فبلغ قوله ابن الزبير فقال : هذا عذر بني الفواطم فما بال ابن «أمة» بني حنيفة! وبلغ ذلك محمّدا فقال : يا معشر قريش! وما يميّزني من بني الفواطم؟! أليست فاطمة ابنة رسول الله حليلة أبي وامّ إخوتي؟! أو ليست فاطمة بنت أسد بن هاشم جدّتي امّ أبي؟! أليست فاطمة بنت عمرو بن عائذ جدة أبي وامّ جدتي؟! أما والله لو لا خديجة بنت خويلد بن أسد لما تركت عظما في «أسد» إلّا هشمته! فإنّي «بتلك التي فيها العيوب بصير» (١).
ابن الزبير في المسعودي :
والمسعودي نقل عن كتاب النوفلي بسنده عن الديّال بن حرملة قال : كنت في من استنفرهم أبو عبد الله الجدلي من أهل الكوفة من قبل المختار ، فنفرنا معه في أربعة آلاف فارس ، وقبل دخول مكّة قال لنا أبو عبد الله : هذه خيل عظيمة وأخاف أن يبلغ ابن الزبير الخبر فيعجل على بني هاشم فيأتي عليهم! فانتدبوا معي. قال : فانتدبنا معه جريدة خيل في ثمانمئة فارس ، فما شعر ابن الزبير إلّا والرايات تخفق على رأسه! فجئنا إلى بني هاشم فإذا هم في الشعب (كذا) فاستخرجناهم ، فقال لنا ابن الحنفية : لا تقاتلوا إلّا من قاتلكم.
ثمّ نقل عن النوفلي بسنده عن حمّاد بن سلمة قال : كان عروة بن الزبير إذا جرى ذكر بني هاشم وحصرهم في الشعب (كذا) وجمعه لهم الحطب لتحريقهم ، يعذر أخاه ويقول : إنّه إنّما أراد إرهابهم ليدخلوا في طاعته كما فعل عمر بن الخطاب ببني هاشم لما تأخّروا عن بيعة أبي بكر ، فإنّه أحضر الحطب ليحرّق
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٢٦١ ـ ٢٦٢ ، والآية ٢٢٧ من سورة الشعراء.