.................................................................................................
______________________________________________________
حقيقة الانسان ، وشرح ماهيته ، فيقال : الانسان حيوان ناطق. ولو كان مفهوم الناطق مركبا من مفهوم الشيء والنطق المضاف اليه بعد وضوح كون مفهوم الشيء من الاعراض العامة لكافة المقولات وانواعها للزم ان يكون هذا العرض العام مقوما وداخلا في ذات النوع ، لبداهة دخول فصله في حقيقة ماهيّته ، فاذا كان فصله مركبا من مفهوم الشيء والنطق كان مفهوم الشيء داخلا في حقيقة النوع ، لانه جزء من فصله الذي هو جزء ماهيّته ، فيدخل العرض العام المعلوم خروجه عن ذاتيات الماهية في مقومات الماهية وذاتياتها. والى هذا اشار بقوله : «المشتق على ما حققه المحقق الشريف في بعض حواشيه بسيط منتزع عن الذات باعتبار تلبسها بالمبدإ واتصافها به» لأن المبدأ حيث لا يمكن حمله على الذات اللاحق لها بنفسه ، لوضوح ان النطق أو الضحك أو الكتابة لا يصح حملها بانفسها ، فلا يصح ان يقال : الانسان نطق أو ضحك ، أو زيد كتابة وانما يصح الحمل بطريقين :
الاول : ان يضاف لها ذو فيقال : الانسان او زيد ذو نطق ، او ذو كتابة.
الثاني : ان يحمل بواسطة الاشتقاق فيشتق من النطق الناطق ، ومن الضحك الضاحك ، ومن الكتابة الكاتب ، ليحمل على من تلبّس بهذه المبادئ.
فالمشتق مفهوم انتزع من الذات باعتبار المبدأ الذي لحقها وتلبست به ، ليصح حمل ذلك المبدأ عليها ويكون وصفا محمولا عليها وهو بسيط «غير مركب» لعدم صحة كونه مركبا «وقد افاد في وجه ذلك» أي في وجه كونه غير مركب ، لأن التركيب اما من المفهوم أو من المصداق ، ولا سبيل الى الأول لوضوح «ان مفهوم الشيء لا يعتبر في مفهوم الناطق مثلا» لانه لو اعتبر مفهوم الشيء في مفهوم الناطق فان معنى اعتباره فيه كونه جزء من مفهوم الناطق ، ولا يصح هذا الاعتبار «وإلّا لكان العرض العام» أي الشيء الذي هو من الاعراض العامة «داخلا في الفصل» المقوم للحقيقة ، فيلزم تقوم الذات من عرضها العام ، ولا يعقل ان يكون المقوم