قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الإنصاف في مسائل دام فيها الخلاف [ ج ١ ]

الإنصاف في مسائل دام فيها الخلاف

الإنصاف في مسائل دام فيها الخلاف [ ج ١ ]

تحمیل

الإنصاف في مسائل دام فيها الخلاف [ ج ١ ]

104/584
*

الكتاب فان للكتاب ، منزلة عظيمة لا يعادلها شيء.

الثاني : رواية المغيرة بن شعبة

أخرج مسلم بسنده عن الأسود بن هلال ، عن المغيرة بن شعبة قال : بينا أنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذات ليلة إذ نزل فقضى حاجته ، ثمّ جاء فصببت عليه من إداوَة كان معي ، فتوضّأ ومسح على خفّيه.

وقد أخرجه بطرق أخرى كلّها تنتهي إلى المغيرة بن شعبة. (١)

يلاحظ على الرواية : أوّلا : أنّ المغيرة بن شعبة لا يحتج بحديثه لسوابقه النكراء قبل إسلامه وبعده على الرغم من أنّ له في الصحيحين اثني عشر حديثا ، ويكفي في ذلك ما نتلوه عليك من جريمته المروّعة على قومه.

١. روى المؤرّخون : وَفَد المغيرة مع نفر من بني مالك على المقوقس فأهدى لهم ما أهدى ، فلمّا خرجوا من عنده أقبلت بنو مالك يشترون هدايا لأهلهم فخرجوا وحملوا معهم الخمر.

يقول المغيرة : كنّا نشرب الخمر فأجمعت على قتلهم فتمارضت ، وعصبت رأسي ، فوضعوا شرابهم ، فقلت : رأسي يُصدَّع ولكنّي أُسقيكم فلم ينكروا ، فجعلت أسرف لهم ، وأترع لهم جميعا الكأس ، فيشربون ولا يدرون حتى ناموا سكرا ، فوثبت وقتلتهم جميعا وأخذت ما معهم ، فقدمت على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فوجدته جالسا في المسجد مع أصحابه وعليّ ثياب سفر ، فسلّمت ، قال أبو بكر : أمن مصر أقبلتم؟ قلت : نعم ، قال : ما فعل المالكيون؟ قلت : قتلتهم ، وأخذت أسلابهم ، وجئت بها إلى رسول الله ليخمسها ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « أمّا إسلامك فنقبله ولا آخذ من أموالهم

__________________

١. شرح صحيح مسلم للنووي : ٣ / ١٧١ ، برقم ٧٦ ولاحظ رقم ٧٥ و ٧٧ و ٧٨ و ٨٠.