ولقد جاء حديث الثقلين بهذا اللفظ لدى جماعة من كبار محدثي أبناء السنة منهم : الحاكم في ( المستدرك ٣ / ١٠٩ ) وابن حجر في ( الصواعق المحرقة ) بتفسير قوله تعالى : « وقفوهم انهم مسئولون » ووالد الدهلوي في ( إزالة الخفا ) والشيخ سليمان القندوزي في ( ينابيع المودة ٣٥ ، ٣٧ ، ٢٩٦ ).
ان قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « أذكركم الله في أهل بيتي » أمر للامة باطاعة أهل بيته عليه وعليهمالسلام ومتابعتهم والتمسك بهم ...
ولقد اعترف ـ والحمد لله تعالى ـ بهذا علماء أهل السنة ، فقد قال الشيخ حسين الكاشفي : « وفي تكرار هذا الكلام ثلاثا دليل واضح على وجوب تعظيم أهل البيت ومحبتهم ومتابعتهم » (١).
وقال الشيخ عبد الحق الدهلوي في بيان معنى هذا الكلام : « ولقد كرر هذه الكلمة للمبالغة والتوكيد ، وقد تقدم معنى « أهل البيت » ، وحمل هذا على جميع معانيه صحيح ، ولا سيما المعنى الأخير فان محبتهم وتعظيمهم ورعاية حقوقهم وآدابهم أقدم وأهم وأتم ، وهو الظاهر ، وهذه إشارة الى أخذ السنة ، كما أن الاول إشارة الى العمل بالكتاب ، وعلى هذا المعنى فان جميع المؤمنين مطيعون لأهل بيت النبي وآله » (٢).
وقال الزرقاني في شرحها : « قال الحكيم الترمذي : حض على التمسك بهم لان الأمر لهم معاينة ، فهم أبعد عن المحنة » (٣).
وبمثله صرح آخرون منهم : السندي في ( دراسات اللبيب ) ومحمد مبين اللكهنوي في ( وسيلة النجاة ) ....
__________________
(١) الرسالة العلية : ٣٠.
(٢) أشعة اللمعات في شرح المشكاة ٤ / ٦٧٧.
(٣) شرح المواهب اللدنية ٧ / ٥.