وعاد أنصار المختار :
خرج رسول المختار عمرو بن توبة بالركض إلى إبراهيم بن الأشتر بساباط المدائن حتّى بلغه في عصر ذلك اليوم! فلمّا قرأ كتابه نادى بالناس : أن ارجعوا إلى الكوفة.
فسار بقية ذلك اليوم حتّى أمسى ثمّ نزل للعشاء ، وأراحوا الدوابّ شيئا ، ثمّ نادى فيهم فسار الليل كلّه حتّى صلّى الصبح في سوراء ثمّ سار حتّى صلّى عصر غده على باب الجسر ، ثمّ دخل البلد إلى المسجد فبات فيه بأصحابه.
وخرج المختار فصلّى بهم ثمّ صعد المنبر ، ثمّ نزل إلى السوق ـ ولم يكن فيه بناء ـ فعبّأ أصحابه فيه.
وكان المختار ذا رأي فكره أن يسير ابن الأشتر إلى قومه من اليمن فلا يبالغ في قتالهم ، فقال له : أيّ الفريقين (من مضر واليمن) أحبّ إليك أن تسير إليهم؟ قال : أيّ الفريقين أحببت! فقال المختار : فسر إلى مضر بالكناسة وعليهم شبث بن ربعي ومحمّد بن عمير بن عطارد ، وأنا أسير إلى اليمن ، فسار إبراهيم إلى الكناسة ، وسار المختار إلى جبّانة السّبيع (١).
ابن الأشتر لمضر والمختار لأهل اليمن :
فمضى ابن الأشتر حتّى لقي شبث بن ربعي وحسّان بن فائد العبسي وبشرا كثيرا من مضر.
فنادى فيهم إبراهيم : ويحكم! انصرفوا ، فو الله ما أحبّ أن يصاب على يدي أحد من مضر ، فلا تهلكوا أنفسكم! فأبوا وقاتلوه ، فهزمهم وجرح حسّان
__________________
(١) تاريخ الطبري ٦ : ٤٦ ـ ٤٧ عن أبي مخنف.