تفسير المراغي - ج ٣٠

أحمد مصطفى المراغي

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (١) ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ (٢) سَيَصْلى ناراً ذاتَ لَهَبٍ (٣) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (٤) فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (٥))

شرح المفردات

التباب : الهلاك والخسران : قال تعالى : «وَما كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبابٍ» وأبو لهب : أحد أعمام النبي صلى الله عليه وسلم ، واسمه عبد العزّى بن عبد المطلب ، وتبّ : أي قد تبّ وخسر ، يصلى نارا : أي يجد حرها ويذوقه ، ولهب النار : ما يسطع منها عند اشتعالها وتوقدها ، والجيد : العنق ، والمسد : الليف.

الإيضاح

(تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ) هذا دعاء عليه بالخسران والهلاك ، ونسب الهلاك إلى اليدين ، لأنهما آلة العمل والبطش ، فإذا هلكتا وخسرتا كان الشخص كأنه معدوم هالك.

(وَتَبَّ) أي وقد تب وهلك.

والجملة الأولى دعاء عليه بالخسران والهلاك ، والجملة الثانية إخبار من الله بأن هذا الدعاء قد حصل ، وقد خسر الدنيا والآخرة.

ثم ذكر أن ما كان يعتزّ به فى الدنيا من مال وجاه لم يغن عنه من الله شيئا يوم القيامة فقال :

(ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ) أي لم يفده حينئذ ماله ولا عمله الذي كان يأتيه فى الدنيا من معاداته رسول الله طلبا للعلوّ والظهور ؛ فكما أن ذلك لم يجده شيئا

٢٦١

فى الدنيا ، إذ لم يتغلب على الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولم يقطع ما أراد الله أن يوصل لم يفده فى الآخرة ، بل لحقه البوار والنكال وعذاب النار.

وقد كان أبو لهب شديد العداوة للنبى صلى الله عليه وسلم ، شديد التحريض عليه شديد الصدّ عنه.

روى أحمد عن ربيعة بن عباد قال : «رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فى الجاهلية فى سوق ذى المجاز وهو يقول : قولوا لا إله إلا الله تفلحوا ، والناس مجتمعون عليه ، ووراءه رجل وضىء الوجه أحول ذو غديرتين يقول : إنه صابىء كاذب ، يتبعه حيث ذهب ، فسألت عنه فقالوا : هذا عمه أبو لهب.

ومن ذلك تعلم أن أبا لهب كان يصدّ عن الحق ، وينفّر عن اتباعه ، وذاع عنه تكذيبه للرسول صلى الله عليه وسلم وتحدّيه واتباع خطواته لدحض دعوته ، والحط من شأن دينه وما جاء به.

(سَيَصْلى ناراً ذاتَ لَهَبٍ) أي سيذوق حر النار ويعذب بلظاها.

وخلاصة ما سلف ـ خسر أبو لهب وضل عمله ، وبطل سعيه الذي كان يسعاه للصد عن دين الله ، ولم يغن عنه ماله الذي كان يتباهى به ، ولا جدّه واجتهاده فى ذلك ، فإن الله أعلى كلمة رسوله ، ونشر دعوته ، وأذاع ذكره ، وأنه سيعذب يوم القيامة بنار ذات شرر ولهيب ، وإحراق شديد ، أعدها الله لمثله من الكفار المعاندين ، فوق تعذيبه فى الدنيا بإبطال سعيه ، ودحض عمله ؛ وستعذب معه امرأته التي كانت تعاونه على كفره وجحده ، وكانت عضده فى مشاكسة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإيذائه ، وكانت تمشى بالنميمة للإفساد ، وإيقاد نار الفتنة والعداوة كما قال :

(وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ) أي وستعذب أيضا بهذه النار امرأته أروى بنت حرب أخت أبى سفيان بن حرب ، جزاء لها على ما كانت تجترحه من السعى بالنميمة إطفاء لدعوة رسوله صلى الله عليه وسلم ؛ والعرب تقول لمن يسعى فى الفتنة ويفسد

٢٦٢

بين الناس : هو يحمل الحطب بينهم ، كأنه بعمله يحرق ما بينهم من صلات.

وقيل إنها كانت تحمل حزم الشوك والحسك والسّعدان ، وتنثرها بالليل فى طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم لإيذائه.

وقد زاد سبحانه فى تبشيع عملها وتقبيح صورته فقال :

(فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ) أي فى عنقها حبل مما مسد من الحبال أي أحكم فتله ، وقد صوّرها الله بصورة من تحمل تلك الحزمة من الشوك وتربطها فى جيدها كبعض الحطّابات الممتهنات احتقارا لها ، واحتقارا لبعلها ، حين اختارت ذلك لنفسها.

وقصارى أمرها ـ إنها فى تكليف نفسها المشقة الفادحة ، للإفساد بين الناس وإيقاد نيران العداوة بينهم ، بمنزلة حاملة الحطب التي فى عنقها حبل خشن تشدّ به ما تحمله إلى عنقها حين تستقلّ به ، وهذه أبشع صورة تظهر بها امرأة تحمل الحطب وهى على تلك الحال.

ويرى بعض العلماء أن المراد بيان حالها وهى فى نار جهنم ، إذ تكون على الصورة التي كانت عليها فى الدنيا ، حين كانت تحمل الشوك إيذاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فهى لا تزال تحمل حزمة من حطب النار ، ولا يزال فى جيدها حبل من سلاسلها ، ليكون جزاؤها من جنس عملها ؛ فقد روى عن سعيد بن المسيّب أنه قال : كانت لأم جميل قلادة فاخرة فقالت : لأنفقنّها فى عداوة محمد ، فأعقبها الله حبلا فى جيدها من مسد النار.

نسأل الله الوقاية من النار ، والبعد من الصدّ عن دينه وكتابه ، إنه هو السميع العليم.

٢٦٣

سورة الإخلاص

هى مكية ، وآياتها أربع ، نزلت بعد سورة الناس.

أسباب نزولها

روى الضحاك أن المشركين أرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عامر بن الطّفيل فقال له عنهم : شققت عصانا (فرّقت كلمتنا) ، وسببت آلهتنا ، وخالفت دين آبائك ، فإن كنت فقيرا أغنيناك ، وإن كنت مجنونا داويناك ، وإن كنت قد هويت امرأة زوجنا كها ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لست بفقير ولا مجنون ، ولا هويت امرأة ، أنا رسول الله ، أدعوكم من عبادة الأصنام إلى عبادته ، فأرسلوه ثانية وقالوا : قل له : بيّن لنا جنس معبودك ، أم من ذهب أم من فضة؟ فأنزل الله هذه السورة :

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ (١) اللهُ الصَّمَدُ (٢) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (٣) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ (٤))

شرح المفردات

أحد : أي واحد لا كثرة فى ذاته ، فهو ليس بمركب من جواهر مختلفة مادية ولا من أصول متعدّدة غير مادية ، والصمد : الذي يقصد فى الحاجات كما قال :

لقد بكر الناعي بخير بنى أسد

بعمرو بن مسعود وبالسيد الصمد

الكفء والمكافئ : النظير فى العمل والقدرة.

٢٦٤

المعنى الجملي

هذه السورة تضمنت أهمّ الأركان التي قامت عليها رسالة النبي صلى الله عليه وسلم ، وهى توحيد الله وتنزيهه ، وتقرير الحدود العامة للأعمال ، ببيان الصالحات وما يقابلها ، وأحوال النفس بعد الموت من البعث وملاقاة الجزاء من ثواب وعقاب ، وقد ورد فى الخبر : «إنها تعدل ثلث القرآن» لأن من عرف معناها ، وتدبر ما جاء فيها حق التدبر ، علم أن ما جاء فى الدين من التوحيد والتنزيه تفصيل لما أجمل فيها.

الإيضاح

(قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) أي قل لمن سألك عن صفة ربك : الله هو الواحد المنزه عن التركيب والتعدّد ، لأن التعدد فى الذات مستلزم لافتقار المجموع إلى تلك الأجزاء والله لا يفتقر إلى شىء.

(اللهُ الصَّمَدُ) أي هو الله الذي يقصده العباد ويتوجهون إليه ، لقضاء ما أهمهم دون واسطة إلى شفيع ؛ وبهذا أبطل عقيدة مشركى العرب الذين يعتقدون بالوسائط والشفعاء ، وعقيدة غيرهم من أهل الأديان الأخرى الذين يعتقدون بأن لرؤسائهم منزلة عند ربهم ينالون بها التوسط لغيرهم فى نيل مبتغاهم ، فيلجئون إليهم أحياء وأمواتا ، ويقومون عند قبورهم خاضعين خاشعين ، كما يخشعون لله أو أشد خشية.

(لَمْ يَلِدْ) أي تنزه ربنا عن أن يكون له ولد ، وفى هذا ردّ لمزاعم مشركى العرب الذين زعموا أن الملائكة بنات الله ، ولمزاعم النصارى الذين قالوا : المسيح ابن الله ، اقرأ إن شئت قوله تعالى : «فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَناتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ أَمْ خَلَقْنَا الْمَلائِكَةَ إِناثاً وَهُمْ شاهِدُونَ؟ أَلا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ : وَلَدَ اللهُ وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ».

(وَلَمْ يُولَدْ) لأن ذلك يقتضى مجانسته لسواه ، وسبق العدم قبل الوجود ـ تنزه ربنا عن ذلك.

٢٦٥

وأثر عن ابن عباس أنه قال : لم يلد كما ولدت مريم ، ولم يولد كما ولد عيسى وعزير ، وهو ردّ على النصارى الذين قالوا المسيح ابن الله ، وعلى اليهود الذين قالوا : عزير ابن الله.

(وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ) أي ليس له ندّ ولا مماثل ، وفى هذا نفى لما يعتقده بعض المبطلين من أن لله ندّا فى أفعاله كما ذهب إلى ذلك مشركو العرب حيث جعلوا الملائكة شركاء لله.

والخلاصة ـ إن السورة تضمنت نفى الشرك بجميع أنواعه ، فقد نفى الله عن نفسه أنواع الكثرة بقوله : «الله أحد» ونفى عن نفسه أنواع الاحتياج بقوله : «اللهُ الصَّمَدُ» ونفى عن نفسه المجانسة والمشابهة لشىء بقوله : «لَمْ يَلِدْ» ونفى عن نفسه الحدوث والأوّلية بقوله : «وَلَمْ يُولَدْ» ونفى عن نفسه الأنداد والأشباه بقوله : «وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ» تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا.

سورة الفلق

هى مكية ، وآياتها خمس ، نزلت بعد سورة الفيل.

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (١) مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ (٢) وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ (٣) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ (٤) وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ (٥))

شرح المفردات

أعوذ : أي ألجأ ، والفلق : شق الشيء وفصل بعضه من بعض ، تقول فقلت الشيء فانفلق كما قال تعالى : «فالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوى» والشيء المفلوق يسمى فلقا ،

٢٦٦

والمراد به كل ما يفلقه الله كالأرض التي تنفلق عن النبات ، والجبال التي تنفلق عن عيون الماء ، والسحائب التي تنفلق عن ماء الأمطار ، والأرحام التي تنفلق عن الأولاد.

والغاسق : الليل إذا اعتكر ظلامه ، ووقب : دخل ظلامه فى كل شىء ، ويقال وقبت الشمس إذا غابت ، والنفاثات : واحدهم نفاثة كعلامة ، من النفث وهو النفخ من ريق يخرج من الفم ، والعقد : واحدها عقدة ، والحاسد : هو الذي يتمنى زوال نعمة المحسود.

الإيضاح

(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ. مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ) أي قل : أستعيذ برب المخلوقات ، ومبدع الكائنات ، من كل أذى وشر يصيبنى من مخلوق من مخلوقاته طرّا.

ثم خصص من بعض ما خلق أصنافا يكثر وقوع الأذى منهم فطلب إليه التعوذ من شرهم ودفع أذاهم ، وهم :

(١) (وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ) أي ومن شر الليل إذا دخل وغمر كل شىء بظلامه ، والليل إذا كان على تلك الحال كان مخوفا باعثا على الرهبة ـ إلى أنه ستار يختفى فى ظلامه ذوو الإجرام إذا قصدوك بالأذى ـ إلى أنه عون لأعدائك عليك.

(٢) (وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ) أي ومن شر النمامين الذين يقطعون روابط المحبة ، ويبددون شمل المودة ، وقد شبه عملهم بالنفث ، وشبهت رابطة الوداد بالعقدة ، والعرب تسمى الارتباط الوثيق بين شيئين عقدة ، كما سمى الارتباط بين الزوجين : (عقدة النكاح).

فالنميمة تحول ما بين الصديقين من محبة إلى عداوة بالوسائل الخفية التي تشبه أن تكون ضربا من السحر ، ويصعب الاحتياط والتحفظ منها ؛ فالنمام يأتى لك بكلام يشبه الصدق ، فيصعب عليك تكذيبه ، كما يفعل الساحر المشعوذ إذا أراد

٢٦٧

أن يحل عقدة المحبة بين المرء وزوجه ، إذ يقول كلاما ويعقد عقدة وينفث فيها ، ثم يحلها إيهاما للعامة أن هذا حل للعقدة التي بين الزوجين.

قال الأستاذ الإمام ما خلاصته : قد رووا هاهنا أحاديث فى أن النبي صلى الله عليه وسلم سحره لبيد بن الأعصم ، وأثّر سحره فيه حتى كان يخيل إليه أنه يفعل الشيء وهو لا يفعله ، أو يأتى شيئا وهو لا يأتيه ، وأن الله أنبأه بذلك ،

وأخرجت موادّ السحر من بئر ، وعوفى صلى الله عليه وسلم مما كان نزل به من ذلك ونزلت هذه السورة.

ولا يخفى أن تأثير السحر فى نفسه عليه الصلاة والسلام ـ ماس بالعقل آخذ بالروح ، فهو مما يصدق قول المشركين فيه : «إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلاً مَسْحُوراً».

والذي يجب علينا اعتقاده أن القرآن المتواتر جاء بنفي السحر عنه عليه الصلاة والسلام ، حيث نسب القول بإثبات حصوله له إلى المشركين ووبخهم على ذلك.

والحديث على فرض صحته من أحاديث الآحاد التي لا يؤخذ بها فى العقائد ، وعصمة الأنبياء عقيدة لا يؤخذ فيها إلا باليقين ، ونفى السحر عنه صلى الله عليه وسلم لا يستلزم نفى السحر مطلقا ، فربما جاز أن يصيب السحر غيره بالجنون ، ولكن من المحال أن يصيبه صلى الله عليه وسلم ، لأن الله عصمه منه.

إلا أن هذه السورة مكية فى قول عطاء والحسن وجابر ، وما يزعمونه من السحر إنما وقع بالمدينة ، فهذا مما يضعف الاحتجاج بالحديث ، ويضعف التسليم بصحته.

وعلى الجملة فعلينا أن نأخذ بنص الكتاب ، ونفوض الأمر فى الحديث ولا نحكمه فى عقيدتنا ا ه.

(٣) (وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ) أي ونستعيذ بك ربنا من شر الحاسد إذا أنفذ حسده ، بالسعي والجدّ فى إزالة نعمة من يحسده ، فهو يعمل الحيلة ، وينصب

٢٦٨

شباكه ، لإيقاع المحسود فى الضرر ، بأدق الوسائل ، ولا يمكن إرضاؤه ، ولا فى الاستطاعة الوقوف على ما يدبره ، فهو لا يرضى إلا بزوال النعمة ، وليس فى الطوق دفع كيده ، وردّ عواديه ، فلم يبق إلا أن نستعين عليه بالخالق الأكرم ، فهو القادر على ردّ كيده ، ودفع أذاه ، وإحباط سعيه.

نسألك اللهم وأنت الوزر والنصير ، أن تقينا أذى الحاسدين ، وتدفع عنا كيد الكائدين ، إنك أنت الملجأ والمعين.

سورة الناس

هى مكية ، وآياتها ست ، نزلت بعد سورة الفلق

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (١) مَلِكِ النَّاسِ (٢) إِلهِ النَّاسِ (٣) مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ (٤) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (٥) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (٦))

شرح المفردات

رب الناس : أي مربيهم ومنميهم ومراعى شؤونهم ، الوسواس : أي الموسوس الذي يلقى حديث السوء فى النفس ، والخناس : من الخنوس وهو الرجوع والاختفاء والجنة : واحدهم جنىّ ، كإنس وإنسى.

الإيضاح

(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) أمر رسوله أن يستعين بمن يربى الناس بنعمه ، ويودبهم بنقمه.

٢٦٩

(مَلِكِ النَّاسِ) أي مالكهم ومدبر أمورهم ، وواضع الشرائع والأحكام التي فيها سعادتهم فى معاشهم ومعادهم.

(إِلهِ النَّاسِ) أي المستولى على قلوبهم بعظمته ، وهم لا يحيطون بكنه سلطانه بل يخضعون بما يحيط منها بنواحي قلوبهم ، ولا يدرون من أىّ جانب يأتيهم ، ولا كيف يسلط عليهم.

وإنما قدم الربوبية ، لأنها من أوائل نعم الله على عباده ، ثم ثنى بذكر المالكية لأن العبد إنما يدرك ذلك بعد أن يصير عاقلا مفكرا ، ثم ثلّث بذكر الألوهية ، لأن المرء بعد أن يدرك ويعقل يعلم أنه هو المستوجب للخضوع والعزة والمستحق للعبادة وإنما قال : رب الناس ، ملك الناس ، إله الناس ، وهو رب كل شىء ومالك كل شىء وإله كل شىء من قبل أن الناس هم الذين أخطئوا فى صفاته وضلوا فيها عن الطريق السوىّ ، فجعلوا لهم أربابا ينسبون إليهم بعض النعم ، ويلجئون إليهم فى دفع النقم ، ويلقبونهم بالشفعاء ، ويظنون أنهم هم الذين يدبرون حركاتهم ، ويرسمون لهم حدود أعمالهم.

وبحسبك أن تقرأ قوله تعالى : «اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ ، وَما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلهاً واحِداً لا إِلهَ إِلَّا هُوَ سُبْحانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ» وقوله : «وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْباباً أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ؟».

والخلاصة ـ إنه سبحانه أراد أن ينبه الناس بأنه هو ربهم ، وهم أناس مفكرون ، وملكهم وهم كذلك ، وإلههم وهم هكذا ، فباطل ما اخترعوا لأنفسهم من حيث هم بشر.

(مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ) أي ألجأ إليك ربّ الخلق وإلههم ومعبودهم أن تنجينا من شر الشيطان الموسوس الكثير الخنوس والاختفاء ، لأنه يأتى من ناحية

٢٧٠

الباطل ، فلا يستطيع مقاومة الحق إذا صدمه ، ولكنه يذهب بالنفس إلى أسوإ مصير ، إذا انجرّت مع وسوسته ، وانساقت معه إلى تحقيق ما خطر بالبال.

وهذه الأحاديث النفسية إذا سلط عليها نظر العقل خفيت واضمحلت ، ولكن الموسوس عند إلقائها.

وحديث النفس بالفواحش وضروب الأذى للناس ، يذهب هباء إذا تنبهت النفس لأوامر الشرع ، وهكذا إذا وسوس لك امرؤ وبعثك على فعل السوء ثم كرّته بأوامر الدين يخنس ويمسك عن القول ، إلى أن تستح له فرصة أخرى.

وقد وصف الله هذا الوسواس الخناس بقوله :

(الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) أي إن هذا الوسواس الخناس الذي يوسوس فى صدور البشر ، قد يكون من الجنة وقد يكون من الناس ، كما جاء فى قوله تعالى : «وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَياطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ» فشيطان الجن قد يوسوس تارة ويخنس أخرى ، وشيطان الإنس كذلك ، فكثيرا ما يريك أنه ناصح شفيق ، فإذا زجرته خنس وترك هذه الوسوسة ، وإذا أصغيت إلى كلامه استرسل واستمر فى حديثه وبالغ فيه ، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : «إن الله عز وجل تجاوز لأمتى عما حدّثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم به» رواه أبو هريرة وخرّجه مسلم.

وإنما جعل الوسوسة فى الصدور من قبل أنه عهد فى كلام العرب أن الخواطر فى القلب ، والقلب مما حواه الصدر عندهم ، ألا تراهم يقولون : إن الشك يحوك فى صدرك ، ويجيش فى صدرى كذا ، ويختلج ذلك بخاطري ، وما الشك إلا فى نفسه وعقله ، وأفاعيل العقل تكون فى المخ ، ويظهر لها أثر فى حركات الدم وضربات القلب ، وضيق الصدر وانبساطه.

قال الأستاذ الإمام : الموسوسون قسمان :

(١) قسم الجنة وهم الخلق المستترون الذين لا نعرفهم ، وإنما نجد فى أنفسنا

٢٧١

أثرا ينسب إليهم ، ولكل واحد من الناس شيطان ، وهى قوة نازعة إلى الشر ، ويحدث منها فى نفسه خواطر السوء.

(٢) قسم الناس ، ووسوستهم ما نشاهده ونراه بأعيننا ، ونسمعه بآذاننا.

وما أوردوه فى خرطوم الشيطان وخطمه ومنقاره وجثومه على الصدر أو على القلب ونحو ذلك ؛ فهو من قبيل التمثيل والتصوير ا ه ملخصا.

وقد بدئت السورة برب الناس ، ومن كان مربيهم فهو القادر على دفع إغواء الشيطان ووسوستهم.

وقد أرشد فى هذه السورة إلى الاستعانة به تعالى شأنه ، كما أرشد إليها فى الفاتحة للإشارة إلى أن ملاك الأمر كله هو التوجه إليه وحده ، والإخلاص له فى القول والعمل والالتجاء فيما لا قدرة لنا على دفعه.

اللهم اجعلنا من المخلصين فى أعمالنا ، وادفع عنا أذى شياطين الإنس والجن ، وأبعد عنا شر الموسوسين ، وقنا عذاب جهنم ، ولا تفضحنا يوم العرض.

وصل ربنا على محمد وآله الطيبين الطاهرين ، وصحبه الذين ذادوا عن دينك ، بقدر ما غرست فى قلوبهم من برد اليقين ، وأثلجت صدورهم بمحبة هذا الدين.

٢٧٢

خاتمة التفسير

حمدا لك اللهم على نعمائك ، وشكرا لك على جزيل آلائك ، سبحانك رب وفقتني لتفسير كتابك الكريم ، وبيان أسراره ومغازيه لجمهرة المسلمين ، بعد أن كانت تقوم أمامهم عقبات تلو عقبات ؛ فمن مصطلحات للعلوم لا تستسيغها إلا طوائف ممن تخصصوا لدرسها ، ومن تفسير لنظريات طبية أو فلكية دلت أبحاث العلماء المحدثين على أن تفسير العلماء القدامى لها كان مجانفا للحقائق التي أثبتها العلم الحديث ، ومن قصص دوّن فى كتب التفسير يعوزه الدليل النقلى الصحيح ، ولا يوافق على صدقه العقل الرجيح ، ولا سيما قصص الأنبياء وأخبار الأمم البائدة ، وبدء التكوين ، وخلق السموات والأرض.

وكم سهرت الليالى الطوال فى أيام القرّ ، وإبّان الحرّ ، لا تؤنسني إلا معونة الله وجميل توفيقه ، وما أشعر به من لذة تخفف عنى ما أنقض ظهرى.

وحينما كنت أحس بسأم من العمل المضنى ـ آنس أن نفحة من روح الله يهب نسيمها على قلبى ، فأنشط للعمل ، وأدأب على المضي قدما ، لمواصلة الدرس والتأليف.

وهكذا كانت تمر الليالى والأيام ، فلا أجد مع ذلك الجهد إلا انشراحا وسرورا بمواصلة العمل. وقد أعاننى الله على إتمامه بعد سبع سنين دائبا العمل ليل نهار ، صباح مساء.

وكان مسك الختام ، وإنجاز التفسير فى سلخ ذى الحجة من سنة ١٣٦٥ خمس وستين بعد الثلاثمائة والألف من هجرة سيد ولد عدنان بمدينة حلوان من أرباض القاهرة قاعدة الديار المصرية.

ولله الحمد فى الآخرة والأولى ، وإليه المرجع والمآب.

٢٧٣

خاتمة الطبع

بسم الله الرّحمن الرّحيم حمدا لمن أنزل القرآن تبيانا للناس وهدى وموعظة للمتقين ، وأرسل سيدنا محمدا بشيرا ونذيرا ورحمة للعالمين ، صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه مصابيح الهدى وترجمان القرآن الذي هو حجة الله على الناس أجمعين.

أتى رب العالمين فيه بالبراهين الساطعة ، والحجج الدامغة على انفراده سبحانه بالألوهية واختصاصه جل ذكره بالمعبودية. دمغ به الباطل وأزهقه ، وزيف به عقائد العرب وبين لهم النجدين ، فمنهم من مال إلى الإسلام ، ومنهم من خضع بالسيف والسنان.

ولقد وضح رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاصده ، وبين مراميه وفسر بعض آياته ، واقتدى به الصحابة ومن بعدهم فى ذلك.

ولله در حضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الجليل الشيخ «أحمد مصطفى المراغي بك» حيث خاض لجة بحر علم تفسير القرآن ، فشرح الألفاظ المفردة التي يصعب على القارئ فهمها لأول وهلة ، ثم تلاها بالمعنى المراد من الآيات فى عبارة مختصرة ، ثم ثلثها بإيضاح المعاني إيضاحا شاملا شافيا ، مع تجنب القصص الإسرائيلية المدسوسة والخرافات الدخيلة على هذا العلم النفيس ، فذكر منها الصريح والنقل الصحيح. اهتدى إلى ما لم يهتد إليه الفحول من متقدميه ، واستدل بأحاديث الرسول فى بعض المواضيع ، وبأشعار العرب ، وبأقوال أهل اللغة والعلماء الموثوق بعلمهم ونقلهم ، فهو كما قال القائل :

وإنى وإن كنت الأخير زمانه

لآت بما لم تستطعه الأوائل

وقد قام بطبعه طبعا متقنا ونشره بين الأنام السادة النبلاء من نشروا كتب الجهابذة الأعلام فى أنحاء المعمورة ، أصحاب : [شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابى الحلبي وأولاده بمصر] فلله درهم حيث قدموه لجمهور القراء بهذا الشكل البديع مع الاعتناء بتصحيحه بمعرفة لجنة التصحيح بالشركة.

٢٧٤

فهرس

أهم المباحث العامة التي فى هذا الجزء

كان المشركون كثيرا ما يتحدثون فى شأن البعث والحساب فنزلت سورة عم........... ٥

للظلمة فوائد وللنور فوائد......................................................... ٨

فى الشمس سر الحياة............................................................. ٩

أمر الكائنات فى يوم الفصل على غير ما نعهد..................................... ١١

ذكر جرائم الكفار التي استحقوا عليها العذاب..................................... ١٤

التمتع بالنساء فى الآخرة يكون على نهج يشاكل العالم الأخروى..................... ١٧

الملائكة مخلوقات غيبية نصدق بما جاء فى الكتاب من أوصافها....................... ١٩

فى يوم القيامة تتجلى للمرء أعماله التي كانت فى حياته الأولى....................... ٢٠

الإقسام ببعض المخلوقات فى الكتاب الكريم يكون لأحد أمرين...................... ٢٣

استبعد المشركون أمر البعث لأسباب ثلاثة........................................ ٢٥

قصص موسى مع فرعون طاغية مصر............................................ ٢٧

البعث هين إذا قيس بخلق السموات والأرض...................................... ٣٠

تعاقب الليل والنهار يهيىء الأرض للسكنى........................................ ٣١

يوم القيامة يتذكر كل امرئ ما عمل فى الدنيا..................................... ٣٣

كان المشركون يسألون النبي صلى الله عليه وسلم عن الساعة فأمره أن يقول لهم :..... ٣٥

علمها عند ربى يوم القيامة يظن المشركون أنهم لم يلبثوا فى الدنيا إلا عشية أو ضحاها.. ٣٧

٢٧٥

عتاب الله لنبيه على الإعراض عن هذا الأعمى..................................... ٣٩

الهداية تذكرة يقصد بها تنبيه الغافل............................................... ٤٢

الآيات المنبثة فى الآفاق والأنفس................................................. ٤٧

ذكر بعض أهوال يوم القيامة التي توجب الفزع.................................... ٤٩

الناس فريقان : سعداء وأشقياء................................................... ٥٠

حين تقع أحداث القيامة تعلم كل نفس ما قدّمت من عمل.......................... ٥٣

افتنّ العرب فى وأد البنات....................................................... ٥٥

لا يتقبل الله من الأعمال إلا ما كان عن قلب ملىء بالإيمان......................... ٥٦

أوصاف جبريل عليه السلام..................................................... ٥٩

صفة النبي عليه الصلاة والسلام.................................................. ٦٠

على مشيئة المكلف تتوقف الهداية................................................ ٦١

فى يوم الحشر يسأل الإنسان عما دعاه إلى مخالفة خالقه............................. ٦٥

الإنسان لا يعيش كما يعيش سائر الحيوان......................................... ٦٦

لا يمنع الإنسان من التصديق بالبعث إلا العناد..................................... ٦٧

جزاء التطفيف فى الكيل والميزان................................................. ٧١

التطفيف يكون فى غير الكيل والميزان............................................. ٧٣

مقالة المشركين فى القرآن....................................................... ٧٥

لا يكذب بيوم الدين إلا المعتدى الأثيم........................................... ٧٦

ما يقال للكفار يوم القيامة....................................................... ٧٨

أعمال الأبرار فى كتاب يسمى عليين وأعمال الفجار فى كتاب يسمى سجينا......... ٨٠

٢٧٦

أثر النعيم فى أهل الجنة.......................................................... ٨١

ما كان الكفار يقابلون به المؤمنين فى الدنيا........................................ ٨٣

من شأن القوى أن يضحك ممن يخالفة............................................ ٨٤

الناس فى الآخرة فريقان : برررة وقجرة........................................... ٨٨

حين اختلاف نظام هذا العالم تمدّ الأرض مدّ الأديم العكاظي........................ ٨٩

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : اللهم حاسبنى حسابا يسيرا............... ٩١

إيتاء الكتاب باليمين أو بالشمال تصوير وتمثيل.................................... ٩٢

إقسام الله تعالى بآياته الباهرات فى هذا الكون..................................... ٩٤

الإقسام بما فيه غيب وشهود..................................................... ٩٨

تعذيب المشركين للمؤمنين شنشنة قديمة.......................................... ٩٩

حديث أصحاب الأخدود..................................................... ١٠٠

ما أعد الله للكافرين من العذاب الأليم.......................................... ١٠٢

ما يعظم به الملك فى الدنيا..................................................... ١٠٤

فى قصص أصحاب الأخدور تسلية للنبى وصحبه................................. ١٠٦

أحوال الكفار متشابهة فى كل عصر............................................. ١٠٧

إقسام الله تعالى بأن النفوس لم تخلق سدى....................................... ١٠٩

كيفية خلق الجنين ونموّ الحمل كما أثبته العلم حديثا.............................. ١١٢

الماء الدافق يكون من كل من الرجل والمرأة...................................... ١١٤

فى الحديث «كتاب الله فيه نبأ من قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم» إلخ...... ١١٨

اسم الله ما يعرف به.......................................................... ١٢١

٢٧٧

وعد الله رسوله صلى الله عليه وسلم أنه سيقرئه من كتابه ما فيه تنزيهه............. ١٢٣

أمره صلى الله عليه وسلم بتذكير عباده بما ينفعهم فى دينهم ودنياهم................ ١٢٥

الناس بالنظر إلى دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم أقسام ثلاثة.................... ١٢٦

وعد من زكى نفسه بالفوز والفلاح والظفر بالسعادة............................. ١٢٧

الرسول صلى الله عليه وسلم ما جاء إلا مذكرا بما نسيته الأجيان من شرائع المرسلين. ١٢٩

وصف الجنة وما فيها.......................................................... ١٣٤

إقامة الحجة على المنكرين ليوم البعث........................................... ١٣٦

ضرب أمثلة دالة على قدرته تعالى.............................................. ١٣٧

نعمة الله على عباده بتعاقب الليل والنهار........................................ ١٤١

ذكر قصص الأمم الماضية وما فيها من سلوى لرسوله صلى الله عليه وسلم.......... ١٤٣

الإنسان لا يهتم إلا بشئون الدنيا............................................... ١٤٣

توبيخ الإنسان على زجر اليتيم والمسكين........................................ ١٤٨

إيثار الناس للحياة الدنيا على الآخرة............................................ ١٥٠

يندم الإنسان على ما فرط منه حين لا يجدى الندم............................... ١٥١

وصف يوم القيامة وما فيه من أحداث........................................... ١٥٢

خلق الإنسان فى عناء......................................................... ١٥٧

الحض على مواساة اليتيم وإطعام المسكين........................................ ١٦١

فعل البر لا يجدى نفعا إلا مع الإيمان واطمئنان القلب............................. ١٦٣

الحكمة فى القسم بالشمس والقمر والليل والنهار................................. ١٦٦

٢٧٨

ألهم الله تعالى النفوس الفجور والتقوى وعرّفها حالها.............................. ١٦٨

ذكر بعض أخبار الأمم الماضية وما جوزوا به.................................... ١٧٠

اختلاف الأجنة فى الذكورة والأنوثة دليل على أن واضع النظام عليم بما يفعل....... ١٧٤

أعذر الله إلى عباده فأبان لهم الخير والشر وأرشد إلى عاقبتهما...................... ١٧٨

الناس أصناف ثلاثة........................................................... ١٨٠

سبب نزول سورة الضحى..................................................... ١٨٢

تعداد ما أنعم الله به على رسوله قبل النبوة....................................... ١٨٤

مطالبته عليه الصلاة والسلام بشكر هذه النعم................................... ١٨٦

كان صلى الله عليه وسلم كثير الإنفاق على الفقراء عظيم الرأفة بهم................ ١٨٧

لا فخار أعظم من ذكره صلى الله عليه وسلم فى كلمة الإيمان مع العلى الرحمند...... ١٨٩

ستخرج النفس ظافرة مهما اشتد العسر إذا اعتصمت بالصبر وتوكلت على ربها..... ١٩١

أقسم ربنا بالعهود الأربعة التي كان لها أثر بارز فى تاريخ البشر.................... ١٩٤

صدر سورة اقرأ أول القرآن نزولا.............................................. ١٩٧

نعم الله على عباده............................................................ ٢٠٠

أسباب طغيان الإنسان........................................................ ٢٠١

ما دار من الحواريين النبي صلى الله عليه وسلم وأبى جهل.......................... ٢٠٥

أشار القرآن إلى نزول القرآن فى أربعة مواضع................................... ٢٠٦

فضل ليلة القدر.............................................................. ٢٠٨

النعي على المسلمين فيما أحدثوا من البدع....................................... ٢١٥

علامات يوم القيامة........................................................... ٢١٧

٢٧٩

أقسم الله سبحانه بالخيل ليعلى من قدرها........................................ ٢٢٣

نحن نؤمن بالميزان يوم القيامة لكنا لا نعرف حقيقته............................... ٢٢٧

زيارة القبور أعظم دواء للقلب القاسي.......................................... ٢٣٠

يسأل الكفار عن النعيم الذي كانوا يتمتعون به فى الدنيا.......................... ٢٣٢

الدهر خلق من خلق الله تقع فيه الحوادث خيرها وشرها........................... ٢٣٤

الناس فى خسر إلا من اتصفوا بأربع صفات...................................... ٢٣٥

سخط الله وعذابه لكل طعان فى الناس أكّال للحوم............................... ٢٣٨

قصص أصحاب الفيل كما رواه الثقات......................................... ٢٤٢

البعوض الذي أهلك أصحاب الفيل............................................. ٢٤٣

تعداد النعم على قريش........................................................ ٢٤٥

الرياء على ضروب........................................................... ٢٤٨

أسباب نزول سورة الكوثر.................................................... ٢٥١

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضيق صدره لتكذيب قومه له................. ٢٥٧

كان أبو لهب يصدّ عن الحق وينفر الناس عن اتباعه............................... ٢٦٢

ورد أن سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن...................................... ٢٦٤

سورة الإخلاص تضمنت نفى الشرك بجميع أنواعه............................... ٢٦٤

علمنا الله أن نتعوّذ به من أصناف من الخلق...................................... ٢٦٧

نفى تأثير السحر فى النبي صلى الله عليه وسلم.................................... ٢٦٨

الموسوسون قسمان........................................................... ٢٧١

خاتمة التفسير................................................................ ٢٧٣

خاتمة الطبع.................................................................. ٢٧٤

٢٨٠