« وأخرج الدارقطني في ( الفضائل ) عن معقل بن يسار رضياللهعنه قال : سمعت أبا بكر رضياللهعنه يقول : على بن أبى طالب عترة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. أى الذين حث النبي صلّى الله عليه وسلّم على التمسك بهم ، والأخذ بهداهم ...
وكأنه أخذ ذلك من تخصيصه صلىاللهعليهوآلهوسلم له من بينهم يوم غدير خم بما سبق ، وهذا حديث صحيح لا مرية فيه ولا شك ينافيه ، وروى عن الجم الغفير من الصحابة ، وشاع واشتهر وناهيك بمجمع حجة الوداع » (١).
ان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ذكر حديث الثقلين ، وحديث الموالاة وحديث المنزلة ـ وهو « أنت منى بمنزلة هارون من موسى » ـ معا في كلام واحد في بعض ألفاظ حديث الغدير :
فقد قال ابن حجر في ذكر حجة الوداع : « ولا زال صلّى الله عليه وسلّم يسير بهم الى أن وصل وهو راجع للمدينة الى غدير خم قرب رابغ ، فأمر بجمعهم ثم خطبهم ووصاهم بالتمسك بالقرآن وبأهل بيته ، وقال في حق علي : من كنت مولاه فعلى مولاه ، وقال له : أنت منى بمنزلة هارون من موسى الا أنه لا نبى بعدي » (٢).
ولما كان الحديثان المذكوران يدلان على امامة أمير المؤمنين عليهالسلام فكذلك هذا الحديث ، لوحدة الكلام ومقتضى التناسب الذي اعتمد عليه علماء الحديث والكلام ، وكبار أئمة التفسير في استدلالاتهم في الموارد المختلفة ، كما لا يخفى على المتتبع الخبير.
بل قد أفرط بعضهم في ذلك كالنظام النيسابوري في ( تفسيره ) حيث ادعى نزول قوله تعالى : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ
__________________
(١) وسيلة المال ـ مخطوط.
(٢) الفتاوى الفقهية الكبرى ٢ / ١٢٢.