رواية عبد الله لهذا الحديث عن الأعمش مؤيدة لصدق سائر رواته عنه ، ويظهر أيضا لك صدقه في روايته عن الأعمش.
أضف الى هذا أنه كما لم يتفرد عبد الله في روايته حديث الثقلين عن الأعمش ، كذلك الأعمش لم يتفرد في روايته عن عطية ، فقد رواه عنه أيضا : عبد الملك بن أبي سليمان ميسرة العزرمي ، وأبو إسرائيل اسماعيل بن خليفة العبسي الملائي ، وهارون بن سعد العجلى ، وكثير بن اسماعيل التيمي النواء ، كما هو غير خاف على ناظر أحاديث ( مسند ) أحمد و ( معاجم ) الطبرانيّ في الباب.
وأما قول ابن الجوزي في الطعن في عبد الله بن داهر : « واما ابن داهر فقال احمد ويحيى ليس بشىء ، ما يكتب منه انسان فيه خبر » فهو مردود بأن الطعن هذا ـ على تقدير ثبوت صدوره عنهما ـ مبهم ، كما لا يخفى على من راجع ( التدريب ) للسيوطي وغيره ، ويتضح لكل متتبع لاقوال الفحول والمحققين من القوم : ان الطعن المبهم لا يقبل من أي كائنا من كان ، وقد جاء بيان ذلك بالتفصيل في مجلد حديث الولاية.
ثم ان السبب في اساءة ظنهما ـ على تقدير الثبوت ـ بعبد الله بن داهر انما هو إكثاره رواية فضائل أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام ، كما قال الذهبي : « قال ابن عدي : عامة ما يرويه في فضائل علي ، وهو متهم في ذلك » (١).
ولا شك في ان الطعن في هكذا رجال لمثل هذه الأسباب غير مسموع ، لأنه ناشئ عن كمال بغضهم وانحرافهم عن اهل البيت عليهمالسلام.
__________________
(١) ميزان الاعتدال ٢ / ٤١٧.