تقدموهما فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم» (١).
وبالطبع ان معنى التمسك بالقرآن ، هو الأخذ بتعاليمه والسير على وفقها ، وهو نفسه معنى التمسك بأهل البيت عدل القرآن.
ومن هذا الحديث يتضح أن التمسك بأحدهما لا يغني عن الآخر «ما إن تمسكتم بهما» ، «ولا تقدموهما فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا». ولم يقل : ما إن تمسكتم بأحدهما ، أو تقدمتم أحدهما ، وسيأتي السر في ذلك من أنهما معا يشكلان وحدة يتمثل بها الإسلام على واقعه وبكامل أحكامه ووظائفه.
٣ ـ بقاء العترة إلى جنب الكتاب إلى يوم القيامة :
أي لا يخلو منهما زمان من الأزمنة ما داما لن يفترقا حتى يردا عليه الحوض ، وهي كناية عن بقائهما إلى يوم القيامة. يقول ابن حجر : «وفي أحاديث الحث على التمسك بأهل البيت إشارة على عدم انقطاع متأهل منهم للتمسك به إلى يوم القيامة ، كما ان الكتاب العزيز كذلك ، ولهذا كانوا أمانا لأهل الأرض كما يأتي ، ويشهد لذلك الخبر السابق : في كل خلف من أمتي عدول من أهل بيتي» (٢).
٤ ـ دلالته على تميزهم بالعلم بكل ما يتصل بالشريعة وغيره :
كما يدل على ذلك اقترانهم بالكتاب الّذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة ، ولقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «ولا تعلموهم فانهم أعلم منكم». يقول ابن حجر ـ وهو من خير من كتبوا في هذا الحديث فهما وموضوعية ـ : «تنبيه : سمى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم القرآن وعترته ـ وهي بالمثناة الفوقية ، الأهل والنسل والرهط الأدنون ـ الثقلين ، لأن
__________________
(١) الصواعق المحرقة : ١٤٨.
(٢) الصواعق المحرقة : ١٤٩.