فالأعلام جمع علم ؛ وهو الجبل الذي يعلم به الطريق ... وأعلام الأزمنة هم الأئمّة عليهمالسلام ؛ لأنّهم يهتدى بهم ، ومنه حديث يوم الغدير « وهو الذي نصب فيه أمير المؤمنين عليهالسلام علما للناس ».
والذي يؤيّد هذا المعنى ما رواه ابن طاوس في التحصين (٦٠٩) بسند ينتهي إلى أبي ذرّ رحمهالله أنّه قال في حقّ العترة الطاهرة : فهم فينا كالسماء المرفوعة ، والجبال المنصوبة ، والكعبة المستورة ، والشجرة الزيتونة. ومثله في تفسير فرات ( ٨١ ، ٨٢ ).
وفي كتاب سليم بن قيس (٢٤٤) قول النبي صلىاللهعليهوآله : يا عليّ أنت علم الله الأكبر. وفي هامش النسخة « العلم هنا بمعنى الراية ».
وقال العلاّمة المجلسي في مرآة العقول ـ في شرح قول الإمام الرضا عليهالسلام في الكافي ( ج ١ ؛ ٩٩ ) « وأقام لهم عليّا علما » ـ : أي علامة لطريق الحقّ. وهذا التفسير جامع للمعنيين السابقين ، لأنّ الجبل هو علامة على الطريق ، والراية أيضا علامة يجتمعون إليها.
ونحن نذكر ما ورد من الروايات بلفظ « العلم » ثمّ نذكر ما ورد بلفظ « الراية ».
ففي بشارة المصطفى (٥٤) بسنده عن عبد الله بن عبّاس ، أنّ النبي صلىاللهعليهوآله قال لعليّ عليهالسلام : ... يا عليّ أنت العلم المرفوع لأهل الدنيا ، من تبعك نجا ، ومن تخلف عنك هلك.
وفيه (٣١) بسنده عن الرضا عليهالسلام ، عن آبائه ، عن عليّ بن أبي طالب عليهمالسلام ، عن النبي صلىاللهعليهوآله ، عن جبرئيل ، عن ميكائيل ، عن إسرافيل ، عن الله سبحانه ، قال : ... واصطفيت عليّا ... وجعلته العلم الهادي من الضلالة.
وفي الكافي ( ج ١ ؛ ٤٣٧ ) بسنده عن الباقر عليهالسلام ، قال : إنّ الله نصب عليّا علما بينه وبين خلقه ، فمن عرفه كان مؤمنا ، ومن أنكره كان كافرا ، ومن جهله كان ضالاّ ، ومن نصب معه شيئا كان مشركا ، ومن جاء بولايته دخل الجنّة.
وفي أمالي الصدوق (٢٣٤) بسنده ، قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : معاشر أصحابي إنّ الله يأمركم