وبيان شاف يزيد في غلبة الظن على المعنى الذي قدمناه ، من اتفاق الناس بعد الشيخين على تسمية كتابيهما بالصحيحين ومن لوازم ذلك تعديل رواتهما » (١).
وبما ذكره صرح الشيخ ملا علي القاري في شرح المشكاة عند ما ذكر الصحيحين (٢).
فعلى فرض ثبوت طعن يحيى بن معين في عبد الله بن عبد القدوس ، فان الوقوف على هذين النصين وأمثالهما يكفي للاعراض عنه وعدم الالتفات اليه واغترار ابن الجوزي به كاشف عن عدم خبرته ومجازفته.
وان عبد الله بن عبد القدوس من رجال ( صحيح الترمذي ) أيضا ، كما يعلم من رمز « ت » المعين له في ( الكاشف ٢ / ١٠٥ ) و ( تهذيب التهذيب ٥ / ٣٠٣ ) وغيرهما.
ولو تنزلنا ، وفرضنا عبد الله بن عبد القدوس رجلا مقدوحا ، فان ذلك لا يخل بثبوت أصل حديث الثقلين ، بل لا يضر فيه حتى برواية الأعمش عن عطية عن أبي سعيد ، لعدم تفرد عبد الله بن عبد القدوس بروايته عن الأعمش ، فلقد رواه عن الأعمش : محمد بن طلحة بن مصرف اليامي ، ومحمد بن فضيل ابن غزوان الضبي ، كما لا يخفى على من راجع ما تقدم عن ( مسند أحمد ) و ( صحيح الترمذي ).
فما ادعاه ابن الجوزي لا يفيده بحال ، بل لو تأملت جيدا لظهر لك ان
__________________
(١) هدى الساري ٢ / ١٤٢ ـ ١٤٤.
(٢) المرقاة في شرح المشكاة ١ / ١٦.