من بني فزارة مثله في العثمانية ، فلمّا علموا بمسير الحسين عليهالسلام أسرعوا في قضاء مناسكهم ليعودوا فيكونوا من الحسين عليهالسلام على كثب لينظروا إلى ماذا يصير أمره ، ولحقوا به ولكنهم كانوا يكرهون أن ينزلوا معه أو يسايروه! فتقدّم زهير ومن معه فنزل وسار الإمام عليهالسلام فتخلّف زهير ومن معه ، ثمّ لم يجدوا بدّا أن ينزلوا مع الإمام عليهالسلام ظهرا وجلسوا يتغدّون.
فدخل عليهم رسول الإمام وقال لزهير : يا زهير بن القين ؛ إنّ أبا عبد الله الحسين بن علي بعثني إليك لتأتيه! وسمعت ذلك امرأته ورأت منه كراهة فقالت له : أيبعث إليك ابن رسول الله ثمّ لا تأتيه! سبحان الله! لو أتيته فسمعت كلامه ثمّ انصرفت.
فذهب زهير إلى الحسين عليهالسلام وعاد مستبشرا وقال لأصحابه : من أحبّ منكم أن يتبعني (فليتّبعن) وإلّا فإنّه آخر العهد! ثمّ حدّثهم بحديث سلمان الباهلي عن النبي صلىاللهعليهوآله.
ثمّ التفت إلى امرأته وقال لها : الحقي بأهلك فإنّي لا احبّ أن يصيبك بسببي إلّا خير ، فأنت طالق (١) وكأنّه أعلمه الإمام عليهالسلام بأنّه سيصيبه شرّ في الدنيا لخير الآخرة!
وكان ذلك في منزل الخزيمية قبل زرود بأكثر من خمسة عشر ميلا.
وفي زرود :
ظهر للإمام عليهالسلام رجل من جانب الكوفة فوقف يريده ، وكأنّ الرجل ظنّ أنّه الحسين عليهالسلام فعدل عن الطريق ، فلمّا رأى الإمام ذلك تركه ومضى. وكان رجلان
__________________
(١) تاريخ الطبري ٥ : ٣٩٦ عن أبي مخنف عن دلهم زوجة زهير ، والإرشاد ٢ : ٧٣.