القوّة القدسيّة في الاجتهاد
هذا ولا بأس أن نذكر مجمل ما يقوله المحقّق العظيم الوحيد البهبهاني صاحب المدرسة الأُصولية المتأخّرة في كتابه الفوائد (١) : إنّ شرط الاجتهاد هي معرفة العلوم اللغوية لأنّه إن لم يعرفها فربما يزلّ فيضلّ ويضلّ .. ومعرفة عرف العام والخاص الذي هو حجّة في الفقه .. وعلم الكلام لتوقّفه على معرفة أُصول الدين بالدليل وإلّا لكان مقلّداً .. والمنطق لشدّة الاحتياج إلى الاستدلال في الفقه وفي العلوم التي هي شرط في الاجتهاد لأنّ الجميع نظريات .. وأُصول الفقه والحاجة إليه من البديهيات كما صرّح به المحقّقون وهذا العلم ليس بحادث بل كان في زمان المعصوم (عليهالسلام) .. والعلم بالأحاديث المتعلّقة بالفقه والعلم بالتفسير ومعرفة فقه الفقهاء وكتب استدلالهم وكونه شرطاً غير خفي على من له أدنى فطانة إذ لو لم يطّلع عليها رأساً لا يمكن الاجتهاد والفتوى .. ومعرفة الرجال للوثوق بالسند من حيث العدالة أو الانجبار أو لأجل الترجيح .. ومن الشرائط القوّة القدسيّة والملكة القويّة وهو أصل الشرائط لو وجد ينفع باقي الشرائط ، وينتفع من الأدلّة والأمارات والتنبيهات بل وبأدنى إشارة يتفطّن بالاختلالات وعلاجها .. واعلم أنّ هذا الشرط يتضمّن
__________________
(١) ملاحظات الفريد على فوائد الوحيد : ٢١٢ ، الفائدة ٣٦. في ذكر شرائط الاجتهاد على سبيل الإجمال.