تنصف. ثمّ جمع إليه كلّ خليع من كلّ قبيلة فكانوا معه سبعمئة فارس! فخرج بهم إلى المدائن على درب الأموال من الجبال (إيران) إلى سلطان العراق ، فلم يترك مالا إلّا يأخذه فيأخذ منه عطاءه وأعطية أصحابه ، ويكتب لصاحب المال براءة بما قبض من المال! ثمّ جعل يتقصّى الكور والقرى على مثل ذلك.
فلم يزل على ذلك حتّى ظهر المختار وبلغه ما يصنع بالسواد ، وكان قد ترك امرأته امّ سلمة الجعفيّة بالكوفة! فأمر المختار بارتهانها رهينة فحبسها. فلمّا بلغ ذلك إلى عبيد الله أقبل في فتيانه حتّى دخل الكوفة ليلا فكسر باب السجن وأخرج امرأته وسائرهم! وبعث المختار عليه من يقاتله فقاتلهم حتّى خرج من الكوفة. فأحرق المختار داره ، وكانت له ضيعتان بالبداة والجبّة فانتهبها الهمدانيون ، وكان لعبد الرحمان بن سعيد الهمداني ضياع في ماه فأنهبها وما لهمدان ، ولم يترك مالا لهمداني إلّا أخذه! ويأتي المدائن فيمر بعمّال جوخى فيأخذ أموالهم ويعود إلى جبال إيران ، ولم يزل على ذلك حتّى (١) خرج مصعب لقتال المختار فالتحق به فيمن لحق به من مخالفي المختار ، وتقبّله مصعب ضمنهم ، ويبدو أنّه كان معه السبعمئة من جنوده.
واستعدّ المختار وخطب :
بلغ ذلك المختار فقام في أصحابه فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال : يا أهل الكوفة ، يا أهل الدين وأعوان الحق وأنصار الضعيف و «شيعة» الرسول وآل الرسول! إنّ الذين بغوا عليكم منكم ثمّ فرّوا ذهبوا إلى أشباههم من الفاسقين
__________________
(١) تاريخ الطبري ٦ : ١٢٨ ـ ١٣٠ عن المدائني ، وفيه حتّى قتل المختار ، خطأ ، وسيأتي أنّه كان مع مصعب في حرب المختار.