ضمن ثلاث تسبيحات وان لا يكون له وجود مستقل كالخط القصير في ضمن الخط الطويل.
وبكلمة أخرى ان التخيير انما يكون بين الأقل بشرط لا ، والأقل بشرط شيء ، أي بين الأقل بحده والأكثر كذلك ، ووافقه المحقق النائيني (ره) (١).
وفيه أولاً : ان التقييد بشرط لا ، لا يدفع المحذور الذي اورد على التخيير بينهما ، وهو ان الأقل يوجد دائما قبل الأكثر فيسقط الواجب فلا يتصف الزائد بالواجب ابدا : إذ المحذور انما يرتفع إذا كان التباين خارجيا لا عقليا والتقييد به يوجب التباين العقلي لا الخارجي ، ـ وبعبارة أخرى ـ بعد الاتيان بالاقل وتحققه ان كان الاتيان بالزائد واجبا كان الاكثر واجبا تعينيا ، والا خرج عن كونه واجبا ، ولا محصل للقول بانه ان أتى به يتصف بالوجوب واما قبله فلا وجوب فتدبر ، نعم ، لو قيد الأقل بقيد آخر ، صح التخيير كما في القصر والإتمام لكنه خارج عن التخيير بين الأقل والأكثر بالبداهة.
وثانياً : ان الالتزام بتقييد الأقل بذلك لا ريب في كونه خلاف ظاهر الادلة ، ورجوعه ، إلى التخيير بين المتباينين لان الأقل بشرط لا يباين الأقل بشرط شيء والتصرف فيما ظاهره التخيير بين الأقل والأكثر بذلك ، وحمله على خلاف ظاهره ، ليس بأولى من رفع اليد عن ظهور الامر بالأكثر وحمله على الاستحباب بل الثاني اولى كما لا يخفى.
ثم انه قد انقدح مما قدمناه انه لا يمكن حل الإشكال بلحاظ فردية الاكثر
__________________
(١) أجود التقريرات ج ١ ص ١٨٦ وفي الطبعة الجديدة ج ١ ص ٢٦٩ (تتميم).