وقال المامقاني : « وأمّا قولهم : ليس بذلك الثقة ، و ... نحوه ، فلا يخلو من إشعار مدح ما ، فتدبّر (١) ».
وقال أبو عليّ الحائري ـ في معرض تعداد أسباب الذم ـ : « ومنها قولهم : ليس بذاك ، عند خالي رحمهالله ، ولا يخلو من تأمّل ؛ لاحتمال أن يراد « ليس بحيث يوثق به وثوقا تامّا » وإن كان فيه نوع وثوق ؛ كقولهم : ليس بذاك الثقة ، ولعلّ هذا هو الظاهر ، فيشعر إلى نوع مدح (٢) ».
وما أفاده « قده » هنا جاء على وجه الاحتمال ، ولكنّه « قده » قطع في ترجمة أبي العباس أحمد بن عليّ الرازي ، بأنّ دلالة قولهم في حقّه : لم يكن بذاك ، أقرب إلى المدح منها إلى الذمّ ؛ فقال :
« ... هذا ودلالة قولهم : لم يكن بذاك الثقة ، أو لم يكن بذاك ، على المدح أقرب منه إلى الذم (٣) ».
وقال الغروي في « الفصول » : « ومنها قولهم : ليس بذاك ، وعدّه البعض مدحا ، وهو يبتني على أنّ المراد « ليس بحيث يوثق به وثوقا تامّا » ، وهو أقرب (٤) ».
وقال الشيخ محمّد رضا المامقاني : « وفي قولهم : ليس بذاك ، وليس بشيء ، تأمّل ، إذ لعلّ المراد ليس بذاك الثقة العظيم ، أو ليس بشيء مهمّ ، وغير ذلك (٥) ».
إلى غيرها من الأقوال الّتي تدلّ في مجموعها دلالة صريحة على ثبوت المدح بنحو ما للراوي ، ولا يذهب عليك أنّ استشعار المدح من مثل أقوالهم هذه ، يلزم منه عدم اجتماع وصف « ليس بذاك » مع أعلى مراتب العدالة في نفس الراوي ؛ لأنّ قولهم :
__________________
(١) مقباس الهداية ( ج ٢ ؛ ٣٠٢ )
(٢) منتهى المقال ( ج ١ ؛ ١١٥ )
(٣) منتهى المقال ( ج ١ ؛ ٢٨٦ )
(٤) الفصول الغرويّة (٣٠٤) ومنتهى المقال ( ج ١ ؛ ١١٥ )
(٥) مقباس الهداية ( الهامش ج ٢ ؛ ٢٩٥ )