وفي تفسير فرات (١٤٩) بسنده عن منهال بن عمرو ، قال : دخلنا على عليّ ابن الحسين عليهماالسلام بعد مقتل الحسين عليهالسلام ، فقلت له : كيف أمسيت؟ قال عليهالسلام : ويحك يا منهال ، أمسينا كهيئة آل موسى في آل فرعون ؛ يذبّحون أبناءهم ويستحيون نساءهم ، أمست العرب تفتخر على العجم بأنّ محمّدا منها ، وأمست قريش تفتخر على العرب بأنّ محمّدا منها ، وأمسى آل محمّد مخذولين مقهورين مقبورين ، فإلى الله نشكو غيبة نبيّنا ، وتظاهر الأعداء علينا.
وفي تفسير فرات (٣٨٢) بسنده عن زيد بن عليّ ـ وهو من خيار علماء الطالبيّين ـ أنّه قال في بعض رسائله : ... ألستم تعلمون أنّا أهل بيت نبيّكم المظلومون المقهورون من ولايتهم ، فلا سهم وفينا ، ولا ميراث أعطينا ، ما زال قائلنا يقهر ، ويولد مولودنا في الخوف ، وينشأ ناشئنا بالقهر ، ويموت ميّتنا بالذلّ ...
وكان أتباع أئمّة أهل البيت أيضا يصرّحون بمظلمة أئمتهم عليهمالسلام من قبل الجبابرة والطواغيت ؛ ففي كفاية الأثر (٢٥٢) بسنده عن أبي مريم عبد الغفّار بن القاسم ، قال : دخلت على مولاي الباقر عليهالسلام ... وقلت : بأبي أنت وأمّي يا بن رسول الله ، فما نجد العلم الصحيح إلاّ عندكم ، وإنّي قد كبرت سنّي ودقّ عظمي ولا أرى فيكم ما أسرّ به ، أراكم مقتّلين مشرّدين خائفين ....
وفيه أيضا ( ٢٦٠ ـ ٢٦١ ) بسنده عن مسعدة ، قال : كنت عند الصادق عليهالسلام إذ أتاه شيخ كبير قد انحنى ، متّكئا على عصاه ، فسلّم ، فردّ أبو عبد الله عليهالسلام الجواب ، ثمّ قال : يا بن رسول ناولني يدك أقبّلها ، فأعطاه يده فقبّلها ، ثمّ بكى ، فقال أبو عبد الله عليهالسلام : ما يبكيك يا شيخ؟ قال : جعلت فداك ، أقمت على قائمكم منذ مائة سنة ، أقول : هذا الشهر وهذه السنة ، وقد كبرت سنّي ودقّ عظمي واقترب أجلي ، ولا أرى ما أحبّ ، أراكم مقتّلين مشرّدين ، وأرى عدوّكم يطيرون بالأجنحة ، فيكف لا أبكي؟! فدمعت عينا أبي عبد الله عليهالسلام ، ثمّ قال : يا شيخ إن أبقاك الله حتّى ترى قائمنا كنت معنا في السنام الأعلى ، وإن حلّت بك المنيّة جئت يوم القيامة مع ثقل محمّد صلىاللهعليهوآله ، ونحن ثقله ، فقد قال صلىاللهعليهوآله : إنّي مخلّف فيكم الثقلين ، فتمسكوا بهما لن تضلوا ؛ كتاب الله وعترتي أهل بيتي ....