لا أسألكم عليه أجرا ان اجري الا على الله ، فلم يسألوهم أجرا أبدا ، وما الحكمة في سؤال نبينا صلىاللهعليهوآلهوسلم ذلك بخلاف أولئك الأنبياء؟ الحكمة هي ان شرائع أولئك الأنبياء منسوخة بعد وفاتهم ، ولكن هذه الشريعة مؤبدة ، فيلزم على الامة الرجوع ـ بعد وفاة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ الى نائبه ، فلهذا دلهم النبي شفقة منه عليهم الى محبة آله ، وأشار الى التمسك بأذيالهم لان الوارثون النبي صلّى الله عليه وسلّم وأبواب العلوم ، ولهذا قال عليهالسلام : تركت فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي الحديث ، وقال عليهالسلام : انا مدينة العلم وعلي بابها ... ».
لقد عبر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في هذا الحديث عن كتاب الله وعترته عليهالسلام بـ « الثقلين » وهذا ـ بمجرده ـ دليل واضح وبرهان لائح على وجوب اتباع أهل البيت والعترة الطاهرة ، وذلك لقول الكثيرين من أئمة أبناء السنة الحفاظ في وجه هذه التسمية وهذا التعبير : ان العمل والأخذ بهما والانقياد لهما والمحافظة على حقوقهما ورعايتها وما يجب لهما ثقيل.
وممن نص على ذلك : الأزهري في ( تهذيب اللغة ) والنووي في ( المنهاج ) والمجد ابن الأثير في ( جامع الأصول ) و ( النهاية ) والديلمي في ( فردوس الاخبار ) والطيبي في ( الكاشف ) والشريف الجرجاني في ( الحاشية على المشكاة ) وابن خلفة في ( الإكمال ) والسنوسى في ( مكمل الإكمال ) والسيوطي في ( النثير ) والشهاب الدولت آبادي في ( هداية السعداء ) ومحمد طاهر الفتنى في ( مجمع البحار ) وابن حجر في ( الصواعق ) والميرزا مخدوم في ( النواقض ) والشيخ عبد الحق الدهلوي في ( اللمعات ) و ( أشعة اللمعات ) والزرقاني في ( شرح المواهب اللدنية ) والزبيدي في ( تاج العروس ) وابن منظور في ( لسان العرب ) وآخرون ... وقد تقدمت نصوص عباراتهم في ( قسم السند ).