الطّرفة العاشرة
روى هذه الطّرفة ـ عن كتاب الطّرف ـ العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار ( ج ٢٢ ؛ ٤٧٦ ، ٤٧٧ ) ونقلها العلاّمة البياضي في الصراط المستقيم ( ج ٢ ؛ ٩٠ ) باختصار.
لقد ذكرت المصادر الإسلاميّة ، وروت كتب الفريقين ، خطبة رسول الله صلىاللهعليهوآله عند منصرفه من حجّة الوداع ، ومن ثمّ خطبته في المدينة قبل وفاته صلىاللهعليهوآله ، وبلّغ في كلا الموضعين ـ غير المواضع الأخرى الكثيرة ـ ولاية عليّ عليهالسلام ، وأوصى المسلمين بالتمسّك بكتاب الله وعترته أهل بيته. وهذا ممّا لا يتنازع في صدوره عنه صلىاللهعليهوآله اثنان.
وأمّا سبب تخصيص هذه الطّرفة بالأنصار ، فلأنّهم أطوع الناس للرسول والوصي ، ولم تكن في قلوبهم الأحقاد الّتي كانت في صدور المهاجرين ـ أعني قريشا ـ لعلي بن أبي طالب عليهالسلام ، الّذي وترهم في الله بسيفه ، وقد صرّحت الزهراء عليهاالسلام بذلك في خطبتها بعد غصب حقّها ، وصرّح عليّ عليهالسلام طيلة عمره الشريف بظلم قريش له وحقدهم عليه وحسدهم له ، بخلاف الأنصار الذين آزروا عليّا ونصروه وتابعوه حتّى آخر لحظة من عمره ، حتّى أنّه لم يتخلّف عن بيعته ـ بعد عثمان ـ سوى نفر من الأنصار لا يتجاوزون عدد الأصابع ، بخلاف قريش الّتي حاربته وألّبت عليه ، وقد ثبت في التواريخ والسير أنّ النبي صلىاللهعليهوآله مدح الأنصار ، وأوصى بهم ، وشكر لهم نصرتهم للإسلام ، وبذلهم الأموال ، ومواساتهم للمسلمين ، وهذا بمنزلة الضروري من المطالب.