فنحن نعلم ـ يا معشر قريش! (كذا!) أنّكم لا تحبّوننا أبداً وأنتم تذكرون يوم الحرّة! ونحن لا نحبّكم أبداً! ونحن نذكر مقتل عثمان (١).
وخطبته بمكة :
قال اليعقوبي : أحرم عبدالملك من ذي الحُليفة ، ودخل الحرم والبلد والمسجد وهو يُلبّي لم يقطع التلبية! وصلّى المغرب ليلة العيد بعرفات قبل الإفاضة إلى المزدلفة ، وخطب أربع خطب وفي أحدها قال : لقد قمت في هذا الامر وما أدري أحداً أقوى عليه منّي ولا أولى به! ولو وجدت ذلك لولّيته! إنّ ابن الزبير لم يصلح أن يكون سائساً ، كان يُعطي مال الله كأنّه يعطي ميراث أبيه! وإنّ عمرو بن سعيد أراد الفتنة وأن يستحلّ الحرمة ويذهب الدين! وما أراد صلاحاً للمسلمين ، فصرعه الله مصرعه! وإنّي محتمل لكم كلّ أمر إلّا نصب راية! وإنّ الجامعة التي وضعتها في عنق عمرو عندي! وإنّي اُقسم بالله لا أضعها في عنق أحد فأنزعها منه إلّا صعداً (٢)!
وروى ابن الخياط قال : حجّ عبدالملك بعد مقتل ابن الزبير بعامين فخطبنا فقال :
أمّا بعد ، فإنّه كان قبلي من الخلفاء يأكلون من هذا المال ويؤكلون! وإنّي ـ والله ـ لا اُداوي هذه الاُمّة إلّا بالسيف! ولست بالخليفة المستضعف (يعني عثمان) ولا الخليفة المداهن (يعني معاوية).
__________________
(١) مروج الذهب ٣ : ١٢١ ـ ١٢٢ عن الاخبار الموفّقيات للزبير بن بكّار مسنداً وليست في المنشور منه!
(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٢٧٣.