محمّد بن عيسى بن عبيد ، عنه (١) » ، وهذا الطريق أيضا صحيح بناء على وثاقة ابن أبي جيّد.
هذه هي طرق الشيخ إلى الدهقان ، وهي كلّها صحيحة ، وبناء على ذلك ، فطريق الشيخ إلى كتاب الوصيّة لا خدشة فيه إلاّ ما كان من تضعيف الدهقان ، وليس من البعيد أن ندّعي هنا أيضا أنّ تضعيف الرجاليين للدهقان ، له نفس مناشئ تضعيف عيسى بن المستفاد ، وهي رواية تلك الفضائل العظيمة والمنازل الرفيعة ، والمقامات العالية للأئمة عليهمالسلام أو غيرها من الوجوه الّتي لا تصلح للتضعيف ، وقد مرت عليك تصريحات العلماء ، بأنّ الضعف عند القدماء أعمّ من الضعف في الحديث أو المحدث ، ومرّ عليك أيضا أنّ الضعف في الحديث قد يكون سببه الفهم العقائديّ الخاصّ نحو الأئمة عليهمالسلام ، ولنعم ما قيل في الفوائد : « كما أنّ تصحيحهم غير مقصور على العدالة ، فكذا تضعيفهم غير مقصور على الفسق » ، وهذا كلّه بحثناه آنفا.
فمن المحتمل ان ندّعي اعتبار طريق الشيخ إلى هذا الكتاب ، خصوصا لو علمنا أنّ القدماء لم نقف لهم على تضعيف للدهقان بشكل مفسّر مبيّن ، فلم يقولوا عنه مثلا : كاذب فاسق ، أو غير ذلك من التجريحات الواضحة المفسّرة ، هذا من جهة ؛ ومن جهة أخرى أنّه قد تقدم عليك أنّ المعتبر من أقوال الرجاليّين هو قول القدماء لا المتأخّرين ، وقد بيّنّا سبب ذلك ، وعلى أيّ حال ، فلم يضعّفه أحد من القدماء سوى النجاشي فلاحظ!.
وأمّا الكليني : فلم نجد له طريقا إلى كلّ كتاب الوصيّة بشكل واضح لا كلام فيه ؛ لأنّه « قده » روى في الكافي عن عيسى بن المستفاد بعض مطالب الكتاب المتقدم بهذا السند ، وهو : « الحسين بن محمّد الأشعري ، عن معلّى بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحارث بن جعفر ، عن عليّ بن إسماعيل بن يقطين ، عن عيسى بن المستفاد
__________________
(١) الفهرست (١٠٧)