أخبركم أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن عثمان المزنيّ الملقّب بابن السقّاء الحافظ الواسطيّ ـ رحمه‌الله ـ حدّثنا عمر بن الحسن الصيرفيّ ـ رحمه‌الله ـ حدّثنا أحمد بن عبد الله بن يزيد ، حدّثنا عبد الرزّاق ، قال : حدّثنا سفيان الثوريّ عن عبد الله بن عثمان ، عن عبد الرّحمن بن بهمان ، عن جابر بن عبد الله ، قال : أخذ النبيّ ـ صلّى الله عليه ـ بعضد عليّ فقال : هذا أمير البررة وقاتل الكفرة ، منصور من نصره ، مخذول من خذله : ثمّ مدّ بها صوته فقال : أنا

__________________

ـ ٢ / ١٢٥ ، العقد الفريد ٢ / ٢١٩ ، ذخائر العقبى ١٤٧ ، تهذيب التهذيب ٢ / ٣٤٦ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٨٩ ، سنن الترمذي ١٣ / ١٩٣.

(١) أخرجه العلامة القندوزي في ينابيع المودة ٣٣٠ عن عامر بن سعد البجلي ، وتراه في مصائب الإنسان ١٣٤ ط القاهرة.

١١٥

مدينة العلم وعليّ بابها فمن أراد العلم فليأت الباب (١).

١٢١ ـ أخبرنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن عثمان بن الفرج ـ رحمه‌الله ـ أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان البزّاز إذنا ، حدّثنا محمّد بن حميد اللّخميّ ، أخبرنا أبو جعفر محمّد بن عمّار بن عطيّة ، حدّثنا عبد السّلام بن صالح الهرويّ ، حدّثنا أبو معاوية عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عبّاس ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ : أنا مدينة العلم وعليّ بابها ، فمن أراد العلم فليأت الباب (٢).

١٢٢ ـ أخبرنا محمّد بن أحمد بن عثمان ، أخبرنا أبو الحسين محمّد بن المظفّر بن موسى بن عيسى الحافظ البغداديّ ، حدّثنا الباغنديّ محمّد بن محمّد بن سليمان ، حدّثنا محمّد بن مصفّى ، حدّثنا حفص بن عمر العدنيّ ، حدّثنا عليّ بن عمر ، عن أبيه ، عن جرير (٣) ، عن عليّ عليه‌السلام قال : قال

__________________

(١) رواه بهذا السند واللفظ الحافظ الكنجي في كفاية الطالب الباب ٥٨ ص ٢٢١ وقال : هكذا رواه ابن عساكر في تاريخه وذكر طرقه عن مشايخه ، وأخرجه العلامة الخطيب في تاريخه ٢ / ٣٧٧ وفيهما أن ذلك القول كان يوم الحديبية.

وأخرجه الحاكم بهذا السند في مستدركه على الصحيحين ٣ / ١٢٧ مقتصرا على ذيله ، وفي ص ١٢٩ مقتصرا على صدره ، وقد أخرجه شاهدا للحديث الآتي بالرقم ١٢٤ وفيه (عبد الرحمن بن عثمان التيمي) بدل [عبد الرحمن بن بهمان] وأظنه تصحيفا من الطابع راجع تهذيب التهذيب ٦ / ١٤٩ و ٢٢٧ ـ ٥ / ٣١٤ تحرير المشتبه ١٠٧.

وهذا الحديث مما أخرجه العلامة عبد الله الشافعي في مناقبه نقلا عن ابن المغازلي من كتابه هذا على ما ذكره العلامة المرعشي ـ دامت بركاته ـ في ذيل الإحقاق ٥ / ٤٩٩. كما أن القندوزي أخرجه من مناقب ابن المغازلي في ص ٧٢ من كتابه ينابيع المودة.

(٢) أخرجه الحافظ البغدادي في تاريخه ١١ / ٤٨ ـ ٥٠ مرات ، ونقل عن الأنباري أنه قال : سألت ابن معين عن هذا الحديث فقال : هو صحيح ، ثم قال الخطيب : أراد أنه صحيح من حديث أبي معاوية وليس بباطل إذ قد رواه غير واحد عنه ، ثم روى الحديث بطرق أخرى عن أبي معاوية وذكر أن جمعا منهم العباس بن محمّد الدوري ، وأحمد بن محرز سألوا ابن معين عن أبي الصلت ، فقال : ليس ممن يكذب ، فقيل له في حديثه عن أبي معاوية هذا ، فقال : ما تريدون من هذا المسكين ، أليس قد حدث به الفيدي عن أبي معاوية؟ أخبرني ابن نمير قال : حدث به أبو معاوية قديما ثم كف عنه!!! وكان أبو الصلت رجلا موسرا يطلب هذه الأحاديث ويكرم المشايخ وكانوا يحدثونه بها.

أقول : والظاهر من كلام الخطيب هذا أنه كان يرى صحة الحديث. وللكلام تتمة ستوافيك ، ذيل الحديث المرقم ١٢٤ و ١٢٥.

(٣) في عمدة ابن بطريق ١٥٣ نقلا عن ابن المغازلي (حذيفة).

١١٦

رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : أنا مدينة العلم وعليّ بابها ، ولا تؤتى البيوت إلّا من أبوابها (١).

١٢٣ ـ أخبرنا أبو منصور زيد بن طاهر بن سيار البصريّ ـ قدم علينا واسطا ـ حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الله بن داسة ، حدّثنا أحمد بن عبيد الله ، حدّثنا بكر بن أحمد بن مقبل ، حدّثنا محمّد بن الحسن بن العبّاس ، حدّثنا عبد السّلام بن صالح ، حدّثنا أبو معاوية عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : أنا مدينة العلم وعليّ بابها ، فمن أراد العلم فليأت الباب (٢).

١٢٤ ـ أخبرنا أبو القاسم الفضل بن محمّد بن عبد الله الأصفهانيّ ـ قدم علينا واسطا إملاء في جامعها في شهر رمضان من سنة أربع وثلاثين وأربعمائة ـ

__________________

(١) لم أظفر على الحديث بهذا الطريق في المعاجم الحديثية ، وأما بغير هذا الطريق فقد روى الحافظ الكنجي في كفايته الباب ٥٨ ص ٢٢٠ وفي ط ص ٩٨ من طريق أبي إسحاق عن الحارث ، عن علي عليه‌السلام ، وعن عاصم بن ضمرة عن علي عليه‌السلام «قال : قال رسول الله : شجرة أنا أصلها وعلي فرعها والحسن والحسين ثمرتها والشيعة ورقها فهل يخرج من الطيب إلّا الطيب؟ وأنا مدينة العلم وعلي بابها ، فمن أراد المدينة فليأتها من بابها» ، ثم قال: هكذا رواه الخطيب في تاريخه وذكر طرقه. انتهى.

ورواه العلامة المحدث المغربي (المعاصر) في كتابه (فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي) ص ٢٢ وقال : أخرجه الخطيب في تلخيص المتشابه.

(٢) روى حديث أبي معاوية هذا جمع غير عبد السّلام بن صالح الهروي منهم رجاء بن سلمة أخرج حديثه الخطيب في تاريخه ٢ / ٣٧٧.

وأحمد بن سلمة بن عمرو الجرجاني أخرج حديثه في تاريخ جرجان ٢٤ ، البداية والنهاية ٧ / ٣٥٨ ، فتح الملك العلي ١٥ قال : أخرجه ابن عدي في ترجمته من الكامل.

وجعفر بن محمّد البغدادي أبو محمّد الفقيه أخرج حديثه الخطيب في تاريخه ٧ / ١٧٢ ، وابن حجر العسقلاني في لسان الميزان ٢ / ١٢٣ ، والذهبي في ميزان الاعتدال ١ / ٤١٥ بالرقم ١٥٢٥.

وعيسى بن يونس عن الأعمش أخرج حديثه الكنجي في الكفاية الباب ٥٨.

وأبو عبيد القاسم بن سلام أخرج حديثه في لسان الميزان ١ / ٤٣٢ ، ميزان الاعتدال ١ / ٢٤٧ بالرقم ٩٣٥.

ومحمّد بن جعفر الفيدي أخرج حديثه الحاكم في مستدركه ٣ / ١٢٧ عن يحيى بن معين ونقله الخطيب في تاريخه ١١ / ٥٠.

وابراهيم بن موسى الرازي أخرج حديثه في فتح الملك العلي ١٥ وقال : خرجه ابن جرير في تهذيب الآثار.

١١٧

أخبرنا أبو سعيد محمّد بن موسى بن الفضل بن شاذان الصيرفيّ بنيسابور ، أخبرنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصمّ ، حدّثنا محمّد بن عبد الرحيم الهرويّ ، حدّثنا عبد السّلام بن صالح حدّثنا أبو معاوية عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنا مدينة العلم وعليّ بابها ، فمن أراد العلم فليأت الباب (١).

١٢٥ ـ أخبرنا الحسن بن أحمد بن موسى قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد ابن محمّد بن الصلت القرشيّ ، حدّثنا عليّ بن محمّد المصريّ ، حدّثنا محمّد ابن عيسى بن شيبة البزّار ، حدّثنا أحمد بن عبد الله بن يزيد المؤدّب ، حدّثنا عبد الرزّاق ، أخبرنا معمر عن عبد الله بن عثمان عن عبد الرحمن ، قال : سمعت جابر بن عبد الله الأنصاريّ يقول : سمعت رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يقول يوم الحديبية ـ وهو آخذ بضبع عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ـ : هذا أمير البررة ، وقاتل الفجرة ، منصور من نصره ، مخذول من خذله ، ثمّ مدّ بها صوته فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا مدينة العلم وعليّ بابها ، فمن أراد العلم فليأت الباب (٢).

١٢٦ ـ أخبرنا أبو غالب محمّد بن أحمد بن سهل النحويّ ـ رحمه‌الله

__________________

(١) أخرجه الحاكم النيسابوري في مستدركه ٣ / ١٢٦ عن أبي العباس الأصم بعين السند واللفظ وصححه ورواه العلامة السيوطي في الجامع الصغير ١ / ٣٧٤.

وقال في جمع الجوامع على ما في ترتيبه ٦ / ٤٠١ : كنت أجيب بهذا الجواب ـ يعني أن هذا الحديث (أنا مدينة العلم وعلي بابها) حديث حسن ـ دهرا ، إلى أن وقفت على تصحيح ابن جرير لحديث علي في تهذيب الآثار مع تصحيح الحاكم لحديث ابن عباس ، فاستخرت الله وجزمت بارتقاء الحديث من مرتبة الحسن إلى مرتبة الصحة.

أقول : وقد صححه جمع من الحفاظ والمحدثين سرد أسماءهم العلامة الأميني ـ رضوان الله عليه ـ في الغدير ٦ / ٧٨ ـ ٧٩.

(٢) أخرجه الحاكم في مستدركه ٣ / ١٢٧ و ٣ / ١٢٩ وفرق بين شطريه كما أشرنا إليه ذيل الرقم ١٢٠ ، وأخرجه العلامة الخطيب البغدادي في تاريخه ٤ / ٢١٩ واقتصر على صدر الحديث بعد ما أخرج شطريه في ٢ / ٣٧٧ كما مر بهذا السند ، وأخرجه تماما الحافظ الذهبي في ميزان الاعتدال ترجمة أحمد بن يزيد بالرقم ٤٢٩ ، والحافظ ابن حجر العسقلاني في لسانه ١ / ١٩٧ بالرقم ٦٢٠.

وأخرجه السيوطي في الجامع الصغير ١ / ٣٦٤ بالرقم ٢٧٠٥ ، والمتقي الهندي في منتخب كنز العمال ٥ / ٣٠ وقالا : رواه ابن عدي والحاكم.

١١٨

فيما أذن لي في روايته عنه ـ أنّ أبا طاهر إبراهيم بن عمر بن يحيى يحدّثهم قال : حدّثنا محمّد بن عبد الله بن المطّلب ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى سنة عشر وثلاثمائة ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن عمر بن مسلم اللّاحقيّ الصفّار بالبصرة سنة أربع وأربعين ومائتين ، حدّثنا أبو الحسن عليّ بن موسى الرّضا ، قال : حدّثني أبي عن أبيه جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه عليّ بن الحسين ، عن أبيه الحسين ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : يا عليّ أنا مدينة العلم وأنت الباب ، كذب من زعم أنّه يصل إلى المدينة إلّا من الباب (١).

قوله عليه‌السلام : أنا مدينة الجنة وعلي بابها ...

١٢٧ ـ أخبرنا محمّد بن أحمد بن سهل النحويّ ـ رحمه‌الله ـ إذنا عن أبي طاهر إبراهيم بن محمّد بن عمر بن يحيى العلويّ ، حدثنا عمر بن عبد الله ابن محمّد بن عبيد الله ، حدّثنا عبد الرزّاق بن سليمان بن غالب الأزديّ ، حدّثنا رباح ومحمّد بن سعيد بن شرحبيل ، حدّثنا أبو عبد الغنيّ الحسن بن عليّ ، حدّثنا عبد الوهّاب بن همام ، حدّثني أبي عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، عن النبيّ ـ صلّى الله عليه ـ قال : أنا مدينة الجنة وعليّ بابها فمن أراد الجنّة فليأتها من بابها (٢).

قوله عليه‌السلام : أنا دار الحكمة ...

١٢٨ ـ أخبرنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن عثمان البغداديّ ـ قدم علينا

__________________

(١) أخرجه من طريق ابن المغازلي عن كتابنا هذا العلامة الشافعي في مناقبه المخطوط ١٢٤ ، والعلامة القندوزي في ينابيع المودة ٧٣ ، وقد روي الحديث عن الإمام أبي الحسن الرضا عليه‌السلام في فتح الملك العلي بسندين آخرين. قال في ص ٢٣ :

أخرج ابن النجار في تاريخه كما في اللالىء المصنوعة : ج ١ ، ص ١٧٣ ، قال : حدثتنا رقية بنت معمر أنبأتنا فاطمة بنت محمّد بن أبي سعد البغدادي أنبأنا سعيد بن أحمد النيسابوري أنبأنا علي بن الحسن بن بندار ، أنبأنا علي بن مهرويه ، حدثنا داود بن سليمان الغازي ، حدثنا علي بن موسى الرضا عن آبائه عن علي عليه‌السلام به.

وقال في ص ٢٢ : أخرجه أبو نعيم في الحلية وأبو الحسن الحربي في أماليه بإسنادهما عن الأصبغ.

(٢) أخرجه العلامة القندوزي من طريق مؤلفنا ابن المغازلي في الينابيع ص ٧٣.

١١٩

واسطا ـ أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمّد بن لؤلؤ إذنا ، حدّثنا عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة ، حدّثنا محمّد بن يحيى ، حدّثنا محمّد بن جعفر الكوفيّ عن محمّد بن الطفيل ، عن أبي معاوية عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : أنا مدينة الحكمة وعليّ بابها ، فمن أراد الحكمة فليأت الباب (١).

١٢٩ ـ أخبرنا محمّد بن أحمد بن عثمان بن الفرج قال : أخبرنا محمّد بن المظفّر بن موسى بن عيسى الحافظ إجازة ، حدّثنا الباغنديّ محمّد بن محمّد ابن سليمان ، حدّثنا سويد عن شريك ، عن سلمة بن كهيل ، عن الصّنابحيّ ، عن عليّ عليه‌السلام ، عن النبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال : أنا دار الحكمة وعليّ بابها فمن أراد الحكمة فليأتها (٢).

قوله عليه‌السلام : كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله

١٣٠ ـ أخبرنا أبو غالب محمّد بن أحمد بن سهل النحويّ ـ رحمه‌الله ـ أخبرنا أبو الحسن عليّ بن منصور الحلبيّ الأخباريّ ، أخبرنا عليّ بن محمّد العدويّ الشمشاطيّ ، حدّثنا الحسن بن عليّ بن زكريّا ، حدّثنا أحمد بن المقدام العجليّ ، حدّثنا الفضيل بن عياض عن ثور بن يزيد ، عن خالد بن معدان ، عن زاذان ، عن سلمان ، قال : سمعت حبيبي محمّدا ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يقول : كنت أنا وعليّ نورا بين يدي الله ـ عزوجل ـ يسبّح الله ذلك النّور ويقدّسه قبل أن يخلق الله آدم بألف عام ، فلمّا خلق الله آدم ركب ذلك النّور في

__________________

(١) أخرجه الحافظ العلامة أبو نعيم في الحلية ١ / ٦٤ ، وأخرجه القندوزي في ينابيع المودة ٧١ من طريق الحمويني ، ورواه في فتح الملك العلي ٢٣ قال : رواه ابن مردويه في المناقب عن الشعبي عن علي عليه‌السلام.

(٢) أخرجه الحافظ الترمذي في سننه في الباب ٢٠ من كتاب المناقب وهو في طبع الصاوي ١٣ / ١٧٠ وفي ط ٢ / ٢١٤ ، والبغوي في المصابيح ٢ / ٢٧٥ ، وأخرجه عنه الخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح ٥٦٣ ط لكنهو ، قال : رواه الترمذي وقال : هذا حديث غريب وقال : روى بعضهم هذا الحديث عن شريك ، ولم يذكروا فيه عن الصنابجي ولا نعرف هذا الحديث عن أحد من الثقات غير شريك.

وأخرجه أبو نعيم في الحلية ١ / ٦٤ وقال : رواه أيضا الأصبغ بن نباتة والحارث عن علي عليه‌السلام.

١٢٠