.................................................................................................
______________________________________________________
فاجاب عن الايراد شارح المطالع : بان التعريف بالمفردات انما يكون بالمشتقات كالناطق والضاحك. والمشتق وان كان في اللفظ مفردا ، إلّا ان معناه شيء له المشتق منه ، فيكون من حيث المعنى مركبا. فاورد عليه المحقق الشريف : بان المشتق معناه بسيط لا مركب.
ويمكن ان يورد على شارح المطالع مع تسليم التركيب ، والغضّ عما اورد عليه الشريف من كون المشتق بسيطا : ان هذا التركيب لا يدفع ايراد القوم على التعريف المذكور ، فان المفرد وان انحل الى شيء له المبدأ ، إلّا انه ليس هذا الّا انحلالا بعد تعمل من العقل وإعمال الدقة ، وليس هو من ترتيب امور لتحصيل غير الحاصل ، فان المفهوم من ترتيب امور ترتيب استلزامات تدل على غير الحاصل. ومن الواضح انه لا يفهم من المشتق المفرد ترتيب استلزامات تؤدي الى غير الحاصل.
وعلى كلّ فحاصل ما اورده الشريف : هو ان المشتق ليس مفهوما مركبا ، لأنه إما ان يكون مركبا من مفهوم الذات ، أو الشيء ـ اللذين هما من الاعراض العامة العارضة للمقولات باجمعها ـ ومن النطق ، أو يكون المشتق مركبا من مصداق الذات ، أو الشيء : أي ان الواضع ـ مثلا ـ لم يرد مفهوم الذات بما هو مضافا اليه النطق بل اراد ما يصدق عليه الذات أو الشيء بنحو الوضع العام والموضوع له الخاص ، فيراد من الناطق ـ مثلا ـ هو مصداق الشيء المضاف له النطق ، وحيث ان المصاديق لا يمكن ان تتصور بذاتها فلا بد من تصورها بالمفهوم العام لها وهو الشيء أو الذات.
وبعبارة اخرى : ان الواضع للناطق وضعه للنطق المضاف الى ما يصدق عليه الشيء ، او الذات.
فان اريد الاول : وهو كون المشتق مركبا من مفهوم الشيء والنطق.
يرد عليه : انه لا يعقل ذلك ، لان الناطق هو الفصل المقوم للجنس وهو الحيوان وجاعله نوعا من انواع الحيوان الذي هو الانسان. والفصل من ذاتيات النوع وأحد جزئيه المتقومة منهما ماهيته المركبة : من جنسه وفصله ، ولذا يذكر في مقام تعريف