مناقب الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام

أبي الحسن علي بن محمّد الشافعي [ ابن المغازلي ]

مناقب الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام

المؤلف:

أبي الحسن علي بن محمّد الشافعي [ ابن المغازلي ]


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الأضواء
الطبعة: ٣
الصفحات: ٣٦٥

قال سهل بن سعد : فو الله إن كانت لأحبّ الأسماء إلى عليّ عليه‌السلام.

٧ ـ أخبرني القاضي أبو محمّد يوسف بن رباح بن عليّ بن موسى الحنفيّ قال : فيما كتب به إليّ بأنّ أبا بكر أحمد بن محمّد بن إسماعيل بن أبي الفرج المهندس المصريّ أخبرهم بمصر في منزله بالفسطاط سنة أربع وثمانين وثلاثمائة قال : حدّثني أبو بشر محمّد بن أحمد بن حمّاد الأنصاري الدولابيّ (١) بمصر لفظا سنة تسع وثلاثمائة قال : حدّثني أبو موسى يونس بن عبد الأعلى قال : حدّثني سعيد بن منصور قال : حدّثنا يعقوب بن عبد الرحمن الزّهريّ قال: حدّثني أبو حازم عن سهل بن سعد أنّ رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) دخل على فاطمة (عليها‌السلام) فقال لها : أين ابن عمّك؟ قالت : كان بيني وبينه كلام ، فخرج رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) فإذا هو نائم في ظلّ جدار المسجد وقد سقط التراب عليه (٢) ، فجعل النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ينفض التراب عن جسده ويقول له : قم يا أبا تراب. ثمّ قال سهل : فما كان اسم أحبّ إلى عليّ (عليه‌السلام) من أن يدعى به من أبي تراب.

وفاته :

٨ ـ أخبرنا أحمد بن محمّد قال : أخبرنا أحمد بن عليّ بن جعفر قال : حدّثنا محمّد بن الحسين قال : حدّثنا أحمد بن أبي خيثمة قال : حدّثنا أحمد بن حنبل قال : بويع لعليّ (عليه‌السلام) سنة خمس وثلاثين وكانت وقعة الجمل سنة ستّ وثلاثين ، ثمّ كانت صفّين في ربيع الآخر سنة سبع وثلاثين ، ثمّ قتل عليّ

__________________

(١) قال في اللباب ١ / ٥١٦ ، وأما أبو بشر محمّد بن أحمد بن حماد بن سعد الرازي الدولابي الوراق الأنصاري مولاهم ، فقال السمعاني : وظني أن بعض أجداده نسب إلى عمل الدولاب. وأصله من الري ، فيمكن أن يكون من قرية دولاب من قرى ري ، سمع الحديث بالشام والعراق. توفي ٣٢٠ بطريق مكة بالعرج.

(٢) وفي صحيح مسلم ص ١٨٧٤ ط محمّد فؤاد ـ كتاب الفضائل ٣٨ ـ (قد سقط رداؤه عن شقه فأصابه تراب).

٦١

(عليه‌السلام) في شهر رمضان يوم الجمعة لسبع عشرة ليلة من رمضان سنة أربعين.

٩ ـ أخبرنا محمّد بن أحمد بن سهل النحويّ ـ رحمه‌الله ـ قال : حدّثنا محمّد بن عليّ السقطيّ قال : حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفرانيّ قال : حدّثنا أحمد بن أبي خيثمة قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا وهب بن جرير قال : قتل عليّ (عليه‌السلام) لسبع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان سنة أربعين ، واختلف في سنة لمّا قتل (عليه‌السلام) كم هو.

١٠ ـ وأخبرنا محمّد بن عليّ السّقطيّ قال : حدّثنا محمّد بن الحسين قال : حدّثنا أحمد بن أبي خيثمة قال : سمعت مصعب بن عبد الله يقول : كان الحسين بن عليّ عليهما‌السلام يقول : قتل أبي وهو ابن ثمان وخمسين سنة.

١١ ـ وأخبرنا أبو طاهر محمّد بن عليّ بن محمّد البيّع البغداديّ ـ قدم علينا واسطا ـ قال : حدّثنا أبو عبد الله أحمد بن محمّد بن عبد الله بن خالد الكاتب قال : أخبرنا أحمد بن جعفر بن سلم الختّليّ قال : حدّثنا عمر بن أحمد ابن روح قال : حدّثنا عبد العزيز بن أحمد بن سالم قال : حدّثنا موسى بن بهلول قال : حدّثنا يزيد بن هارون قال : حدّثنا محمّد بن إسحاق قال : قتل عليّ عليه‌السلام وهو ابن ستّين سنة.

١٢ ـ أخبرنا محمّد بن عليّ بن محمّد بن عبد الله البيّع قال : أخبرنا أحمد بن محمّد قال : أخبرنا أحمد بن جعفر قال : حدّثنا عمر بن روح قال : حدّثنا محمّد بن إدريس المكّيّ قال : حدّثنا سليمان بن حرب (١) قال : قال الواقديّ : قتل عليّ (عليه‌السلام) وهو ابن أربع وستّين سنة.

قال : وحدّثنا محمّد بن إدريس المكّي قال : حدّثنا ابن خشّاب عن أبي عوانة قال : قتل عليّ (عليه‌السلام) وهو ابن سبع وخمسين سنة.

__________________

(١) هو سليمان بن حرب بن بجيل الأزدي الواشجي ، سكن مكة وكان قاضيها ، سمع منه محمّد بن سعد كاتب الواقدي ، راجع تهذيب التهذيب ٤ / ١٧٨ ، تاريخ بغداد ٩ / ٣٣.

٦٢

١٣ ـ قال قتادة : وكان عليّ (عليه‌السلام) أدم ، شديد الأدمة ، عظيم البطن ، عظيم العينين ، أصلع ، إلى القصر ، وقال يزيد بن هارون عن محمّد بن إسحاق : ذكر عن الحارث: أنّ عليا (عليه‌السلام) قتل وهو ابن ثمان وخمسين سنة.

١٤ ـ وبالإسناد الأوّل قال : حدّثنا أحمد بن أبي خيثمة قال : حدّثنا أبو عمر إسماعيل بن إبراهيم ، حدّثنا سفيان بن عيينة عن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام : أنّ عليا عليه‌السلام قتل وهو ابن سبع وخمسين سنة.

قول الحسن عليه‌السلام فيه لما قتل

١٥ ـ أخبرنا أبو الحسن عليّ بن عمر بن عبد الله بن شوذب قال : حدّثني أبو أحمد عمر بن عبد الله بن شوذب قال : حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن الحسين ابن سعيد الزعفرانيّ العدل قال : حدّثنا أحمد بن أبي خيثمة قال : حدّثنا موسى ابن إسماعيل قال : حدّثنا سكين بن عبد العزيز العطّار (١) ، حدّثنا حفص بن خالد ، عن أبيه خالد بن جابر عن جدّه قال : لمّا قتل عليّ (عليه‌السلام) قام الحسن خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال : أما والله لقد قتلتم اللّيلة رجلا في ليلة نزل فيها القرآن ، وفيها رفع عيسى ابن مريم وفيها قتل يوشع بن نون.

وطعن لإحدى وعشرين ليلة خلت من شهر رمضان ليلته التاسعة (٢).

١٦ ـ أخبرنا الحسن بن موسى قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد قال : حدّثنا أحمد بن عقدة الحافظ (٣) ، حدّثنا يعقوب بن يوسف ، حدّثنا

__________________

(١) هو سكين ـ مصغرا على ما في التقريب ـ بن عبد العزيز بن قيس العبدي العطار عنوانه في تهذيب التهذيب ٤ / ١٢٦ ، ترى حديثه هذا في الطبري ٥ / ١٥٧ وتمامه : والله ما سبقه أحد كان قبله ، ولا يدركه أحد يكون بعده ، والله إن كان رسول الله ليبعثه في السرية وجبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره ، والله ما ترك صفراء ولا بيضاء إلّا ثمانمائة ـ أو سبعمائة ـ أرصدها لخادمه.

(٢) وخرجه عن الطبري الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية ٧ / ٣٣٢.

(٣) عنونه الخطيب في التاريخ ٥ / ١٤ وذكر أنه يروي عن كثير منهم يعقوب بن يوسف بن زياد ، وروى عنه كثير منهم أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصلت الأهوازي.

٦٣

إسماعيل بن أبان ، حدّثنا إسماعيل بن أبي خالد ، عن أبي خالد ، عن أبي إسحاق ، عن هبيرة بن يريم قال : سمعت الحسن بن عليّ عليهما‌السلام قام خطيبا فخطب إلينا فقال :

أيها النّاس إنّه قد فارقكم أمس رجل ما سبقه الأوّلون ، ولا يدركه الآخرون ، ولقد كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يبعثه المبعث فيعطيه الراية ، فما يرجع حتّى يفتح الله ـ عزوجل ـ ، وإنّ جبريل عليه‌السلام عن يمينه وميكائيل عن شماله ، ما ترك بيضاء ولا صفراء إلّا سبعمائة درهم فضلت من عطائه ، أراد أن يشتري بها خادما (١).

ما جاء في إسلامه (عليه‌السلام) :

١٧ ـ أخبرنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن عثمان بن الفرج بن الأزهر البغدادي (٢) ـ رحمه‌الله ـ قدم علينا واسطا قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمّد بن عرفة بن لؤلؤ قال : حدّثنا عمر بن أحمد الباقلانيّ قال : حدّثنا محمّد ابن خلف الحدّاديّ قال : حدّثنا عبد الرحمن بن قيس أبو معاوية قال : حدّثنا عمر بن ثابت عن يزيد بن أبي زياد ، عن عبد الرحمن بن سعيد مولى أبي أيّوب ،

__________________

(١) عنونه الخطيب في تاريخه ١ / ٣١٩ وقال : أخو أبي القاسم الأزهري وكان الأصغر المعروف بابن السوادي ، سمع أبا حفص بن الزيات و... وعلي بن محمّد بن لؤلؤ الوراق توفى بواسط في ذي الحجة ٤٤٥. ويأتي ذكره تحت الرقم ٤٧.

(٢) أخرجه كاتب الواقدي في الطبقات ٣ / ٣٨ و ٣ ق ١ / ٢٥ ط ليدن بالاسناد الى اسماعيل بن أبي خالد بعين السند واللفظ وهكذا أخرجه أبو نعيم في حليته ١ / ٦٥ أخبار أصبهان ١ / ٤٦ وذكر طرقه المختلفة ، وأخرجه أحمد بن حنبل في مسنده ١ / ١٩٩ والنسائي في خصائصه ٨ ، وأخرجه المحب الطبري في الرياض النضرة ٢ / ١٩٠ ، ذخائر العقبى ٧٤ قال : خرجه أحمد وأبو حاتم والدولابي بزيادة.

وأخرجه مطولا بما فيه ذكر آية التطهير والمودة الحاكم في مستدركه ٣ / ١٧٢ ، وأبو الفرج في مقاتله ٥١ ، والزرندي في نظم درر السمطين ١٤٧ ، والهيتمي في مجمع الزوائد ٩ و ١٤٦ قال :رواه الطبراني في الاوسط والكبير ، وأبو يعلى باختصار والبزار بنحوه ، ورواه أحمد باختصار كثير ، وإسناد أحمد وبعض طرق البزار والطبراني في الكبير حسان. أقول : وسيجيء ذيل الرقم ٣٤٦.

٦٤

عن أبي أيّوب الأنصاريّ قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «صلّت الملائكة عليّ وعلى عليّ سبع سنين ، وذلك أنّه لم يصلّ معي أحد غيره» (١).

١٨ ـ أخبرنا أحمد بن محمّد بن طاوان قال : حدّثنا أحمد بن عليّ بن جعفر قال : حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفرانيّ قال : حدّثنا أحمد بن أبي خيثمة قال : حدّثنا عليّ بن الجعد قال : أخبرنا شعبة قال : أخبرني عمرو بن مرة قال : سمعت أبا حمزة الأنصاريّ قال : سمعت زيد بن أرقم يقول : أوّل من صلّى مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام (٢).

١٩ ـ أخبرنا أبو القاسم عبد الواحد بن عليّ بن العبّاس البزّار قال : حدّثنا أبو القاسم عبيد الله بن محمّد بن أحمد بن أسد البزار ، إملاء ، قال : حدّثنا محمّد أبو مقاتل (٣) ، حدّثنا الحسن بن أحمد بن منصور قال : حدّثنا سهل بن صالح المروزي (٤) قال : سمعت أبا معمر عبّاد بن عبد الصمد يقول : سمعت أنس بن مالك يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «صلّت الملائكة عليّ وعلى عليّ سبعا ، وذلك أنّه لم يرفع إلى السماء شهادة أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّدا عبده ورسوله ، إلّا منّي ومنه» (٥).

__________________

(١) أخرجه النقيب الإسكافي في رسالة النقض على العثمانية ٢٩٢ بالإسناد الى أبي أيوب مرسلا ، وأخرجه ابن الأثير في أسد الغابة ٤ / ١٨ من طريق ابن جرير الطبري بسند آخر عن أبي أيوب ، وهكذا أخرجه الكنجي في كفايته ٣٩٨ ط الأميني وقال : أخرجه محدث الشام في مناقبه بطرق شتى ، وأخرجه من طريق مؤلفنا ابن المغازلي العلامة القندوزي في ينابيع المودة ص ٦٠ و ٦٢.

(٢) أخرجه محمّد بن سعد كاتب الواقدي في الطبقات ٣ / ٢١ ط مصر و ٣ ق ١ / ١٣ ط ليدن بالإسناد إلى عمرو بن مرة بعين السند ، وهكذا أخرجه الإمام ابن حنبل في مسنده ٤ / ٣٦٨ ، والعلامة الطبري في تاريخه ٢ / ٣١٠ بطرق ، وأبو داود الطيالسي في مسنده ٩٣ ، والبلاذري في أنساب الأشراف ١ / ١١٢ ، والنسائي في الخصائص ٢ ، والحاكم في مستدركه ٣ / ١٣٦ ، والحافظ الترمذي في جامعه الصحيح ١٣ / ١٧٧ ط الصاوي ٥ / ٣٠٦ ط المدينة وفي بعضها «أول من أسلم».

(٣) هو أبو مقاتل المروزي محمّد بن العباس يأتي تحت الرقم ٥٢.

(٤) رواه المفيد بمثل السند في الارشاد ٣٠ ط الإسلامية.

(٥) أخرجه العلامة الذهبي في ميزان الاعتدال ٢ / ٣٦٩ بالرقم ٤١٢٨ عن سهل بن صالح بعين ـ

٦٥

٢٠ ـ أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أحمد بن موسى قال : حدّثنا أبو أحمد عبد الله بن محمّد بن أحمد بن أبي مسلم الفرضي (١) قال : حدّثنا يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول الأزرق (٢) ، حدّثني جدّي ، حدّثنا عبيد الله عن سفيان ، وشعبة عن سلمة بن كهيل ، عن حبّة ، عن علي عليه‌السلام قال : أنا أوّل من أسلم (٣).

٢١ ـ أخبرنا القاضي أبو الخطّاب عبد الرحمن بن عبد الله الإسكافي قال : أخبرنا عبد الله بن يحيى قال : حدّثنا الحسين بن محمّد المحاملي ، حدّثنا محمّد بن عثمان ، حدّثنا عبيد الله عن سفيان ، وشعبة عن سلمة بن كهيل ، عن حبّة ، عن عليّ عليه‌السلام قال : أنا أوّل من أسلم (٤).

٢٢ ـ أخبرنا أحمد بن موسى بن الطحّان إجازة عن القاضي أبي الفرج الخيوطيّ ، حدّثنا ابن عبادة ، حدّثنا جعفر بن محمّد الخلديّ (٥) ، حدّثنا عبد السّلام بن صالح ، حدّثنا عبد الرزّاق عن الثّوري ، عن سلمة بن كهيل ، عن

__________________

ـ السند ، وهكذا خرجه الحافظ ابن حجر في لسان الميزان ٣ / ٢٣٢ ، والخطيب الخوارزمي في المناقب ٣١ ، ورواه من أعلام الإمامية المفيد في الإرشاد ١٤ بالإسناد عن أبي حفص عمر بن محمّد الصيرفي عن ابن أبي الثلج عن البرقي عن أبي صالح سهل بن صالح ـ وكان قد حان مائة سنة ـ عن أبي معمر بعين السند واللفظ.

(١) ضبطه في تبصير المشتبه بفتحتين ، وهكذا في اللباب ٢ / ٤٢٢.

(٢) كان أزرق العين ويوصف بالتنوخي الأنباري توفي ٣٢٢ أو ٣٢٩ ، راجع اللباب ١ / ٤٦ ، تاريخ بغداد ١٤ / ٣٢٢.

(٣ ـ ٤) رواه في تاريخ بغداد ٤ / ٢٣٣ بعين السند وصححناه عليه. أخرجه أبو حنيفة في مسنده ٣٧ ط القاهرة بالإسناد عن سلمة بن كهيل بعين السند واللفظ ، وهكذا أخرجه ابن سعد في الطبقات ٣ / ٢٢ ط مصر و ٣ ق ١ / ١٣ ط ليدن قال : أخبرنا يزيد بن هارون وأبو داود الطيالسي قالا : أخبرنا شعبة إلى آخر السند بلفظه ، وأخرجه الإمام ابن حنبل في مسنده ١ / ١٤١ ، والنسائي في خصائصه ٢ ، وأخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ١٠٣ وقال : رجال أحمد رجال الصحيح.

وأخرجه الخطيب في تاريخه ٤ / ٢٣٣ بالإسناد إلى عبيد الله بن موسى عن سفيان وشعبة عن سلمة ، وهكذا أخرجه الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية ٧ / ٣٣٣.

(٥) هو الحافظ أبو محمّد الخواص الخلدي المتوفى ٣٤٧ ، ترجمه الخطيب في تاريخه ٧ / ٢٢٦ ـ ٢٣١ على ما في الغدير ١ / ١٠٤ ، وإنما قيل له : الخلدي لأنه أجاب شيخه جنيدا بجواب من خلده فقال له : يا خلدي ، فبقي عليه راجع اللباب ١ / ٤٥٦. أيضا.

٦٦

أبي صادق عن عليم بن قعين الكندي (١) (٢) ، عن سلمان ـ رحمه‌الله ـ قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ «أوّل النّاس ورودا على الحوض أوّلهم إسلاما عليّ بن أبي طالب (عليه‌السلام) (٣).

قوله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) : «من كنت مولاه فعلي مولاه».

٢٣ ـ أخبرنا أبو يعلى عليّ بن عبيد الله بن العلّاف البزّار إذنا قال : أخبرنا عبد السّلام بن عبد الملك بن حبيب البزار قال : أخبرنا عبد الله بن محمّد بن عثمان قال : حدّثنا محمّد بن بكر بن عبد الرزّاق ، حدّثنا أبو حاتم مغيرة بن محمّد المهلّبي قال : حدّثني مسلم بن إبراهيم ، حدّثنا نوح بن قيس الحدّانيّ (٤) ، حدّثنا الوليد بن صالح عن ابن امرأة (٥) زيد بن أرقم قالت : أقبل نبيّ الله من مكّة في حجّة الوداع حتّى نزل (صلى‌الله‌عليه‌وآله) بغدير الجحفة بين مكّة والمدينة ، فأمر بالدّوحات فقمّ ما تحتهنّ من شوك ثمّ نادى : الصّلاة جامعة! فخرجنا إلى رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) في يوم شديد الحرّ وإنّ منّا لمن يضع رداءه على رأسه وبعضه على قدميه من شدّة الرّمضاء ، حتّى انتهينا إلى رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) فصلّى بنا الظهر ثمّ انصرف إلينا فقال :

الحمد لله نحمده ونستعينه ، ونؤمن به ونتوكّل عليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيّئات أعمالنا ، الّذي لا هادي لمن أضلّ ، ولا مضلّ لمن هدى ، وأشهد أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّدا عبده ورسوله.

__________________

(١) هكذا أسنده ابن الأثير في أسد الغابة ٤ / ١٨ وفي شرح النهج ١ / ٣٧٦ نقلا عن الاستيعاب (عن حنش بن المعتمر عن عكيم الكندي).

(٢) هكذا ضبطه في ذيل المشتبه ٤٦٩ عن الدارقطني ، وفي الأصل : عليم بن قيس.

(٣) سيأتي بالرقم ١٠ في الجزء الثاني من الكتاب نقلا من مسند دمشق.

(٤) الحداني ـ طائفة أزديون من ولد حدان بن شمس منهم ... نوح بن قيس. تهذيب التهذيب ١٠ / ٤٨٥ ، المشتبه ٢٢١ ، اللباب ١ / ٣٤٧.

(٥) في البحار نقلا عن العمدة لابن بطريق (ص ٥١) ابن امرأة زيد بن أرقم ، وهكذا أخرجه في الغدير ٧ / ٣٧ عن العمدة ١٠ / ٣٧ وهو الصحيح كما في الجرح والتعديل ٩ / ٧.

٦٧

أمّا بعد : أيّها النّاس! فإنّه لم يكن لنبيّ من العمر إلّا نصف من عمر من قبله (١) ، وانّ عيسى ابن مريم لبث في قومه أربعين سنة ، وإنّي قد أسرعت في العشرين ، ألا وإنّي يوشك أن أفارقكم ، ألا وإنّي مسئول ، وأنتم مسئولون فهل بلّغتكم؟ (٢) فما ذا أنتم قائلون؟ فقام من كلّ ناحية من القوم مجيب يقولون : نشهد أنك عبد الله ورسوله ، قد بلّغت رسالته ، وجاهدت في سبيله ، وصدعت بأمره ، وعبدته حتّى أتاك اليقين ، جزاك الله عنّا خير ما جزى نبيّا عن أمته.

فقال : ألستم تشهدون أن لا إله إلّا الله لا شريك له؟ وأنّ محمّدا عبده ورسوله؟ وأنّ الجنّة حقّ وأنّ النّار حق وتؤمنون بالكتاب كلّه؟ قالوا : بلى ، قال : فإنّي أشهد أن قد صدقتكم ، وصدّقتموني ، ألا وإنّي فرطكم ، وإنّكم تبعي ، توشكون أن تردوا علي الحوض ، فأسألكم حين تلقونني عن ثقليّ كيف خلفتموني فيهما ، قال : فأعيل علينا (٣) ما ندري ما الثقلان ، حتّى قام رجل من المهاجرين وقال : بأبي وأمّي أنت يا نبيّ الله ما الثقلان؟

قال (صلى‌الله‌عليه‌وآله) الأكبر منهما كتاب الله تعالى : سبب طرف (٤) بيد الله وطرف بأيديكم ، فتمسّكوا به ولا تضلّوا ، والأصغر منهما عترتي. من استقبل قبلتي وأجاب دعوتي فلا تقتلوهم ، ولا تقهروهم ، ولا تقصروا عنهم (٥) ، فإنّي قد سألت لهم اللطيف الخبير فأعطاني ، ناصرهما لي ناصر ، وخاذلهما لي خاذل ، ووليّهما لي وليّ ، وعدوّهما لي عدوّ.

ألا وإنّها لم تهلك أمة قبلكم حتّى تتديّن بأهوائها ، وتظاهر على نبوّتها ،

__________________

(١) نصف ما عمر من قبله ـ راجع العمدة ٥١ ، البحار ٣٧ / ١٨٤.

(٢) في هامش الأصل : هل بلغتكم : بحذف الفاء ، وهو هكذا في الأزهار في مناقب إمام الأبرار.

(٣) يقال : علت الضالة أعيل عيلا وعيلانا فأنا عائل : إذا لم تدر أي وجهة تبغيها عن أبي زيد ، وقال الأحمر : عالني الشيء يعيلني عيلا ومعيلا : إذا أعجزك ، ومثله في غريب الهروي على ما في هامش الأصل.

(٤) في هامش الأصل : في الأزهار ـ يعني الأزهار في مناقب إمام الأبرار ـ طرفه. أقول : ومثله في العمدة والبحار نقلا منه.

(٥) في البحار نقلا عن العمدة : فلا يقتلوهم ولا يقهروهم ولا يقصروا عنهم ، وفي العمدة ٥١ وحكايته في الغدير ١ / ٣٧ كما في الصلب.

٦٨

وتقتل من قام بالقسط ، ثمّ أخذ بيد عليّ بن أبي طالب (عليه‌السلام) فرفعها ثمّ قال : «من كنت مولاه فهذا مولاه ، ومن كنت وليّه ، فهذا وليّه ، اللهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه». قالها ثلاثا هذا آخر الخطبة (١).

٢٤ ـ أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن طاوان قال : حدّثنا أبو الحسين أحمد بن الحسين بن السّماك قال : حدّثنا أبو محمّد جعفر بن محمّد بن نصير الخلديّ ، حدّثنا عليّ بن سعيد بن قتيبة (٢) الرّمليّ قال : حدّثنا ضمرة بن ربيعة القرشيّ عن ابن شوذب ، عن مطر الورّاق ، عن شهر بن حوشب ، عن أبي هريرة قال : من صام يوم ثماني عشرة خلت من ذي الحجّة ، كتب له صيام ستّين شهرا ، وهو يوم غدير خمّ لمّا أخذ النبيّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله) بيد عليّ بن أبي طالب فقال : «ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : من كنت مولاه فعلي مولاه». فقال عمر بن الخطّاب : بخ بخ لك يا عليّ ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ، فأنزل الله تعالى : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) (٣).

__________________

(١) في هامش الأصل : قال في الأزهار : وقد تواتر هذا الخبر حد التواتر ، وقد ذكر محمّد بن جرير الطبري : خبر يوم الغدير وطرقه من خمس وسبعين طريقا ، وأفرد له كتابا سماه كتاب الولاية انتهى.

أخرجه بهذا اللفظ والسند الفقيه العلامة حسام الدين حميد بن أحمد المحلى في محاسن الأزهار على ما في هامش الأصل ونقله عنه في الروضة الندية شرح التحفة العلوية ج ٢ / ٢٣٦ على ما في الغدير ١ / ٣٧ ، وأخرجه من طريق مؤلفنا ابن المغازلي : الشيخ عبد الله الشافعي في مناقبه المخطوط ص ٢ بعين السند واللفظ.

(٢) سعيد يكنى أبا حملة كما في تهذيب التهذيب ٧ / ٣١٤ ، لسان الميزان ٤ / ٢٣٢ ، ميزان الاعتدال ٢ / ٢٢٤ ، وفي تاريخ الخطيب ٨ / ٢٨٩ ذكر الحديث بهذا السند مع تغيير يسير في اللفظ.

(٣) راجع في ذلك الغدير ج ١ ، فقد أثبت تواتره من غير ريب ، وترى هذا الحديث في ١ / ٤٠١ تحت العنوان : حديث صوم يوم الغدير ، أخرجه بطرق مختلفة. ونص على توثيق رواته.

أخرجه الحافظ الخطيب في تاريخ بغداد ٨ / ٢٩٠ بالإسناد إلى أبي نصر حبشون الخلال من علي بن سعيد الرملي بعين السند واللفظ وقال : اشتهر هذا الحديث من رواية حبشون وكان يقال إنه تفرد به وقد تابعه عليه أحمد بن عبد الله بن النيري فرواه عن علي بن سعيد : أخبرنيه الأزهري عن أخي ميمي عن ابن النيري عنه بعين السند واللفظ.

أقول : قد تابعه أيضا أبو محمّد الخلدي كما في الصلب ، وتابعه أبو جعفر أحمد بن عبد الله البزار على ما أخرجه أخطب خوارزم في المناقب ٩٤ من طريق أبي عبد الله الحاكم عن أبي ـ

٦٩

٢٥ ـ أخبرنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن عثمان قال : حدّثنا أبو الحسين عبيد الله بن أحمد بن البوّاب (١) قال : حدّثنا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغنديّ ، حدّثنا وهبان قال : أخبرنا خالد بن عبد الله عن الحسن بن عبد الله عن أبي الضّحى ، عن زيد بن أرقم قال : قال رسول الله ـ (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) : «من كنت وليّه فعليّ وليّه» ـ أو مولاه (٢).

٢٦ ـ أخبرنا أبو طاهر محمّد بن علي البيّع قال : حدّثنا أبو الحسن أحمد ابن محمّد بن الصلت الأهوازيّ قال : حدّثنا محمّد بن جعفر المطيريّ (٣) قال : حدّثنا عليّ بن الحسين الهاشميّ ، حدّثنا أبي ، حدّثنا فضيل بن مرزوق عن عطيّة ، عن أبي سعيد الخدريّ قال : قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) «من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه» (٤).

__________________

ـ يعلى الثوري عنه عن علي بن سعيد الرملي.

(١) أبو الحسين المقرئ عبيد الله بن أحمد بن يعقوب بن أحمد بن عبيد الله يعرف بابن البواب ، عنونه الخطيب في تاريخه ١٠ / ٣٦٢ ونص على شيخه وراويه.

(٢) أخرجه في كنز العمال ٦ / ٣٩٠ بعين السند من طريق ابن جرير الطبري في حديث الولاية ، وقد روى عن زيد بن أرقم جمع من التابعين غير أبي الضحى منهم :

عطية العوفي : أخرج حديثه الإمام ابن حنبل في الفضائل وهكذا في مسنده ٤ / ٣٦٨ ، وأخرجه أبو نعيم في تاريخ أصبهان ١ / ٢٣٥ والحافظ الكنجي في كفاية الطالب ٥٨ ط الأميني.

وميمون أبو عبد الله أخرج حديثه الإمام ابن حنبل في مسنده ٤ / ٣٧٢ من طريقين ، وهكذا أخرجه في كتاب المناقب مخطوط ، وأخرجه النسائي في الخصائص ٢٢ ، والترمذي في جامعه الصحيح ٥ / ٢٩٧ بالرقم ٣٧٩٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ٢ / ١٩٦ ، وابن كثير في البداية والنهاية ٥ / ٢١٢ ، والدولابي في الكنى والأسماء ٢ / ٦١ ، والذهبي في ميزان الاعتدال ٤ / ٢٣٥.

وأبو الطفيل عامر بن وائلة : أخرج حديثه الحافظ النسائي في الخصائص ٢١ و ٢٤ ، والإمام ابن حنبل في مسنده ١ / ١١٨ ، والحاكم في مستدركه ٣ / ١٠٩ بطرق مختلفة.

(٣) أبو بكر محمّد بن جعفر بن أحمد بن يزيد المطيري نسبة إلى المطيرة ، بفتح الميم وكسر الطاء : قرية من نواحي سرمن رأى ، راجع اللباب ٣ / ١٥٢ ، تاريخ بغداد ٢ / ١٤٥ ، وأحمد بن محمد ابن الصلت هو أحمد بن محمّد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصلت.

(٤) أخرجه ابن جرير الطبري في كتاب الولاية بالإسناد إلى عطية بعين السند على ما في كنز العمال ٦ / ٣٩٠ وهكذا أخرجه الواحدي في أسباب النزول ١٥٠ واخرجه عنه العيني في عمدة القارئ ٨ / ٥٨٤.

٧٠

٢٧ ـ أخبرنا أبو طالب محمّد بن أحمد (١) قال : حدّثنا أبو الحسين محمّد ابن المظفّر بن موسى بن عيسى الحافظ البغداديّ قال : حدّثنا محمّد بن عليّ بن إسماعيل قال : حدّثنا الحسين بن علي قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا سلمة بن الفضل الأبرش ـ قاضي الريّ ـ عن الجرّاح الكنديّ ، عن أبي إسحاق الهمدانيّ ، عن عبد خير وعمرو ذي مرّة (٢) وحبّة العرنيّ قالوا : سمعنا عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ينشد النّاس في الرحبة : من سمع رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) يقول : من كنت مولاه فعليّ مولاه؟ فقام اثنى عشر رجلا من أهل بدر منهم زيد بن أرقم قالوا : نشهد أنّا سمعنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول يوم غدير خمّ : «من كنت مولاه فعليّ مولاه اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه» (٣).

__________________

وقد تابع عطية بن سعد العوفي أبو هارون العبدي : أخرج حديثه الحافظ ابن مردويه وابن عساكر والطبراني على ما في الدر المنثور ٢ / ٢٥٩ ، تفسير ابن كثير ٢ / ١٤ ، تاريخه ٧ / ٣٤٩ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٠٨ ، وأخرجه الخطيب الخوارزمي في المناقب ٤٧ في ط و ٨٠ ط آخر.

وسهم بن حصين مع عبد الله بن علقمة قدما مكة وسمعا الحديث من أبي سعيد الخدري ، أخرجه ابن جرير في كتاب الولاية ، والبخاري في التاريخ الكبير ٢ ق ٢ / ١٩٤ ، وأخرجه من أعلام الإمامية الشيخ أبو جعفر الطوسي من طريق ابن عقدة في الأمالي ١٥٥ ط حجر.

(١) هو ابن الأزهر الذي مرّ تحت الرقم ١٧ ، سمع محمّد بن المظفر على ما في تاريخ الخطيب ١ / ٣١٩.

(٢) هو عمرو بن مرة أبو عبد الله الكوفي الهمداني المتوفى ١١٦ وهو غير عمرو بن مرة الجهني أبي مريم الصاحبي ، راجع الغدير ١ / ٦٩.

(٣) أخرجه العلامة الطحاوي في مشكل الآثار ٢ / ٣٠٧ بالإسناد إلى أبي إسحاق عن بضعة عشر رجلا شهدوا بذلك ، وأخرجه ابن الأثير الجزري في أسد الغابة ٣ / ٣٢١ عن ابن عقدة الحافظ بإسناده إلى أبي إسحاق السبيعي عن عمرو ذي مرة ويزيد بن يشيع وسعيد بن وهب وهانئ بن هانئ وقال أبو اسحاق : حدثني من لا أحصي أن عليا نشد الناس في الرحبة ... وذكر الحديث. وأخرجه ابن كثير في البداية والنهاية ٥ / ٢١٠ عن ابن جرير الطبري بالإسناد إلى أبي إسحاق عن زيد بن وهب وعبد خير وزيد بن يشيع وعمرو ذي مرة وهكذا أخرجه ابن حجر في الإصابة ٢ / ٤١٤.

وأما حديث عبد خير منفردا : فقد أخرجه أخطب خوارزم في المناقب ٩٣ بالإسناد إلى أبي إسحاق ، وابن كثير في البداية والنهاية ٧ / ٣٤٧ من طريق ابن جرير.

وحديث عمرو ذي مرة منفردا : أخرجه النسائي في خصائصه ٢٦ بالإسناد إلى أبي إسحاق عنه ، وعنه العلامة ابن كثير الدمشقي في البداية والنهاية ٥ / ٢١٠ ، وأخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ١٠٤ و ١٠٥ وقال : رواه البزار.

٧١

٢٨ ـ أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد الوهّاب قال : حدّثنا أبو عبد الله الحسين بن محمّد العدل العلويّ الواسطيّ قال : حدّثنا أبو عيسى جبير بن محمّد الواسطيّ قال : حدّثنا حسين بن محمّد قال : حدّثنا أبو معاوية قال : حدّثنا الأعمش عن سعد بن عبيدة ، عن ابن بريدة ، عن أبيه قال : بعثنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في سريّة واستعمل علينا عليّا عليه‌السلام ، فلمّا رجعنا قال لنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : كيف وجدتم صحبة صاحبكم؟ قال : فشكوته ـ أو شكاه غيري ـ وكنت رجلا مكبابا ، فرفعت رأسي فإذا النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قد احمرّ وجهه وهو يقول : من كنت وليّه فعليّ وليّه (١).

٢٩ ـ قال : أخبرنا أبو الفضل محمّد بن حسين بن عبيد الله البرجيّ (٢) الأصفهانيّ فيما كتب به إليّ : أنّ أحمد بن عبد الرحمن بن العبّاس الأسديّ حدّثهم : حدّثنا أبو حامد أحمد بن جعفر الأشعريّ (٣) قال : حدّثنا يعلى بن محمّد بن جمهور عن أحمد بن حمزة ، عن أبان بن تغلب ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن عليّ بن أبي طالب قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه».

٣٠ ـ أخبرنا أحمد بن محمّد البزّار قال : حدّثنا أبو عبد الله الحسين بن

__________________

وحديث حبة العرني أبي قدامة منفردا : أخرجه الدولابي في الكنى والأسماء ٢ / ٨٨ ، وحبة هذا تابعي قد سمع الحديث عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أيام شركه راجع أسد الغابة ١ / ٣٦٧ ، الإصابة ١ / ٣٧٢ ، ينابيع المودة ٣٤.

(١) أخرجه الحافظ النسائي في خصائصه ٢١ بالإسناد إلى أبي معاوية بعين السند واللفظ ، وأخرجه أحمد في فضائل الصحابة ٢ / ٢٥١ مخطوط ، وفي مسنده ٥ / ٣٥٨ و ٥ / ٣٥٠ بالإسناد إلى الأعمش بعين السند ، وهكذا أخرجه الحاكم في مستدركه ٢ / ١٢٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ، والجاحظ في العثمانية ١٤٤ ، وابن كثير في البداية والنهاية ٥ / ٢٠٩ وسيأتي بطريق آخر ذيل الرقم ٣٥ و ٣٦.

(٢) البرجي منسوب إلى البرج بضم الباء الموحدة وسكون الراء وفي آخرها جيم ، قرية من قرى أصبهان أو ناحية منها ، ينسب إليها خلق منهم : أبو الفضل محمّد بن الحسين بن عبيد الله البرجي الأديب المتوفى ٤٤٨ كما في ذيل المشتبه للذهبي ص ٥٩.

(٣) أحمد بن جعفر بن محمّد بن سعيد أبو حامد الأشعري الأصبهاني المتوفى ٣١٧ ، على ما في تاريخ الخطيب ٤ / ٦٤ ، لسان الميزان ١ / ١٤٤.

٧٢

محمّد العدل قال : حدّثنا عليّ بن عبد الله بن مبشّر قال : حدّثنا الرماديّ قال : حدّثنا أبو أحمد الزبيريّ ، حدّثنا حنش بن الحارث عن رياح بن الحارث (١) قال : كنّا مع عليّ عليه‌السلام في الرّحبة إذ جاء ركب من الأنصار فقالوا : السّلام عليك يا مولانا! قال : كيف ذا وأنتم قوم من العرب؟ قالوا : سمعنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم غدير خمّ يقول : «من كنت مولاه فعليّ مولاه» (٢) ثمّ انصرفوا ، فقلت : من القوم؟ قالوا : قوم من الأنصار ، وفينا أبو أيّوب الأنصاريّ.

٣١ ـ أخبرنا أحمد بن محمّد قال : حدّثنا الحسين بن محمّد العدل قال : حدّثنا الجواربيّ قال : حدّثنا أحمد بن يحيى الصوفيّ قال : حدّثنا إسماعيل بن أبي الحكم الثقفيّ قال: حدّثني شاذان عن عمران بن مسلم عن سويد بن أبي صالح عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن عمر بن الخطّاب قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعليّ : «من كنت مولاه فعليّ مولاه» (٣).

٣٢ ـ أخبرنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن عثمان قال : حدّثنا أبو الحسين محمّد بن المظفّر بن موسى بن عيسى الحافظ قال : حدّثنا محمّد يعني ابن عليّ ابن إسماعيل قال : حدّثنا محمّد بن نهار بن عمّار (٤) قال : حدّثنا أبو مسعود أحمد

__________________

(١) أبو المثنى رياح بن الحارث النخعي الكوفي المتوفى ٣٦ ، عنونه ابن حجر في تهذيب التهذيب فيمن سمى رياحا بالمثناة التحتانية ، وذكر أنه من رجال أبي داود والنسائي وابن ماجة في سننهم. أخرج حديثه هذا في الغدير ١ / ١٨٧ احقاق الحق ٦ / ٣٢٦.

(٢) أخرجه الامام ابن حنبل في مسنده ٥ / ٤١٩ بالاسناد إلى أبي أحمد في حديث وبالاسناد الى حنش بن الحارث بن لقيط النخعي في حديث بعين السند واللفظ وخرجه عنه ابن كثير في البداية والنهاية ٥ / ٢١٣ و ٧ / ٣٤٧ ، والهيتمي في مجمع الزوائد ٩ / ١٠٣ قال رواه أحمد والطبراني ، ورجال أحمد ثقاة ، وأخرجه ابن ديزيل في كتاب صفين على ما في شرح النهج ١ / ٢٨٩ بعين السند ، وأخرجه المحب الطبري في الرياض النضرة ٢ / ١٦٩ قال : خرجه أحمد في المناقب ، والحافظ البغوي في معجمه.

(٣) أخرجه العلامة عبد الله الشافعي في مناقبه المخطوط ١٠٧ من طريق مؤلفنا ابن المغازلي ، وأخرجه الحافظ السمعاني في فضائل الصحابة مخطوط بعين السند. وأخرجه المحب الطبري في الرياض النضرة ٢ / ١٦١ ، ذخائر العقبى ٦٧ وقال : خرجه أحمد في المناقب ، وابن السمان ، وأخرجه ابن كثير الدمشقي في البداية والنهاية ٧ / ٣٤٩ و ٥ / ٢١٣ من طريق سالم بن عبد الله بن عمر قال : أخرجه الذهبي وابن جرير.

(٤) محمّد بن نهار بن عمار بن أبي المحياة يحيى بن يعلى أبو الحسن التيمي المتوفى ٢٨٢ ، وأحمد ابن الفرات بن خالد الضبي هو أبو مسعود الرازي المتوفى ٢٥٨. راجع تهذيب التهذيب ١ / ٦٦ تاريخ بغداد ٣ / ٣٢٧.

٧٣

ابن الفرات قال : حدّثنا يحيى الحمّاني ، حدّثنا أبو محمّد قيس بن الرّبيع (١) ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله بن مسعود أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «من كنت مولاه فعليّ مولاه» (٢).

٣٣ ـ أخبرنا أبو الحسن عليّ بن عمر بن عبد الله بن شوذب قال : حدّثني أبي قال: حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفرانيّ قال : حدّثني أحمد بن يحيى بن عبد الحميد ، حدّثنا أبو إسرائيل الملائيّ (٣) ، عن الحكم ، عن أبي سليمان المؤذّن ، عن زيد بن أرقم قال : نشد عليّ عليه‌السلام النّاس في المسجد قال : أنشد الله رجلا سمع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «من كنت مولاه فعليّ مولاه اللهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه» (٤) وكنت أنا ممّن كتم فذهب بصري.

__________________

(١) أبو محمّد قيس بن الربيع الأسدي الكوفي ، روى عن جمع كثير منهم الأعمش ، وروى عنه كثيرون منهم يحيى بن عبد الحميد الحماني. تهذيب التهذيب ٨ / ٣٩٢.

(٢) أخرج ابن مردويه عن ابن مسعود أنه قال : كنا نقرأ على عهد رسول الله : يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك : أن عليا مولى المؤمنين. الخ خرجه السيوطي في الدر المنثور ٢ / ٢٩٨ ، والشوكاني في تفسيره ٣ / ٥٧.

(٣) هو اسماعيل بن خليفة الملائي المتوفى ١٦٩ ، راجع الغدير ١ / ١٦٧.

(٤) أخرجه الإمام ابن حنبل في مسنده ٥ / ٣٧٠ بالإسناد إلى أبي اسرائيل بعين السند واللفظ وفي آخره [فقام ستة عشر رجلا فشهدوا] وخرجه عنه المحب الطبري في الذخائر ٦٧ ، والحافظ الهيتمي في مجمع الزوائد ٩ / ١٠٧ ، وأخرجه ابن كثير الدمشقي في البداية والنهاية ٧ / ٣٦٦ بالإسناد إلى أبي إسرائيل الملائي وهو من رجال الترمذي وابن ماجة بعين السند ، واللفظ في آخره [فكنت فيهم] أي ممن شهدوا.

أقول : الظاهر أن هذا سهو أو تساه من العلامة الدمشقي ، فإن كل من روى الحديث وذيله ، إنما ذيله بأن زيدا كان فيمن كتم فذهب بصره ، وكان علي دعا على من كتم ، كما أخرجه الهيتمي في مجمع الزوائد ٩ / ١٠٦ واللفظ في آخره [فقام اثنا عشر بدريا فشهدوا بذلك وكنت فيمن كتم فذهب بصري] قال : رواه الطبراني في الكبير ، ورواه في الأوسط خاليا من ذهاب البصر والكتمان ودعاء علي. وفي رواية عنده «وكان علي دعا على من كتم». وهكذا أخرجه الشيخ المفيد من أعلام الامامية في الإرشاد ١٦٧.

وأخرج العلامة ابن أبي الحديد في شرحه على النهج ١ / ٣٦٢ قال : روى أبو إسرائيل عن الحكم عن أبي سليمان المؤذن : أن عليا عليه‌السلام نشد الناس من سمع رسول الله يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه؟ فشهد له قوم وأمسك زيد بن أرقم فلم يشهد ، وكان يعلمها ، فدعا علي عليه بذهاب البصر فعمي ، فكان يحدث الناس بالحديث بعد ما كف بصره.

٧٤

٣٤ ـ أخبرنا أحمد بن محمّد بن طاوان قال : حدّثنا الحسين بن محمّد العلويّ العدل الواسطيّ قال : حدّثنا ابن مبشّر قال : حدّثنا عمّار بن خالد (١) قال : حدّثنا إسحاق الأزرق عن عبد الملك عن عطيّة العوفيّ قال : رأيت ابن أبي أوفى وهو في دهليز له بعد ما ذهب بصره ، فسألته عن حديث فقال : إنّكم يا أهل الكوفة فيكم ما فيكم ، قال : قلت : أصلحك الله إنّي لست منهم ، ليس عليك منّي عار ، قال : أيّ حديث؟ قال : قلت : حديث عليّ عليه‌السلام يوم غدير خمّ ، فقال : خرج علينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في حجّته يوم غدير خمّ وهو آخذ بعضد عليّ فقال : «يا أيّها النّاس ألستم تعلمون أنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم»؟ قالوا : بلى يا رسول الله! قال : «فمن كنت مولاه فهذا مولاه» (٢).

٣٥ ـ أخبرنا أحمد بن محمّد بن طاوان قال : حدّثنا أبو عبد الله الحسين ابن محمّد العلويّ العدل قال : حدّثنا أبو الحسن عليّ بن مبشّر قال : حدّثنا الحسن بن عرفة قال : حدّثنا أبو معاوية الضرير عن الأعمش ، عن سعد بن عبيدة ، عن ابن بريدة ، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «من كنت وليّه فعليّ وليّه» (٣).

٣٦ ـ أخبرنا أحمد بن محمّد قال : حدّثنا الحسين بن محمّد العلويّ العدل قال : حدّثنا أبو الحسين ابن أخي كبير الزيّات قال : حدّثنا إسحاق الحربيّ قال : حدّثنا أبو نعيم (٤) قال : حدّثنا ابن أبي غنية عن الحكم ، عن سعيد

__________________

(١) هو أبو الفضل عمار بن خالد بن يزيد بن دينار الواسطي التمار المتوفى ٢٦٠. يروي عن جمع منهم اسحاق بن يوسف الأزرق. راجع تهذيب التهذيب ٧ / ٤٠٠.

(٢) أخرج حديثه ابن عقدة في كتاب الموالاة ، والثعلبي في تفسيره على ما في مناقب الشيخ عبد الله الشافعي مخطوط ، وله من طريق أبي ليلى بن سعيد وحبيب بن يسار حديث أخرجه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ٩ / ٤٣١ ، والبخاري في الكنى ٦٦ بالرقم ٦٠١.

(٣) أخرجه ابن كثير الدمشقي في البداية والنهاية بالإسناد إلى الحسن بن عرفة بعين السند وقد مر سائر الطرق تحت الرقم ٢٨.

(٤) ابو نعيم الملائي الفضل بن دكين روى عنه إسحاق بن الحسن بن ميمون بن سعد أبو يعقوب الحربي المتوفى ٢٨٤ وروى ـ هو عن عبد الملك بن حميد بن أبي غنية راجع التهذيب ٨ / ٢٧٠ ، الأنساب ٤ / ١١١ ، تاريخ بغداد ٦ / ٣٨٢.

٧٥

ابن جبير ، عن ابن عبّاس ، عن بريدة قال : غزوت مع عليّ اليمن فرأيت منه جفوة ، فقدمت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فذكرت عليا فتنقّصته ، فرأيت وجه رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) يتغيّر قال : «يا بريدة أولست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟» قلت : بلى يا رسول الله! قال : «من كنت مولاه فعليّ مولاه» (١).

٣٧ ـ أخبرنا أحمد بن محمّد بن طاوان قال : حدّثنا الحسين بن محمّد العلويّ العدل قال : حدّثنا عليّ بن عبد الله بن مبشّر قال : حدّثنا أحمد بن منصور الرّماديّ قال : حدّثنا عبد الله بن صالح عن ابن لهيعة ، عن أبي هبيرة وبكر بن سوادة ، عن قبيصة بن ذويب وأبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن جابر بن عبد الله (٢) : أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله نزل بخمّ فتنحّى النّاس عنه ، ونزل معه عليّ بن أبي طالب ، فشقّ على النبيّ تأخّر الناس فأمر عليّا فجمعهم ، فلمّا اجتمعوا قام فيهم [وهو] متوسّد (٣) عليّ بن أبي طالب فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال :

أيّها النّاس إنّه قد كرهت تخلّفكم عنّي حتّى خيّل إليّ أنّه ليس شجرة أبغض إليكم من شجرة تليني ، ثمّ قال : لكن عليّ بن أبي طالب أنزله الله منّي بمنزلتي منه ، فرضي الله عنه كما أنا عنه راض ، فإنّه لا يختار على قربي ومحبّتي شيئا ، ثمّ رفع يديه وقال : من كنت مولاه فعليّ مولاه اللهمّ وال من

__________________

(١) أخرجه الإمام ابن حنبل في المناقب ٨٣ مخطوط بالإسناد إلى أبي نعيم الفضل بن دكين بعين السند واللفظ ، وأخرجه الحافظ النسائي في خصائصه ص ٢١ بالإسناد إلى أبي أحمد عن عبد الملك بن أبي غنية ، وفي ص ٢٢ بالإسناد إلى أبي نعيم عنه بعين السند واللفظ ، وهكذا أخرجه الحاكم في مستدركه ٣ / ١١٠ بطرقه إلى أبي نعيم بعين السند ، وخرجه ابن كثير الدمشقي في البداية والنهاية ٥ / ٢٠٩ و ٧ / ٣٤٣ ، وقد تابع الحكم عدي بن ثابت عن سعيد بن جبير كما في ميزان الاعتدال ٢ / ٦٤٠ لسان الميزان ٤ / ٤٢ ، وتابع ابن عباس طاوس كما في حلية الاولياء ٤ / ٢٣ ، المعجم الصغير ١ / ٧١ ، اخبار اصبهان ١ / ١٢٦.

(٢) في الأصل خلد (خالد) بن عبد الله وما في الصلب نص العمدة لابن بطريق ٥٣ ، الغدير ١ / ٢٢ قال : ورواه الثعلبي في تفسيره كما في ضياء العالمين وأبو سلمة هو ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني ، راجع تهذيب التهذيب ١٢ / ١١٥.

(٣) في العمدة : وهو متوسد يد علي بن أبي طالب.

٧٦

والاه وعاد من عاداه (١).

قال : فابتدر النّاس إلى رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يبكون ويتضرّعون ويقولون : يا رسول الله ما تنحّينا عنك إلّا كراهية أن نثقل عليك ، فنعوذ بالله من شرور أنفسنا وسخط رسول الله ، فرضي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عنهم عند ذلك.

٣٨ ـ حدّثني أبو القاسم الفضل بن محمّد بن عبد الله الأصفهانيّ ـ قدم علينا واسطا ـ إملاء من كتابه ـ لعشر بقين من شهر رمضان سنة أربع وثلاثين وأربعمائة ـ قال : حدّثنا محمّد بن عليّ بن عمر بن المهديّ قال : حدّثنا سليمان ابن أحمد بن أيّوب الطبرانيّ قال : حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن كيسان الثقفيّ الأصفهاني (٢) قال : حدّثنا إسماعيل بن عمر البجليّ قال : حدّثنا مسعر بن كدام عن طلحة بن مصرف ، عن عميرة بن سعد قال : شهدت عليّا عليه‌السلام على المنبر ناشدا أصحاب رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ «من سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم غدير خمّ يقول ما قال فليشهد». فقام اثنى عشر رجلا منهم أبو سعيد الخدريّ ، وأبو هريرة ، وأنس بن مالك (٣) فشهدوا أنّهم سمعوا

__________________

(١) أخرجه بهذا السند ابن كثير الدمشقي في البداية والنهاية ٥ / ٢١٣ عن شيخه العلامة الذهبي ، وهكذا أخرجه العلامة الثعلبي في تفسيره على ما في المناقب للشيخ عبد الله الشافعي مخطوط. ولجابر بن عبد الله حديث آخر من طريق عبد الله بن محمّد بن عقيل أخرجه ابن عقدة في حديث الولاية وعنه ابن عبد البر في الاستيعاب ٢ / ٤٧٣ ، وأخرجه العلامة الدمشقي في البداية والنهاية ٥ / ٢١٣ ، والحافظ الكنجي في كفاية الطالب ٦١ / ٦٢ ط الاميني ، وأخرجه حسام الدين الهندي في كنز العمال ٦ / ٣٩٨ قال : رواه البزار.

(٢) أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن كيسان الثقفي ، يعرف بابن شاذويه ، توفي ٢٩١ ، عنونه أبو نعيم في تاريخ أصفهان ١ / ١٠٧ وذكر هذا الحديث بمتنه وسنده.

(٣) قال العلامة الأميني قدس الله سره : إن أنسا كان ممن حول المنبر لا من شهود الحديث كما مر في هذه الرواية بلفظ أبي نعيم في الحلية ، وكذلك في بقية الأحاديث (راجع الغدير ١ / ١٨٢) وهو الذي أصابته دعوة الإمام عليه‌السلام ، ففي هذا المتن تحريف واضح.

أقول : ولفظ أبي نعيم في الحلية ٥ / ٢٦ بعين سند المتن عن عميرة بن سعد هكذا قال : شهدت عليا على المنبر ناشدا أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وفيهم أبو سعيد وأبو هريرة وأنس بن مالك وهم حول المنبر وعلي على المنبر ، وحول المنبر اثنى عشر رجلا هؤلاء منهم ـ إلى أن قال ـ : فقاموا كلهم فقالوا : اللهم نعم ، وقعد رجل ، فقال : ما منعك أن تقوم؟ قال : يا أمير المؤمنين كبرت ونسيت ، فقال : اللهم إن كان كاذبا فاضربه ببلاء حسن ، قال : فما مات ـ

٧٧

رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يقول : من كنت مولاه فعليّ مولاه اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه (١).

٣٩ ـ قال أبو القاسم الفضل بن محمّد : هذا حديث صحيح عن رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) وقد روى حديث غدير خمّ عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله نحو من مائة نفس منهم العشرة ، وهو حديث ثابت لا أعرف له علّة تفرّد عليّ عليه‌السلام بهذه الفضيلة ليس يشركه فيها أحد (٢).

__________________

ـ حتى رأينا بين عينيه نكتة بيضاء لا تواريها العمامة. رواه في ذيل إحقاق الحق : ج ٥ ص ١٤٣ ، وبعدها.

(١) أخرجه الحافظ النسائي في خصائصه ٢٢ بالإسناد إلى عبيد الله بن موسى عن هانئ بن أيوب عن طلحة بن مصرف بعين السند وفيه : فقام ستة عشر فشهدوا ، وهكذا أخرجه من أعلام الإمامية الشيخ الطوسي في أماليه ١ / ٢٧٨ و ١ / ٣٤٣ بالإسناد عن مشايخه عن ابن عقدة عن الحسن بن علي بن عفان ، عن عبيد الله بن موسى بعين هذا السند ولفظه (فقاموا بضعة عشر فشهدوا) من دون زيادة.

وأخرجه الطبراني في الصغير بهذا السند (١ / ٦٤ ط المدينة و ٣٣ ط دهلي) وفي الأوسط كما في مجمع الزوائد ٩ / ١٠٨ بعين ما في الصلب ثم قال : وفي إسناده لين وخرجه عنه أبو نعيم في تاريخ أصبهان ١ / ١٠٧ وقال : أحمد بن إبراهيم بن كيسان كان مكفوفا ، قال أبو محمّد بن حيان : أدركته ولم أكتب عنه : كان يحدث عن حفظه وليس بالقوي.

أقول : وآية ذلك أنه ذكر أنسا في لفظه هذا بأنه ممن شهد وعامة المؤرخين والمحدثين ذكروه فيمن كتم فابتلى بالبرص ، ويشهد على خلطه يوم هذا أن الطبراني حدث عنه حديث المناشدة هذا في موقف آخر بعين السند ولفظه يطابق سائر الأحاديث كما أخرجناه في ذيل الحديث ص ٢٦ ـ ٢٧ من هذا الكتاب.

(٢) فيه ذكر حديث الغدير ذكره أبو القاسم الأصبهاني من مائة نفس منهم العشرة ـ يعني المبشرة في أحاديثهم بالجنة ـ وقد ذكر السيد ابن طاوس في كتاب الطرائف نقلا عن كتاب الولاية للحافظ ابن عقدة أسامي ١٠٥ نفرا من الصحابة.

وقال العلامة الأميني ـ رضوان الله عليه ـ في كتابه الغدير ١ / ٦٠ بعد ما ذكر أسماء الصحابة الذين رووا حديث الغدير بطرقهم : هؤلاء مائة عشرة من أعاظم الصحابة الذين وجدنا روايتهم لحديث الغدير ولعل فيما ذهب علينا أكثر من ذلك بكثير ..

فائدة :

قد يسأل عن قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ). ونزوله في أمر الولاية فيقال: ما هي الآية التي نزلت في ولايته قبلا حتى يكون قوله تعالى : (ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ). إشارة إليه.

والجواب : أن أمر الولاية قد نزلت في سورة الأحزاب سنة خمس من الهجرة في قوله تعالى : (النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي ـ

٧٨

قوله عليه‌السلام : أنت منّي بمنزلة هارون من موسى :

٤٠ ـ أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر بن أحمد العطّار الفقيه الشافعيّ بقراءتي عليه ، فأقرّ به سنة أربع وأربعين وأربعمائة ، قلت له : أخبركم أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن عثمان المزنيّ الملقّب بابن السّقاء الحافظ (١) قال : حدّثنا أبو يعلى أحمد بن عليّ بن المثنّى الموصليّ قال : حدّثنا سعيد بن مطرّف الباهليّ قال : حدّثنا يوسف بن يعقوب ـ يعني الماجشون ـ عن ابن المنكدر ، عن سعيد بن المسيّب ، عن عامر بن سعد ، عن أبيه أنّه قال : سمعت النبيّ (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) يقول لعليّ عليه‌السلام : أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي (٢). فأحببت أن أشافه بذلك سعدا ، فلقيته فذكرت له

__________________

ـ كِتابِ اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهاجِرِينَ).

فالآية تنص بأن رسول الله أولى بكل مؤمن من نفسه ، وأن أزواجه بحكم الأمهات لا يجوز نكاحهن ولا هتكهن ، وأن أولى أرحامه فيهم من هو أولى بهم من سائر المؤمنين والمهاجرين. فعلى هذا لا يجوز لأحد من المؤمنين والمهاجرين أن يتقدم على أرحام الرسول ، ولا أن يتأمر ويتولى عليهم ، وأما هم فمطلق يجوز ويصلح لهم الإمرة على كل أحد مهاجرهم وأنصارهم وتابعيهم بنص الآية الكريمة ، كما بين ذلك علي عليه‌السلام بقوله : «إن الأئمة من قريش غرسوا في هذا البطن من هاشم لا تصلح على سواهم ولا تصلح الولاة من غيرهم» راجع شرح ذلك في ص ٣٠٨ من هذا الكتاب.

وإذ لا بد للأمة من بعد الرسول من قيّم يجمع شملهم ، ويقوم مقام النبي الذي كان أولى بجميعهم من أنفسهم ، فلا يكون ذلك إلّا من أهل بيته ، وعلى الرسول أن يعرفه للأمة كما فعل في غدير خم ؛ وصدر كلامه بقوله : «ألست أولى بكم من أنفسكم» ثم وصاهم بأهل بيته «أن يقدموهم ولا يتقدموا عليهم» ثم أخذ بضبع علي وهو وزيره وخليفته في أهله ومن هو منه بمنزلة هارون من موسى فقال : «من كنت مولاه فهذا علي مولاه».

فالأمر الصريح المفروض من الله عزوجل في هذه الآية أن لا يتأمر على أهل بيت الرسول أحد من الأمة ، والأمر المنصوص من الرسول بإشارة من الله عزوجل في كتابه أن وليّهم وقيّمهم من بعده علي بن أبي طالب لا غيره.

فعلى هذا المتأمر على أهل بيت الرسول المنازع لهم في الإمارة منكر للضروري المفروض من القرآن ، وأما من اتخذ من دونهم أولياء جهلا فلا يحكم عليه إلّا بالفسق أو الضلال.

(١) أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن عبد الله بن عثمان بن المختار المزني الواسطي المعروف بابن السقاء المتوفى ٣٧٣ ، راجع اللباب ٢ / ١٢١ ، شذرات الذهب ٣ / ٨١ المنتظم ٧ / ١٢٣ يروي عنه أبو الحسن أحمد بن المظفر بن أحمد بن مزداد الواسطي العطار كما في الشذرات ٣ / ١٦٦ ترى ترجمته في تذكرة الحفاظ ٩٧٥ مفصلا.

(٢) أخرجه مسلم في صحيحه ١٨٧٠ ط محمّد فؤاد وسيأتي بالرقم ٥٠ أيضا وفي الباب اختلاف ـ

٧٩

ما ذكر لي عامر ، فقال : نعم سمعته يقول ، فقلت : أنت سمعته؟ فأدخل يديه في أذنيه فقال : نعم ، وإلّا فاستكتا.

٤١ ـ أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد الوهّاب قال : أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمّد العلويّ العدل قال : حدّثنا أبو الحسن عليّ بن عبد الله بن مبشّر قال : حدّثنا الحسن بن صالح البزّاز قال : سمعت أبا الوليد قال : حدّثنا يوسف بن الماجشون ، حدّثنا محمّد بن المنكدر عن عامر بن سعد ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لعليّ عليه‌السلام : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي.

٤٢ ـ يحيى قال : حدّثنا [القاضي أبو عبد الله المحاملي حدثنا] عبد الرحمن بن عبد الله الاسكافي ـ قدم علينا واسطا ـ قال : أخبرنا عبد الله بن عبيد الله بن محمّد قال : حدّثنا عليّ بن مسلم (١) قال : حدّثنا يوسف بن يعقوب الماجشون قال : أخبرني محمّد بن المنكدر عن سعيد بن المسيّب قال : سألت سعد بن أبي وقّاص هل سمعت رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يقول لعليّ :

__________________

ـ على محمّد بن المنكدر : روى عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون عنه عن سعيد بن المسيب عن إبراهيم بن سعد عن أبيه بعين لفظ الحديث ، ورواه يوسف بن الماجشون كما في الصلب عن محمّد بن المنكدر ، عن سعيد بن المسيب ، عن عامر بن سعد ، عن أبيه ، والظاهر هو الأخير كما اختاره المؤلف العلامة ، حيث تابعه على روايته عن عامر بن سعد : علي بن زيد بن جدعان ، فروى الحديث عن سعيد بن المسيب ، عن عامر بن سعد ، عن سعد بعين ما في الصلب.

كل هذا مأخوذ مما ذكره الحافظ النسائي في الخصائص ١٤ و ١٥ ثم قال : وما علمت أحدا تابع عبد العزيز بن الماجشون على روايته عن محمّد بن المنكدر عن سعيد بن المسيب عن ابراهيم بن سعد.

ولا يذهب عليك أن سعيد بن المسيب بعد ما شافه سعدا واعترف له بالحديث ، يكون متحملا للحديث عن سعد ، وليس عليه ولا على من يروي الحديث عنه أن يذكر القصة بتمامها ، بل له أن يقول : «سألت سعدا» فيشير إلى قصة ابنه مجملا كما يأتي بالرقم ٤٢ و ٥١ ، أو يقول : «عن سعد بن أبي وقاص» من دون أن يشير إلى أنه تحمل الحديث أولا عن عامر بن سعد ثم عن أبيه كما سيأتي بالرقم ٤٩ و ٥٣ و ٥٤.

(١) يعني أبا الحسن علي بن مسلم بن سعيد الطوسي المتوفى ١٥٣ ، نزيل بغداد راجع تهذيب التهذيب ٧ / ٣٨٢ تاريخ بغداد ١٢ / ١٠٨.

٨٠