وقد رأيت حاله! يهدّده بمصير الحسين ، فقال له ابن الزبير : إنّ الحسين بن عليّ خرج إلى من لا يعرف حقّه! وإنّ المسلمين قد اجتمعوا عليّ! فقال له : فهذا ابن عباس وابن عمر لم يبايعاك. وانصرف عنه (١).
وعمرو بن سعيد يومئذ عامل مكّة والمدينة ، فكان مع شدّته عليه يداريه ويرفق به. فوفد الوليد بن عتبة وناس معه إلى يزيد وقالوا له : لو شاء عمرو بن سعيد لأخذ ابن الزبير وبعث به إليك. فسرّح الوليد أميرا على الحجاز وعزل عمرا لهلال ذي الحجة موسم سنة إحدى وستين (٢).
وكما تمرّد ابن الزبير بعد قتل الحسين عليهالسلام كذلك تمرّد باليمامة نجدة بن عامر الحنفي في بني حنيفة من تميم ، وحجّ بهم ، وحجّ ابن الزبير بأصحابه ، وحجّ الوليد ، ولم يتّبعاه في الموسم (٣).
يزيد ، بعد الحسين الشهيد :
قال السيوطي الشافعي : لما قتل ابن زياد الحسين وبني أبيه وبعث برؤوسهم إلى يزيد سرّ بقتلهم أوّلا ، ثمّ لمّا مقته المسلمون وأبغضه الناس على ذلك ندم. ثمّ نقل عن «مسند أبي يعلى» عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : «لا يزال أمر أمّتي قائما بالقسط حتّى يكون أوّل من يثلمه رجل من بني أميّة يقال له : يزيد» وضعّف سنده (٤) ولكنّه قال : لعن الله قاتل الحسين وابن زياد معه ويزيد أيضا (٥).
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٢٤٧.
(٢) تاريخ الطبري ٥ : ٤٧٧.
(٣) تاريخ الطبري ٥ : ٤٧٩.
(٤) تاريخ الخلفاء : ٢٤٨.
(٥) تاريخ الخلفاء : ٢٤٧.