أقطعه (١) السلطان (محمّد) السلجوقي ولاية الكوفة سنة (٤٩٨) للهجرة ، وأوصى صدقه بن دبيس (أمير الحلة) أن يحميه وأصحابه من هجمات قبيلة خفاجه ، فوافق صدقه على ذلك (٢).
ولمّا جاء (المستضيء بأمر الله) إلى الخلافة بعد (المستنجد بالله) بايعه قايماز ، فازدادت مكانته في الدولة ، فأصبح أميرا للجيش ، ثمّ صار وزيرا واستفحل أمره ، وسيطر على زمام الأمور في الدولة ، حتّى أنّ (المستضيء بأمر الله) أراد أن يعيّن وزيرا فمنعه من ذلك (٣). ثمّ حرّض الخليفة على عزل عضد الدين أبي الفرج من الوزراة ، وتزوّج بأخت علاء الدين تيامش.
ثمّ اختلف قايماز مع الخليفة (المستضيء بأمر الله) وأراد أن يقوم بعمل ما ضدّه ، إلّا أنّ المستضيء قد أحسّ به ، فهرب قايماز إلى الموصل ، وقيل إنّ الخليفة قد أمره بالذهاب إلى الموصل ، وفي الطريق أصابهم عطش شديد فمات قايماز ، ومات الكثير من أصحابه ، وبقي صهره علاء الدين تيامش في الموصل ، فطلب من الخليفة السماح له بالعودة إلى بغداد (٤).
وذكر بأنّ الفقهاء قد اجتمعوا للاستفتاء بحقّ (قايماز) وما تجب عليه من عقوبة لمخالفته للخليفة ، فقرروا بالإجماع بأنه (مارق) ، وبعد أيّام تبيّن أنّ قايماز قد مات في ناحية الموصل ودفن فيها ، وأنّ أكثر أصحابه مرضى (٥).
وذكر ابن الأثير بأنّ قايماز كان يلعب بالكرة في ميدان الخليفة فسقط
__________________
(١) عجزت الدولة العباسيّة (أيّام استيلاء السلاجقة على العراق) عن دفع رواتب الجيش فلجأت إلى توزيع (الاقطاعات) العسكرية إلى القادة والجنود الأتراك والديلم بدلا من الرواتب. (عبد الجبار ناجي ـ الإمارة المزيدية. ص ١).
(٢) ابن الأثير ـ الكامل. ج ١٠ / ٣٩٦.
(٣) ابن الجوزي ـ المنتظم. ج ٩ / ٢٥٥.
(٤) تاريخ ابن خلدون. ج ٣ / ٥٢٨.
(٥) ابن الجوزي ـ المنتظم. ج ٩ / ٢٥٤.