وكان وقت وفاته ، أتاني مولى برسالته يقول : يا بني ، إنّ الأجل قد نفد ، والمدّة قد انقضت ، وأنت وصي أبيك ، فإنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله لمّا كان وقت وفاته ، دعا عليّا وأوصاه ، ودفع إليه الصحيفة الّتي كان فيها الأسماء الّتي خصّ الله تعالى بها الأنبياء والأوصياء ... فلمّا قضى موسى عليهالسلام علمت كلّ لسان ، وكلّ كتاب ، وما كان وما سيكون بغير تعلّم ، وهذا سرّ الأنبياء أودعه الله فيهم ، والأنبياء أو دعوه إلى أوصيائهم ، ومن لم يعرف ذلك ويحقّقه فليس هو على شيء ، ولا قوة إلاّ بالله.
وفي الخرائج والجرائح أيضا (٢١٠) عن قنواء بنت رشيد الهجريّ ، قالت : فقال لهم رشيد ـ [ وهو مقطوع اليدين والرجلين ] ـ : اكتبوا عنّي علم البلايا والمنايا ، فكتبوا : هذا ما عهد النبي صلىاللهعليهوآله الأمّي إلى عليّ عليهالسلام في بني أميّة وما ينزل بهم ...
وفي بصائر الدرجات ( ١٣٨ ـ ١٣٩ ) بسنده عن السجاد عليهالسلام ، قال : إنّ محمّدا صلىاللهعليهوآله كان أمين الله في أرضه ، فلمّا قبض محمّد كنّا أهل البيت ورثته ... وإنّا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الإيمان وحقيقة النفاق ، وإنّ شيعتنا لمكتوبون بأسمائهم وأسماء آبائهم. وفي نفس المصدر ( ١٣٩ ـ ١٤٠ ) بسنده عن الرضا عليهالسلام ... مثله ، ومثله في الكافي ( ج ١ ؛ ٢٢٣ ) بسنده إلى الرضا عليهالسلام.
وفي كتاب سليم بن قيس ( ٢١٤ ـ ٢١٥ ) قال أبان : قال سليم : قلت لابن عبّاس :
أخبرني بأعظم ما سمعتم من عليّ عليهالسلام ، ما هو؟ قال سليم : فأتاني بشيء قد كنت سمعته أنا من عليّ عليهالسلام ، قال : دعاني رسول الله صلىاللهعليهوآله وفي يده كتاب ، فقال : يا عليّ ، دونك هذا الكتاب ، قلت : يا نبي الله ما هذا الكتاب؟ قال : كتاب كتبه الله ، فيه تسمية أهل السعادة والشقاء من أمّتي ، أمرني ربّي أن أدفعه إليك.
وفي الخصال (٥٢٨) بسنده عن الرضا عليهالسلام في بيانه لعلامات الإمام : ويكون عنده صحيفة فيها أسماء شيعته إلى يوم القيامة ، وصحيفة فيها أسماء أعدائهم إلى يوم القيامة.
وفي مناقب ابن شهرآشوب ( ج ٢ ؛ ١٦٠ ) قال : قال عمرو بن شمر : اجتمع الكلبي والأعمش ، فقال الكلبي : أيّ شيء أشدّ ما سمعت من مناقب عليّ؟ فحدّث بحديث عباية أنّه قسيم النار ، فقال الكلبي : وعندي أعظم ممّا عندك ، أعطى رسول الله عليّا كتابا فيه أسماء