أهل البيت عليهمالسلام وأصحابهم ، على أنّه لم يجرأ مدّع من المسلمين أن يدّعي أن البيت لعائشة أو لحفصة أو لهما ، بل هو لرسول الله صلىاللهعليهوآله بإجماع الأمّة ، فإن قيل : أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله لا يورث درهما ولا دينارا ـ كما في رواية أبي بكر ـ فليس لهما منه شيء ، خصوصا وأنّ المرأة لا ترث من عقار الرجل ، وإن قيل بأنّه ميراث كسائر المواريث ، فرسول الله صلىاللهعليهوآله مات وعنده ولد ـ وهي الزهراء عليهاالسلام ـ وتسع نسوة ، فيكون للنساء الثمن ، ولكلّ واحدة التسع من الثمن ، وهذا لا يساوي من بيت رسول الله صلىاللهعليهوآله مفحص قطاة.
ففي دلائل الإمامة (٦٢) بعدة أسانيد عن الصادق ، والحسن العسكري ، والرضا عليهمالسلام ، في حديث طويل في دفن الحسن ، فيه : وكانت عائشة تقول : والله لا أدخل داري من أكرهه ، وكادت الفتنة أن تقع ، فقال الحسين عليهالسلام : هذه دار رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وأنت حشيّة من تسع حشيات خلّفهنّ رسول الله ، فإنّما نصيبك من الدار موضع قدميك.
وفي الكافي ( ج ١ ؛ ٣٠٠ ) بسنده عن الباقر عليهالسلام في حديث دفن الحسن عليهالسلام ، وفيه : فخرجت مبادرة على بغل بسرج ـ فكانت أوّل امرأة ركبت في الإسلام سرجا ـ فقالت : نحّوا ابنكم عن بيتي ، فإنّه لا يدفن في بيتي ويهتك على رسول الله حجابه ، فقال لها الحسين عليهالسلام : قديما هتكت أنت وأبوك حجاب رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وأدخلت عليه بيته من لا يحبّ قربه ، وإنّ الله سائلك عن ذلك يا عائشة.
وفي الكافي ( ج ١ ؛ ٣٠٢ ـ ٣٠٣ ) بسنده عن الباقر عليهالسلام أيضا ، في حديث دفن الحسن عليهالسلام ، وفيه : فخرجت مبادرة على بغل بسرج ـ فكانت أوّل امرأة ركبت في الإسلام سرجا ـ فوقفت ، وقالت : نحوا ابنكم عن بيتي ، فإنّه لا يدفن فيه شيء ، ولا يهتك على رسول الله صلىاللهعليهوآله حجابه ، فقال لها الحسين عليهالسلام : قديما هتكت أنت وأبوك حجاب رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وأدخلت بيته من لا يحبّ رسول الله قربه ، وإنّ الله سائلك عن ذلك يا عائشة ... إنّ الله تبارك وتعالى يقول : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ ) (١) وقد أدخلت أنت
__________________
(١) الأحزاب ؛ ٥٣