والحسين عليهمالسلام ، فقال : السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة ، ( كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ ... مَتاعُ الْغُرُورِ ) (١) ، إنّ في الله عزاء من كلّ مصيبة ، ودركا من كلّ ما فات ، وخلفا من كلّ هالك ، وبالله فثقوا ، وإياه فارجوا ، إنّما المصاب من حرم الثواب ، هذا آخر وطني من الدنيا ، قالوا عليهمالسلام : فسمعنا صوتا فلم نر شخصا. وفيه أيضا ( ج ١ ؛ ٢٣٤ ) عن هشام بن سالم ، عن الصادق عليهالسلام نحوه.
وفي المستدرك على الصحيحين للحاكم ( ج ٣ ؛ ٥٧ ) روى بسنده عن جابر بن عبد الله ، قال : لمّا توفي رسول الله صلىاللهعليهوآله عزّتهم الملائكة ، يسمعون الحسّ ولا يرون الشخص ، فقالت : السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته ، إنّ في الله عزاء من كلّ مصيبة ، وخلفا من كلّ فائت ، فبالله فثقوا ، وإيّاه فارجوا ، فإنّما المحروم من حرم الثواب ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. قال الحاكم : « هذا حديث صحيح الإسناد ».
انظر أمالي الطوسي (٦٦٠) وفضائل الخمسة ( ج ٣ ؛ ٥٤ ) حيث قال بعد نقله ما في مستدرك الحاكم : « وذكره ابن حجر في إصابته ، وقال : أخرجه البيهقي في دلائل النبوّة » ، والوفا بأحوال المصطفى (٨٢٥) والبداية والنهاية ( ج ٥ ؛ ٢٩٧ ـ ٢٩٩ ).
وهذه التعزية فيها من التسلية لأهل البيت ، والإنذار لأعدائهم ، والتعريض بالظالمين آل محمّد ما لا يخفى ، وهو معنى ما في المطلب المذكور في هذه الطّرفة.
وقد تبيّن من خلال هذه التوثيقات المختصرة ، أنّ كلّ ـ أو جلّ ـ ما في كتاب الطّرف ممّا وردت بمضامينه الأخبار ، وروي عن أئمّة أهل البيت عليهمالسلام وباقي الصحابة والمسلمين ، وتبيّن أنّ ألفاظ الطّرف هي ألفاظ الروايات المروية عن الأئمّة من آل محمّد صلوات الله عليهم ، فإذا عرفت ذلك ، وعرفت اعتبار الكتاب وراويه عيسى بن المستفاد ، وأنّه أصل من أصول الإماميّة ، لم يبق أدنى شكّ وارتياب ، في جلالة هذا الكتاب ومؤلفه ، وكونه من أمهات الأصول والمصادر المعتبرة.
__________________
(١) آل عمران ؛ ١٨٥