الطّرفة الحادية والعشرون
روى هذه الطّرفة ـ عن كتاب الطّرفة ـ العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار ( ج ٢٢ ؛ ٤٨٧ ـ ٤٨٨ ) والعلاّمة البياضي في الصراط المستقيم ( ج ٢ ؛ ٨٨ ـ ٨٩ ) بأدنى تفاوت.
مضمون هذه الطّرفة ، وما مرّ في الطّرفة السابقة من قوله « لا ترجعنّ بعدي كفّارا » واحد ؛ لأنّ نهي النبي صلىاللهعليهوآله الصحابة عن رجوعهم كفّارا فيه معنى الإخبار بوقوع ذلك المنهي عنه هنا ، وذلك كثير في لسان العرب وكلامهم ، مثل قول الشاعر :
لا ألفينّك بعد الموت تندبني |
|
وفي حياتي ما زوّدتني زادي (١) |
فصورته النهي ، ومعناه الإخبار ، أي إنّني سألفينك بعد الموت تندبني.
ومثل هذا ما ورد في نهي النبي صلىاللهعليهوآله عائشة عن الخروج في قوله : « ليت شعري أيّتكنّ صاحبة الجمل الأدبب ، تنبحها كلاب الحوأب ، إيّاك أن تكونيها يا عائشة » فهذا النهي فيه معنى الإخبار بخروجها على إمام زمانها ، ومقاتلتها إيّاه.
ويدلّ على هذا المراد حديث الحوض وارتداد الصحابة كما سيأتي ، ويدلّ عليه الخلاف والتخاصم والقتال الّذي حدث بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وتذييل الحديث بقوله صلىاللهعليهوآله : « لئن فعلتم لتجدنّي في كتيبة أضرب وجوهكم » ، وأوضحها دلالة ما في تفسير القمّي ( ج ١ ؛ ١٧٢ ) بسنده عن الصادق عليهالسلام ، حيث روى خطبة النبي صلىاللهعليهوآله في منى في حجّة الوداع ، وفيها
__________________
(١) مروج الذهب ٣ ؛ ٢٥.