ففي أمالي الطوسي ( ١٤٧ ـ ١٤٨ ) بسنده عن أبي سخيلة ، قال : حججت أنا وسلمان الفارسي ، فمررنا بالربذة ، وجلسنا إلى أبي ذرّ الغفاريّ ، فقال لنا : إنّه ستكون بعدي فتنة ، ولا بدّ منها ، فعليكم بكتاب الله والشيخ عليّ بن أبي طالب عليهالسلام فالزموهما ، فأشهد على رسول الله صلىاللهعليهوآله إنّي سمعته وهو يقول : عليّ أوّل من آمن بي ، وأوّل من صدّقني ، وأوّل من يصافحني يوم القيامة ، وهو الصدّيق الأكبر ، وهو فاروق هذه الأمّة ، يفرق بين الحقّ والباطل ، وهو يعسوب المؤمنين ، والمال يعسوب المنافقين.
وانظر أوّليّته في المصافحة في أمالي الطوسي أيضا (٢٥٠) ومعاني الأخبار ( ٤٠١ ـ ٤٠٢ ) ومناقب ابن شهرآشوب ( ج ٢ ؛ ٦ ) واليقين (٥١٢) عن كتاب فضائل أمير المؤمنين لعثمان بن أحمد المعروف بابن السمّاك و (٥١١) عن كتاب سنة الأربعين لفضل الله الراونديّ ، و ٥٠٩ عن كفاية الطالب (١٨٧) بسنده عن ابن عبّاس ، والإرشاد ( ٢١ ـ ٢٢ ) وتاريخ بغداد ( ج ٩ ؛ ٤٥٣ ) وروضة الواعظين (١١٥) وأمالي الصدوق (١٧٢).
والأحاديث في ذلك كثيرة جدّا في كتب الفريقين يضاف إليها قوله صلىاللهعليهوآله لعليّ عليهالسلام : أنت أوّل من تنشقّ عنه الأرض معي ، كما في بحار الأنوار ( ٣٩ : ٢١١ ).
وقوله صلىاللهعليهوآله : أنت أوّل من ينشق عنه القبر معي. بحار الأنوار ( ج ٤٠ ؛ ٢٥ ، ٣٧ ) و ( ج ٧٧ ؛ ٦٠ ).
وقوله صلىاللهعليهوآله : أنا أوّل من يخرج من قبره وعليّ معي. بحار الأنوار ( ج ٣٩ ؛ ٢٣٠ ).
إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة في أنّه أوّل من يلقاه ، وأوّل من يصافحه ، وأوّل من ينشقّ عنه التراب والقبر مع رسول الله ، وانظر فضائل الخمسة ( ج ٣ ؛ ١١١ ـ ١١٣ ) تحت عنوان « إنّ عليّا أوّل من تنشقّ عنه الأرض ، وأوّل من يرى النبي ، وأوّل من يصافحه ».
هذا المطلب يحكم به العقل قبل النقل ، لأنّ ترك الأعلم ، والتصدّي للإمامة وأمورها بلا هدى ولا برهان ولا دليل من الله ورسوله ، ما هو إلاّ الكفر والضلال ، ومع ذلك ، فقد