مقدمة
فنقول : لا إشكال في وجوب متابعة القطع والعمل عليه ما دام موجودا ، لأنّه بنفسه طريق إلى الواقع ، وليست طريقيّته قابلة لجعل الشارع إثباتا أو نفيا.
____________________________________
ثم القطع هو : الاعتقاد الجازم سواء كان مطابقا للواقع أم لم يكن ، فيأتي فيه بحث التجرّي ، ويصح أن يبحث عنه تحت عنوان القطع ، كما يصحّ أن يبحث عن المعصية ، وهذا بخلاف العلم واليقين لأنّ اليقين : هو الاعتقاد الجازم الثابت المطابق للواقع ، وكذا العلم ، إذ المطابقة للواقع قيد فيهما ، وبهذا لم يبق مجال لبحث التجرّي تحت عنوان اليقين والعلم ، ولهذا اختار عنوان القطع.
(لا إشكال في وجوب متابعة القطع ، والعمل عليه ما دام موجودا لأنّه بنفسه طريق إلى الواقع ، وليست طريقيّته قابلة لجعل الشارع إثباتا أو نفيا).
يقع الكلام في بحث القطع من جهتين :
الجهة الاولى : يقال على القطع بأنّه طريق.
والجهة الثانية : يقال : إنّه حجّة ، فهنا قضيتان هما :
١ ـ القطع طريق.
٢ ـ القطع حجّة.
فيبحث في كلتا الجهتين عن محمول القضيتين بأنّه ذاتي للقطع أم لا؟
ويقع الكلام في الجهة الاولى في أنّ طريقيّته ذاتية أو جعلية؟
قال المصنّف قدسسره : إن طريقيّته ذاتية لا تنالها يد الجعل والتشريع إثباتا ولا نفيا ، إذ لا معنى لجعل ما هو حاصل بذاته ، بل الجعل مستلزم لتحصيل ما هو حاصل بالتكوين بالتشريع وهو محال.
وبعبارة اخرى : إنّ طريقيّة القطع ذاتية له ؛ إمّا بذاتي باب البرهان ، أو الايساغوجي ، إذ لو كانت ماهية القطع نفس الانكشاف كانت طريقيّته ذاتية بذاتي باب الايساغوجي ، فالقاطع حينئذ يرى الواقع ، وينكشف له انكشافا تامّا ، فيكون القطع بحسب ماهيته طريقا ، فلا