فأخرجوا ابن الحنفيّة ومن معه إلى «شعب عليّ» وهم يسبّون ابن الزبير ويستأذنون ابن الحنفيّة لحربه وهو يأبى عليهم ، حتّى اجتمع مع ابن الحنفيّة في الشعب أربعة آلاف رجل ، فقسّم ذلك المال فيهم (١).
ابن الزبير في اليعقوبي :
واختصر اليعقوبي الخبر فقال : وجّه إليهم المختار عبد الله الجدلي في أربعة آلاف راكب ، فقدم مكّة وكسر حجرة زمزم وقال لابن الحنفية : دعني وابن الزبير! فقال : لا استحلّ من قطع رحمه ما استحلّ منّي! وذكر عبد الله بن العباس مع أربعة وعشرين رجلا من بني هاشم في حجرة زمزم.
وقال : وتحامل ابن الزبير على بني هاشم تحاملا شديدا ونصب لهم العداوة والبغضاء حتّى بلغ ذلك منه أن ترك في خطبته الصلاة على محمد (وليس آل محمّد) فقيل له : لم تركت الصلاة على النبيّ؟! فقال : إنّ له اهيل سوء يشرئبّون لذكره ويرفعون رؤوسهم إذا سمعوا به.
بل بلغ ابن الحنفية أنّ ابن الزبير قام خطيبا فنال من عليّ عليهالسلام فدخل المسجد الحرام ومعه من يحمل رحلا وضعه له فقام عليه فحمد الله وأثنى عليه وصلّى على محمّد ثمّ قال : شاهت الوجوه! يا معشر قريش! أيذكر عليّ بين أظهركم (بسوء) وأنتم تسمعون فلا تغضبون؟! ألا إن عليا كان سهما صائبا من مرامي الله لأعدائه ، يضرب وجوههم ويهوّعهم مآكلهم ويأخذ بحناجرهم! ألا وإنّا على نهج من حاله وليس علينا في مقادير الأمور حيلة (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ).
__________________
(١) تاريخ الطبري ٦ : ٧٦ ـ ٧٧ عن أبي مخنف.