استقبالهم ، فمن أخّرهم فقد استدبر.
وفي التحصين (٦٠٩) بسند إلى أبي ذرّ ، قال في أهل البيت عليهمالسلام : فهم فينا كالسماء المرفوعة ، والجبال المنصوبة ، والكعبة المستورة ، والشجرة الزيتونة. ومثله في تفسير فرات ( ٨١ ، ٨٢ ) بسنده إلى أبي ذرّ.
انظر ما مرّ في الطّرفة الحادية عشر من قوله صلىاللهعليهوآله : « إنّ عليّ بن أبي طالب هو العلم ».
كان أوضح مصاديق دعوة النبي صلىاللهعليهوآله إلى عليّ عليهالسلام وإجابة المسلمين ، هو ما أخذه صلىاللهعليهوآله عليهم في بيعة غدير خمّ ، الّتي فاق نقلها حدّ التواتر ، وكان الشيخان وعثمان وطلحة والزبير من أوائل المبايعين له.
أمّا تواتر خبر الغدير أو تجاوزه حدّ التواتر ، فقد قال الشيخ الحسين بن عبد الصمد الحارثي ـ والد الشيخ البهائي ـ ما ملخّصه : رواه أحمد بن حنبل بست عشر طريقا ، والثعلبي بأربعة طرق ... ورواه ابن المغازلي بثلاث طرق ، ورواه في الجمع بين الصحاح الستّة ، قال ابن المغازلي : وقد روى حديث غدير خمّ عن رسول الله صلىاللهعليهوآله نحو من مائة نفس ، وذكر محمّد بن جرير الطبريّ ـ المؤرخ لحديث الغدير ـ خمسا وسبعين طريقا ، وأفرد له كتابا سماه « كتاب الولاية » ، وذكر الحافظ أبو العبّاس أحمد بن عقدة له خمسا ومائة طريقا ، وأفرد له كتابا ، فهذا قد تجاوز حدّ التواتر. انظر الغدير ( ج ١١ ؛ ٢١٧ ـ ٢١٨ ).
وقد أقرّ الصحابة وبايعوا لعليّ عليهالسلام بأمر رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وفي طليعتهم الشيخان وعثمان وطلحة والزبير ؛ وبعضهم قال له : بخ بخ لك يا عليّ ، لقد أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة.
ففي كتاب الولاية لمحمّد بن جرير الطبريّ ، بإسناده عن زيد بن أرقم في حديث طويل ،