أحوال البلاد بعد يزيد :
وما دعا إليه مروان من الشورى هو ما كان يدعو إليه ابن الزبير حتّى بعد موت يزيد إلى ثلاثة أشهر (١) ومال إليه من دمشق الضحّاك بن قيس الفهري ومعه القيسيّون فاستخلفه ابن الزبير على الشام (٢) وكان النعمان بن بشير الأنصاري في حمص ومال إليه ، وبقنّسرين والعواصم زفر بن الحارث الكلابي ، وبفلسطين ناتل بن قيس الجذامي ، وبمصر عبد الرحمان بن جحدم الفهري. وبقي بالأردن حسّان بن بجدل الكلبي (٣) وفيّا لمصاهرته لمعاوية والأمويين.
وفي البصرة وإن كان الأحنف التميمي تمّ على الرضا بابن زياد حتّى يروا اجتماع الناس ، لكنّ بني الرياح بناحية المربد من بني تميم البصرة وعليهم سلمة بن ذؤيب الرياحي ارتاح للدعوة إلى ابن الزبير في شهر جمادى الآخرة ، فتنحّى ابن زياد من دار الإمارة إلى دار مسعود بن عمرو الأزدي وأقام عنده أربعين يوما أو شهرين أو ثلاثة أشهر ، وقام الأحنف التميمي ببني تميم فحمى دار ابن زياد ، وبعث إلى بيت المال والديوان والسجن فحصّنها واجتمع أهل البصرة ليؤمّروا عليهم أميرا ، فاجتمعوا على عبد الله بن الحارث بن نوفل بن عبد المطلب ، وامّه بنت أبي سفيان بن حرب ... فأقرّه ابن الزبير أربعين يوما ، ثمّ كتب إلى أنس بن مالك الأنصاري أن يكون لهم إمام الصلاة ، لشهر رمضان سنة (٦٤ ه) ولحق ابن زياد بالشام (٤).
__________________
(١) تاريخ خليفة : ١٦٠.
(٢) الإمامة والسياسة ٢ : ١٥.
(٣) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٢٥٥.
(٤) تاريخ خليفة البصري : ١٦٠ ـ ١٦١.