.................................................................................................
______________________________________________________
بحال متعلقه ، لا بحال نفسه ، كنسبة عروض الجريان على الميزاب ، فانه يقال : الميزاب جار ، أو جرى الميزاب ، كما يقال : الماء جار في الميزاب ، وجرى الماء في الميزاب ، إلا ان الجريان لم يعرض الميزاب حقيقة ، وإنما عرض للماء حقيقة ، ووصف الميزاب به من باب وصف الشيء بحال متعلقه وبالمسامحة والعناية.
إذا عرفت هذا اتضح : ان مراد الماتن من العرض الذاتي المبحوث عنه في العلوم والذي هو عرض ذاتي لموضوع المسألة ولموضوع العلم : هو العرض الذي لا يكون عروضه لموضوع العلم بالعرض والمجاز ومن باب الوصف بحال المتعلق بحسب النظر العرفي. وقد اشار بهذا الى رد المشهور ، فانهم التزموا : بان العرض الذاتي ينحصر في ثلاثة :
ـ العارض للشيء بلا واسطة ، كما مثلوا له بالتعجب العارض للانسان لذاته وبلا واسطة.
ـ وبالعارض بواسطة جزئه المساوي ، كالتكلم العارض للانسان بواسطة الناطق.
ـ وبالعارض بواسطة الخارج المساوي ، كالضحك العارض على الانسان بواسطة التعجب.
وبقية العوارض من العرض الغريب. وهي العارض للشيء بواسطة جزئه الاعم ، كالحركة بالارادة العارضة على الانسان بواسطة الحيوان.
وما يعرضه بواسطة الخارج الاعم كالحركة بالارادة ايضا العارضة على الناطق بواسطة الحيوان ، فان الحيوان خارج عن الناطق واعم منه.
وما يعرضه بواسطة الخارج الاخص ، كعروض التكلم على الحيوان بواسطة الناطق.
وما يعرضه بواسطة الخارج المباين ، كعروض الحرارة على الماء بواسطة النار. وقد خالفهم جمع من المتأخرين ، فالتزموا : بان العارض بواسطة الجزء الاعم ايضا ذاتي.