كلّ ذلك في الطّرفة السادسة عند قوله صلىاللهعليهوآله : « فمن عمي عليه من عمله شيء لم يكن علمه منّي ولا سمعه فعليه بعلي بن أبي طالب ، فإنّه قد علم كلّ ما قد علمته ؛ ظاهره وباطنه ، ومحكمه ومتشابهه ».
ونزيد هنا بعض الأحاديث في ذلك ، منها : ما في كتاب سليم بن قيس (١٩٥) من كتاب لعليّ عليهالسلام كتبه لمعاوية ، يقول فيه : يا معاوية إنّ الله لم يدع صنفا من أصناف الضلالة والدعاة إلى النار إلاّ وقد ردّ عليهم واحتجّ عليهم في القرآن ، ونهى عن اتّباعهم ، وأنزل فيهم قرآنا ناطقا ؛ علمه من علمه وجهله من جهله ، إنّي سمعت رسول الله يقول : ليس من القرآن آية إلاّ ولها ظهر وبطن ، وما من حرف إلاّ وله تأويل ( وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) (١) ... الراسخون نحن آل محمّد ، وأمر الله سائر الأمّة أن يقولوا ( آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا وَما يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُوا الْأَلْبابِ ) (٢) وأن يسلّموا إلينا ، وقد قال الله : ( وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ) (٣) هم الّذين يسألون عنه ويطلبونه ....
وفي بشارة المصطفى (٣١) بسنده عن الرضا ، عن الكاظم ، عن الصادق ، عن الباقر ، عن السجاد ، عن الحسين السبط ، عن عليّ عليهمالسلام ، عن النبي صلىاللهعليهوآله ، عن جبرئيل عليهالسلام ، عن ميكائيل ، عن إسرافيل ، عن الله جلّ جلاله ، أنّه سبحانه قال : أنا الله لا إله إلاّ أنا ، خلقت الخلق بقدرتي ... واصطفيت عليّا فجعلته له أخا ووصيّا ووزيرا ومؤدّيا عنه من بعده إلى خلقي وعبادي ، ويبيّن لهم كتابي ....
وفي روضة الواعظين (٩٤) روى قول النبي صلىاللهعليهوآله في خطبة الغدير : معاشر الناس ، تدبّروا القرآن ، وافهموا آياته ومحكماته ، ولا تتّبعوا متشابهه ، فو الله لهو مبيّن لكم نورا واحدا ، ولا يوضّح تفسيره إلاّ الّذي أنا آخذ بيده ، ومصعده إليّ وشائل بعضده ، ومعلمكم
__________________
(١) آل عمران ؛ ٧.
(٢) آل عمران ؛ ٧.
(٣) النساء ؛ ٨٣.