وتنحصر الحلية في القسمين الآخرين وهو نكاح الحرة ونكاح الأمة.
٤. ( فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً ) : وهذا المقطع يشير إلى نكاح الحرة كما أنّ الآية الثالثة تشير إلى نكاح الإماء (١) وبما انّ نكاح الأمّة خارج عن محط البحث لا نذكر فيه شيئا ، فالمهم هو تفسير ما يرجع إلى نكاح الحرائر الوارد في قوله سبحانه ( فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَ ) وهذا المقطع من الآية هو بيت القصيد في المقام من دون فرق بين كون ( ما ) « فيما استمتعتم » شرطية أو موصولة عائدها هو الضمير في لفظة « به » وعندئذ يقع الكلام في أنّ المراد منه هو النكاح الدائم أو النكاح المؤقت ، والإمعان في القرائن الخارجية والقرائن المحتفة بالآية يعين الثاني ولا يبقى مجال لإرادة المعنى الأوّل وإليك القرائن المعينة للمقصود.
إنّ لفظ الاستمتاع ـ يوم نزول الآية ـ كان منصرفا إلى عقد المتعة والزواج المؤقت على النحو الذي مرّ في أوّل البحث لا التلذذ والجماع وإن كان يطلق عليه أيضا كقوله سبحانه ( رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنا بِبَعْضٍ ) (٢) ويرشدك إلى ما ذكرناه أمران :
١. تعابير الصحابة حيث يعبرون عن نكاح المتعة بلفظة « الاستمتاع ».
أخرج مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله ، قال : كنا نستمتع بالقبضة من التمر والدقيق الأيام على عهد رسول الله وأبي بكر حتّى ـ ثمة ـ نهى عنه عمر. (٣)
__________________
١. أي قوله سبحانه ( وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَناتِ. ).
٢. الأنعام : ١٢٨.
٣. صحيح مسلم : ٤ / ١٣١ ، باب نكاح المتعة من كتاب النكاح.