.................................................................................................
______________________________________________________
الامر بما هو غير اختياري ، لوضوح ان نفس الارادة والاختيار ليس من الامور الاختيارية ، لانه لو كانا اختياريين للزم التسلسل لما عرفت : من ان الاختياري ما كان له ارادة ، فكون الارادة اختيارية لازمه ان يكون للارادة ارادة ، فننقل الكلام الى تلك الارادة ونقول : هل هي اختيارية ام لا؟ فان كانت اختيارية يلزم ان يكون لها ارادة اخرى لما عرفت : من ان الاختياري ما كان له ارادة وهلمّ جرّا ، فتتسلسل الارادات الى ما لا نهاية ، واذا لم تكن هذه الارادة الثانية اختيارية كانت الارادة الاولى التي تعلق الامر بها ايضا غير اختيارية بحكم تساوي الامثال ، ولذا قال (قدسسره) : «فان الفعل» غير الارادة «وان كان بالارادة» يكون «اختياريا إلّا ان ارادته» لا يعقل ان تكون اختيارية «حيث» انه لا تكون اختيارية الّا اذا كانت لها إرادة اخرى و «لا تكون» الارادة «بارادة اخرى والّا لتسلسلت» لما عرفت : من نقل الكلام اليها وهلمّ جرّا.
قوله : «ليست باختيارية» هذا خبر قوله : «إلّا ان ارادته».
الجواب الثاني : ما اشار اليه بقوله : «انما يصح ... الى آخره» وتوضيحه : ان الامر المتعلق بمجموع اجزاء انما يصح اتيان بعض اجزائه بداعي الأمر المتعلق بالمجموع حيث يمكن ان يكون هذا الامر المتعلق بالمجموع داعيا وباعثا بالفعل الى جميع الاجزاء الذي تعلق بها ، فانه حيث لا يكون له قابلية الدعوة إلى بعض اجزائه لا يكون له قابلية الدعوة إلى اجزائه الآخر ، لأن دعوته إلى بعض اجزائه انما تكون حيث له دعوة إلى كل اجزائه ، فان المركب الارتباطي لا يعقل ان يدعو إلى بعض اجزائه دون بعضها ، ودعوة هذا الامر المتعلق بالصلاة وقصد الامتثال لا يعقل ان يكون داعيا إلى جميع ما تعلق به ، لأن من جملة ما تعلق به نفس دعوته ونفس قصد القربة ، ولا يعقل ان يكون للدعوة دعوة ولا لقصد القربة قصد القربة ، فان القصد القربي ليس له قصد قربي ، ونفس الدعوة لا يعقل ان يكون لها دعوة ، للزوم كون الشيء علة لعليته ، فان نفس الامر حيث انه بداعي جعل الداعي فله العلية والدعوة