ممرّ رجل وهو منحرف ، فكان يوضع القرآن عند القامة والمنبر ، فكان الرجل يأتي فيكتب السورة ، ويجيء آخر فيكتب السورة ، كذلك كانوا يصنعون ، ثمّ إنهم اشتروا بعد ذلك (١).
ويقترح الحجّاج ولاية الوليد :
قال ابن قتيبة : لمّا كانت سنة (٨١ ه) عقد عبد الملك لموسى بن نصير (المولى الفارسي) على إفريقية وما حولها وضمّ إليها برقة ، ووجّهه لقتال من بها من البربر. فلمّا قدم موسى بن نصير مصر متوجّها إلى برقة والبربر وإفريقية وانتهى ذلك إلى عبد العزيز بن مروان بمصر ، ردّ موسى من مصر إلى الشام.
فانصرف موسى بن نصير إلى عبد الملك بالشام فذكر له ما استقبله به أخوه عبد العزيز وما ناله منه من الامتهان! فأجابه عبد الملك : إنّ عبد العزيز صنو أمير المؤمنين وقد أمضينا فعله!
وبعث عبد العزيز بدل موسى بن نصير : قرّة بن حسان التغلبي ، فتوجّه قرة إلى إفريقية فقتل أكثر أصحابه وهزموا. وكان عبد العزيز وليّ العهد لعبد الملك من قبل أبيهما مروان.
وكأنّ الحجّاج أراد أن يتزلّف إلى عبد الملك فكتب يقترح عليه أن يكتب لابنه الوليد العهد من بعده وأن يبايع هو له في العراقين! فكتب عبد الملك إلى الحجّاج يقول له : ما أنت والتكلّم بهذه الأمور (٢)؟!
__________________
(١) وسائل الشيعة ١٢ : ١١٥ ، الباب ٣١ ، الحديث ٨ و ٩.
(٢) الإمامة والسياسة ٢ : ٥٤.