ولكن الشيخ رحمهالله أبى التدخّل في ذلك الأمر وذلك لأمرين :
الأول : لأن السيّد الخوئي موجود ، وهو زعيم الحوزة والمرجع في ذلك الوقت ، فهو المسئول عن كل ما هو مرتبط بأمر الدين والمواكب الحسينية.
الثاني : أن الشيخ رحمهالله كان يخشى من هذا التدخل (حتى وإن أذن به السيّد الخوئي) أن يكون عملية خداع من الدولة لضرب المواكب الحسينية واعتقال رؤسائها بعد تسجيلهم ومعرفتهم بالتفصيل ، وسيكون هو المسئول عن ذلك ، فإنّ حزب البعث علّمنا كيف لا يفي بعهوده ومقرراته التي يقطعها للعلماء وغيرهم.
٦ ـ ومن أعماله العلمية حضوره المجلس الخاص الذي كان يعقده السيد الخوئي قدسسره في بيته ، وهو مجلس الاستفتاء الخاص الذي يعقده عند عروض بعض الاستفتاءات العويصة للمباحثة مع جمع من تلامذته لحلّها ، وهذا ما سمعناه منه مشافهة ، وقد أكّده آية الله العظمى الشيخ الوحيد الخراساني ، حيث ذكر لي ان سماحة الوالد الشهيد كان يحضر معهم هذا المجلس الخاص الذي يضم جمعا من أفاضل طلاب السيّد الخوئي ومنهم أيضا آية الله العظمى الميرزا جواد التبريزي الذي سمعت منه هذا الأمر أيضا.
وقد ذكر لنا ذات مرّة ان السيّد الخوئي قد دعاهم إلى بيته في الكوفة وعرض عليهم سؤالا قد ورده ، مفاده ان أهل السنّة الذين لا يأتون بطواف النساء بعد أعمال الحج ، كيف يتعامل مع أولادهم ، فهل هم ابناء غير شرعيين باعتبار حرمة النساء عليهم ما لم يأتوا بطواف النساء أو هم أولاد شرعيون؟
فقال الشهيد رحمهالله : وكان الجواب المتفق عليه هو : أن أهل السنّة يأتون بطواف الوداع الذي يعتبرونه سنّة مؤكّدة ، وتوجد روايات عن أهل البيت مفادها أن طواف الوداع يقوم مقام طواف النساء ، لذا فإنّ أولادهم شرعيون إذا جاءوا بطواف الوداع بعد اعمال الحج.