(هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ)(١).
وقال الرسول الأكرم (صلىاللهعليهوآلهوسلم) في حجّة الوداع في خطبته المشهورة : (يا أيّها الناس والله ما من شيء يقرّبكم من الجنّة ويباعدكم من النار إلّا وقد أمرتكم به ، وما من شيء يقرّبكم من النار ويباعدكم من الجنّة إلّا وقد نهيتكم عنه) (٢).
فقام بالرسالة الإسلامية ونشر الأحكام والمعارف وتتميم مكارم الأخلاق أيام حياته المباركة ، وكمل دين الإسلام بالولاية والإمامة وإمارة أمير المؤمنين علي (عليهالسلام) والخلفاء المعصومين من بعده بنصّ آية الإكمال وغيرها ، ثمّ الناس غير مهملين ولم يتركوا من دون تكليف ، فلا بدّ للمكلّف أن يعرف حكمه ووظيفته الشرعية والدينية ، حتّى يتخلّص من العقاب ويفوز بالثواب ، ولولا ذلك فإنّه يحتمل الوقوع في الضرر ، بل يظنّ ذلك ، فكلّ واحد يعلم إجمالاً أنّه مكلّف شرعاً بأحكام ووظائف دينية.
ثمّ معرفة الأحكام الشرعية والعلم بها إنّما يكون من طريقين :
١ ـ العلم الوجداني والقطع اليقيني كالاستماع من لفظ المعصوم النبي أو الإمام (عليهماالسلام) أو قيام خبر متواتر قطعي يفيد العلم ، أو خبر واحد محفوف بالقرائن القطعيّة ونحوها.
٢ ـ العلم التعبّدي الشرعي ، أي ما علم حجّيته شرعاً وهو على أنحاء ثلاثة :
__________________
(١) الجمعة : ٢.
(٢) أُصول الكافي ٢ : ٧٤ ، باب الطاعة والتقوى.