من يحبّهم ، اللهمّ من أطاعني فيهم وحفظ وصيّتي فارحمه برحمتك يا أرحم الراحمين ، فإنّهم أهلي ، والقوّامون بديني ، والمحيون لسنّتي ، والتالون لكتاب ربّي ، فطاعتهم طاعتي ، ومعصيتهم معصيتي.
فعلي والأئمّة من ولده عليهمالسلام كلّهم وفوا لرسول الله صلىاللهعليهوآله عهده ، ومضوا عليه ، وإنّهم المحيون لسنّة رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وقد وفوا لرسول الله بعهده وماتوا على سنّته ، وذلك واضح من سيرتهم وما أسلفنا وسنأتي به من نصوص ، وما ذكرناه يدلّ على ذلك دلالة قطعيّة.
ثبت في كتب المسلمين جميعا أنّ عليّا عليهالسلام أوّل من أسلم ، وعارضته السياسة البكريّة والعمريّة والعثمانيّة والأمويّة بأحاديث مفادها أنّ أبا بكر أوّل من أسلم ، فلم يقبلها الكثير من منصفي علماء العامّة طبقا لما هو الحقّ ، وأمّا من تلقّاها بالقبول ، فاضطرّ أن يقول : إنّ عليّا أوّلهم من الصبيان ، وأبا بكر أوّلهم من الرجال ، وخديجة أمّ المؤمنين أوّلهم من النساء ، وعلى كلّ حال ، فلم يستطع منكر أن ينكر أنّ عليّا أوّل من أسلم ، وفوق ذلك ثبوت أنّه أوّل من آمن بالله ورسوله ، وقد نصّت على ذلك روايات الفريقين ، فيكون أوّل من أسلم من باب الأولى.
قال ابن حجر في الصواعق المحرقة (٧٢) : قال ابن عبّاس وأنس وزيد بن أرقم وسلمان الفارسي ، وجماعة : أنّه أوّل من أسلم ، ونقل بعضهم الإجماع عليه.
ففي أمالي الطوسي (١٤٨) بسنده عن أبي ذرّ الغفاريّ ، قال : إنّي سمعته وهو يقول : عليّ أوّل من آمن بي.
وفيه أيضا (٢١٠) بسنده عن أبي ذرّ وسلمان ، قالا : أخذ رسول الله صلىاللهعليهوآله بيد عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، فقال : هذا أوّل من آمن بي. وهو في روضة الواعظين ( ج ١ ؛ ١١٥ ).
وفي مناقب ابن شهرآشوب ( ج ٢ ؛ ٦ ) عن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، قال : يا عليّ أنت أوّل المسلمين إسلاما ، وأوّل المؤمنين إيمانا.