بأنّ النّبي صلىاللهعليهوآله أوصى عليّا عليهالسلام بدفنه في مكانه الّذي يقبض فيه ، هي العمدة في الباب ، وما لفّقوه من فضيلة لأبي بكر فليس لها دافع سوى البغض لعليّ عليهالسلام.
ففي الكافي ( ج ١ ؛ ٤٥١ ) بسنده عن أبي عبد الله الصادق عليهالسلام ، قال : أتى العبّاس أمير المؤمنين عليهالسلام ، فقال : يا عليّ ، إنّ الناس قد اجتمعوا أن يدفنوا رسول الله صلىاللهعليهوآله في بقيع المصلّى ، وأنّ يؤمّهم رجل منهم ، فخرج أمير المؤمنين عليهالسلام إلى الناس ، فقال : أيّها الناس ، إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله إمام حيّا وميّتا ، وقال : إنّي أدفن في البقعة الّتي أقبض فيها ....
وفي كفاية الأثر ( ١٢٥ ـ ١٢٦ ) بسنده عن عمّار بن ياسر ... قال : فلمّا مات رسول الله صلىاللهعليهوآله كان الفضل يناوله الماء ، وجبرئيل يعاونه ، فلمّا أن غسّله وكفّنه أتاه العبّاس ، فقال : يا عليّ إنّ الناس قد أجمعوا أن يدفنوا النبي صلىاللهعليهوآله بالبقيع ، وأن يؤمّهم رجل واحد ، فخرج عليّ عليهالسلام إلى الناس ، فقال : أيّها الناس ، إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله كان إمامنا حيّا وميتا ، ... قال : فقالوا : الأمر إليك فاصنع ما رأيت ، قال : فإنّي أدفن رسول الله صلىاللهعليهوآله في البقعة الّتي قبض فيها ...
وفي الإرشاد (١٠٠) : وكان المسلمون في المسجد يخوضون في من يؤمّهم في الصلاة عليه ، وأين يدفن ، فخرج إليهم أمير المؤمنين عليهالسلام ، وقال لهم : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله إمامنا حيّا وميتا ، فليدخل عليه فوج بعد فوج منكم ، فيصلون عليه بغير إمام وينصرفون ، وإنّ الله لم يقبض نبيا في مكان إلاّ وقد ارتضاه لرمسه فيه ، وإنّي لدافنه في حجرته الّتي قبض فيها ، فسلّم القوم لذلك ورضوا به.
وانظر مناقب ابن شهرآشوب ( ج ١ ؛ ٢٤٠ ) وكشف الغمّة ( ج ١ ؛ ١٩ ) وفقه الرضا عليهالسلام (٢١) وشرح الأخبار ( ج ١ ؛ ١٤٠ ـ ١٤١ ) وإعلام الورى (٨٣) وإثبات الوصيّة (١٠٥) وينابيع المودّة ( ج ٢ ؛ ٩٠ ).
اختلفت روايات أبناء العامّة في صفة كفن رسول الله صلىاللهعليهوآله اختلافا بيّنا ، تبعا لاختلاف مرويّاتهم عن الصحابة ، الّذين اختلفوا لعدم علمهم التامّ بصفة الكفن ، بخلاف روايات أئمّة