بشير بن جرير بن عبد الله البجلي في بجيلة ، ثمّ سارت بجيلة وخثعم إلى عبد الرحمن بن مخنف الأزدي في جبّانة مخنف. ثمّ بلغ الذين في جبّانة السّبيع : أنّ المختار قد عبّأ لهم خيلا ، فبعثوا رسلا إلى الأزد وبجيلة وخثعم يسألونهم بالله والرحم أن يعجّلوا إليهم ، فساروا إليهم واجتمعوا. ونزل حجّار بن أبجر ويزيد بن الحارث بن رويم في ربيعة فيما بين التمّارين والسبخة ، ونزل شبث بن ربعي وحسّان بن قائد العبسي وربيعة بن شروان الضبّي في مضر بالكناسة ، ونزل عمرو بن الحجاج الزبيدي بمن تبعه من مذحج في جبّانة مراد ، ودعاه أهل اليمن إليهم فأبى عليهم ، ودعوا شمرا إليهم فقال لهم : لا والله لا اقاتل في سكك ضيّقة ونقاتل من وجوه! فإن اجتمعتم في مكان واحد نجعل له مجنبتين ونقاتل من وجه واحد فأنا صاحبكم. ثمّ خرج إلى جماعة قومه بجبّانة بني سلول.
وبذلك أخذ أهل الكوفة على المختار وأنصاره بأفواه السكك ، فلم يكن يصل إلى المختار ولا إلى أصحابه حتّى من الماء إلّا القليل يجيئهم في غفلة عنهم. وأمر المختار أنصاره بالكفّ عنهم ، وأراد أن يريّثهم بمقاولته لهم حتّى يسترجع إليه ابن الأشتر فبعث إليهم في ذلك اليوم : أخبروني ماذا تريدون فإنّي صانع كلّ ما أحببتم! فقالوا : فإنّا نريد أن تعتزلنا! فإنّك زعمت أنّ «ابن الحنفيّة» بعثك! ولم يبعثك! فأرسل المختار إليهم : فإنّي أبعث إليه وفدا من قبلي وابعثوا إليه وفدا من قبلكم حتّى تتبيّنوه ثمّ انظروا في ذلك.
وبعث المختار من يومه رسولا إلى إبراهيم بن الأشتر وهو بساباط المدائن : أن لا تضع كتابي هذا من يدك حتّى ترجع إليّ بجميع من معك (١).
__________________
(١) تاريخ الطبري ٦ : ٤٥ ـ ٤٦ عن أبي مخنف.